وَوْرْث البحيرة التي يتحلّق حولها...

27 ديسمبر 2012

في جنوب النمسا ثمة أرض تغمرها بحيرات استقت زرقتها من نقاء الثلوج المتدحرج ماؤها العذب من جبال الألب الجنوبية.
إنها منطقة كارينثي Carinthie التي تحضن أكبر بحيرات جنوب النمسا وورث Worth.
هنا في هذه المنطقة الخلابة سكنت القصور الباروكية في القرن التاسع عشر بعدما كانت تنتشر على ضفافها السبخية بيوت الريفيين المتواضعة لتتحوّل في منتصف القرن التاسع عشر وبعدما امتدت فيها شبكة القطارات إلى منطقة اصطياف نبلاء فيينا.

هنا في محيط بحيرة وورث Worth وأرجائها لا تزال نوستالجيا صدى حفيف فساتين كونتيسات ودوقات يتمايلن بخفر خلال رقصة فالس في ليلة صيف مقمرة.
وتحت فضاء مزخرف بالطبيعة الخلابة تتناثر على ضفاف البحيرة المدن الرئيسية، كرومبنفورد krumpenford وبورتسشاش Portschach  وفيلدن  أم ورثر سي Velden am Worther see  حيث لا تزال الحياة المخملية تتماهى مع ترف المنطقة المعروفة بمونتي كارلو النمسا.

وبحيرة وورث كبرى بحيرات منطقة كارينثي، تمتد على مساحة 16 كيلومترًا مربعاً وتعرف أيضًا  بريفييرا النمسا. كلانغفورت، عاصمة كارينثي، تحضن كل الفرح، فوسطها التجاري الذي يمكن الوصول إليه سيرًا على القدمين يدهش الزائر بالمدينة العتيقة الغريبة في هندستها، وبقصورها الداخلية المتميّزة بقناطرها، وأروقتها الكثيرة.
وفي ساحة Neuer paltz حيث يقف مجسم الإمبراطورة ماري-تيريز يقف نبع التنين Linwurm الذي يزيد الساحة أبّهة.

وليس بعيدًا عن كلانغفورت تمتد منطقتا فلدن وبورتشاش المحطتان الساحليتان على طول البحيرة وتشتهران بنمط الحياة الصاخبة والسهر.
فهنا تشعر بأن الزمن توقّف وبأن الدولتشي فيتا أو الحياة المخملية حاضرة بكل معانيها وإن اختلفت في أساليب حضورها عما كانت عليه في القرن التاسع عشر.
وزيارة بلدة ميلشتات Millstat  بديرها لابد منها خصوصًا شجرة الزيزفون المعمّرة، وعلى مسافة بضعة كيلومترات بلدة Spittal an der Drau التي تجذب السياح بمتنزهها وقصرها بورسيا Porcia المشيد بنمط عصر النهضة، كما المدينة العتيقة بمحطتها العلاجية Warmbad Villach التي تنطلق منها طريق الجبل نحو Villacher Alpenstrasse حيث المناظر الخلابة تخطف الأنفاس.

 في هذا المحيط الطبيعي الخلاب والمناخ النقي، يقع مركز «فيفا ماير» للطب الحديث، أحد أهم المنتجعات العلاجية الطبيّة الموجودة عند إحدى ضفاف بحيرة وورث الذي يستقبل مرضى الحساسية والأشخاص الراغبين في الاستمتاع بحياة صحية دائمة من خلال العلاجات الناجعة مع الأمراض التي يتعذر على الطب التقليدي التعامل معها.

ويستند «فيفا ماير» في فلسفته إلى المفاهيم العلاجية للسيد «إف إكس ماير»، المرتكزة بشكل خاص على إعادة تنشيط الخلايا وأساليب الطب الوقائي.
وتعتبر تمضية بعض الوقت في مركز «فيفا ماير» في حد ذاته أفضل استثمار لصحة الفرد ومظهره، كما أنها تجربة تغيير إلى الأفضل تستحق العناء بفضل ما ينفرد به المركز من خبرات ومعارف تقليدية مع التحسين المستمر في مفاهيم الصحة الشاملة والتي تحقق نتائج تستمر لفترات بعيدة المدى.

تركز علاجات المركز على أهمية الهضم الجيد باعتباره عنصرًا مهمًا لصحة الجسم، ولذلك يحرص د. «هيرالد ستوسير» على نشر المفاهيم الأصلية لعلاجات «ماير» الكلاسيكية بهدف إعداد مفهوم حديث لطب «ماير» لتشجيع ونشر أفضل مستوى صحي.
وتمثل إزالة السموم من الجسم العنصر الجوهري لأي برنامج علاجي في مركز «فيفا ماير» إلى جانب التركيز على جوانب الراحة وتخليص الجهاز الهضمي من أي متاعب مع التوعية بعادات الطعام الصحية.

يعمل د. ستوسير  والطاقم الطبي المساعد له على علاج أمراض الحساسية، والمتاعب الناشئة عن عدم تحمل تناول مأكولات معينة، ومتاعب الشيخوخة، وتحسين نوعية الحياة بشكل عام. 

ويتميز برنامج العلاج في مركز «فيفا ماير» بأنه متوافق مع الاحتياجات الشخصية ويجمع بين العلاج والترفيه، بما يتناول مجموعة واسعة من المشكلات والمتاعب الصحية المحددة، من المتاعب المرتبطة بالإجهاد والتوتر وأنواع الحساسية المختلفة والخصوبة والسكري، هذا بالإضافة إلى نظام غذائي صارم لفقدان الوزن هذا بالطبع إلى جانب أنشطة المركز المتنوعة في إزالة السم من الجسم مع التركيز في المقام الأول على تحقيق أفضل مستوى من الصحة البدنية.


 فيفا ماير وعلاج الحساسية بإبطال مفعول الهستامين

عام 2009، كان تركيز مركز «ڨفيفا ماير» منصبًا في المقام الأول على برامج جديدة لعلاج الحساسية الذي يعتبر مشكلة تزداد بمعدلات مخيفة من خلال التعامل مع الهستامين، والذي هو مركّب أميني أحادي حيوي فعّال ينتج من فعل إنزيمات بكتريا براز الإنسان والحيوان على المواد البروتينية.
كما يمثل الهستامين أحد الأسباب الرئيسية لأنواع مختلفة من الالتهابات، وتزايد نسبته في الجسم تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية.
وقد يلعب الهستامين دورًا في الانتشار المتزايد لمتاعب عدم تحمل تناول أنواع معينة من الأطعمة.

وينتج الهستامين نتيجة للتحلل البكتيري، وتعمل معالجات الغذاء على الاستفادة من هذا التحلل البكتيري.
ويتكون الهستامين، على سبيل المثال في تصنيع منتجات غذائية «قديمة» مثل الجبن، والمشروبات الكحولية، واللحوم المدخنة، والعديد من الأطعمة الأخرى. فتصنيع هذه الأغذية يستغرق وقتًا طويلاً، وكلما طالت فترة التصنيع، زادت نسبة الهستامين فيها.
كما ينشأ الهستامين كذلك بشكل غير مقصود عند فساد الأطعمة وتعفنها، وهو ما يجعل محتوى الهستامين مؤشرًا للطعام الطازج، والصحي، والتخزين السليم.

ويحدث عدم تحمل الجسم للهستامين عندما تكون دفاعات الجسم ضعيفة للغاية بحيث لا تتمكن من التعامل مع نسبة الهستامين التي تدخل الجسم. وقد يحدث ذلك نتيجة لما يلي:

تناول كميات كبيرة من الأطعمة المشتملة على الهستامين.
نقص الكالسيوم أو النحاس أو فيتامين بي6، أو فيتامين سي أو الزنك أو عناصر أخرى.
النمو الزائد للفطريات أو الطفيليات في القولون.
إجهاد الجهاز الهضمي بسب عادات الأكل غير السليمة.


الحساسية - مرض المجتمع الحديث

تشير الإحصاءات إلى أن فردًا واحدًا من كل اثنين، حتى 70% من المصابين بمرض مزمن، يعانون حساسية غير معلنة لأنواع معينة من الأطعمة. وتشهد أمراض الحساسية انتشارًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم.
ويبدو أنه من المتعذر على البشر التكيف مع الأجواء والبيئة التي يتسببون في إيجادها وأن بركان الحساسية سرعان ما سينفجر.
كما يشهد العالم تناميًا ضخمًا في معدلات التلوث البيئي، وفي المواد الكيميائية، والمجالات الصناعية والتربية والمياه والأطعمة كذلك.
وهذه الملوثات والمواد الكيميائية تضعف الجهاز المناعي للإنسان، كما أنها تسبب متاعب لأجهزة الهضم والإخراج.