منزل جوزف إستانبولية في حلب...

موزاييك, أثاث, أسياخ شوي خشبية, كلاسيكية , كريستال, تصميم أزياء, الهندسة الداخلية, قاعة /صالة / غرفة جلوس, تصميم ديكور, فخامة المساحات, حجر الأساس, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, بيانو, ديكور عصري, نافورة ماء / مياه, فاخرة, حوض السباحة, تصاميم هندسية, تص

08 مارس 2011

إذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فإن الفرادة هي عنوان منزل جوزف إستانبولية في حلب. ليس ما يضارعه فخامة في تلك النواحي، ولا شيء يشبهه من حيث الإبتكار في التصميم الخارجي والتميّز في رسم الخطوط الهندسية الأخّاذة. خطوط متناسقة حيناً وغير متناسقة أحياناً، ومنعتقة من كلّ إطار نمطي في كلّ حين.
إنه قطعةٌ من حلم على الأرض، وجزءٌ من خيال ألمعيّ يأبى التقوقع في قوالب جاهزة وجامدة، ويتوق إلى الإبحار في آفاق لا حدود لها ولا سدود.
والواقع أن هذه المنطقة الراقية المستحدثة في حلب فرضت طابعاً خاصاً من المنازل، ولا سيما في هندستها الخارجية، إستكمالاً لسيمفونية الجمال المتردّدة أصداؤها في تلك البقعة.  فلا عجب إذاً أن يصدح الجمال من الخارج والداخل معاً.


ليس غريباً أن يتسّم هذا المنزل بلمسة فريدة بما أنّ المالك مهندس بناء ويعمل أيضاً في الهندسة الداخلية. وليترك السيد جوزف إستانبولية لمسته الخاصة والفريدة على منزله، فقد هدمه بعد شرائه وأعاد بناءه مقسماً أجزاءه كما يراه مناسباً، ليقيم فيه وعائلته بما يلائم طريقة عيشهم.

وعلى غرار الهندسة الخارجية التي أتت مزيجاً من الكلاسيكية بنفحة عصرية، هكذا أتى الداخل، إذ احتفظ المالكان بجزء من أثاث منزلهما القديم.
وقد أضافا قطعاً نادرة وفاخرة زادتها رحابة المكان تألّقاً وجمالاً.

وقبل التأمل في الأجزاء الداخلية، لا بدّ من التوقف عند الهندسة الخارجية التي امتزجت فيها الخيوط الشرقية والغربية. الشرقي تجلّى خصوصاً في النوافذ والأبواب في شكلها المقبّب، حيث لعب الحجر الأصفر دوراً كبيراً في إظهار جماليتها.

وقبل الدخول أيضا لا بدّ من التوقف عند نافورة الماء التي زيّنت الحديقة وأنعشتها، خصوصاً في فترة الصيف، وقد صمّمت بحجر مميّز ومعروف في حلب بأنّه يستخدم في القصور الحلبية العريقة للزخرفة، ويسمّى "البقدونسة".
وتميّزت هذه النافورة أيضاً بمستوياتها الثلاثة، حيث تدفقت المياه من فم سبع من الحجر المحفور، لتصبّ في أوّل حوض ثم في الثاني.
المنزل الفسيح يمتدّ على أربع طبقات. الطبقة السفلية مخصّصة لحوض السباحة، وخلفه مطبخ وحديقة تحيط بالمنزل وتنفتح عليها أجزاء هذه الطبقة.
أما الطبقة الثانية فمخصّصة للإستقبالات حيث الصالونات وغرفة الجلوس وغرفة الطعام، وقد امتدت على ثلاثة وعشرين متراً طولاً وثمانية أمتار عرضاً. وفي هذه المساحة إمتزجت فعلاً العصرية والكلاسيكية، بحيث اتّسم الصالون وغرفة الطعام بالكلاسيكة، واحتفظ المالكان بأثاثهما من منزلهما القديم، أما غرفة الجلوس فعصرية الطراز.

الصالون المغلق طغى عليه اللون الأبيض والفضي، وهو من طراز لوي فيليب، أعاد المالكان إليه رونقه من خلال تغيير قماشه الذي اقترب من العصرية.
وكثرت هنا المقاعد المنفصلة التي توسّطتها طاولات مربّعة من الخشب وحجر الغرانيت.
واللافت في هذا الجناح أنّه رغم رحابة المكان لم تكثر فيه المقاعد، بل وضعت بخفر.
الصالون الثاني لافت في تصميمه. فقد طغى عليه الخشب المحفور بخيوط منسقة، لم يغط أعلاه بالقماش، ومقاعده فقط من القماش باللون القرميدي، ومنه ندلف إلى غرفة الطعام.

تبقى سيمفونية الجمال ناقصة من دون آلة البيانو، لذا خُصّص لها ركن هادئ فاصل بين الصالونين. ومن هنا إلى غرفة الطعام التي لم تشذّ عن قاعدة الكلاسيكة، ولكن البسيطة التصميم. ولا بدّ للأجواء الفاخرة أن تتلازم مع ثريات كريستال أحاط بها كورنيش من الجفصين انبعث منه الإنارة أيضاً.
كما تلازمت الأجواء الفاخرة مع ستائر من الحرير إنسدلت على الجدران مضفية رونقاً خاصاً.
باب من البلّور يطالعنا بعد الصالونات ويقودنا إلى عالم العصرية حيث غرفة الجلوس، التي طغى عليها اللونان الأبيض في القماش الجلد للمقاعد والأحمر من خلال السجادة العصرية التي امتزج فيها الأسود والأحمر والأبيض، على خلاف سجاد الصالونات الذي أتى مزيجاً من الأصفهاني والكاشان والنايين والأفغاني.

ولإضفاء أجواء خاصة، احتلت زاوية غرفة الجلوس مدفأة من الحجر الأبيض. كثرت في هذه الجلسة الأبواب والنوافذ التي انسدلت من أمامها الستائر باللونين البني والأسود.

في هذه الطبقة أيضاً المطبخ العصري الذي اتسم بألوانه الزاهية، وازدان بالخزائن من الخشب الابيض، أما الغرانيت فهو باللون الأزرق تداخل معه الأبيض.
كما أن الطاولة لونها نيلي ارتفعت حولها المقاعد من الخشب الكرزي. وإلى جانب الألوان الزاهية اتسم المطبخ بكبر مساحته، وزادته الالوان الزاهية رحابة.
وبالإنتقال إلى الطبقة الثانية حيث غرف النوم، ترافقنا البساطة والكلاسيكية في التصاميم، وقد احتفظ المالكان بغرفة النوم من أيام زفافهما، وأعادا إليها تألّقها مجدداً.
وقبل المغادرة لا بدّ من التوقف في غرفة الإستقبال حيث كونسول من الخشب تعلوه مرآة إطارها مزخرف تعود إلى مئتي سنة، حافظ المالكان عليها وأعطياها أهمية بحيث أنّها أول ما يطالع الزائر.
وفي الختام قاعة الإسترخاء تنادي أفراد الاسرة إليها، فلحوض السباحة حصة كبيرة إذ اعتنى به المالكان بما أنّهما يهويان السباحة ، وإلى جانبها جاكوزي بشكله الدئري المتناسق مع الحوض المستطيل، يستعمل صيفا وشتاء لكونه موضوعا في الداخل، لكنّه يطل على الحديقة. وانبعثت الإنارة فوق حوض السباحة من الجفصين وتزيّنت جدرانه بحجر الموزاييك، لتكتمل بذلك مواصفات الجمال والراحة في هذا المنزل.