منزل يعكس رغبات مالكَيه

تلفزيون الآن, الأرائك, المطبخ اللبناني, جبنة الفيلادلفيا, قاعة /صالة / غرفة نوم, زخرفة داخلية, طبيب الجلد, العطر , بيانو, مهندس ديكور, قاعة /صالة / غرفة المدفأة, منزل لبناني, كونسول خشبي, مادة الكروم, الصالونات, نظام التدفئة

08 نوفمبر 2011

أكثر ما يتوق إليه المرء عندما يصمّم منزله أو يؤثثه أو حتى يتصوره، هو أن يشبهه، أي أن يرى نفسه في كلّ تفاصيله. وإذا شعر بأن ما يحيط به ليس مرآة لذوقه وميوله، فسيعتبر نفسه غريباً وفي غير موضعه.
هذا هو الجانب الذي يوليه المهندس فوزي فغالي الإهتمام في كلّ أعماله، فيصمّم للمالك ما يشبهه ولا يحاول فرض نمطه هو، بل يضفي على ما يطلبه صاحب البيت خيوطاً جمالية ولمساتٍ براقة، كمن يضع العنوان المناسب لقصيدة ملؤها الصور الجميلة.

راحة نفسية بإمتياز شعور يتولّد تلقائياً لدى زائر هذه الفيلا. خيوطها واضحة ومتقنة، ناصعة البياض وزاهية بالألوان الفرحة، وقد واكبت بطرازها كلّ الأذواق والعصور.
وحرص المهندس فغالي على أن يتلاءم تصميمه وأذواق الأولاد ليستقبلوا فيه أصدقاءهم، وكذلك ذوقي والديهم، فصنع مزيجاً من العصرية والكلاسيكة.
الخيوط الواضحة والمتناسقة رافقتنا على إمتداد الطبقات الثلاث ضمن مساحة 750 متراً مربعاً.
وعمد المهندس إلى إبراز المساحة الكبيرة من دون أن يشغلها بأثاث وأكسسوار كثيرين، وإعتمد الأشياء الأساسية المكمّلة للديكور.
أوّل ما يطالع الزائر رواق مستطيل جداره من الحجر الإيطالي الفاخر المعروف بال«ترافيرتينو»، هو نفسه المستخدم للأرض، لكنّه معتّق.
وقد أضاءته إنارة زرعت في الأرض على طول الجدار. عندما تضاء في الليل تبعث شعوراً يوحي الفخامة والدفء معاً.
الحجر على الجدار تكرّر في أكثر من ركن، خصوصاً على جداري الصالون الرئيسي، وقد أخفى المدفأة على أحد الجدران بطريقة فنية توسطّت خزانتين من الخشب ضمتا مدفأتين، واستلقت على رفوفهما مجموعة من قوارير العطر التي تهوى المالكة جمعها من أسفارها العديدة.
وعلى وسط حائط المدفأة تزيّن الحجر بدوره بلوحة زيتية تجسّد الغابة، للرسام جان أيوب الذي توزّعت له لوحات عدة في أرجاء المنزل.
شغل ركن المدفأة مقعدان مستطيلان متقابلان من الجلد البيج، ركائزهما من الستينلس كما ركائز الطاولتين المربعيتن في الوسط من الستاينلس المحفور، تماشياً مع المقعدين.
أما الطاولتان الملتصقتان فهما مصنوعتان من رخام «بورتورو»، استلقت عليهما مجموعة من قطع الكريستال توزّعت بطريقة متناسقة إلى جانب الورود التي أضفت لمسة فرحة على هذا الركن الدافئ، وهي تشبه في الشكل واللون الورود المنطبعة على القماش الحرير للأرائك.
وخلف المقعدين على الحائط كونسولان مستطيلان استلقت عليهما مصابيح من الفضة وكادرات صور ضمّت أفراد العائلة.
الصالون المقابل الذي يقع في الوسط، من المخمل اللماّع تطعّم باللون البنفسجي في الأرائك وفي المقعدين الصغيرين المنفصلين من الحرير البنفسجي المزدان برسوم.
وفي وسطه طاولتان بالشكل البيضوي ذاته، مصنوعتان من رخام «شيراز» وقاعدتهما من اللون الذهبي.
وخلف هذا الصالون غرفة الطعام، وكأنها قابعة في ركن خاص بها، حيث يقلّ ارتفاع السقف عنه في الصالونات التي ارتفع سقفها مرّتين أكثر. وندخل هذا الركن عبر إطار من الجفصين.
طراز غرفة الطعام مثل الصالونات من النيو كلاسيكي المبتكر، وهي عبارة عن طاولتين منفصلتين من الحجم ذاته، طغى عليهما اللون الأسود اللمّاع للخشب، وقاعدتهما من الكروم، وقد ارتفعت حولهما مقاعد وثيرة من القماش المرقّط باللون البيج. وفي وسط كلّ طاولة تربع شمعدان من الفضة تماشى مع اللون الفضي لركائز الطاولتين.
جدار غرفة الطعام أيضاً من الرخام، تزيّن وسطه بمرآة إطارها من الخشب نفسه للطاولات. وإلى يمين المرآة ويسارها مربّعات من الخشب أخفت خلفها جهازي التدفئة الكهربائيين.
بالبراعة نفسها ينتقل المصمم الى غرف النوم حيث تنفتح أمامنا مساحة من البساطة والهدوء والحياة في آن واحد.
أربع غرف تنوعت ألوانها بين الابيض والاسود الكلاسيكيين، والأخضر والأزرق الزاهيين، والبني والبيج الهادئين، والليلكي الحالم.
ولكل غرفة ستائرها المميزة وأكسسوارها وإنارتها المنسجمة مع اللون. وشكّل فيها القماش على الحائط ركيزة أساسية انطلق منها لتصميم الغرف، وتراوح في كلّ غرفة بين المقلّم الناعم والمطبوع بالورود والموحّد الذي لم تدخل إليه الزخارف.
أما المطبخ المستطيل والأنيق، فقد اكتسى اللون الأبيض من الريزين، وازدان بالخشب الفاتح الذي يخفي خزائنه الكثيرة، ورفل بحلة جميلة من الكروم تجلت في الثلاجة والفرن الكهربائي والمايكروويف.
وضّم المطبخ في خزائنه الكثيرة دروسوار غرفة الطعام الذي وضعت فيه الأواني الخاصة بها فترك المهندس المساحة في غرفة الطعام للطاولتين والمقاعد.
الطبقة الأرضية المطلة على الحديقة مخصّصة لحوض السباحة وجناح خاص بالتسلية. وتتوافر فيها كلّ وسائل الراحة وخصوصاً غرفة الجلوس بمقاعدها الوثيرة، حيث إرتدى جدار التلفزيون فيها الحجر الداكن اللون الذي أضفى دفئا وحميمية على الجلسة المفعمة بالأجواء الفنية بوجود آلة البيانو المخصصّة للأولاد.
هذا نموذج من عمل المهندس فغالي الذي خصّ به منزل شقيقته في الرابية قرب بيروت ليخرج بأبهى حلّة.