التخزين والترتيب...

أكسسوارات, قاعة /صالة / غرفة طعام, ديكور عصري, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, طريقة التخزين, الديكور الداخلي, الديكور الحديث, قاعة /صالة / غرفة الحمام, ترتيب الملابس / الثياب

15 مايو 2012

الشقق الصغيرة التي أصبحت سمة العصر الحديث، فرضت متغيرات ومسارات تفكير جديدة

لا يمكن أحد تجاهل التغييرات التي فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة، ليس على مستوى السلوكيات والممارسات فحسب، وإنما أيضاً على مستوى انماط المعيشة وطرقها.
في المدن المزدحمة بكل شيء، تبرز المساحات كمسألة تشكل في أبعادها إحدى المعضلات التي تواجه السكان.
فالشقق الصغيرة التي أصبحت سمة العصر الحديث، فرضت بدورها متغيرات ومسارات تفكير لم تكن معروفة في عهود ماضية.
ولعل من أبرز مظاهر هذه المتغيرات، الحاجة الماسة والحيوية الى ابتكارات تستجيب لمتطلبات المساحات المحدودة، وتعالج المشكلات الناجمة عنها وتوفر الحلول اللازمة والمناسبة.
ذلك أن عبء التخزين والترتيب، في المساحات المحدودة يشكل الهم الأكبر للساكنين، وعليه فإنه من الضروري البحث عن حلول وظيفية وجمالية، تراعي المكان ولا تكون على حساب أبعاده.
وهكذا تبدو المسألة خاضعة لاعتبارات عديدة، ومفتوحة على مروحة واسعة من الأفكار الخلاقة.
فالاستعانة بأعمال المصممين ومهندسي الديكور، لا تقف عند حد معين.
كذلك الاستماع الى إرشادات المحترفين والهواة يشكل فرصاً مناسبة تتيح الوصول الى حلول موضعية تراعي ظروف كل مكان على حدة، وتأخذ في الاعتبار الاحتياجات الخاصة لكل فرد.
على أن الحلول المطلوبة، لا ينبغي أن ينحصر البحث عنها في المساحات الأفقية، بل يجب أن يشمل المساحات العمودية، حيث يمكن أن توفر الجدران إمكانات كبيرة لابتكار أماكن للتخزين، من خلال معالجات مدروسة لدعم العامل الجمالي الى جانب العامل الوظيفي.
فبالإضافة الى الخزائن والرفوف بأشكالها التقليدية، فإن التوقعات مما يمكن أن تتيحه الجدران في هذا المجال لا حدود لها.
وتوفر التصاميم الحديثة في مجال الأثاث المنزلي، فرصاً رائعة للاستفادة من كل متر من مساحة الشقق الصغيرة.
بل إن هذه التصاميم والمبتكرات تعلن، من خلال تقديماتها المتعددة والمتنوعة والتي تناسب كل المساحات والاحتياجات والأذواق، عن نهاية القلق الذي يولده ضيق المساحات، والحاجة الملحة الى التخزين والترتيب.
وفي نهاية الأمر ينبغي ألا تضيف هذه المسألة، أعباء جديدة - مادية أو عملية - على أصحابها. ولذلك فإنه من الضروري أن ينطلق التفكير بداية مما هو موجود بين أيدينا وتحت سقوف شققنا.
وتأمل الأثاث الموجود قد يتيح لنا فرصة ذهبية للخروج بأفكار توفيقية، تلبي الحاجة وتوفر علينا الكثير من الأعباء والمشقات.
على أنه ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا أهمية التنبه الى الناحية الجمالية أيضاً وما يمكن أن تضيفه الى المكان من مناخ مميز وحضور مبهج... وبعيداً عن صالات عرض الأثاث التي توفر الحلول الكاملة للتخزين والترتيب في المساحات الصغيرة، فإن إبتكار طاولة منخفضة من الخشب - مثلاً - بتشكيل قاعدة لها من علب مكعبة ومفتوحة، يمكن رصف الكتب وبعض الأشياء داخلها واستعمالها كمكتبة، يشكل حلاً لا يقل أهمية عن صياغة غرفة للملابس بواسطة حواجز وأرفف من الاسمنت المسلح، حيث تثبت في داخل كل قسم منها أنابيب معدنية لتعليق الملابس، في حين يستخدم سطحها لترتيب الاكسسوارات أو لتخزين البياضات والمناشف وغيرها.
كما أن تحويل ركن الى خزانة تستخدم كمكتب أنيق، وتستوعب - عند إنتهاء العمل- كل التجهيزات الالكترونية من كمبيوتر وطابعة ومستلزماتهما، لا يقل أهمية عن تحويل مدفأة قديمة خارج الاستخدام الى مكتبة بأرفف ملونة تستوعب الكثير مما تزخر به الصالة.
ولا شك بأن خيار الألوان ينبغي ألا يستبعد في مثل هذه العمليات نظراً لما يوفره من حلول جمالية وبصرية لا يمكن تجاهلها.
حيث يلعب الطلاء بالألوان دوراً رئيسياً في تبرير التغييرات المطلوبة، ومنحها مشروعية وظيفية وجمالية بالغة الأهمية.
ولا بد أيضاً من التنبه الى أهمية اختيار المواد في عمليات البحث عن حلول للتخزين والترتيب في المساحات المحدودة.
حيث مسألة الانسجام والتناغم تحددها خياراتنا من المواد، والتي ينبغي أن تكون متناغمة مع بقية الأثاث الذي يشغل المساحة، وبالتالي لكي تبدو امتداداً طبيعياً لقطع الأثاث وطرزها.
ولا شك فإن الأخشاب والمعادن تلعب دوراً كبيراً في تشكيلات هذه الحلول.. غير أنه لا ينبغي اهمال الجلود والزجاج وأيضاً الأقمشة في بعض الحالات المحددة.
كذلك فإن الامكانات الكبيرة التي يوفرها الباطون المسلح، بأنواعه وألوانه وملامسه، يمكن إستثمارها في اجراء تغييرات هيكلية داخل المساحات المحدودة، لكسب توزيعات جديدة لم تكن موجودة في الأصل.