المهندس نيكولا اوبانياك...

أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, خشب مزخرف, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, ديكور عصري, أثاث عصري, مهندس ديكور, خشب منحوت, الديكور الداخلي, طاولة خشب, قاعة /صالة / غرفة مكتب

05 ديسمبر 2012

رهان على التجديد والإبداع بحلة عصرية رصينة تتجاوز في صياغاتها وتركيباتها كل الرؤى والمظاهر المألوفة، نجدها  في الأجواء الجديدة التي تطبع مبتكرات المهندس الزخرفي  ومصمم الأثاث والاكسسوارات  نيكولا اوبانياك.
تصاميمه تشبهه، بروحيتها العصرية الحديثة واناقتها الطبيعية وحضورها القيّم الجميل الذي يخفي بين مظاهره البسيطة ملامح تراثية اصيلة، تمتد جذورها في التاريخ من العشرينات لتبلغ عصر النهضة في القرن السابع عشر.
عصور يروق لأوبانياك ان يتنزه في حدائقها، ليعود منها بباقات افكار وصور مضيئة من ذلك الماضي الساكن دائما في دفء مخيلته.
لا يعني ذلك أنه «ماضويّ» يسير عكس الحداثة، بل هو دون أدنى شك ينتمي الى تلك الفئة من المصممين الزخرفيين الذين يعيشون على ايقاع مشاعرهم واحساسهم الخاص بالزمن.
هذا الإحساس الذي ازداد تجليه عقب رحلة له الى قصر الحمراء في اسبانيا، والتي كان لها تأثيرها على اعماله وتصاميمه الزخرفية...

إنها الرحلة التي اكتشف فيها الشرق من خلال هذا القصر الذي بدا له من الخارج، منغلقاً داخل جدران متواضعة، غير أنّ نظرةً منه الى الداخل قلبتْ عنده الموازين والرؤية، حين وجد المكان مدهشا في حيوية زخرفته، وجمال جدرانه الملبسة بالسيراميك والصدف الوامض، المتناسق مع سقف من الخشب المنحوت المزخرف بالألوان.
فقبة السقف تلك، المقوّسة والمزخرفة بشكل رائع  بالجص المنحوت، وذلك التطعيم البارع بالرمادي والأبيض، والرصف المقطع بالرخام، كل ذلك كان له تأثير مذهل على أوبانياك في عالم الرؤية، وطغت على عقله وروحه مظاهر تلك المواد والاشكال والألوان.
وسرعان ما أدرك أن وراء كل هذا الكرنفال البصري، من الأشكال والمواد والألوان، قاسماً مشتركاً، وهو أنّ هذه العناصر المختلفة توحّدها الهندسة.
فمهما كانت المواد معقّدة أو الشكل معقداً، يتم تنظيم الأخير انطلاقاً من صورة بسيطة يمكن جمعها باساليب متعددة، دوائر، مربعات، مثلثات.
إنها الأشكال الهندسية الأساسية، والتي انطلاقاً منها يمكن تجميع  الكل بأساليب مختلفة، بحيث تتواجه أو تتطابق، تختلط، أو  تتضاعف  في الفضاء.
كل تصميم يرسمه نيكولا أوبانياك يحتوي على أسرار اللعبة الهندسية  التي تعمل مثل شيفرة سحرية تعطي الشكل اناقته اللطيفة وتحدد نسبه.
ونِسب الجمال في اللعبة الزخرفية تستند بشكل ما على هذه الأشكال الهندسية النقية بخطوطها اللازمنية والأساسية في الوقت ذاته.
من هنا نجد أنّ تصاميمه متفردة في خصوصية ملامحها، واسلوب صياغاتها اللطيفة التي تخاطب الحواس وتدغدغ العواطف وتقلب الأمزجة وتؤثّر إيجاباً على شتىّ الميول.
صحيح ان بعض تلك التصاميم وليد تأثيرات فنية أتت من الأزمنة العتيقة، إلا أنّها لا تلبس حلتها ولا تحمل شيئاً من الحنين لإستعادتها، هي فقط تُذكّرنا، ومن خلال بعض التفاصيل الجميلة، بأطياف محببة من ذلك التراث، وبمقاربات تؤكد مقياس انتمائها اليه واصالتها في الوقت نفسه.

ولد  نيكولا اوبانياك  عام 1971 في مدينة باريس، ونال ديبلومه من المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية والتطبيقية، ليبدأ نشاطه المهني عام 1997، بعدما افتتح مكتبا للدراسات الهندسية والفن الزخرفي والديزاين، بالشراكة مع دلفين رياد حيث قاما معاً بتصميم المشاريع الزخرفية الفاخرة وتنفيذها.

اضافة الى مجموعات فاخرة من الأثاث وعناصر الإضاءة، رفدت الكثير من المشاريع الزخرفية، كما اخذت مكانها في صدر المنازل الفخمة والشقق الراقية.
وقد كان لكل هذه الأعمال والمبتكرات دور كبير في اطلاق شهرة اوبانياك وتسويق انتاجه على المستويين المحلي والعالمي.
تكشف تصاميم  نيكولا أوبانياك وأجواؤه الزخرفية، عن مخزون ابداعي رائع، وقدرة فائقة على ابتكار المشاهد والأشكال بمظاهر بسيطة، وأجواء مشبعة بالأصالة والحيوية.

حيوية تشي بها كل تلك الهالات المدهشة التي تعبّر من خلال خطوطها البسيطة الرصينة والمتطورة، عن اجمل مظاهر الحداثة، المصاغة بمواد طبيعية خالصة مثل خشب الأبانوس، المعدن المطرق، الجلود، الرق، وجلد السمك المعروف بالغالوشا.
إضافة الى التطعيم بالصدف، والقش، والترصيع بأوراق الذهب.
فنيكولا أوبانياك يسعى دائماً لإستخدام المهارات الحرفية الفنية والمعمارية في ابداعاته لكي تكون على قياس ما يبتكره من أثاث وأكسسوارات لازمنية، بحيث يمكن استخدامها داخل إطار ديكور كلاسيكي، أو جنباً الى جنب مع قطعة أثاث تراثية قديمة أو داخل مشهد زخرفي حديث وعصري.
لا تغيب الأشكال الهندسية الأساسية من مربعات ومثلثات ودوائر عن تصاميم  أوبانياك، خصوصا في ما يتعلق بأكسسوارات الإضاءة  الفاخرة، لإدراكه أهمية تأثيرها.
فروعة التصميم تكمن دائما في خلفيته الهندسية، والتي منها تنطلق  جماليات اللعبة.
إنطلاقاً من هذه الخلفية بالذات، عندما يرسم أوبانياك عنصراً من عناصر الإضاءة يراه بالمنظار المعماري، ويعطيه ما يقارب الحجم، وما يماثل الأناقة نفسها، كعمود من الرخام، أو برج من الحجر.
كما انه عندما يرسم طاولة، يُحوّل سطحها الى سقف، وقاعدتها تصبح أعمدة لمعبد.

نيكولا أوبانياك، وهو يستدعي الأشكال الهندسية من خلال مبتكراته العصرية التي تؤشّر للماضي قريباً كان أم بعيداً، يطرح إبداعه، كمصمّم بالغ الحساسية، يحتاج دائماً إلى نفحة من ذلك الماضي، تعزّز لديه الشعور بالأمان، وتتركه على تماس مع رموز تزيد رونق تصاميمه واجواءها.
كما أنها تساهم في تقديم المفاجآت، وإثارة الفضول حول عالمه الحسي الغارق في الدهشة.