التحرّش الجنسي كابوس يطارد النساء
سلمى المصري, المرأة المصرية / نساء مصريات, تحرّش جنسي, شهادات حيّة, د. سامية خضر, د. فرخندة حسن, المجلس القومي للمرأة
31 يناير 2011نهى رشدي: سلبية البنات شجعت على انتشار التحرش
نهى رشدي هي صاحبة أول قضية تحرش جنسي حكم القضاء فيها بحبس المتهم ثلاث سنوات مع تغريمه ثلاثة آلاف جنيه.
تحكي عن حادث التحرش بها قائلة: «كنت عائدة من السفر أنا وزميلتي، وكنا نمشي في أحد شوارع مصر الجديدة، وإذا بسائق سيارة نصف نقل يخرج يده من السيارة، ويمسك «صدري» ويجذبني، فشعرت بالألم والإهانة، وأخذنا نجري خلفه أنا وصديقتي، حتى أوقفنا السيارة، وكان هناك شهود، وأبلغنا الشرطة، ورغم الصعاب والضغوط التي واجهتها، أصررت على استكمال القضية دفاعاً عن حريتي وكرامتي، وما أتمناه أن تتغلب كل فتاة على خوفها وترفض الصمت لأن السلبية هي التي شجعت على مزيد من التحرش».
جيرمين: المتحرش تتبَّعني حتى باب منزلي
أما جيرمين (23 عاماً) وهي مدربة سلوك أطفال، فلا ترى للتحرش سبباً حقيقياً إلا اختفاء منظومة القيم من المجتمع، وتقول: «لست مقتنعة بالأسباب الواهية التي يتشدق بها المتحرشون، من بطالة وكبت جنسي، بسبب عدم الزواج، فالجديد في الأمر أنه أصبح لدينا جيل جديد من الأطفال المتحرشين، أعمارهم لا تتجاوز الـ8 سنوات، إذاً فعلينا ألا ننكر أنه أصبح جزءاً من ثقافة المجتمع».
وتتابع: «المتحرشون باتوا أكثر جرأة، فقد كنت عائدة من عملي ليلاً في الشتاء الماضي ولاحظت شاباً يتبعني، ولم يكن يُخيَّل إليّ أن جرأته ستسمح له بتتبعي حتى باب المنزل، وما إن طرقت الباب بشدة، حتى فرَّ هارباً، مما أصابني بفزع ورعب شديدين».
لم يعد التحرش الجنسي ظاهرة محدودة تحدث مع فئة قليلة من الناس في فترات متباعدة، وإنما أصبح كابوساً يطارد النساء، في كل وقت وكل مكان، لا فرق بين الليل والنهار، وبين الهدوء والزحام ويطال الفتاة الصغيرة والمرأة الكبيرة، إنه كابوس يطارد الجميع، وصمت المرأة وخوفها من نظرة المجتمع إليها، إذا ما أبلغت عن تعرضها للتحرش، يشجعان على تمادي المتحرشين في أفعالهم. لقد أصبح المطلوب أن تتخلى المرأة عن خوفها وصمتها، وتخوض المواجهة بجرأة، لتتخلص من هذا الكابوس.
«لها» تفتح ملف التحرش الجنسي، وترصد أشكاله، وتناقش أسبابه، وتبحث عن الحل.
دراسة حديثة: 91٪ من المصريات تعرّضن للتحرش و62٪ اعترفن به
- يعترف الرجال بممارسة التحرش من أجل إذلال المرأة وإهانتها. وجاء تأكيدهم ذلك خلال أحدث دراسة للتحرش الجنسي في مصر صدرت عن المركز المصري لحقوق المرأة تحت عنوان «غيوم في سماء مصر». وأوضحت نتائجها أن هناك اتفاقاً بين عينات الدراسة (نساء مصريات وأجنبيات وذكور) على سبعة أشكال من التحرش، والتي تتمثل في «لمس جسد الأنثى، التصفير، والمعاكسات الكلامية، النظرة الفاحصة لجسد المرأة، التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي، الملاحقة والتتبُع، المعاكسات الهاتفية».
- كما كشفت الدراسة نتائج جديدة، فتبين أن 64.1 في المئة من المصريات يتعرضن للتحرش بصفة يومية، في حين أشارت 33.9 في المئة إلى أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة، وليس بصفة دائمة. واللافت أن الشارع المصري أصبح مسرحاً لجرائم التحرش، فقد أكدت 91.5 في المئة من المصريات، في مقابل 96.3 في المئة من الأجنبيات، أنهن يتعرضن للتحرش الجنسي، وقد أشارت 57.6 في المئة من المصريات و58.9 في المئة من الأجنبيات أنهن تعرضن للتحرش في المواصلات العامة، يليها الأسواق التجارية والمولات.
- أما أوقات التحرش فلم تختلف صباحاً أو مساءً، أو حتى في منتصف الليل، هذا ما أكدته 60.5 في المئة من المصريات في مقابل 68.2 في المئة من الأجنبيات .
- تناولت عينة الدراسة 1010 من الذكور، فأكد 62.4 في المئة منهم قيامهم، بشكل أو أكثر، بالتحرش الجنسي، وكانت أكثر أشكال التحرش النظرة الفاحصة لجسد المرأة، يليها التصفير والمعاكسات بنسبة 49.8 في المئة، بينما وصلت نسبة التحرش بالتصفير والمعاكسات الكلامية إلى 27.7 في المئة، ثم التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي .
- وفي الوقت الذي يلقي الكثير من الرجال باللوم على خروج الفتاة إلى سوق العمل، أفادت نتائج الدراسة أن 41.8 في المئة من عينة البحث الذكور أكدوا أن قيامهم بالتحرش يشبع رغباتهم الجنسية المكبوتة، بينما رأى 23.1 في المئة من الرجال أنهم يرون في ذلك اعترافاً بذكورتهم وإحساسهم بالثقة في النفس، ويرى آخرون في ذلك إذلالاً وإهانة للمرأة.
الدكتورة فرخندة حسن: تشريع قانون جديد سيحد من مشكلة التحرُّش
أكدت الدكتورة فرخندة حسن، الأمين العام للمجلس القومي للمرأة في مصر، أن «التحرش الجنسي يبدأ من داخل المنزل أولاً، قبل أن يصل إلى الشوارع وأماكن العمل»، وأن «التحرش الجنسي آفة منتشرة منذ القدم، وقد استفحلت في الآونة الأخيرة. ولذلك فتشريع قانون جديد يُجرَّم التحرش الجنسي، سيحد من الظاهرة ويقللها بشكل ملاحظ، إذ سيخشى المتحرش العقاب».
كما أشادت حسن بقانون تجريم التحرش الجنسي الذي قدمه إلى البرلمان المركز المصري لحقوق المرأة، مؤكدة أن تطبيقه سيكون رادعاً كبيراً للكثيرين من الرجال، وسيحدّ من الظاهرة.
وأرجعت أسباب التحرش الجنسي إلى التنشئة غير السوية، وأكدت أن المتحرشين يعانون عدم وجود تنشئة سليمة منذ الصغر، مؤكدة أهمية دور الإعلام والمدارس، لأنها عوامل مؤثرة في نشأة الطفل، ويجب التركيز عليها. كما شددت على الاهتمام بوجود وازع ديني قوي لتقليص هذه الظاهرة، مع ضرورة سن قانون رادع مناسب لمستوى التحرش، ذلك أن التحرش مستويات ودرجات، ويجب تحديد عقوبة لكل درجة من درجات التحرش».
ونبّهت الدكتورة فرخندة إلى أن الكارثة في أن التحرش أنه غالباً ما يبدأ من المنزل، فالأهل يتحرشون بالبنات الصغيرات، بالإضافة إلى أن هناك من نأتمنهم على بناتنا وهم ليسوا أهلاً للأمانة، كالسائق والخادم، مؤكدة عدم وجود أي مبررات للصمت على هذه الظاهرة .
الدكتورة ماجدة عدلي: الخوف من الفضيحة وراء انتشار التحرش بالمحارم
تتفق رئيسة مركز النديم لضحايا العنف والتعذيب الدكتورة ماجدة عدلي في الرأي مع الدكتورة فرخندة حسن في أن التحرش يبدأ من المنزل، ويتم التحرش ببعض الفتيات داخل الأسر. وترجع رئيس مركز النديم أسباب التحرش بالمحارم إلى انعدام الثقافة الجنسية لدى البنات، إذ إن بعض الأهل لا يزرعون داخلهن منذ الصغر ثقافة خصوصية الجسد، والأماكن الحساسة منذ الطفولة، وهذا بالطبع نابع من الجهل الجنسي. ورغم تكتم الأسر على حالات التحرش بالمحارم وعدم الإفصاح عنها، تؤكد عدلي أن الكثير من حالات التحرش تتطور إلى زنى واغتصاب، ولا يفصح الأهل خوفاً من الفضيحة، إلا أنه منذ صيف 2009 حتى صيف 2010 تلقى مركز النديم أربع حالات اغتصاب من الخال، إحداهن حملت، والأخرى لقيت حتفها، وحالة اغتصاب من الأخ، وحالة تحرش من الأب بطفلة عمرها ثلاث سنوات.
وتلفت الانتباه إلى وجود ضحايا آخرين هم الأطفال نتاج الاغتصاب، مؤكدة أن انعدام الثقافة الجنسية وثقافة الإبلاغ لدى الأهل، هما الطامة الكبرى التي ينتج عنها مشاكل أكبر، فالأهل يفتقدون ثقافة طلب المشورة والمساعدة الصحية، ليس من أجل الإبلاغ عن الجاني فقط، وإنما من أجل صحة الضحية. فهناك إجراءات صحية فور الاغتصاب تحمي من الحمل، وهناك تحاليل للأمراض المنقولة جنسياً، من الالتهاب الكبدي الوبائي والإيدز. لذا تناشد الدكتورة عدلي كل أم عدم التردد في طلب المشورة الصحية للوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً، بالإضافة إلى ضرورة طلب المشورة النفسية والصحية من المراكز المتخصصة.
انتشار الظاهرة
إذا كان الأهل يتكتمون على التحرش الجنسي داخل الأسرة، فإن تحرش الشارع في تزايد مستمر، وأكبر دليل التحرش الجماعي في الأعياد، وتفيد الدكتورة ماجدة عدلي أن زيادة التحرش الجنسي في الشوارع والمواصلات العامة يلاحظها المتخصصون والفتيات المتعرضات للتحرش، وليست ملاحظات مبنية على دراسات وإحصاءات محددة. والسبب في ذلك أن غالبية النساء لا يبلغن عن الجريمة خوفاً من العار الاجتماعي.
وتؤكد رئيسة مركز النديم أن ملابس المرأة ليست سبب انتشار الظاهرة، كما يقول البعض، فحتى المحجبات يتعرضن للتحرش، بل السبب هو زيادة نسبة العنف عموماً في المجتمع المصري، بالإضافة إلى تدهور التعليم والثقافة العامة، مع ارتفاع معدلات البطالة، وبالتالي لا يجد الرجال شيئاً يفرغون فيه كبتهم إلا الطرف الأضعف، وهو المرأة والطفل، فيزداد العنف تجاههن، وتزداد التحرشات بالنساء في مختلف الأماكن وفي وضح النهار، إضافة إلى عدم وجود قانون رادع لحماية النساء.
نهاد أبو القمصان: التحرش أصبح جريمة آمنة للمتحرشين
وتؤكد رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، المحامية نهاد أبو القمصان أن المجتمع المصري أصبح يواجه انهياراً في القيم والأخلاق، فالإعلانات التلفزيونية المؤكدة لنيل المرأة كامل حقوقها في التعليم والعمل، أصابت بعض الرجال بنوع من الغل، معتقدين أنها أخذت أماكنهم في الحياة، لذا يقبلون على التحرش بهدف إذلالها.
وأفادت أبو القمصان، أن كل أشكال التحرشات، «لمس جسد الأنثى، التصفير والمعاكسات الكلامية، النظرة الفاحصة لجسد المرأة، التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي تخضع لقواعد قانونية، ويسميها قانون العقوبات «هتك العرض» وعقوبتها كبيرة، وتقول: «عندما سألنا الشاكيات قاصدات المركز: لماذا لم تحررنّ محضراً؟ اكتشفنا غياب الثقافة القانونية عنهن أو أنهن واجهن صعوبة الإمساك بالمتحرش وبالتالي بدأت معدلات التحرش في زيادة بعد تحوله إلى جريمة آمنة، نادراً ما يلقي صاحبها عقوبة».
كما اعتبرت رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، أن ناقوس الخطر بدأ يدق في الشارع المصري، حيث لم تعد أماكن التحرش تلك الهادئة المظلمة، بل أصبحت في الشوارع المكتظة بالزحام في وضح النهار، وفي محطات الأتوبيس، وأمام مدارس البنات. ورغم أن الفكر السائد عن أن ملابس البنات المثيرة هي السبب في التحرش، إلا أن الواقع يؤكد أن المتعرضات للتحرش من جميع الفئات، وأنه لا دخل للملابس في التحرش.
مارلين: تحرش الأطفال بالفتيات ظاهرة جديدة
للتحرش الجنسي هذه الأيام أشكال عديدة، فهو في «تطور» مستمر، ولم يعد مقصوراً على التحرش في المواصلات العامة أو الألفاظ الجارحة، ووصف جسد المرأة، بل أصبح هناك ظاهرة جديدة اسمها الأطفال المتحرشون. هذا رأي مارلين «طالبة عمرها (19 عاماً).
وتقول: «السبب الحقيقي للتحرش هو النشأة، فمثلما نشأ الطفل الصغير ورأى أباه يعاكس، فترسخ في ذهنه التحرش، تنشأ الفتاة على الصمت تجاه تلك الفعلة الشنعاء، خوفاً من أن تجلب إليهم العار إذا دافعت عن نفسها، وأفصحت عما تتعرض له من تحرش، أما أنا فلن أتردد عن الإبلاغ عن أي متحرش يقع تحت قبضتي».
وهذه مواقف وشهادات من مصر تكشف مدى تفاقم التحرش الجنسي في المجتمع ولدى جميع الفئات
منار: خوفي على سمعتي يمنعني من الإبلاغ عن التحرّش
لا توجد فتاة لم تتعرض للتحرش الجنسي، ولو كان تحرشاً لفظياً. هكذا بادرتنا منار الطالبة في كلية تربية فنية.
وقالت: «التحرش اللفظي أيضاً أصبح يؤذي السمع، فلم أعد أسمع معاكسات تعبر عن الإعجاب بالجمال، بل أصبحت كلها ألفاظاً جنسية تصف الجسم والمفاتن، وقد تثير أصدقاء المتحرش مما يجعلهم يشاركون أيضاً بألفاظهم البذيئة. أما عن التحرشات التي تحدث في المواصلات العامة فحدّث ولا حرج، وإذا قاومت بأي شكل وأخذت أصيح، يتعلل المتحرش بالزحام، وينكر فعلته الشنعاء».
وتعترف منار بأنها لا تتمتع بالجرأة الكافية للدفاع عن حقها والإبلاغ عن التحرش، خوفاً على سمعتها، فالمجتمع المصري يدين الفتاة التي تجازف بسمعتها، وتطلب مساعدة القانون والقضاء في قضية تحرشها.
كما تطالب منار بضرورة تفعيل قانون ضد التحرش، يقضي بإعدام المتحرش في ميدان عام، حتى يكون عبرة لجميع المتحرشين أمثاله!
ميرفت قاسم: المتحرش لا يفرق بين شابة أو عجوز محتشمة أو متبرجة
حتى السائحات لم يسلمن من التحرش الجنسي واللفظي في شوارع القاهرة، وأصبح من الروتين لدى شركات السياحة في الخارج أن تقوم بتوعية السائحات بضرورة الالتزام بملابس محتشمة، نظراً لكثرة التحرشات الجنسية. هكذا أعربت مرفت قاسم، مديرة برامج المرأة في مؤسسة فريدرش إيبرت الألمانية، عن استيائها من انتشار ظاهرة التحرش الجنسي.
وتضيف: «أبي مصري وأمي سويسرية، ويعيش إخوتي في أوروبا أما أنا فقد استقررت في مصر نظراً إلى زواجي من مصري. أصبحت حقاً آسفة على انتشار التحرش الجنسي بهذا الشكل المهين للمرأة، إلى درجة أن أخواتي كرهنّ العودة إلى القاهرة بسبب كثرة التحرشات في الشارع. أيضاً المتدربات الألمانيات في مؤسسة فريدرش إيبرت يستأن كثيراً من التحرشات التي قد تصل إلى حد اللمس».
وتستطرد: «أتعجب لما وصل إليه الشباب من ضياع، فالمتحرش لا يفرق بين شابة أو عجوز، محتشمة أو متبرجة، فأنا نفسي أتعرض للتحرش».
وترى قاسم أن سبب تلك الفوضى عدم وجود قانون حازم يجرم التحرش، كما ترى أنه يجب أن تنتشر التوعية الثقافية إلى جانب تطبيق القانون.
الدكتورة سامية خضر: الإعلام والدراما يتحملان المسؤولية
للدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، رأي مختلف، إذ ترى أن مصر لا تعاني تحرشاً جنسياً وإنما زيادة العنف وقلة احترام المرأة داخل المجتمع.
وتؤكد أن الإعلام والدراما ساعدا في ترسيخ العنف ومفهوم عدم احترام المرأة، فقدمت الدراما الزوجة التي لا تطيع زوجها إلا بالضرب، والحاج متولي المتزوج من أربع نساء ليذل كل واحدة بالأخرى.
وتشير إلى أن التنشئة لها دور كبير في زيادة العنف، فالأب يعلم طفله المعاكسة، فينشأ الولد على عدم تقدير المرأة، والتلذذ بإرهابها ومعاكستها، والسبب في كل ذلك هو ضياع القيم النبيلة من المجتمع المصري، فأصبح من الطبيعي إذلال المرأة وتخويفها في الشارع.
وترى أن الحل يكمن في إعادة ثقافة المجتمع المحترمة، حتى يعود تقدير الرجل إلى المرأة، والتعامل معها برقي، وعلى صنّاع الدراما إصلاح ما أفسدوه، بتقديم أعمال هادفة تساعد في رفع شأن المرأة واحترام الرجل لها.
آسر ياسر: خسرت دعوى التحرش لعدم استكمال الأدلة وأطالب بقانون يحمي النساء
اللافت للنظر أن التحرش أصبح مصحوباً بعنف لدى البعض، وهذا ما واجهته المدونة آسر ياسر التي تحكي قصتها مع التحرش، وفشلها في استرداد حقها بالقانون، قائلة: «منذ عام تقريباً كنت عائدة إلى المنزل مصطحبة ابنة اختي الصغيرة، واعترض طريقي شابان بسيارة. ثم بدأ يتجمع أصدقاؤهم، ويلتفون حولي، وكان ذلك سهلاً لأنهم دائمو الوجود في هذه المنطقة. وازدادت السخافات، فكل واحد منهم يطلب أن يوصلني إلى المنزل بالسيارة، والآخر يعرض عليَّ أن نمشي معاً. وعندما طفح بي الكيل ارتفع صوتي وصراخي، ولكن أحدهم خلع حزامه ليضربني به، فاتصلت على الفور بالنجدة، ولم تتأخر عليّ، وتم القبض على اثنين فقط وهرب الباقون، وحُرر المحضر بالفعل، إلا أن الحكم القضائي كان ببراءتهما لعدم كفاية الأدلة».
وتضيف: «إذا كان المتحرشون ماهرين في اختيار الأماكن، فكيف للنساء بالإثبات؟! لقد أصابني الحكم بخيبة أمل كبيرة وشعرت بالظلم، ولكني سريعاً ما استعدت قوتي، ورأيت أنها مشكلة كل امرأة مصرية، لذا أعلنت على مدونتي حملة «مش هسيب حقي» على موقع الفيس بوك، وقررت أن يكون يوم 18 نيسان/أبريل يوم اعتراض المصريات على تفشي ظاهرة التحرش الجنسي. إنني أطالب، ومثلي آلاف النساء المصريات، بقانون يحمينا من التحرش الجنسي».