صحافيون متطوعون شعارهم...
السينما السورية, سلمى المصري, المملكة العربية السعودية, صور فوتوغرافية, العمل التطوعي, صحافيّ, الصحافيين , شبكة الإنترنت, كاميرا, الصحافة المغربية, صحيفة عكاظ, جامعة الملك عبد العزيز, الثورة المصرية, ميدان التحرير
26 مارس 2012نبدأ بشهادات متطوعين من مصر
خالد ذهني: الـ BBC وثلاث مجلات ألمانية استعانت بصوري
خالد ذهني، مصور فوتوغرافي، دفعه شغفه السياسي إلى تصوير تظاهرات حركة «كفاية» عام 2005، رغم أنه كان يعمل في شركة اتصالات حينها، فنادته التظاهرة التالية وكانت لحركة «6 إبريل»، اذ كان مقر عمله في وسط القاهرة، وعندما سمع أصوات المتظاهرين لم يتمالك نفسه وترك عمله ونزل إلى التظاهرة ليصورها.
يقول: «التصوير حينها كان هوايتي، وكنت أعكس وجهة نظري من خلال الصور التي أرفعها على موقع فيسبوك، لنقل الأحداث الحقيقية لأصدقائي، فكنت أركز على اللقطات التي لا تنشرها وسائل الإعلام، كأن أصور ضابطاً يضع نظارتين شمسيتين أو يعتمر خوذة تعكس المتظاهرين وانتهاكات الشرطة لهم على مرآة، أو أصور مجنداً يعاكس الفتيات في التظاهرة. وفي عام 2009 بدأت أصور مباريات كرة القدم، حينها كانت كاميرتي ديجيتال عادية كأي كاميرا يحملها الهواة».
ومع استمرار التظاهرات في الشارع المصري، قرر خالد بعد دراسته التصوير أن ينتقل إلى مرتبة الاحتراف. ومن خلال نشر صوره على فيسبوك وصلت إليه شبكة الأخبار العالمية BBC، ونشرت صوره، وتكرر الأمر أيضاً مع ثلاث مجلات ألمانية. يقول: «عندما تطلب مني إحدى وسائل الإعلام صوري ويكتبون عليها اسمي أكون في غاية السعادة، خاصة أن BBC لديها مصورون محترفون وعالميون، فذلك يزيد قيمة أعمالي ورصيدي المهني، رغم أني لا أعمل مصوراً صحافياً وشغفي السياسي هو دافعي إلى تصوير التظاهرات».
إبراهيم المصري: نصنع إعلاماً حيادياً بعيداً عن توجهات القنوات الرسمية والخاصة
يتفق إبراهيم المصري، مؤسس شبكة «أحرار» الإخبارية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في الرأي مع ريم السيد، ويوضح أن أحداً لا يتطوع في هذا المجال إلا إذا كان محباً للمغامرة.
يملك إبراهيم مكتباً للدعاية والإعلان، ويهوى التصوير في الوقت نفسه. وكأي شاب مستخدم جيد ومنتظم لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، بدأ نشر هوايته في التصوير عبر مجموعة «المصري لما يصور» على فيسبوك، حيث كان هو وأصدقاؤه ينظمون مسابقات ورحلات تصوير. ولكن مع اشتعال ثورة «25 يناير» توجه كل منهم إلى تصوير الأحداث السياسية والاشتباكات في الشوارع، ورفعها على صفحته الخاصة، ثم تطرق إلى التطوع في شبكة إخبارية يصنع أخبارها المتطوعون من المواطنين. إلا أنه تركها والعديد من زملائه نظراً لظهور توجهات خاصة في نشر الأخبار، فقرر تأسيس شبكة «أحرار» الإخبارية، مع زملائه الرافضين للتوجهات الإعلامية سواء الحكومية أو الخاصة أو حتى التي يتطوع فيها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، فكان شعارهم «إعلام يصنعه المواطن بحيادية».
ويؤكد إبراهيم أن ما يجذب الشباب لقراءة الشبكات الإخبارية الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل معها، أن الأخبار فيها موجزة وموثقة بالصور الحية التي يلتقطها المراسلون مباشرة، فضلاً عن تمتع الأخبار بالسرعة اللحظية، في حين أن الجرائد والإعلام المرئي تتأخر في نقل الحدث.
عن الفائدة التي تعم على إبراهيم من هذا الجهد المبذول، وسبب تمسكه بأن يكون مراسلاً متطوعاً أو مؤسس شبكة إخبارية ينضم إليها العديد من المتطوعين، يقول: «ذلك إيماناً مني بأن لكل مواطن دوراً في نهضة بلده. وأنا كهاوي تصوير انتقلت إلى مرتبة الاحتراف، أرى أن هذا دوري في نقل الحقيقة بكل حياد، ولا أفكر في العمل في مؤسسة إعلامية، رغم مهارتي في تصوير أفلام الفيديو الوثائقية، وذلك كي لا أكبَّل بسياسة تخدم تياراً ما على حساب الآخر. فنحن كفريق عمل في شبكة «أحرار»، نحاول نقل الحقيقة بحياد، ولا أنكر أننا نقع في بعض الأخطاء المهنية، فلا يوجد بيننا صحافي محترف، إلا أننا نحرص على الارتقاء بالمستوى والبحث عن صحافيين محترفين يعطوننا دورات تدريبية في التحرير الصحافي ومونتاج الفيديو لنرتفع بمستوانا».
مروة خليل: أعشق الإعلام وأحاول زيادة الوعي السياسي للشباب
أنشأت مروة خليل (26 عاماً) قناة خاصة بها على موقع يوتيوب، لتبث من خلالها برنامجها «رصد الرئاسة» الذي تحاول من خلاله تقديم معلومات عن المرشحين للرئاسة المصرية، ورأي المجتمع والسياسيين فيهم، في محاولة لزيادة الوعي السياسي لدى الشباب، خاصة أن برنامجها هذا نموذج محاكاة للبرامج التلفزيونية ولكنه يبث عن طريق الإنترنت فقط. مروة تخرجت في كلية الهندسة، إلا أنها عاشقة للإعلام، وهذا هو دافع تطوعها لأن تكون مراسلة لإحدى الشبكات الإخبارية على فيسبوك. وتقول: «هذا العشق جعلني لا أتوقف عند المراسلة فقط، بل أسست شبكة إخبارية على فيسبوك بالتعاون مع أصدقائي، تعتمد على التطوع ونمارس من خلالها هوايتنا ونبث الحقائق أيضاً».
خالد مصطفى: حسي الوطني دفعني للتطوع كمراسل صحافي في بداية الثورة المصرية
مع انتشار الدعوات إلى تظاهرات «25 يناير» 2011 على فيسبوك، تفاعل خالد مصطفى، وهو طالب في كلية الآثار، مع الدعوات وعمل على نشرها مع أصدقائه، رغبة في الإصلاح السياسي المنعكس على الحياة الاجتماعية بكل مشاكلها، وعلى رأسها أزمة البطالة والزواج، فأصبح أكثر اهتماماً. ومع نزوله إلى التظاهرات راح يكتب مشاهداته على الفيسبوك مطالباً أصدقاءه بالدعم. إلا أن وسائل الإعلام في الفترة من 25 كانون الثاني/يناير حتى 11 شباط/فبراير، كانت مضللة بدرجة كبيرة وتتهم الثوار بالخيانة، فقرر خالد الانضمام إلى شبكة إخبارية عبر موقع فيسبوك ليكون مراسلها والناقل الأمين لما يدور في ميدان التحرير.
يؤكد خالد أن شبكة «رصد» التي انضم إليها تعتمد على المواطن الصحافي، ولا تبث إلا من خلال فيسبوك، يقول: «نظراً إلى قوة لغتي الإنكليزية كنت أترجم مقالات ومواضيع عن الثورة المصرية في الصحف الأجنبية، ولم يدفعني إلى ذلك إلا حسي الوطني».
ريم سيد: محاولة شبابية لإيجاد إعلام بديل يعبر عنا
بحكم أن ريم سيد (32 عاماً) ناشطة سياسية، وملمة بالكثير من أخبار الحركات السياسية، سواء كانت شبابية أو مخضرمة، فقد تطوعت لتراسل شبكة إخبارية شبابية على فيسبوك من محافظة أسيوط حيث تقيم، لتؤكد أن محافظتها في قلب الأحداث. وتحكي عن تجربتها: «إلى جانب نشاطي السياسي كنت مسؤولة النشر الإلكتروني في حركة «6 إبريل»، حيث أنشر أخبار الحركة على جميع مواقع الإنترنت وأرسل بها بيانات إلى الصحف. كما تطوعت في راديو جمعية «رسالة» الخيرية، وكنت أقدم برامج وتقارير من أسيوط. ومع اندلاع الثورة لاحظت انتشار شبكات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقررت أن أتطوع وأراسل إحداها، إيماناً مني بأن الأحداث غير منصبة على القاهرة فقط، بل إن كل المحافظات شريك أساسي في الثورة، وهذا ما تتجاهله وسائل الإعلام الرسمية والخاصة لانعدام مراسليها في محافظات الصعيد، فقررت أن أنقله على الإنترنت قدر استطاعتي وقدر حبي لوطني».
شاهندا أحمد: الشباب يقبلون على التطوع لفشل الإعلام في الاستماع إليهم
تلتقط طرف الحوار شاهندا حسني، الناطقة الإعلامية باسم المبادرة، وتضيف: «نحن فريق عمل مكون من خمسة متطوعين، شاركنا شريف في العمل على فكرته ودعمها، موضحة أن منتجات «ذيع إنت» الإعلامية عبارة عن حملات توعية اجتماعية وسياسية، بالإضافة إلى برامج حوارية يصنعها الجمهور وتبث عبر قناة المبادرة على موقع «يوتيوب». وتضيف: «الفكرة عبارة عن استديو متنقل بسيارة تجوب شوارع القاهرة والمحافظات، والديكور الخارجي له يجسد كل فئات المجتمع على الخروج من سجن «الاستديو» لتعبر عن نفسها، نظراً إلى فشل وسائل الإعلام المختلفة في التعبير عن الشعب»، لافتة إلى أن الفكرة تلاقي رواجاً كبيراً بين الناس، إلى درجة أن العديد من الشباب يتطوعون للعمل في «ذيع إنت».
شريف حسني: برنامج «ذيع إنت» محاولة لتطهير الإعلام
أما شريف حسني، صاحب شركة للدعاية الإعلامية، فقد سئم احتكار الفضائيات للحوار لصالح النخب السياسية، ضاربين عرض الحائط بالمجتمع ليفرضوا على الشعب الآراء المختلفة، فأراد أن يكون الشعب فاعلاً وليس متلقياً فقط، فأنشأ مبادرة «ذيع إنت»، ليعبر كل مواطن عن رأيه في القضايا المختلفة، وليفتح أمامه المجال للتعبير عن وجهة نظره في حل المشاكل الاجتماعية والسياسية.
يقول شريف: «هذه مبادرة لتطهير الإعلام من توجهاته التي نعترض عليها كشباب، فجميع وسائل الإعلام تفرض علينا أن نكون مشاهدين فقط، غير منتبهين إلى ضرورة تغيير سياستهم، نظراً الى التغيرات التكنولوجية والاجتماعية والسياسية التي تطرأ على المجتمع عامة والشباب خاصة، لذا دائماً ما نرفع شعار «اصنع إعلامك بنفسك». فمعنا يكون الضيف هو المذيع والمعد والمصور أيضاً، نطرح عليه داخل الاستديو المتحرك سؤالاً ليجيب في دقيقة واحدة، ويأخذ دقيقة أخرى ليطرح أي قضية تطرأ في باله أو أي رسالة يريد توجيهها الى المجتمع».
الدكتورة سهير عثمان: «الصحافي المواطن» مصطلح ظهر مع بداية المدونات
هل يستطيع الإعلام الشعبي إطاحة الرسمي والخاص؟ تجيب عن هذا السؤال الدكتورة سهير عثمان، أستاذة الصحافة الإلكترونية في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، مؤكدة أن «المتطوعين في الصحافة الشعبية يطلق عليهم مصطلح «الصحافي المواطن»، وهذه ظاهرة جديدة طرأت على المجتمع مع تطور التكنولوجيا والإنترنت، لا يقتصر فيها دور المواطن على تلقي الحدث، بل تطور ليكون شريكاً في صنعه ونشره». وتلفت إلى أن بداية «الصحافي المواطن» كانت مع ظهور المدونات الإلكترونية على الإنترنت، فكان المستخدم يكتب خواطره التي تطورت إلى آرائه في ما يحدث حوله وما يطرأ من تغيرات اجتماعية وسياسية، إلى أن انتهى الأمر بتدشين تلك القنوات والشبكات الإخبارية التي يصنع متنها متطوعون.
واستبعدت عثمان أن تكون تلك الوسائل الإعلامية الشعبية بديلاً ذات يوم للإعلام الرسمي والخاص، قائلة: «هي وسائل غير مقننة وغير قانونية، كما أن «الصحافي المواطن» بعيد كل البعد عن دراسة الإعلام وغير متمرس فيه، لذلك فهم غالباً ما يتناقلون الأحداث من وجهة نظرهم الشبابية أو الثورية، أو أياً كانت انتماءاتهم. وهذا لا يمنع تطور وسائلهم مع تطور التكنولوچيا، فالكثيرون منهم يصورون الأحداث بالموبايل ويرفعونها لحظياً على تلك الشبكات الإخبارية أو صفحاتهم على فيسبوك، قبل أن تتناقلها وسائل الإعلام. ولكن ما يُحمد لهؤلاء الشباب أنهم يعبرون عن أنفسهم، وهذا حقهم الذي يكفله الدستور وقوانين حقوق الإنسان».
بثينة فهمي: تصويري للتظاهرات مشاركة فعالة لبناء بلادي من جديد وقناة بريطانية استعانت بأعمالي
تقطع بثينة فهمي، (22 عاماً) مونتيرة فيديو، آلاف الأميال، من بريطانيا حيث تعيش مع أبيها المصري وأمها البريطانية إلى القاهرة لتشارك في أحداث الثورة موثقة إياها بالصور والفيديو. وقد استعانت قناة «الحوار» التي تبث برامجها من لندن، ببعض مقاطع الفيديو التي صورتها للتظاهرات في القاهرة. تقول: «بالطبع لا أتقاضى مقابلاً من أي جهة إعلامية تستعين بتصويري، سواء كان فيديو أو صوراً فوتوغرافية، فدافعي الأساسي هو المشاركة في قضايا بلادي بفاعلية. وفي لندن أيضاً كنت أتظاهر وأصور التظاهرات المنددة بانتهاكات إسرائيل لغزة، كما تظاهرنا أمام السفارة المصرية لمدة 18 يوماً طوال فترة الثورة في 2011، وكلما تشتد الأحداث والمناوشات في مصر أحضر إليها لأشارك أبناء بلدي، وأرفع أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، خاصة أن أصدقائي العرب في لندن مهتمون بجميع القضايا العربية ويساندونها، ويتفاعلون كثيراً مع مشاركتي الإيجابية التي أنقلها إليهم». تلفت بثينة إلى أهمية المواطن الصحافي واهتمامه بالقضية، مؤكدة أن المواطن الموثق للأحداث ينقلها أفضل من المصور الصحافي أو التلفزيوني، فالأول يعمل بدافع الواجب الوطني بينما الثاني يبحث عن المال والشهرة.
سعود الكاتب: هذا الاعلام أحدث تغييراً في عالمنا
من جهته قال أستاذ التكنولوجيا والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور سعود الكاتب: «صحافة المواطن لم تعد تقتصر على اليوتيوب، بل شملت تكنولوجيا الإعلام الجديد بكاملها، وهي أتاحت للمواطن العادي أن يوصل رأيه بشتى الوسائل. قبل سنوات لم يكن ذلك متاحا أبدا، ولم يكن بالإمكان أن يعبر الفرد عن رأيه، ولا أن يتفاعل مع ما تنشره وسائل الإعلام التقليدية التي كانت تسير في اتجاه واحد فقط، من الإعلام إلى المستهلك. حاليا تغير الأمر وأصبح المواطن قادرا على التعبير عن رأيه سواء عن طريق المواقع الاجتماعية، أو اليوتيوب، المدونات، أو حتى الوسائل الإعلامية لسهولة التواصل معها».
وأضاف: «وجود هذا النوع من المواطنين هو ما احدث التغيير في العالم، وفي العالم العربي. صحيح أن الأرضية كانت جاهزة لهذه النوعية من الثورات، ولكن وسائل الإعلام الجديد جعلت هناك فرصة لتوفير التعبير عن الرأي وتوحيد الجهود، هذا على المستوى العالمي. أما على المستوى المحلي فكثير من التغيرات الجذرية طالت المجتمع المحلي خصوصا بعد سيول جدة وما كشفت عنه من فساد في الطبقة المسؤولة، وهذا ما جعل كثيرا من المسؤولين يتجاوبون مع هموم المواطن».
أحمد الزهراني: الصحيفة تستعين بصُوره
أحمد الزهراني مدرس في صفوف المرحلة الثانوية، ومصور بات محترفا في نقل الصورة، ويؤكد أن سيول جدة كانت الأبرز حيث صور عددا مهولا من الكوارث التي أنتجتها السيول، وتعاون مع صحيفة سعودية استعانت بصوره. «لا نختلف عن غيرنا من الدول الشقيقة، فلدينا كثير من السلبيات التي نواجهها كل يوم، وبعض الإيجابيات التي تستحق أن يسلط الضوء عليها. فصورة لسيدة وافدة تشحذ على إشارة المرور تحمل طفلا رضيعا، أو صورة لكهل سعودي الجنسية لا يجد مأوى، وصورة أخرى لموتى بسبب سيول لم تكن في الحسبان، كلها سلبيات علينا أن ننقلها ولا ننتظر المراسل الإعلامي ليضعها في دائرة الضوء». أحمد من محترفي التصوير الفوتوغرافي، ولديه صفحة على الفيسبوك تحديدا يسقط فيها كل ما تراه عينه من أحداث. «المتابع لموقعي سيجد كثيرا من المقاطع المصورة في مواسم الحج المختلفة ومواسم العمرة، أيضا سيول جدة الأولى والثانية، إضافة إلى كثير من المقاطع الأخرى. لم أكتف بمقاطع الفيديو بل التقط الصور الفوتوغرافية التي دخلت العالم الإعلامي عندما نشرت بعضا منها في احدى الصحف السعودية».
في السعودية: المحترفون يعتمدون عليهم
بدر الفهيد: الصورة التي أثارت ضجة كبيرة
هو مدرس اللغة الانكليزية في جدة وله في السلك التعليمي فترة طويلة، إلا أن أحداث سيول جدة، وما واجهه من مواقف خلال عمليات الإنقاذ التي بادر بها هو وعدد من زملائه دفعت به إلى شراء كاميرا باتت لا تفارق سيارته، وذلك لأن الأحداث أصبحت متسارعة، ولا يعلم متى وأين يمكن أن تكون هناك حاجة الى التقاط صورة. بدر عبد الله الفهيد الذي بات اسمه معروفاً في الصحف المحلية، لأنه يتحدث بلغة الصورة، تحدث عن علاقته بالصحافة فقال: «بداية كنت بعيدا جدا عن الوسط الإعلامي ولا تربطني به أي علاقة، ولكن الصدفة جعلت مني مواطنا صحافيا ولكن بلا صحيفة. كنت أعمل الى جانب عملي التعليمي في شركة أقامت يوما حفلة للأيتام، وطُلب مني التنسيق مع وسائل الإعلام لحضور الحفلة وتغطيتها.
وهناك تعرفت على إعلامي وهو من عرفني على شخصيات مختلفة من الإعلاميين في الصحف والمجلات السعودية، مما جعلني أعرف أكثر عن الإعلام، وما يقوم به من تغطيات مهمة». هذه كانت بداية بدر الفهيد مع عالم الصورة الإعلامية، ولكن سيول جدة الأخيرة حولت مساره إلى هذا العالم. «كنت مع عدد من الزملاء في أحداث سيول جدة الأخيرة، وكنت قد تعرضت لعدد كبير من المشاهد المأسوية، ولم اكن أمتلك حينها سوى المساعدة للمحتاج، ولكن هذه الكارثة علمتني أن أشتري كاميرا وأضعها داخل سيارتي ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن لم تفارقني العدسة».
وعن أبرز ما نقله من صور يقول: «نشرت جريدة عكاظ صورة كنت قد التقطها لأحد موظفي جهاز ساهر، وقد أُفردت على الصفحة الأولى لها، ولكن لأني لا أتبع الصحيفة كانت باسم زميل آخر. كل الصور التي ألتقطها لا أتقاضى عنها أجرا لأني مقتنع تماما بأني أنقل الحدث بلغة أبلغ من الحديث».
الصورة التي نشرت في «عكاظ» أشعلت حرباً بين ساهر والصحيفة إلا أنها كانت صورة حقيقية مئة في المئة. «لها» حصلت على الصورة التي كانت سبب تلك الجلبة. كما أن بدر الفهيد قدم كثيراً من الصور منها ما هو داخل مدينة جدة، وغيرها خارج المدينة. ولم يقف عند هذا الحد بل أصبح مراسلا متعاونا مع قناة L.B.C اللبنانية.
يونس بخاري: موضوع جديد لكل يوم
ولم يكن يونس بخاري الذي يعمل في الاتصالات السعودية بعيدا كثيرا عن بدر الفهيد، فقد التحق أخيراً بالدراسة بقسم الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، بعد أن وجد في نفسه قدرة بالغة على الوصول إلى الهدف، والتعلق بنقل الحدث. يقول: «لم تكن المسألة سهلة، ولكن كانت البداية في مواسم الحج المختلفة، فكما يعرف الجميع أن أهالي جدة ومكة والمدينة المنورة لهم باع طويل في العمل خلال موسمي الحج والعمرة، وخلال هذا العمل يحصل كثير من المواقف والأخبار، وكنت دائما ما أتساءل كيف يمكن أن تنقل للرأي العام، حتى اهتديت إلى فكرة أن أصور ما يواجهني من مواقف سلبية كانت أو ايجابية وأنقلها على اليوتيوب». يدرس يونس في قسم الإعلام لأن لديه اقتناعا كاملا بأنه سيبرع في هذا المجال من ناحية نقل الحدث بعد أن أصبحت لديه كثير من المشاركات على اليوتيوب في الحج وغيره.
وعن أهم ما لفت نظر المجتمع قال: «لم تعد المشاركات تقتصر على أحداث الحج، بل أصبحت أصور المشاهد عبر كاميرا الجوال الذي أصبحت أيضا حريصاعلى اقتناء الجيد منه، والذي يحتوي على تصوير بالغ الوضوح لأنه بات الجهاز الأكثر استعمالا لدي». وأكد أنه يجد كل يوم موضوعا جديد ينقله عبر وسائل التواصل الاجتماعية التي سهلت وصول الصورة والكلمة الى المسؤول وبالتالي التغيير. وعن هذه النقطة تحديدا قال: «تغير الشارع العربي في الفترة الأخيرة بسبب ما تناقلته وسائل الإعلام للصحافي المواطن كما أطلقتم عليه، وهذا ما نصبو إليه. بات المسؤول اليوم يحاكم من الشعب قبل الحاكم، لأنه لم يعد هناك ما يمكن أن يخبأ تحت الغطاء، بل أصبحت الوسائل التكنولوجية أكثر تفاعلا، وأصبحنا اليوم أكثر استخدما لها».
في سورية: التطوع الصحافي يفسح في المجال لنشاطات اجتماعية وثقافية متنوعة
معتز محمد الرياحي: بات لدينا تلفزيون متكامل عبر الانترنت
معتز محمد الرياحي طالب جامعي في قسم الجيولوجيا وصاحب موقعين إخباريين أحدهما باللغة الانكليزية، هما «تلفزيون وفا» و«راديو وفا» ببث مباشر على مدار اليوم وقد بدأ العمل فعليا في 2007... حدثنا عن تجربته التطوعية قائلا:
«الشباب هم أساس العمل التطوعي وهم من يمتلكون القدرة والإمكانات لذلك. وكل عمل هو انعكاس لحالة المجتمع الذي انطلق منه الشاب وصورة تحاكي الواقع الذي يعيشه، فدخول الشباب ميدان العمل الصحافي لم يكن من فراغ بل هو حاجة ودفاع هؤلاء الشباب عما يعتقدون ويؤمنون به من أفكار لأجل قضيتهم. وهذا يجعل منهم بكل تأكيد جنودا متطوعين.
وفي كل الأحوال إن التطوع لأجل الصحافة ناجم عن أسباب قد تختلف وتتعدد لتشكل في النهاية صحافة الانترنت الملجأ الرئيسي للشباب، والمكان الأمثل للتعبير بحيرة. لكن المشكلة أن البعض يتخطى ذلك ليبدأ بنشر شائعات وتلفيقات، ومن هنا أرى ضرورة وجود ضوابط وقوانين واتفاقات وشعور بالمسؤولية في نقل ما يحدث. ومن الضروري الإشارة إلى أن التطوع ثقافة وعمل، والإعلام هو طريقة تقويم وتصويب ومكمل للعمل التطوعي على نحو خاص».
وعن الصعاب التي واجهته قال: «طبعا من أهم المشاكل التي واجهتنا ضعف انتشار الانترنت وهذا ما سعينا لتلافيه من خلال العمل على نشر ثقافة انترنت واسعة والتمكن من تطوير برامج تساعد المتصلين بسرعات بطيئة في مشاهدتنا. الأمر الآخر الذي عانينا منه هو نقص التمويل وعدم توافر الكادر ذي الخبرة والكفاءة العالية.
طبعا بدايتنا كانت بعد عدة أشهر من الإحصاءات والدراسات، وعلى أساس ذلك تم توجيه برامجنا لتتناسب مع دول الصين والاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة، إضافة إلى الفترة المحلية. وعملنا بناءً على خصوصية كل بلد ووفق علاقات التعاون مع كل منها، فما يهم الصيني من سورية غير ما يهم الأميركي والأوروبي، كما تم تخصيص فترة البث المباشر لتناسب أوقات تلك الدول معتمدين على ثلاث لغات هي الفرنسية والانكليزية والصينية بدرجة أقل».
ولما سألناه عمن يسمع ويرى قناته الالكترونية وما هي الغاية والهدف أجاب:
«توجهنا نحو المغتربين لإيجاد جسور تواصل نفتحها بينهم وبين الوطن الأم، واستطعنا أن نحقق نجاحا لا بأس به خصوصا مع إمكانات شبه معدومة. واليوم أصبح لدينا عدد جيد من المراسلين المتطوعين الموزعين في أكثر من 20 دولة. وبتنا نحتفل معاً بالأعياد الوطنية من بلدان الاغتراب، وساهمنا في ترويج مناطقنا السياحية في بلدان لم نكن قد توجهنا إليها من قبل. والأهم أننا استطعنا أن نقول إن هناك أرضا محتلة وهناك مجازر إسرائيلية وهناك أطفال شهداء وناشطين أجانب قتلتهم الجرافات الإسرائيلية. أصبح لدينا صوت مسموع اليوم. وبعد إغلاق مواقعنا وقناتنا مرارا، تولد لنا شعور بالتحدي والمنافسة، لقد أصبحنا مطوري برمجيات لا مستهلكين، وبتنا ننتج الأفلام الكرتونية والوثائقية والاقتصادية وحتى الألعاب ونقيم أنشطة متنوعة.اليوم بتنا قناة تلفزيونية حقيقة ولكن عبر الانترنت».
وعن الدعم قال: «الدعم ضرورة وحاجة لكنه ليس الأساس وإذا انتظرنا وجوده لنبادر بالعمل فلن نعمل أبدا. بقدر ما نعمل بصدق يصل صوتنا. ما نحتاجه هو دعم اجتماعي واحتضان وكلمة الله يعطيكم العافية تكفي. طبعا بكل تأكيد كان لهذا المشروع آثاره السلبية كما الإيجابية وربما أبعدنا عن نواح عديدة عن الحياة، لكن في أمور كهذه هناك حصيلة وطالما أنها إيجابية فهذا يعني أننا على درب صحيح».
وعدد الرياحي أهم الأنشطة التي قام هو وزملاؤه بها:
- «مشروع مكتبة علمية تحوي مراجع ودراسات علمية وأخباراً تختص بما يتعلق بعلوم الجيولوجيا باللغتين العربية والانكليزية.
- مشروع لكل مدرسة موقع الكتروني (نتكفل من خلالها بتأمين مواقع الكترونية للمدارس في المدينة والريف وعلى حسابنا).
- دعم الإعلام الوطني وهو مهمة وواجب لنا من خلال المساهمة في نشره ونقل أخباره مباشرة عبر قناتنا
- إطلاق الحملة الأهلية لدعم الجولان السوري المحتل لترسيخ قضية الجولان أرضا وإنسانا وثقافة لعامين متتاليين 2010 / 2011 .
- إطلاق الحملة الأهلية للحفاظ على نظافة البلد في صيف 2009.
- إطلاق أول موقع الكتروني إخباري لنا عام 2005 يهتم بأخبار الثقافة والفنون.
- تغطية الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة.
- تغطية الأحداث الثقافية والفنية والسياحية مباشرة.
- إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية المتنوعة.
- إنتاج فيلم كرتوني.
- العمل على لعبة الكترونية هادفة اسمها «الطريق للجولان»».
أحمد هندي: أنا متطوع وهاو وهدفي هو المتعة فقط
أحمد هندي إعلامي لديه موقع على الإنترنت، قال: «الصحافة ظاهرة اجتماعية لا يمكن من دونها تصور حياة المجتمعات والحضارات البشرية. ومن هنا يبدو بوضوح أن الصحافة حاجة ضرورية لكل المجتمعات، وخاصة في وقتنا هذا، لأنها صارت جزءا لا يتجزأ من البنيان الاجتماعي والاقتصادي، ووسيلة مهمة في تكوين الرأي العام ومنبرا معبرا لمعالجة قضايا المجتمع والتواصل مع كل جديد. والصحافة رسالة خالدة ومقدسة إذا أُحسنت إدارتها وتوجيهها.
وتابع يقول: «منذ صغري كنت أحلم بأن أكون صاحب جريدة أو محررا صحافيا رئيسيا في إحدى الصحف المشهورة. ولكن بسبب قلة المادة والحظ لم استطع تحقيق حلمي. ولم يكن أمامي خيار سوى عالم الإنترنت الذي لا يحتاج الى وساطة والذي فتح لي أبوابه دون مقابل. هكذا أكتب ما في خاطري دون مقابل وبكل أريحية لأن المجال مفتوح أمامي لمخاطبة الملايين من المتابعين».
ولما سألناه إلى أين ستصل أجاب:
«هدفي أن أوصل القيم الثقافية إلى الناس واغنيهم فكريا وأدبيا وجماليا عن طريق النشر، وأعتبر أن هذا يرفع من وعي الناس ويعزز القيم الإنسانية والثقافية والروحية. أنا صاحب عمل خاص، وفي الصحافة أنا هاوٍ ومتطوع وغايتي هي المتعة فقط».
ديما مقصود: الإعلام التطوعي عمل يحتاج إلى تدريب
ديما مقصود إعلامية وطالبة جامعية ترى أنه لا يوجد إعلاميون متطوعون بمعنى الكلمة، «ولكن في الغرب هناك من يمارسون هواياتهم في التقاط الصور للمشاهير والمواقف المثيرة ويقومون بابتزاز أصحابها أو الاتجار بها. في العالم العربي الأمر مختلف، حتى ان الصحافي المتخصص في مجال المشاهير لا يقوم بمتابعة الأخبار بطريقة الملاحقات الصحافية. أعود وأقول لا يوجد إعلاميون متطوعون ولا متطوعون إعلاميون. هذا افتعال رخيص لتوفير المال ابتكره بعض البخلاء دون ذكر الأسماء وقولبوه بقالب ما.
فالعمل الإعلامي يحتاج إلى خبرة ومتابعة ودراية بالأمور الإعلامية، فهذا ليس عملا تطوعيا وهنا نقع في الالتباس ما بين ناقل الأخبار وبين العمل الصحافي. فالعمل الصحافي له مقوماته الخاصة أما من يقدم نفسه كمتطوع لجهة ما ليقوم بمراسلتها فهذا سرعان ما يمل ويصاب باليأس. وما اخترعته بعض القنوات العربية باستخدام أدوات لنقل الأخبار هو فشل وليس تقدما في تاريخ الإعلام. بل ان التطوع يصلح في كل شيء الإ في المجالات الفكرية والأدبية والثقافية والإعلامية. أما عن التكنولوجيا اليوم، فالشعوب العربية لا تستخدم التكنولوجيا بشكل صحيح، فعدد من يستخدمون الانترنت في سوريةحتى الآن لا يتجاوز 1% . وما يجري على صفحات الفيسبوك أو التواصل الاجتماعي هو مضيعة للوقت لا أكثر. والحقيقة أن العرب لا يقرأون... وأسفاه».
ولما سألناها لماذا أنت موجودة على فيسبوك ولك صفحة فيها الكثير من الحكم والمواضيع الثقافية الجيدة، هل تأخذين عليه أجراً مادياً أم هو بالمجان أجابت:
«طبعا أنا هنا لا أتقاضى أجرا ماديا، وإنما الغاية هي التواصل الاجتماعي مع شريحة كبيرة من الناس وخصوصا المثقفين الشباب، نتحاور في واقع الشباب والمشاكل التي تخص العمل، بالإضافة إلى مناقشة هموم الفتيات».
وختمت ديما: «الإعلامي المتطوع كذلك يحتاج إلى تدريب حقيقي وفعال. وعلى الشخص الطموح أن يعمل على صقل موهبته في العمل الإعلامي. وأنا أقول إن العمل الإعلامي ليس علما بل هو عمل له أدوات خاصة، والجامعة مهما زادت سنواتها لا تستطيع أن تخلق إعلاميا نجما وإنما الساحة المهنية هي من تصنعه وتقدمه إلى فضاءات أخرى».
رغم أن الصحافة ليست مهنتهم الرئيسية ولا مجال دراستهم، قرروا، في أكثر من قطر عربي، اقتحامها تطوعاً وبطريقتهم الخاصة جداً. إنهم شباب وفتيات خاضوا التجربة دون مقابل، نزلوا الى الشارع يحملون كاميراتهم الخاصة، التقطوا صوراً وكتبوا أخباراً وآراء، وكانت وسيلتهم لنشرها مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت. والمفاجأة أن منهم من سعت إليهم الصحف ووكالات الأنباء العالمية لتنشر إنتاجهم الصحافي. فمن هم هؤلاء الشباب؟ وما الذي دفعهم إلى خوض هذه التجربة؟