الأسبوعان السادس والعشرون والسابع والعشرون: أشعر بطفلتي دون الامساك بها!

الحمل

08 يناير 2014

كم هي جميلة هذه اللحظات التي أشعر بها بطفلتي دون أن أقدر على الامساك بها! أحسّ بها بين الحين والآخر تنتفض في أحشائي... أشعر بوجودها، أحدّثها برقة عساها تفهم!

كلما كبرت طفلتي في داخلي ازداد تعلّقي بها وخوفي عليها في الوقت نفسه، لم أشعر لحظة برغبة في امتلاكها وإن كنت بين الحين والآخر أشعر بعظمة أن تكون لاتزال لي وحدي!

إنها تتغذّى من الدم الذي يجري في عروقي، لا بل تختار ما يناسبها منه، ما تحتاجه لتنمو، لتكبر بي وتكون امتداداً لروحي...

لايزال جسم طفلتي نحيفاً ولكن بما أن بعض الدهون بدأت تتكدّس على جلدها فهي ستسمن قليلاً خلال الأسابيع المقبلة. الأظافر اكتملت كلياً في اليدين والرجلين معاً ويمكن رؤيتها بواسطة الصورة الصوتية، لكنها في حاجة إلى أن تنمو.

يتحرّك الطفل كثيراً في هذه الفترة، بمعدّل 20 الى 60 حركة في النصف ساعة (يمكن أن تختلف هذه النسبة بين الطفل الهادئ أو الكثير الحيوية علماً أن ذلك ليس له علاقة أبداً بطبع الطفل مستقبلياً) فقد لا تشعر الحامل به باستمرار حتى في هذه الفترة، لأنه قد يكون نائماً.

أحياناً قد لا يحرّك إلاّ ذراعه التي قد يرفعها باتجاه رأسه لكي يضع الإبهام في فمّه. في هذه المرحلة، يتفاعل الطفل مع الأصوات، إنه يعيش في عالم كثير الضجيج، دقات قلب أمّه، تنفّسها، القرقرة التي يحدثها جهازها الهضمي. أصوات كثيرة تخفّ حدّتها لوجود الطفل في مكان مليء بالماء، ولكن رغم ذلك فهو يتحسّس هذه الأصوات.

إنه يسمعها جيداً وقد يعرب عن إنزعاجه من بعض الأصوات الخارجية بحركته المفاجئة. فهو قد يتعرّف عندما يولد على موسيقى معيّنة كانت تسمعها أمه أثناء حملها به. لذلك ينصح بالتحدث يومياً إلى الطفل في هذه المرحلة، إخباره قصص جميلة فيما تكون الأم تداعب بطنها بلمساتها فيبدأ بالتعرّف على صوتها ويعتاد عليه، فيعرفه جيّداً عند لحظة الولادة ويظهر اهتمامه وسروره بسماعه!

في هذه المرحلة، يتغيّر مركز الثقل في الجسم وقد ينتج عن ذلك انحناء في الظهر، لذلك يفترض أن تعي الحامل أهمية المحافظة على وضعية جيدة عند قيامها بحركاتها اليومية لتتجنّب آلام الظهر مستقبلاً، كما يمكنها القيام بتمرين الحوض بأن تريح المنطقة القطنية من ظهرها التي يزداد تقوسها مع ازدياد ثقل البطن وذلك بدفع الحوض نحو الأمام يلين العمود الفقري على مستوى الحوض.


زيارة الطبيب

كالعادة، أقصد طبيبي الدكتور زياد عقل للقيام بالمعاينة التقليدية، فيسمع دقات قلب الطفل التي يفترض أن تكون منتظمة في حدود 210 نبضة في الدقيقة، كما يقيس وزني والضغط للتأكد من عدم وجود أي أعراض جانبية قد تؤثر على تطور الحمل.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيارات المنتظمة للطبيب النسائي مرة كل شهر مهمة جداً في هذه الفترة وإن كانت الحامل لا تشعر بانزعاجات، فالمراقبة الطبيّة المنتظمة تجنّب الحامل الكثير من المشاكل.

يبدو أن بول الحامل يكون في هذه الفترة غنيّاً بالحمض الأميني الذي يعتبر المادة الأساسية الأولية لتكوين البروتين، اللاكتوز (السكر الذي يفرز طبيعياً في فترة الحمل) والفيتامينات، وفي هذه الفترة أيضاً يبدو أن هرمون الـ «aldosterone» من أبرز أدواره امتصاص الملح، موجود في دم الحامل بمعدّل يفوق الثلاث أو الخمس مرات عن المعدّل الطبيعي.

هذه الزيادة ضرورية لتعويض الميل لفقدان الملح الذي يسبّبه ارتفاع معدّل البروجسترون. وعن تخفيف معدّل الملح في المأكولات يعمد الدم لتثبيته على معدّله الطبيعي في الجسم، من هنا ينصح الأطباء الحامل في هذه الفترة إذا كان وزنها يزيد عن المعدّل الطبيعي وتعاني من تسمّم حبلي بعدم تناول الملح كلياً، أما في الحالات الأخرى فينبغي التخفيف منه، دون قطعه كلياً.

في الأسبوع السابع والعشرين يزن الطفل حوالي 750 غراماً قطر رأسه حوالي الـ 7 سنتم. الطلاء الجبني الذي يغطّي جسمه يكمل تضخّمه وهو يتجدّد بانتظام بإزالة تدريجياً الطبقة القديمة في السائل الامينيوثيكي.

بدأت الخلايا الدهنية بالعمل فتكوّنت الدهون تحت الجلد الذي اغتنى بالنسيج الضام.

تشكل الخلايا العصبية المترابطة بواسطة التشعبات شبكة كثيفة تعتبر ركيزة ضرورية لإيصال السائل العصبي إلى الدماغ. لكي تصل الرسالة بسرعة ووضوح يجب أن يتكوّن حول الألياف العصبية غلاف عازل يسمى النخاعيين. وتعتبر هذه العملية المرحلة الأخيرة من نضج الدماغ، وتدوم حوالي 20 سنة.

أسبوع آخر يضفي على حملي رونقاً خاصاً أحاول أن أستمتع به رغم ثقل بطني، ولا أتأخر عن الاطلاع على كل جديد في عالم الحمل والإنجاب بالاطّلاع على كل المجلات والكتب المتخصّصة في هذا المجال.

إقتصرت، حلقة دورة «التحضير للولادة» التي أتابعها مع القابلة القانونية ريتا الزغبي، هذه الفترة على زيارة غرفة الولادة. الهدف من هذه الزيارة تحضير الحامل نفسياً بتعريفها على المكان الذي ستتم فيه الولادة، لكي لا تتفاجأ عندما تقصدها للولادة.

قمت بهذه الزيارة برفقة السيدة ريتا التي عرّفتني على الأشخاص الذين سيتواجدون في غرفة الولادة لحظة الولادة من ممرضة وقابلة قانونية ومساعدة طبيب وطبيب بنج والطبيب المساعد طبعاً إلى جانب الطبيب النسائي الذي يتابع الحمل منذ البداية.

ثم شرحت لي ريتا عن المكان المخصّص لكل شخص سيتواجد لحظة الولادة بما فيه مكان الزوج إذا كان يرغب بحضور الولادة. وتعرّفت أيضاً إلى التجهيزات الطبية الموجودة في الغرفة ودور كل آلة تستعمل في عملية الولادة.

ثم تعرّفت إلى المكان الذي يوضع فيه المولود الجديد مباشرة بعد الولادة والعناية التي يلقاها عندها، أين ينقل بعد الولادة للإستحمام وللتدفئة ليرتاح قليلاً قبل أن يؤخذ إلى أمه لترضعه.

في هذه الحلقة من التحضير للولادة ينصح عادة بأن يرافق الزوج زوجته الحامل ليتعرّفا معاً على كل ذلك ويتحضران للحدث الكبير ويحضرا معاً الأوراق الرسمية اللازمة التي ينبغي الاحتفاظ بها لإحضارها إلى المستشفى لحظة الولادة.