أنت محميّة من أمراض القلب قبل سن الـ 55 ...

أمراض القلب, القلب, أمراض / مشاكل القلب, أمراض الشرايين, المرأة, التدخين, إرتفاع ضغط الدم, كوليسترول / كولسترول, السكري, بدانة, ممارسة الرياضة

25 يناير 2014

يبدو للكل كأن أمراض القلب والشرايين تصيب الرجل بشكل خاص فيما تستثنى المرأة وكأنها محمية من هذا النوع من الأمراض.
في الواقع ليست هذه إلا فكرة خاطئة تؤدي إلى سوء تقدير وتشخيص لخطورة أمراض القلب والشرايين بالنسبة إلى المرأة، مع ما لذلك من خطر على حياتها في حال تعرضها لمشكلة من هذا النوع.
وفيما يعتبر السرطان المسبب الرئيسي للوفيات لدى المرأة، أثبتت دراسات عديدة أن معدل الوفيات نتيجة أمراض القلب والشرايين بين النساء هو سبع مرات أكثر منها بسبب الإصابة بسرطان الثدي، خصوصاً أن حملات التوعية المرتبطة بسرطان الثدي تنتشر بكثرة في أيامنا هذه فيما يبدو واضحاً قلة تقدير خطر أمراض القلب والشرايين على حياة المرأة.
في مقابلة مع «لها» تحدث البروفيسور الاختصاصي بأمراض القلب والشرايين في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس أنطوان سركيس عن أهمية التشخيص المبكر لتصحيح مسار المرض بشكل فاعل، مشيراً إلى عوامل عدة يمكن التحكم فيها بهدف الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب، خصوصاً لدى من يعتبر أكثر عرضة بسبب وجود العامل الوراثي.
ويؤكد أن المرأة هي فعلاً محمية قبل سن انقطاع الطمث، أما بعد هذه المرحلة فتعتبر عرضة بالنسبة نفسها، حتى أن دراسات عديدة أكدت ان وقع الذبحة قد يكون أخطر عليها منه على الرجل.

ما أبرز مشكلات القلب التي تواجهها المرأة؟
لا تختلف أمراض القلب التي تواجهها المرأة عن تلك التي يتعرض لها الرجل بل هي نفسها أمراض القلب والشرايين. وأكثرها شيوعاً هو تصلب في الشرايين أو نشاف فيها ينتج عن تراكم الدهون في جدرانها، مما يؤدي إلى تضيّق تدريجي في شريان القلب يسبب أعراضاً تزداد حدةً تدريجاً.

إلى أي مدى تطول الفترة التي يحصل فيها الانسداد التدريجي للشريان؟
يحصل الانسداد خلال سنوات على أثر تكدس الدهون.

هل من أعراض تنذر في مرحلة مبكرة بانسداد الشرايين؟
تكمن خطورة أمراض القلب والشرايين في كونها قد تحصل دون أعراض مسبقة تنذر باحتمال حصولها مما لا يسمح بالكشف المبكر. وبالتالي يمر هذا النوع من المشكلات بمرحلة صامتة ولا تظهر أعراض إلا بعد أن يشكل التضيق أكثر من نسبة 70 في المئة من قَطر الشريان.

ما أبرز الأعراض التي تظهر في تلك المرحلة؟
بشكل عام أبرز الأعراض التي تظهر هي الضيق في الصدر والألم فيه عند القيام بمجهود أو عند المشي السريع أو عند القيام بمجهود جسدي أو بعد الأكل أو عند المشي مع التعرض للهواء أو في البرد أو في ظروف معينة كما في العلاقة الزوجية أو التعرض لصدمة أو غضب أو قلق.
كما قد يتخذ شكلاً مختلفاً ويظهر حتى أثناء النوم. وحتى إذا كان تطور المشكلة بطيئاً قد يتعرض المريض لحوادث فجائية لا ترتبط تحديداً بدرجة الانسداد في الشريان بل بتكدس الدهون .
مع الإشارة إلى أنه يمكن التعرض لذبحة قلبية حتى عندما لا يكون هناك انسداد حاد في الشريان المسؤول عن التضيق.
ويمكن أن تكون الذبحة القلبية قاتلة أو لا. وبما أن احتمال حصول ذبحة قلبية يبقى وارداً يجب التفتيش عن المرض في مرحلة مبكرة بحيث يتم كشفه أثناء تطوره قبل حصول انسداد حاد، نظراً إلى وجود خطر حصول ذبحة في تلك المرحلة.

هل تختلف الأعراض التي تظهر لدى المرأة عن تلك التي تظهر لدى الرجل؟
ليس هناك من اختلاف في طبيعة الاعراض التي تظهر لدى الرجل عن تلك التي تظهر لدى المرأة. لكن فيما يعتبر الضيق في الصدر والثقل عارضاً أساسياً وأكثر شيوعاً لدى الرجال في هذه الحالة، لا يمكن التحدث عن أعراض معينة شائعة لدى النساء اللواتي يتعرضن لذبحة قلبية، بل تبدو الأعراض مختلفة بين امرأة وأخرى مقارنةً بالرجال الذين يظهر الثقل في الصدر كعارض شائع لديهم. لكن بشكل عام تترافق الذبحة لدى المرأة مع أعراض كضيق النفس والتعب عند القيام بمجهود.

كيف تختلف طبيعة المرض عند المرأة عنها لدى الرجل؟
المرض هو نفسه لدى المرأة والرجل، لكن الاختلاف الرئيسي بحسب الجنس هو في السن التي يظهر فيها، إذ تعتبر المرأة محمية قبل بلوغها مرحلة انقطاع الطمث إلى أن تصبح عندها عرضة، في سن 50 أو 55 سنة، للإصابة بالدرجة نفسها التي يعتبر فيها الرجل عرضة.
وبالتالي يتأخر ظهور المرض لدى المرأة 10 سنوات مقارنةً بالرجل لأن هرمونات المرأة المرتبطة بالدورة الشهرية تحميها باستثناء المرأة المدخنة والمرأة التي تتناول حبوب منع الحمل، فتصبح عندها عرضة تماماً كالرجل قبل انقطاع الطمث.
فالمرأة المدخنة وإن كانت في سن الأربعين تعتبر عرضة كالرجل للإصابة بأمراض القلب، خصوصاً في حال ارتفاع مستوى الكوليسترول لديها.
من جهة أخرى، ثمة نقطة ثانية تختلف فيها أمراض القلب لدى المرأة مقارنةً بالرجل كونها تتأثر أكثر بالأمراض كالسكري والضغط، فهي تحدث لديها تغيّراً بارزاً في الشرايين.

هل تتشابه أحياناً الأعراض التي تشعر بها المرأة عند التعرض لذبحة مع أي مشكلة أخرى بحيث يحصل سوء تقدير للأعراض؟
من المؤسف أن الأعراض التي تصيب المرأة عند التعرض لذبحة لا تؤخذ أحياناً على محمل الجد لأن ثمة اعتقاداً خاطئاً بأن المرأة لا تصاب بأمراض القلب باعتبارها من الأمراض التي تصيب الرجال أكثر، وهذا من الأخطاء الشائعة.
كما انه يتم الربط أحياناً بين الأعراض التي تشعر بها والتي تنتج عن مشكلات في القلب وبين مشكلات صحية أخرى، فعلى سبيل المثال قد يتم الربط بين ضيق النفس ومشكلة في الرئتين أو قلة الحركة أو البدانة أو حتى التوتر وتعب الأعصاب.
فثمة حالات كثيرة تعتبر شائعة لدى المرأة وتسبب أعراضاً مشابهة لتلك الناتجة عن الذبحة القلبية. حتى ان الإحصاءات أظهرت أن العلاج بالSTATIN يوصف للرجل بمعدل 42 في المئة أكثر من المرأة، مع ما يحمل ذلك من أخطار للمرأة، إذ إن نسبة 55 في المئة من الحوادث المرتبطة بمشكلات في القلب والتي تتعرض لها المرأة تعتبر قاتلة في مقابل 43 في المئة للرجل.
حتى أن خطر الوفاة من ذبحة قلبية أولى يصل إلى 50 في المئة لدى المرأة فيما تصل إلى 30 في المئة لدى الرجل كونه يتم التدخل بسرعة في حالته عند ظهور أي إنذارات مسبقة.

أليس هناك أي إنذارات مسبقة تلفت النظر إلى احتمال حصول ذبحة قلبية قبل حدوثها؟
ثمة إنذارات لكنها قد لا تحصل في مرحلة مبكرة وقد يتطلب ظهورها سنوات بعد أن يكون الانسداد قد وصل إلى مراحل متطورة. لذلك من الأفضل العمل على الوقاية والكشف المبكر ليتم تصحيح مسار المرض بشكل فاعل.

هل يعتبر عدم انتظام دقات القلب الذي يعانيه البعض مؤشراً؟
ليس ضرورياً أن يدل عدم انتظام دقات القلب على وجود مشكلة في القلب، فقد ينتج عن التوتر أو عن مشكلات في المعدة أو عن غيرها من المشكلات التي لا علاقة لها بالذبحة القلبية.

هل تعتبر أمراض القلب أشد خطراً على المرأة مما هي على الرجل؟
أظهرت بعض الدراسات أن الذبحة القلبية الناتجة عن الاحتشاء Infarctus تشكل خطراً أكبر على المرأة.

هل من عوامل معينة تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين؟
ثمة عوامل لا يمكن التحكم بها وأخرى يمكن العمل على تغيييرها وهي تساهم كلها في زيادة خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين. هي:
العوامل الثابتة غير القابلة للتعديل

  • الجنس
  • السن (للرجل سن 50 سنة وما فوق وللمرأة 60 سنة وما فوق)
  • العامل الوراثي له أهمية كبرى في الإصابة، ففي حال تعرض الاب أو فرد ذكر من العائلة القريبة لذبحة قلبية أو لموت مفاجئ على أثر سكتة قلبية قبل سن 45 سنة أو الأم قبل سن 55 سنة، للعامل الوراثي تأثير مهم على إصابة الأولاد.


أما العوامل القابلة للتغيير فهي

  • التدخين بأنواعه
  • ارتفاع ضغط الدم (نحو 9/14)
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية
  • الإصابة بالسكري وارتفاع معدلاته خصوصاً في أيامنا هذه التي تبدل فيها نمط الحياة وطغت فيه قلة الحركة وزاد استهلاك الدهون والوحدات الحرارية.
  • البدانة
  • قلة ممارسة الرياضة والركود

 

لطالما وصف تناول الاسبرين بأنه أحد الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب كونه يساعد على سيلان الدم، ألا يزال من العلاجات الوقائية المعتمدة؟
لم يعد رائجاً وصف الاسبرين على سبيل الوقاية نظراً إلى ما له من اضرار على المعدة . فبشكل أساسي للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب لا يمكن إلا مواجهة عوامل الخطر ومعالجتها، فإذا كان مستوى الكوليسترول مرتفعاً يجب العمل على خفضه ويجب ممارسة الرياضة وضبط معدلات السكري، وإذا كان الوزن زائداً يجب خفضه. لكن لا يتوافر اي دواء يسمح بالوقاية من امراض القلب.

أي إجراءات وقائية يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة بوجود العامل الوراثي؟
لا يمكن فعل شيء ولا يمكن إلا ان يحرص الأولاد على اتباع نمط حياة صحي للحد من خطر الإصابة. أما في ما يتعلق بالعوامل القابلة للتغيير فينصح بـ:

  • وقف التدخين.
  • مراقبة ضغط الدم.
  • تناول الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام.

 اتباع نمط حياة صحي يساهم في ضبط ضغط الدم كالحد من تناول الملح والحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام بمعدل 20 أو 30 دقيقة من الرياضة من نوع المشي او الهرولة أو السباحة او ركوب الدراجة، 3 مرات في الأسبوع.
علماً أن للرياضة فوائد صحية كثيرة سواء لصحة القلب أو للأمراض المرتبطة به كالسكري ومستويات الكوليسترول والوزن وضغط الدم.

  • ضبط مستويات الكوليسترول والخضوع لفحوص منتظمة للتحقق من مستوياته في الدم وتناول الأدوية الخاصة دون انقطاع والحد من تناول الدهون المشبعة.
  • اتباع نظام غذائي صحي يرتكز على النظام المتوسطي الغني بالفاكهة والخضر والحبوب والسمك والدجاج، مع أهمية تناول الزيوت الصحية كزيت الزيتون.

 

تحذير!

أبرز الأعراض التي يجب التنبه لها والحصول مباشرةً على مساعدة طبية عند ظهورها هي:

  • ألم حاد عند مستوى الصدر خلف القفص. علماً ان الالم قد يمتد إلى العنق والحنك والذراع الايسر أو حتى إلى الذراعين معاً.
  • إحساس مخيف بالضغط والثقل على الصدر

أما الأعراض الأكثر بساطة والتي غالباً ما تقلل المريضة من أهميتها فهي:

  • ضيق في النفس
  • ألم في البطن والظهر وبين الكتفين
  • انزعاج عام وتعب
  • اضطراب حاد غير عادي

 

مركز «يدنا» لصحة قلب المرأة

تم افتتاح مركز «يدنا» لصحة قلب المرأة في حزيران/يونيو 2013 بمبادرة من السيدة اللبنانية الأولى وفاء سليمان، بهدف العمل على التوعية وتحسين صحة شرايين قلب المرأة والحد من أعباء المرض وذلك من خلال الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الأولي والدعم.
ويتعاون المركز مع كلية الطب والمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت وكلية الطب في جامعة القديس يوسف.
ويقدم المركز خدمات طبية أبرزها الفحوص الوقائية للحماية من امراض القلب التاجية وتقديم الرعاية الطبية الأولية للنساء اللواتي تخطين سن 45 سنة.

إضافة إلى العلاج عبر تحسين نمط الحياة بتوفير الحميات الصحية للمريضات مما يسمح بتحسين صحة الأوعية الدموية القلبية وبالتالي إلى ضبط معدل ضغط الدم ومعدلات الدهون ومستويات السكري.
كذلك يقدم المركز خدمة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين للوقاية من أمراض القلب. إضافةً إلى التثقيف والتوعية والحملات التي يقوم بها والابحاث. وتتوافر فيه وسائل تشخيص متطورة ومهارات بارزة في هذا المجال.


نصائح تحميك!

  • ابتداءً من سن 50 سنة احرصي على إجراء فحص للدم للتحقق من مستويات الكوليسترول والدهون لديك ومستويات السكر في الدم.
  • راقبي مستوى ضغط الدم لديك.
  • امتنعي عن التدخين إذا كنت مدخنة لأنه بعد سنة من وقف التدخين ينخفض خطر إصابتك بذبحة قلبية إلى النصف مقارنةً بالفترة التي كنت تدخنين فيها، فيما يتضاعف معدل الإصابة بالذبحة بمعدل 5،8 لدى المرأة التي تدخن أكثر من 25 سيجارة في اليوم. وحتى إذا كنت تدخنين من سيجارة إلى 15 في اليوم تعرضين نفسك لخطر أكبر بالإصابة بذبحة قلبية مقارنةً بالخطر الموجود إذا كنت لا تدخنين. علماً أن ثمة ميلاً لدى النساء إلى التدخين أكثر فأكثر في أيامنا هذه.
  • احرصي على زيادة معدل استهلاك الفاكهة والخضر والحد من تناول اللحوم الحمراء والدهون والسكريات.
  • ركزي على النشاط الجسدي المنتظم مهما كان بسيطاً فهو مفيد لصحة قلبك بدءاً من الأعمال المنزلية إلى السباحة أو غيرها من انواع الرياضة.
  • تجنبي قدر الإمكان مصادر التوتر لأنه يسبب تغييرات هرمونية تؤثر سلباً على الشرايين وعلى ضغط الدم مع تسارع في دقات القلب.