عمر النشوان: القنوات الحكوميّة ما زالت تعيش في زمن 'الكتاتيب'

عمر النشوان, المملكة العربية السعودية, الإعلام, برامج, الإبداع الفني / الإعلامي, الطموح, قناة ام.بي.سي

26 يناير 2014

عمر النشوان شاب ركض كثيراً واختصر الاتجاهات، وها هو الآن يطل على المشاهد العربي بابتسامة عريضة في نشرة الأخبار على قناة «العربية» منذ أكثر من عام ، فالطموح والموهبة سلاح كل إعلامي نشط... عمر النشوان إعلامي جريء، قدم تقارير لبرنامج الثامنة مع داوود الشريان وأثبت أن الإعلامي السعودي يحتاج إلى فرصة للظهور ليثبت جدارته. « لها» التقته وكان هذا الحوار.


- كيف كانت بدايتك في الإعلام؟
كانت بداياتي في قناة الاقتصادية الخاصة عام ٢٠٠٧، وكانت وقتها تحت إدارة الأستاذ جاسر الجاسر رئيس تحرير صحيفة «الشرق» حالياً، ومن ثم التحقت بالعمل في صحيفة «الاقتصادية» وبعض الصحف المحلية، وبعدها بعض القنوات المحلية في السعودية، وكانت mbc مكتب الرياض آخر محطة قبل توجهي إلى «العربية» في دبي.

 - ما الذي اختفى من حياتك عندما عملت في الإعلام؟
أن أمارس حياتي الطبيعية مثلي مثل أي إنسان في الوجود.

- كيف استطعت أن تختصر كل شيء وتتجاوز كل العقبات لتصل إلى ما أنت عليه الآن؟
بالإصرار والعزيمة، وأن لا أكون متكلاً على أحد حتى وإن كان من أقرب المقربين. إذا كنت تؤمن بأنك شخص وقادر على صنع شي فبادر به، ولا تتردد، فالإيمان بالنفس لا يضاهيه شيء.

- كنت مراسلاً في برنامج الثامنة ولك تقارير مميزة. من حاد بك عن الطريق واتجهت إلى «العربية»؟
هوايتي تقديم نشرات إخبارية، وعبر منصة يشاهدها الملايين.

- في الإعلام وخاصة في التقارير الجريئة الكل يشهد لك بالتميّز. كيف أعددت نفسك لهذا المجال؟
الجرأة تعود لمن عملت معه وتحت إدارته وأقصد عملي في برنامج «الثامنة»، فالأستاذ داود الشريان أعطانا جرعة من الجرأة غير المسبوقة في الصحافة السعودية، ونحن بحاجة إلى شخصية تعطينا المجال لكي نخرج ما لدينا، وهذا ما تحقق في البرنامج الذي تناول هموم المواطن السعودي.
رفعنا سقف الحرية في الطرح الجريء والموضوعي، وهذا ما ضمن للبرنامج النجاح والفضل يعود للأستاذ داود بسياسته وللزملاء العاملين في البرنامج .

- كونك مذيع نشرة رئيسياً في قناة «العربية» هل يجعلك تحت مسؤولية أكبر وضغط أكثر؟
لا شك في ذلك، مجرد أن تخرج على قناة يشاهدها أكثر من ٦٠ مليون مشاهد من العالم العربي ويترقب كل ما هو جديد يطرأ على المشهد العربي، من الطبيعي أن تشعر بمسؤولية كبيرة لأنك تقدم وجبة إعلامية تمثل حصيلة عمل متواصل على مدار ٢٤ ساعة بلا توقف، فغرفة الأخبار أشبة بخلية النحل لا تتوقف، ينتهي عمل مجموعة وتأتي مجموعة أخرى وهكذا.

- من مراسل تلفزيوني في MBC إلى مذيع نشرة أخبار في «العربية» كيف تم اختيارك؟
تم اختياري بطريقة لن تصدقها ولكن هي الحقيقة. رغبت قناة «العربية» في وجه سعودي جديد فبدأت الاتصالات، واتصل الزميل مساعد الثبيتي منتج نشرة الرابعة بتوقيت السعودية على شاشة «العربية» بمجموعة من الصحافيين السعوديين، ومن ضمنهم الزميل نواف العضياني منتج برنامج «الثامنة»، وطلب منه ترشيح اسم مذيع يمثل السعوديين في قناة «العربية»، فلم يتردد في ذكر اسمي.
على الفور بادرني الزميل الثبيتي باتصال ووقتها كنت مع بعثة MBC لتغطية موسم الحج العام ٢٠١٢ في مكة، ومن هنا بدأت نقطة تحول في حياتي.
وأول شخص طرحت له الفكرة مديري المباشر داود الشريان الذي لم يقف عقبة أمام تحقيق رغبتي وقال لي بالحرف الواحد (رح الله يوفقك- ونحن نعين ونعاون) وبعدها بدأ مشواري مع «العربية». 

- وكيف وجدت العمل مع الإعلامي داود الشريان؟
من أصعب الأيام وأجملها في حياتي الصحافية. الصعوبة في المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقي والجميل أنني خضت تجربة جريئة ومشوقة في آن واحد. طبيعة العمل كانت مرهقة فقد مرت علي أيام كنت أنام في المكتب (صدقاً أحدثك أنام في المكتب ) كون الوقت لا يسعفني لإنجاز العمل وتقديمه للأستاذ داود صباح اليوم التالي.
كان دقيقاً في تسليم العمل في وقته فعودنا على الإنجاز من دون تقبّل أي عذر، وكان يخرج أجمل ما فيك وأنت لا تشعر.
بكل موضوعية وصراحة لقد صنع منا صحافيين حقيقيين. فهو مدرسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أرهقنا وعملنا تحت ضغط صحيح ولكن خرجنا رجالاً ، والفضل يعود لله ثم له في صنعي ، وصنع جيل إعلامي سيكون له شأن في يوم من الأيام بإذن الله.

- هل أنت راضٍ اليوم عن كل ما قدمته للإعلام؟
من طبعي ألا أرضى عما قدمت بل أشعر بأنني أمتلك المزيد. ولكن أشعر بأنني محظوظ لأنني عملت مع قطبين من أقطاب الأعلام ليس السعودي فحسب بل العربي، تخرجت من مدرسة الأستاذ داود الشريان والتحقت بجامعة الأستاذ عبدالرحمن الراشد الذي أعطاني مساحة للظهور وأعطاني مسؤولية أكبر من طاقتي، ولكن لن أخذل كل من وثق بعمر النشوان .

 - من هو الإنسان الذي له الفضل في خروج عمر النشوان للإعلام؟
غيري لن يجيب عن هذا السؤال أو يتكبّر كونه وصل إلى هذا المستوى، لكن أنا بطبعي صريح فمن قدمني لقناة الاقتصادية الخاصة للعمل فيها هو الزميل محمد الرديني مقدم برنامج «وظائف» حالياً على «روتانا خليجية».

 - ما سبب اتجاه الكثير من الإعلاميين السعوديين إلى العمل خارج الوطن؟
السعودية تملك عدداً كبيراً من القنوات، ولكن للأسف لا تملك مدينة إعلامية تحتضن هذا الكم من القنوات داخلها، لذلك لجأ العديد من الصحافيين السعوديين للعمل خارج بلدنا العزيز.
ولكن أرى فرجاً قريباً كوننا تعودنا من أبينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كل ما فيه الخير لمملكتنا الحبيبة.

- ما الفرق بين الإعلام الحكومي والخاص؟
الإعلام الحكومي يمشي مثل السلحفاة ناهيك عن انه يعتمد على تكميم الأفواه والمحسوبيات، وهو أمر لا يطاق دفع بالإعلاميين السعوديين إلى التوجه إلى القطاع الخاص أكثر من القطاع الحكومي، علماً أن الحكومة السعودية متفهمة وأعطت مجالاً واسعاً للتعبير عن الرأي بشكل غير مسبوق ولكن قنواتنا الحكومية تعيش في عهد الكتاتيب، والبيروقراطية ما زالت مسيطرة ومن الصعب نزعها بسهولة حتى لو وجدت ألف هيئة وهيئة .

- بعيداً عن أجواء العمل أين تهرب؟
أهرب إلى البيت، فأنا رجل بيتوتي أحب أن أستغل الباقي من وقتي في بيتي، وإذا شعرت بالملل اذهب مع الأصدقاء في مكان نجتمع فيه دائماً في دبي. 

- أين حياتك الاجتماعية؟
أحمد الله أني أعزب وإلا كانت خلعتني زوجتي بسبب عملي، ولكن أنا إنسان يحب الأسرة والحياة العائلية ولأسرتي عليّ حق، ومن طبعي أحب الحياة الاجتماعية، ولكن عندي مخلوقة لا أشعر بحياتي من دونها وهي والدتي، أجمل إنسانة في هذا الكون ناهيك بالوالد الرجل المتفهم والقاسي في بعض الأحيان، ولكن قسوته صنعتني وجعلتني رجلاً اعتمد على نفسي. وإخواني وأخواتي وهم أجمل هدية من عند الله.

- هل يغار منك إعلاميون؟
لا اعلم إذا يغارون مني، ولكن هذا شيء طبيعي موجود في كل عمل.

- ما طموحاتك؟
الطموح لا يتوقف عندي، ولكن أطمح إلى أن أكون شخصاً محبوباً لا مشهوراً.

- ما هي مقاييس النجاح الإعلامي؟
النجاح في رأيي أن تكون ذا تأثير وتصارع من أجل أن تصل إلى مبتغاك، وأن يكون لك أهداف، لا هدف واحد لأن ما بعد القمة الهبوط، لذا لا بد أن تضع نصب عينيك أهداف عدة.

- هل تؤمن بالمحسوبية في الإعلام؟
لا، أنا مؤمن بالموهبة لأن الشاشة هي المقياس والشاشة ليس فيها واسطة.

- هل عمر النشوان متأثر بمدرسة إعلامية معينة أو بإعلامي معين؟
نعم متأثر بمدرسة داود الشريان وعبدالرحمن الراشد. 

- متى تضعف وتنهمر دموعك؟
حين أنقل معاناة قصة إنسانية ضاقت بها السبل ولم تجد سوى الإعلام تشكي همومها عن طريقه.

- أين تمضي إجازتك؟
حيثما أجد الهدوء.

- أجمل هدية تلقيتها؟
خبر تعييني مذيعاً في «العربية».

- ...ومادياً؟
سيارة BMW من والدتي أهدتني إياها بعد اختياري مذيعاً في «العربية».

- حضورك الفعّال في «تويتر» ماذا حقّق لك؟
حقق لي الكثير وهو داعم في مسيرتي.

- كم عدد المتابعين لك في «تويتر»؟
أنا أفخر بمتابعين لا يتجاوز عددهم ٤ آلاف، على الأقل هم حقيقيون، غيري يشتري متابعين، ولكني أشعر بفخر بمتابعيّ الحقيقيين ولا أخجل من ذلك.

 - ما هو الشيء الذي لا نعرفه عن عمر النشوان؟
انه رجل بسيط بكل ما تحمله الكلمة من معنى.