كريستينا خورخي دي كارفالو في لشبونة: جو ذكوري بتوقيع أنثوي...

كريستينا خورخي دي كارفالو, الديكور, الأثاث, غرفة الجلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة مكتب, غرفة الأولاد, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, أكسسوارات, الأعمال الخشبية, طاول

08 فبراير 2014

رؤية زخرفية لافتة و أجواء عصرية أنيقة تعمّدها جماليات كلاسيكية، لا زمنية، وتكرّسها لوحة  ألوان خاصة تميل الى الحيادية الى حد ما.
أبيض، بيج، بني، رمادي أو أسود... تتناغم بمقادير دقيقة ومعايير متزنة، تمنح المكان  أجواءه الذكورية الواضحة والصريحة.
غير أن هذه الأجواء لا تهمل اللمسات الأنثوية الناعمة والتي تبدو للوهلة الأولى طارئة على المكان، ولكن سرعان ما تؤكد حضورها الواثق في هذا المزيج المرن والبارع لمجمل العناصر والخيارات من  ألوان ومواد، خطوط وأشكال، وتفاصيل أخرى.


من هذه المعادلة، يبزغ التباين والتناغم من خلال تبادلات، ليس في الأدوار فحسب، وإنما في القيم الجمالية والوظيفية على حد سواء. 

فبين الإسمنت وخشب الجوز الذي يتمدد فوق الأرضيات وبعض قطع الأثاث، وكذلك الرخام وموزاييك الزجاج، تتشكل وتتنوع المشاهد، لتشكل بيئة زخرفية جذابة ومتفرّدة تحمل طابع وروحية أسلوب المهندسة البرتغالية الشهيرة كريستينا خورخي دي كارفالو.

فهذه المصممة التي ولدت وعاشت طفولتها في موزامبيق جنوب شرق افريقيا، أمضت فترات طويلة من حياتها، متنقّلة بين أوروبا وأميركا الجنوبية، نالت شهادة في التجارة وإدارة الأعمال، ومارست نشاطاتها فيها بعض الوقت، قبل أن تقرر السفر الى لندن لدراسة فن الزخرفة والديزاين والعمل في هذا المجال، محققة بذلك الحلم الأغلى من أحلام طفولتها.

مشروعها الأول في بداية مسيرتها الزخرفية، كان ابتكار تصميم لمنزل نموذجي، نال الكثير من الإعجاب، وتصدّر غلاف مجلة «هوم ايديال» التي أفردت له عدداً من صفحاتها، لتكتب بذلك أول سطور من نجاحات كريستينا التي أسست مكتبا للدراسات الهندسية والتصميم ومحترفات لتنفيذ تصاميمها، بعدما انهالت عليها المشاريع من كل صوب، من منازل وشقق فاخرة ونوادٍ ومطاعم وفنادق، وأخيراً نفّذت مشروعاً كبيراً لمجمع شقق فخمة، توجها بجائزة أفضل مصممة لعام 2012.

Altis Prime هو اسم هذا المجمع الفندقي، الذي يضم 78 شقة تتوزعها 8 أدوار. الأدوار الأولى صممت كشقق دوبلكس، بمساحات تراوح بين 52 و 195 متراً مربعاً، بينما تتوزع الأدوار العلوية الشقق الصغيرة.
ولعل التراسات البديعة المطلّة على العاصمة البرتغالية لشبونة، والتي تهدي الساكنين مناظر بانورامية رائعة، هي ميزة تضاف الى المساحات الداخلية في هذا المجمع التي توفر الرفاهية والراحة القصوى.

وفي شقة نموذج من شقق الدوبلكس – في الدور الأول - فضاءات أنيقة تتشكل من مدخل وصالون واسع وصالة للطعام وحمام ومطبخ عملي أنيق مع فضاء خاص لتناول وجبات خفيفة من الطعام مدمج مع المطبخ.

ويصل هذا الطابق بالطبقة العلوية سلّم أنيق باستراحة واسعة زُيّن فضاؤها بمنحوتة ضخمة من المعدن..

ويحمل الطابق العلوي طابعاً من الخصوصية، ونسّق فيه جناح يضمّ غرفة النوم الرئيسية، وبعض ملحقاتها من مكتب خاص وجلسة للتلفزيون وصالة للحمام وغرفة للملابس، كما وزعت فوق المساحة المتبقية من الطابق غرف اخرى للنوم بأجواء متنوعة.


رفاهية

الديكور في هذه الشقة يعكس مظهراً من مظاهر الرفاهية التي يترجمها التصميم من خلال المزاوجات المتنوعة والبارعة بين عناصر الأثاث التي تحمل طابعا مميزا، بعضه يحمل توقيع أسماء كبيرة في عالم الديزاين تعود الى القرن الماضي، إضافة الى تصاميم عصرية حديثة رسمتها ريشة كريستينا ونفذتها محترفاتها بجودة بالغة ومظهر فاخر ينافس العديد من الماركات الشهيرة.

لقد استطاعت تصاميم كريستينا بسلاسة خطوطها وتوازن أحجامها ورونق ألوانها وموادها أن تبتكر جواً من الأناقة اللازمنية والتي تتوازن فيها التصاميم على اختلاف تفاصيلها وأنواعها، بانسجام ينسحب على كل فضاءات الشقة التي تنوعت فيها الجلسات والمشاهد الزخرفية والتي طرزتها أعمال فنية من صور فوتوغرافية وتحف ومنحوتات لمبدعين برتغاليين، مما أضفى على المكان سحرا وقيمة فنية.

و كريستينا التي تعشق المواجهات الزخرفية والخروج عن المألوف، لم تترك في تصاميمها فرصة للصدفة، فكل عنصر منسق بدقة، ويتسق مع ما يجاوره بشكل جمالي أنيق وعملي وظيفي متكامل.

الضوء يجذبها، كما يبدو من أعمالها، ولكن أيضاً طبيعة البيئة البرتغالية في لشبونة، هذه المدينة المنفتحة على  ألوان من الثقافات والفنون العالمية والحديثة المختلفة، كان لها تأثيراتها في خيارات كريستينا وخاصة ذلك الإشراق الذي استحضرته بكثير من البراعة ليس في عناصر أثاثها فقط، بل بخيارات أقمشتها وألوانها والتي تلاعبت بها بشكل ساهم في توليد المشاهد برقة وجماليات لا متناهية.

من المدخل الى الصالون والسفرة وبقية فضاءات الشقة التي اكتست جدرانها بالأبيض ولبست أرضيتها بخشب الجوز، تنافست العناصر في اجتذاب الحواس وتحريك العواطف والمشاعر.
فلا يمكن المرور بجانب قطعة من الأثاث لا تثير الاهتمام بسلاسة خطوطها وجمال موادها وأحجامها، أو تعيدنا مظاهرها المستعادة الى مراحل مضت من حقبات تواريخها وأمجادها.

في المدخل تتجسد الأناقة بقطعة من الأثاث من تصميم كريستينا هي عبارة عن كونسول من الخشب، تعلوه لوحة فوتوغرافية باللونين الأسود والأبيض، تضفي على الفضاء رونقا وجاذبية.
بينما يحتضن الصالون مجموعة من الأرائك المبتكرة والمنجدة بقماش من المخمل الرمادي يزين بعضها وسائد من الحرير بزخرفة متدرجة ناعمة.. ويبرز في جلسة الصالون مقعدين مبتكرين بهيكل معدني مصقول ومليّك، ملبّس بقماش فاخر من المخمل الأصفر الذهبي، مما يضفي لمسة حارة على الديكور الغارق في البرودة.

تزين أرض الصالون الخشبية سجادة من الصوف المزخرف بلون من الرمادي المتدرج، وتتوسط هذه السجادة مربعات صغيرة منخفضة من الرخام، تستخدم كطاولات للقهوة، فوقها مجموعة من الكتب وعناصر الزينة.

توزع كريستينا في كل ركن من أركان الصالون عناصر وأكسسوارات طريفة وجذابة لطاولات على شكل أقفاص من المعدن بسطح من الرخام أو عنصر إضاءة بفروع أنيقة متشعبة.

صالة السفرة يشكل فضاؤها امتدادا للصالون، يتوسطها طاولة أنيقة للطعام تحمل توقيع ماركة كنول الشهيرة، يحيط بها مجموعة من الكراسي توليب شير والتي استوحي تصميمها من شكل زهرة التوليب.
يتدلّى فوق الطاولة ثريا مبتكرة من المعدن والكريستال. وقد نسّق في الجانب الموازي للطاولة، بوفيه منخفض من خشب الباليسندر من ابتكار كريستينا.
ويفصل بين ركن الطعام والممر المؤدي الى المطبخ حاجز زخرفي أنيق من المعدن المخرم والمطلي باللون الأبيض.


فضاء المطبخ

المطبخ يتميز بطابع عملي وأنيق تزينه خزائن من خشب الجوز تندمج داخلها أجهزة الطبخ والمعدات الكهربائية. ويتواصل المطبخ مع فضاء صغير نسقت فيه جلسة بسيطة تحتلها طاولة صغيرة مستديرة مع كراسي بسيطة الأشكال أنيقة.

في الدور العلوي للشقة جناح يضم غرفة النوم الرئيسية، بأجواء تفيض باللطافة والرونق، فقد لُبّست جدرانها بقماش من اللون الرمادي يتناغم مع قماش أغطية السرير والتي يغلب عليها اللون الأبيض مع لمسة من البني.

الخزائن مدمجة في الجدران وقد نجّدت أبوابها بقماش من اللون الرمادي بأسلوب رشيق ناعم. ويبرز بينها وبين السرير من كل جانب رف معلّق زيّن سطحه باكسسوار للإضاءة.
ويتواصل مع فضاء الغرفة ركن للقراءة تحتلّه كنبة مريحة وعنصر إضاءة من تصميم لويس بولسن ومكتب أنيق من تصميم كريستينا، يقابله مكتبة متحركة برفوف متعددة، تعلوها لوحات فوتوغرافية قيّمة.

صالة الحمام الرئيسية منسّقة بشكل عملي وأنيق تزينها خزائن من الخشب ومرايا كبيرة تلبس الجدار فوق المغسلة وبعض الجدران المقابلة، وهي تعكس بروعة ضوء النهار متلبسا أثناء تسلّله من النافذة الواسعة المطلة على الباسيو وتبقيه في الداخل..

وزيّنت أرضية الحمام سجادة رمادية مستديرة وطاولة وسلّة للمجلات المتنوعة...
الأناقة والراحة والرفاهية والذوق الرفيع هي ما توحي به أجواء الديكور على اختلاف لمساتها الذكورية والأنثوية المتناقضة والتي تكسبها الأجواء النباتية والأزهار نفحة مميزة من الألق والجاذبية...