'زمن البرغوت2' ينطلق بعد تغيير العديد من نجومه

أمل بوشوشة, أيمن زيدان, أحمد إبراهيم أحمد, سوريا, فنانون سوريّون, فنانات سوريّات, مسلسلات

05 يونيو 2013

انطلق المخرج أحمد ابراهيم أحمد في تصوير الجزء الثاني من مسلسل البيئة الشامية «زمن البرغوت» رغم غياب العديد من نجومه الأساسيين الذين شاركوا في الجزء الأول، ومنهم الفنان أيمن زيدان الذي حلّ مكانه الفنان سليم صبري.
كما تؤدي الفنانة قمر خلف الدور الذي أدّته في الجزء الأول الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة، وحل مكان الفنان عبد الهادي الصباغ الفنان جهاد سعد، ومكان الفنانة ليليا الأطرش الفنانة نجلاء الخمري، ومكان الفنانة صفاء سلطان الفنانة هبة نور، ومكان الفنان قيس الشيخ نجيب الفنان سعد مينه.
بينما حل الفنان فائق عرقسوسي مكان الفنان رضوان عقيلي، وحل الفنان رامز الأسود مكان الفنان محمد حداقي، وتؤدي الفنانة ضحى الدبس الدور الذي أدته الفنانة صباح الجزائري... ويضمّ الجزء الجديد عدداً كبيراً من الفنانين، منهم: مهيار خضور، سليم كلاس، سلوم حداد، عدنان أبو الشامات، أمانة والي، مي مرهج، عبد الفتاح المزين، سحر فوزي، حسام تحسين بك، إيمان عبد العزيز، فايز قزق، أميّة ملص، رنا كرم، شادي مقرش، معن عبد الحق...
يذكر أن المسلسل من تأليف محمد الزيد وإنتاج قبنض للإنتاج الفني، ويرصد تفاصيل البيئة الشامية من خلال العلاقات الإنسانية في مرحلة تدور رحاها بين عامي «1918 ـ 1925» كما يتناول علاقة الريف بالمدينة من خلال مجموعة من الأحداث المشوّقة.
حول الجديد الذي يقدمه العمل والمفاصل الأساسية التي يتناولها، كانت لنا هذه اللقاءات مع مخرجه وعدد من أبطاله.


- ما الخطوط الأساسية التي يتمحور عليها المسلسل في جزئه الثاني؟
دارت أحداث الجزء الأول بين عامي 1915 و1918، وسنتابع في الجزء الثاني استمرارية للأحداث بين 1918 و1925، ومن ضمن مجريات الجزء الجديد خروج الاحتلال العثماني من دمشق ودخول الملك فيصل وبداية الاحتلال الفرنسي ومقاومة الشعب السوري للاحتلال الفرنسي، مروراً بمعركة ميسلون والثورة السورية الكبرى ومجموعة من الحكايات التي تمر في حارة عياش في حي الميدان.
يرصد المسلسل الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك المرحلة، فنرى العلاقات بين الريف والمدينة من خلال مجموعة القرى. إضافة إلى البدو حيث تربط صداقة بين الشيخ وضّاح المطلق ومختار حارة العياش.

- الأحداث الكبيرة التي ستمر في العمل كمعركة ميسلون هل ستكون مجرد خلفية للحكايات المطروحة عبره أم سنراها مجسّدة على الشاشة بشكل أو بآخر؟
هناك بعض المعارك في المسلسل التي نرى من خلالها مقاومة الاحتلال، ولكن معركة ميسلون ستكون خلفية للأحداث، فهي وحدها تحتاج إلى مسلسل كامل وبالتالي حرام أن نختزلها ضمن مجموعة مشاهد أو حلقة واحدة فقط، لأن هناك شخصيات عظيمة كانت فيها على رأسها يو سف العظمة.


تابوهات الدراما الشامية

- كل مخرج عمل بيئة شامية يقول إن عمله هو المختلف، لنجد في النهاية أن هناك تابوهات لا تخرج عنها هذه الأعمال تبدأ من الملابس ولا تنتهي بالعادات الشعبية وبالطريقة التي تقدّم فيها المرأة الراضخة والمستسلمة لمصيرها ضمن مجتمع ذكوري.
هذا الكلام فيه ظلم، فمن المؤكد أن هناك تابوهات لا تستطيع هذه الأعمال الخروج عنها، ولكن أظن أن ما شاهدناه في الجزء الأول من «زمن البرغوت» كان مختلفاً عما طرح في أعمال أخرى فلم نر الكلام العريض أو الشخصيات الاسطورية غير الواقعية، وإنما كان هناك شخصيات من لحم ودم تحكي بلهجة بعيدة عن المبالغة.
كما نرى هنا الحدث أين يدور فهو يجري في حارة الميدان التي كانت منغلقة في ذلك الوقت، وليست كحارات أخرى كانت أكثر انفتاحاً وشكل المرأة فيها قد يكون مختلفاً.
عموماً أنا ضد أن يقول أحدهم أنه يقدم الجديد، ففي النهاية أنت كمخرج تقدّم رؤيتك، والرهان يبقى... هل سيحبه الناس أم لا؟... فالأعمال الشامية حكاياتها معروفة، ولكن الفرق بينها يبقى ضمن إطار الشكل وانماط الشخصيات وكيفية تقديمها، إضافة إلى الشكل البصري الذي يريد المخرج إظهاره، هذا الشكل الذي لن يكون كلاسيكياً في «زمن البرغوت».


تغيير الممثلين

- لماذا تم تغيير مجموعة من الممثلين في الجزء الثاني؟
تم تغيير بعض الممثلين المرتبطين بأعمال أخرى خارج سورية لأنه كان من الصعوبة بمكان تنسيق أوقات التصوير لهم.
فعلى سبيل المثال الفنان محمد حداقي يصوّر في لبنان، والفنان قيس الشيخ نجيب يصوّر في الأردن. وكنا محكومين بموعد انطلاق التصوير فاضطررنا لتبديلهم.
وهناك بعض الممثلين الذين تم استبدالهم بداعي سفرهم خارج البلد بسبب الأحداث التي تمر بها سورية وهناك ممثلون كان لديهم خوف من التصوير في هذه الأزمة فاعتذروا.

- اعتذار عدد من الفنانين الذين لهم مشاهد مشتركة مع فنانين آخرين في القسم الذي صورته مع الجزء الأول، ألم يسبب إرباكاً؟
هناك مشاهد اضطررنا لإعادتها، فهناك مشاهد مع الفنان عبد الهادي الصباغ ومع قيس الشيخ نجيب، أعدت تصويرها.
ولكن هناك من اعتذر وهو موجود في سورية، فعلى سبيل المثال نقيبة الفنانين فاديا خطاب موجودة في سورية ويوم تصويرها لم تحضر رغم أن الممثلين كلهم أتوا، وعندما اتصلنا بها قالت أنها مضطرة للسفر ليومين وطلبت تأجيل تصوير مشاهدها، رغم أن النقيب ينبغي أن يكون مثالاً للآخرين في التزامه مواعيده!

- ألم يُحدث تغيير الممثلين ارباكاً لك كمخرج؟ ألا تخشى أن يحدث ارباكاً لدى المشاهد وتقبّل الناس للممثلين الجدد خاصة أن التبديل طال أدواراً محورية؟
هناك أعمال عالمية أجريت فيها تغييرات وهو أمر يحدث، وما يهم المشاهد هو الحكاية. وهنا لا أنكر أنه قد يحدث نوع من التشويش عند المشاهد في الحلقة الأولى ولكن عينه ستألف الممثلين الجدد، هذا من جهة أما من جهة أخرى فالبلد تمر بأزمة وكان أمامنا إما أن نوقف العمل رغم أننا صورنا 20% منه أثناء تصوير الجزء الأول أو أن نجد حلولاً ونستبدل الممثلين، وقد وجدنا أنه في النهاية لن يؤثر هذا التغيير على العمل خاصة أن الممثلين الذين أتينا بهم ليسوا أقل قيمة فنياً من الممثلين الذي تركوا، فقد استبدلنا نجوماً بنجوم وليس بممثلين من درجة أقل، فأتينا بممثلين قديرين، وسورية فيها عدد كبير من الفنانين القديرين.

- على أي أساس اختير الممثلون الذين جسدوا أدواراً سبق أن قدمها غيرهم في الجزء الأول؟
عندما حصل الاستبدال لم يكن من الضروري أن يكون هناك شبه في الشكل، ولكن بحثنا عمن يحمل الكاريزما الخاصة بالشخصية وليس الشكل الخارجي لها، وأظن أن خياراتنا في انتقاء بعض الممثلين كانت موفقة حتى أكثر من الجزء الأول.
وعلى سبيل المثال، يؤدي الفنان سليم صبري شخصية المختار «أبو وضاح» التي أداها النجم أيمن زيدان في الجزء الأول.
وقد استطاع الفنان صبري ملء مكان الشخصية التي جسدها أيمن باقتدار في الجزء الأول، وفعل ذلك من خلال الكاريزما الخاصة به وحضوره وأدائه، لذلك لن يشعر المشاهد بالفارق بينهما. وكذلك الأمر بالنسبة إلى شخصية «العكيد» شاهر، فعندما تمّ استبدال قيس الشيخ نجيب بسعد مينه لم نشعر بسعد مينه أثناء تأدية مشاهده إلا وأنه «العكيد» فعلاً.


الاختيار غير المتوقّع

- سبق أن قلت: أحب الذهاب باتجاه غير المتوقّع في اختيار الممثلين... فإلى أي درجة أتيح لك الذهاب في هذا الاتجاه؟
حاولت المحافظة على هذه الفكرة إلى حدّ ما، ولكن في النهاية عدد الممثلين اليوم لم يعد يسمح لك بخيارات كبيرة كما كانت الحال عليه في العام الماضي، فبات أمامنا خيارات أقل، ولكن في الأساس شخصيات العمل هنا هي استمرارية للجزء الأول وبالتالي الخيارات بقيت في مكانها إلى حد ما.

- ألم يساهم غياب عدد من النجوم في بروز وجوه كان معتّماً عليها أو لم تأخذ مكانها في ظل سطوة وجوه فنية معينة؟
منحت الأزمة فرصة لفنانين لم يكن الضوء مسلطاً عليهم ليأخذوا فرصهم بشكل جيد، وفي المقابل أرى أن المشاهد قد أفرز وجهة نظره تجاه بعض الفنانين الذين خافوا وسافروا إلى خارج البلد وتعاملوا مع الوطن كفندق عندما رأوا أن الخدمة ساءت فيه لجأوا إلى فندق من درجة أعلى، وهذه سلبية لا ألومهم عليها فكل إنسان حرّ ومن حقه أن يخاف على حياته... سافر بعض الفنانين وتحديداً من معهم رأسمال، ولكن هناك أشخاص معهم رأسمال وهم قادرون على السفر لكنهم لم يسافروا، وهؤلاء تُرفع لهم القبعة.

- ما سلبيات ازدياد وتيرة إنتاج أعمال البيئة الشامية وإيجابياته؟
في ظلّ الأزمة التي يمر بها البلد يرى المنتج أنه، من الناحية الانتاجية، من الأسهل له تصوير عمل شامي لأن المحطات ترغب فيه أكثر من أي عمل آخر، كما أنه لدى التصوير فأنت محكوم بمكان تصوير ثابت الذي هو الحارة «وبيوت عربية، والتي يتمّ تصويرها في أحياء دمشق القديمة التي يعتبر وضعها آمناً قياساً بالمناطق الأخرى.
عموماً الفن هو وجهة نظر وبالتالي لماذا لا تُقدّم أكثر من وجهة نظر حول البيئة الشامية؟... وليكن هناك نوع من المنافسة الشريفة لأن ذلك يؤدّي إلى تطوير المستوى الفني للأعمال البيئة الشامية.

- هل يمكن تسويق الدراما السورية لتحجز مكانها على المحطات رغم ما يُشاع عن مُقاطعات محتملة لها؟
من وجهة نظري الشخصية أرى أن المحطات لا تستطيع الاستغناء عن المسلسلات السورية، ليس بدافع حبها له وإنما لأنها تلبي رغبة المشاهد.
كما أن الإعلان يطلب العمل السوري لأنه يؤثر على بيع الاعلانات، وحتى الآن العمل الفني السوري مرغوب للمحطات، رغم أن هناك محطات مسيّسة.

الفنانة قمر خلف: تؤدي الفنانة قمر خلف شخصية رويدة التي أدّتها في الجزء الأول الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة، وتزداد الضغوط عليها في هذا الجزء خاصة بعد تلقّيها خبر استشهاد زوجها مما يجعل الطامعين فيها يحاولون الوصول إليها، فابن عمها صفوان الوصولي الشرير يطلب يدها للزواج وترفضه، ولكنه تحت تهديد السلاح والضغط يكتب كتابه عليه، ولا تلبث بعد ذلك أن تهرب وتلجأ إلى أحد الأديرة القريبة من الشام.

الفنان صالح الحايك: يستمر الفنان صالح الحايك بتجسيد الشخصية نفسها التي بدأ بها في الجزء الأول وهي شخصية المختار... وعن دوره يقول:
«ظهرت في العمل من خلال شخصية مختار حارة الكوم «أبو فتحي». وسبق أن أديت شخصية المختار «أبو صياح» في مسلسل «باب الحارة».
إلا أن الشخصية في «زمن البرغوت» مختلفة من حيث الشكل لكنه يبقى ذلك المختار الذي يقود الحارة، وفي ذلك الوقت كان المختار هو المرجع في حل المشكلات بين الناس ويتعاطف مع المحتاجين لأنه شخصية قيادية، وأنا أحب تمثيل الشخصيات القيادية».

الفنان فائق عرقسوسي: يؤدّي الفنان فائق عرقسوسي شخصية «أبو دياب» التي أداها الفنان رضوان عقيلي في الجزء الأول. يقول: «إنه «عكيد» حارة «الكوم» والذي يحلّ المشكلات فيها، ويحمل صفات «عكيد» الحارة الشامية لكنه طيّب القلب مما يجعل نساء المنزل يؤثرن عليه بطريقة تجعله يتصرف أحياناً بشكل سلبي ما فيقع في مشكلات كثيرة خاصة مع عائلته».

إضافة إلى الجزء الثاني من «زمن البرغوت» يشارك عرقسوسي في مسلسل آخر يندرج ضمن إطار البيئة الشامية هو «ياسمين عتيق» للمخرج المثنّى صبح، وقد أعرب عن أمله بأن يستمتع المشاهد بالتباين بين الشخصيتين اللتين يؤديهما في كل من العملين.

الفنان علاء الزعبي: يؤدي الفنان علاء الزعبي شخصية إيجابية في العمل، عنها يقول: «أجسد شخصية جابر وهي إحدى الشخصيات المحورية في المسلسل، إذ يتعرّض لمجموعة من التحولات الدرامية. وهو يملك قلباً طيباً ويحمل معاني الرجولة بكل معنى الكلمة من كرم وشهامة، كما أنه صاحب مواقف فاعلة في الأحداث التي تجري على الساحة».
وعلى العكس من شخصيته الايجابية في «زمن البرغوت» يؤدي شخصية سلبية شريرة في مسلسل البيئة الشامية «قمر الشام» للمخرج مراون بركات، وحول كيفية إقناع الجمهور بالشخصيتين رغم أنهما على طرفيّ نقيض وفي عملين يندرجان ضمن إطار البيئة الشامية وستعرضان في رمضان بوقت واحد، يقول: «قد ترى ممثلاً عالمياً في فيلم شرير وفي فيلم طيّب وهو أمر لا يشكل تناقضاً.
فأنا كممثل أكاديمي وأمتهن هذه المهنة من المفترض أن أقدّم تمايزاً بين الشخصيتين ليشعر الناس بالفرق بينهما، وهذا يحتاج إلى جهد خاص وتعامل مع المسألة بتركيز وهدوء كي لا أشبه نفسي في العملين».

الفنان أكرم تلاوي: الفنان أكرم تلاوي يقول: «أجسّد دور الشيخ رجب وهو شيخ حارة «الكوم»، وهذه الشخصية تكون نمطية في مسلسلات البيئة الشامية، فهو سيقدّم النصح ويمدّ يد المساعدة ويوجّه النصح للآخرين، ويقف بجانب المختار في الأزمات دائماً لحل المشكلات والازمات.
 لقد شاركت في العديد من أعمال البيئة الشامية وكنت ابتعد عن تأدية دور الشيخ بسبب نمطيتها» ولكني هنا حاولت أن أخرجها من نمطيتها فلجأت إلى تقديمها من الداخل وسعيت لأن أكون صادقاً في الأداء».