داليا فرج المذيعة في الفضائية المصرية: ثقتي بزوجي بلا حدود رغم عمله مع نجمات السينما

سامح عبد العزيز , داليا فرج, عمل المرأة, العائلة, عائلة الأم

10 مايو 2014

رغم أنها درست السياحة، اختارت العمل الإعلامي، ومن برنامج إلى آخر حققت نجاحاً في عملها كمذيعة في القناة الفضائية المصرية. إلا أن نجاحها داخل بيتها كزوجة وأمٍّ لا يقل عن نجاحها في عملها، وهي مهمة لم تكن سهلة.
المذيعة داليا فرج، زوجة المخرج السينمائي سامح عبد العزيز، وصاحبة لقب أم البنات، تكشف لنا أسرار تحقيقها المعادلة الصعبة في النجاح داخل البيت وخارجه.
 

كيف بدأت مشوارك مع العمل الإعلامي؟ 
تخرجت عام 1994 في كلية سياحة وفنادق قسم إرشاد لغة فرنسية، والدي كان يعمل في التلفزيون، فكنت أذهب معه إلى الاستوديوهات منذ صغري، وتدربت معه أثناء الدراسة في الكلية في برنامج للهواة، وعملت في فضائية المصرية بعد ذلك، وتدربت لفترة طويلة جداً كمساعد مخرج، ثم عملت مذيعة في برامج مسجلة أولاً، ثم في برامج على الهواء مباشرةً. وأتذكر أن أول برنامج قدمته في حياتي كان مع الزميلة إيمان العقاد، بعنوان «سيمفونية مكان»، وكنا نذهب إلى المناطق الأثرية لنقدم معلومات عنها للمشاهدين. بعد ذلك قدمنا برنامج «بنك النجوم»، وقدمت حتى الآن حوالي 40 برنامجاً في التلفزيون المصري، أهمها برنامج «عادات من زمان فات» عن العادات القديمة مثل «السبوع» و«الزار»، وبرنامج آخر اسمه «المهنة واللي جرى لها»، وكان فكرة والدتي، وبعد ذلك عملت في بعض البرامج الشبابية وبرامج الموضة وغيرها.

وراء كل امرأة عاملة ناجحة زوج متفهّم لطبيعة عملها ويشجعها باستمرار، فكيف تعرفت على زوجك وما هي المواصفات التي جذبتك إليه؟
أكرمني الله كثيراً في زوجي الذي يلعب دوراً كبيراً في نجاحي بدءًا من تشجيعه الدائم لي وحتى تقويمه الموضوعي لأعمالي، وهو أهم شخص أحب أن أتعرف على رأيه في ما أقدمه. وتعرفت عليه من خلال عملنا معاً في التلفزيون الذي التحق به بعد تخرجه في المعهد العالي للسينما، وذلك عندما قامت الإعلامية القديرة سناء منصور التي كانت وقتها رئيسة الفضائية المصرية باستدعاء طلاب معهد السينما لأخذ رأيهم في كيفية تحسين وضع القناة، من حيث المونتاج والإخراج وما إلى ذلك. وكان زوجي من المقربين جداً منها، لأنه كان مبدعاً ويقوم بعمله بشكل جيد. وحدث التعارف بيننا عندما تقابلنا وربطتنا علاقة قوية، وبدأت بيننا قصة حب رومانسية، وتزوجنا وأنجبنا ابنتنا الأولى «حبيبة»، وهي الآن في الصف السادس الابتدائي، وبعدها بست سنوات أنجبنا «دليلة»، وهي الآن في بداية الدراسة، ثم بعدها بسنتين «جميلة» وعمرها عامان ونصف العام، وأعتز بأنني «أم البنات» كما يعتز سامح بأنه «أبو البنات».


كلمة السر

ما هي كلمة السر في قدرتك على التوفيق بين العمل والأسرة؟
نجاحي يعود إلى أنني شخصية حازمة ومنظمة جداً، وهذا ورثته عن والدي الذي كان يتسم بالحزم والحسم والنظام بما يشبه النظام العسكري. أما زوجي فهو فنان يحب التأمل ويحتاج إلى فترات طويلة للجلوس بمفرده، فهو يعمل «مونتير» وليس مخرجاً فقط، ولهذا يحتاج إلى تفكير وتركيز طوال الوقت. وظاهرياً يحكم كثيرون على علاقتنا بأننا غير متوافقين، لكن الحقيقة غير ذلك، فنحن نلتقي في أشياء كثيرة جداً جعلتنا سعيدين، لأن كلاً منا يكمل الآخر، والبنات يستفدن من هذا التنوع في صفات الأب والأم.

ما هو دورك في نجاح زوجك؟
نجاحه هو نجاح لي شخصياً، وأنا متأكدة من أن هذا شعوره تجاهي، ولهذا جعلت مهمتي الأولى توفير المناخ المناسب لعمله وراحته، ولذلك أتحمّل مسؤولية المنزل كاملة، من حيث تربية البنات والتواصل مع مدارسهن والنادي وما إلى ذلك. أنا أعتبر النظام أساس إنجاز كل الأعمال، فتنظيم الوقت وتوزيع المهمات أهم أسس النجاح لي ولزوجي. وأرى أن بناتي أهم من أي شيء وأحق بوقتي من أي شيء. وزوجي يساعدني كثيراً، ونتحدث معاً عن مشكلات تواجهنا ونحاول حلها معاً، وهو يحاول أن يعطينا بعضاً من وقته في ترفيه الأبناء أو زيارات الأقارب، وأعتقد أن هذا يكفي لكي يستطيع أن يعطي عمله وقتاً كافياً، لأنني أرى أن نجاحه في عمله نجاح لكل الأسرة، وسيعود بالنفع علينا كلنا.

لماذا عملت ستايلست في بعض الكليبات؟
عملت مع زوجي في عشرة كليبات، كما قدمت برنامجاً في التلفزيون اسمه «آخر صيحة»، وكنا نعمل في هذا البرنامج أنا وزميلاتي المذيعات كموديلز أيضاً.

ما أكثر الشخصيات التي كان لها الفضل في نجاحك؟
يأتي والدي في المقدم، فقد كان له الدور الأكبر في تكوين شخصيتي المنظمة، وكان يعجبني إنجازه مهماته بكل دقة، وتمنيت أن أكون مثله. فقد كان يستيقظ يومياً في الساعة السادسة صباحاً، ثم يستعد للخروج وهو يستمع إلى الإذاعة، ثم يذهب إلى العمل حوالي الساعة السابعة والنصف بعد أن يوصل إخوتي الصغار إلى المدارس ويوصلني إلى الجامعة، وكان يقوم بقضاء كل احتياجاتنا ويذهب معنا إلى أماكن دراستنا للاطمئنان على مستوانا الدراسي، ويصطحبنا إلى النادي وأماكن الترفيه. وتأثرت كذلك بوالدتي الدكتورة نجاة حسن التي كانت تتمنى أن تراني طبيبة مثلها، وألجأ إليها في كل ما يتعلق بقراراتي المصيرية وبرامجي التي كان لها دور في بعض أفكارها.

رفضت دخول كلية الطب، ألم تشعري بندم؟
رغم حبي الشديد لمهنة والدتي التي كانت تصطحبني إلى العيادة والمستشفى لكي أعيش أجواء الطب، وكان مجموعي في الثانوية العامة يؤهلني لذلك، فضلت الالتحاق بكلية السياحة والفنادق. والحمد لله، أعتبر نفسي ناجحة، لأنني أحببت عملي كمذيعة، ولهذا أتفانى فيه وأبذل قصارى جهدي. وأؤمن بأن النجاح الكبير في أي شيء يحتاج إلى وقت وجهد، خاصةً أن زوجي دائماً ما يكون خارج المنزل لظروف عمله، وهو ما يتطلب مني أن أعطي بناتي وقتاً كبيراً.

من مثلك الأعلى كمذيعة؟
أحب كثيراً من المذيعات، وفي كل واحدة يعجبني شيء معين، مثل أسلوب التحدث أو طريقة ارتداء الملابس. وعندما كنت صغيرة كنت أحب المذيعة ليلى رستم، فهي شخصية متزنة وهادئة وراقية وجادة. وأحب سناء منصور، فهي إدارية ناجحة وتعي جيداً معنى الإعلام والفن والإخراج، وتفهم قواعد اللعبة الإعلامية بكل تفاصيلها.

متى يمكن أن تتوقفي عن العمل رغم نجاحك فيه؟
أتوقف عن العمل فوراً إذا وجدت أن نجاحي فيه سيأتي بالضرر على بناتي وزوجي، في هذه اللحظة يمكن أن أضحي من أجل أسرتي. لكن عملي حتى الآن ليس عقبة أمام نجاحي في القيام بواجباتي الأسرية على أكمل وجه، ولعل هذا أحد أسباب رفضي العمل في كثير من الفضائيات، حتى لا أنشغل بكثرة العمل عن زوجي وبناتي.


غيرة

هناك من يردد أن الرجل الشرقي يغار من نجاح زوجته، هل شعرت بهذا يوماً؟ 
زوجي ليس مصاباً بهذا العيب، فهو متعاون جداً ويحب عملي ويريدني أن أنجح فيه.

وماذا عن غيرتك أنت عليه خاصةً أنه محاط كمخرج بنجمات كثيرات؟
من أهم الصفات التي كنت أطلبها دائماً من الله أن يعطيني زوجاً محترماً لا تكون «عينه زائغة»، وقد استجاب الله وأعطاني زوجا ملتزماً جداً في عمله الذي هو كل حياته، وأثق به ثقة عمياء. فمثلاً هو الآن يخرج فيلماً لهيفاء وهبي، وعمل قبل ذلك مع جومانا مراد ونانسي عجرم، لكنه يركز على عمله فقط، يمكن أن يضحك ويمزح معهن لكن في الحدود الطبيعية. وأنا في الوقت نفسه أغار عليه الغيرة الطبيعية الموجودة لدى كل الزوجات، وهو يقدّر هذه المشاعر.


شهادة زوج

يؤكد المخرج سامح عبد العزيز، أن زوجته هي العمود الفقري لأسرته، لأنها تقوم بدور الأم والأب معاً لبناته، نظراً إلى كثرة انشغالاته التي تجعله كثير الأسفار داخل مصر وخارجها، حسب طبيعة تصوير الأعمال الفنية التي يخرجها.
وأشار إلى أنه فخور بقدرة زوجته الفائقة على تنظيم وقتها بين البيت والعمل، وتحقيقها نجاحاً كبيراً فيهما، رغم أن البنات الصغيرات يتطلّبن اهتماماً غير عادي، مما يتطلب وجودها معهن أكبر وقت ممكن. بل إنه يعتبر نجاحها نجاحاً له شخصياً، ولهذا يحرص على مشاهدة كل برامجها على الهواء، وإذا لم يستطع فإنه يصر على رؤيتها مسجلة وإبداء رأيه فيها بلا مجاملة.
ويعترف بأنه يساعد زوجته في بعض الأعمال المنزلية في الأيام التي لا يكون لديه فيها عمل يتطلب وجوده خارج المنزل، وذلك تخفيفاً عنها واعترافاً بفضلها في استقراره ونجاحه.

CREDITS

تصوير : شيماء جمعة