في المشهد الزخرفي الجمال في التفاصيل!

أنماط زخرفية, زخرفة, زخرفة داخلية, خشب مزخرف, منزل, الديكور, الديكور الداخلي, الإضاءة الطبيعية, جلد, جدران زجاجية, فخامة المساحات, كراسي

25 مايو 2014

ليس سهلاً الحديث عن التفاصيل في الديكور ولكن يمكن القول إن «الجمال في التفاصيل». فالمشهد الزخرفي عبارة عن تراكم منسق ومتناغم ومتوازن لتفاصيل كثيرة.
والقيم الجمالية نفسها هي عبارة عن تفاصيل منتقاة تؤسس في مجموعها علاقات تقوم على رفد بعضها البعض بكل مظاهر الألق والسحر والجاذبية.


يعتبر البعض أن الأكسسوارات في الديكور هي التفاصيل التي تولد الأنطباع المفعم بالراحة للمشهد الزخرفي.
بالطبع الأكسسوارات تدخل ضمن نطاق التفاصيل وتشغل حيزاً مرموقاً في تركيبة المشهد ورفده بكل يحاكي الميول ويستجيب للرغبات ويتسق مع الشخصية. غير أن ذلك لا يعني أن التفاصيل تقف عند هذا الحد.

لذا فإن الحديث عن التفاصيل في الديكور ليس في السهولة التي يبدو عليها الأمر في البداية، لأن ذلك يستدعي الحديث عن الكل، عن العناصر، علاقاتها بعضها ببعض، عن المواد المختارة و مزاوجتها وتأثيراتها المتعددة الأوجه والحالات، عن المكان بكل أبعاده وفضاءاته، عن الألوان بكل تنوّعاتها ودرجاتها وتدرّجاتها، عن الضوء ومدى مساهمته الخلاقة في توليد أجواء واقعية ومتخيلة. فهذه كلها تفاصيل ولكنها أيضاً ينبوع لتفاصيل تتوالد منها بلا نهاية.

إن قدرة التفاصيل لا تتوقف عند حد معين في تأصيل المشهد ومنحه الوجه المطلوب، على أن لا يكون هنا أي مبالغة أو شطط في التركيز، لأن هذا الأمر قد يؤدي الى إرباك بصري يقود الى عكس النتيجة المتوخاة.
لذا فإن التعامل مع التفاصيل يتطلب تجربة ثريّة ومهارة ملحوظة وحساسية بالغة، لكي يتسنى الانتفاع بها وتوظيفها لمصلحة الفكرة ولخدمة المشهد.

ومن هنا سنجد أن الحديث عن التفاصيل لا ينحصر في عناصر محدّدة تحقق الأناقة وتولّد الطابع الجميل، بل هي مجموعة من عناصر قد تكون لوناً، قطعة أكسسوار، نمطاً من المقاربات الزخرفية، او قطعة من أثاث تحمل طابعاً مغايراً تساهم في تأكيد الفرق، وتعمل على توليد مناخات جديدة وبيئة زخرفية على قدر أحلامنا.

فالألوان والأشكال الزخرفية المختلفة والأكسسوارات الأنيقة أو الغريبة الصادمة لكل منها دوره في تفعيل أجواء الديكور وإعطائه الجاذبية المطلوبة، وذلك من خلال خيارات ذكية بالغة التناغم مع كل ما يحيط بها في المشهد الزخرفي من عناصر.

وانطلاقا من الأرضيات والجدران والسقوف وما تتضمنه من تفاصيل صغيرة أو كبيرة، إضافة إلى قطع الأثاث واكسوارات والزينة. تتوالد المناخات، حميمة، ناعمة، تقليدية او حديثة، باروكية غريبة أو مستعادة من العصور الماضية، تسطّرها تفاصيل محمّلة بالتأثيرات والرموز تساهم في رسم ملامح المكان والإيحاء بخصوصية طابعه وهويّته.

للخطوط البسيطة والأشكال تأثير مباشر على تظهير الصورة و تنشيط حيوية المكان أو إلباسه حلة من الهدوء، عبر خيارات متجانسة من الصياغات والمواد الطبيعية الناعمة كالخشب والزجاج والمعادن المصقولة والأقمشة الأحادية اللون أو المزخرفة بايقاعات حيادية ناعمة مثل الأبيض والبيج والرمادي اللؤلؤي الفاتح والذي يمكن استكماله بعناصر مختلفة للزينة، مثل سجادة أحادية اللون بايقاع مكثف، أو مزخرفة بألوان زاهية ساطعة، مما ينشط أجواء الديكور ويضفي عليها مزيداً من الحيوية.

أما الجدران فيمكن استثمارها في هذه اللعبة بزينة مبتكرة هي عبارة عن موزاييك من براويز اللوحات والصور تجمع فوق جدار من الجدران بأشكال و أحجام متعددة تضفي طابعاً مميزاً على الركن ويساهم في تثمين أجوائه.

كما ان طلاء جدار من الجدران بلون مكثف مشتق من نغمات سائدة يجعل منه خلفية مناسبة للزينة، فهو يظهر وبشكل جميل كل ما يمكن تنسيقه عنده من قطع أثاث مميزة أو زينة.


سحر اللون

ويلعب اللون دوراً أساسياً في نسج هالة من السحر حول الأثاث تقليديا كان  أو معاصراً، فاختيار ألوان ساطعة لقطعة من الأثاث  أو الزينة تحمل الى أجواء المكان نفحة من الزهو والدفء والأناقة.

كما أن اختيار الأقمشة المزخرفة تساهم في تحسين شروط الديكور وتمنح الجلسات رونقاً زاهياً، وهي تضبط نغمة الديكور في المكان وتفعّل جمالياته وحضوره.

ولا يقف تأثير التفاصيل الزخرفية عند تلك المعالجات، بل انه يتخطاها نحو ابتكار عناصر زخرفية لافتة وغير منتظرة كابتكار لوح أسود من حجر الأردواز في ركن من المطبخ يمكن أن تدوَّن فوقه وصفات لوائح الطعام أو ترك رسائل وملاحظات خاصة يتبادلها المقيمون في المنزل.

كذلك تطعيم أجواء الديكور بقطع أثاث أو أكسسوارات مستعملة تحمل نكهة من الحنين إلى زمن ماضٍ، ومزاوجتها مع قطع من الديزاين الحديث، لخلق أجواء مستولدة من رحم الماضي والحاضر.

اذا كان للتنسيق والانسجام بين العناصر دوره في انجاح الديكور، فإن ادخال لمسة من الفوضى المرتبة والمصاغة بشكل ذكي كالجمع بين الكتب المنسقة بشكل عشوائي والشمعدانات، وغيرها من الأكسسوارات التي تبعث حيوية في الأجواء لا مثيل لها، اضافة إلى لعب ورقة الكونتراست أحيانا والجمع بين الألوان  أو الأنماط والتي غالبا ما يكون لها طابعٌ مؤثر في الديكور.

واذا كان لتلبيس الأرضيات بأنواع محدّدة من الخشب  أو البلاط  أو الموكيت يفتح مجالاً واسعاً للتلاعب بأجوائها، فإن لورق الجدران والأقمشة والمواد المختلفة والنبيلة دورها في جعل ديكور الجدران يبدو أجمل.

اما لعبة الغرافيسم الذي قد يغطّي جدراناً بأكملها مزخرفة بألوان وايقاع موحد بينها وبين ألوان الكراسي وقطع الأثاث، فتمنح الديكور جواً هادئاً تحركه عناصر للإضاءة كبيرة الحجم تتدلى من السقف بارتفاعات متواترة.

ولتنظيم أجواء فضاء في مساحة متعرجة في الصالون على سبيل المثال واستثمار المساحة بشكل كامل دون ترك فراغات مهملة، يمكن تنسيق مقعد صغير في تلك الزوايا الصعبة  أو تزيين جدرانها بعناصر ذات رفوف أو عناصر للزينة.

كما يمكن استثمار الستائر ذات الوجهين لعزل مساحة من الصالون وتسليط الضوء على أجوائه وإبتكار جو حميم تتلاعب فيه الأضواء الخفيفة التي تنبعث من عناصر خفية أو ظاهرة للإضاءة.

كما ان الإستعانة ببعض قطع الأثاث القديمة أو الإكزوتيكية، والجمع بينها بانسجام مع المواد المحيطة بها، ترصّع الديكور بلمسة غريبة.

وخلافاً لاتجاه الـ«توتال لوك» في الزخرفة الداخلية، صار الجمع بين أكثر من طراز مستحباً شرط ان يتوافر التناغم والانسجام واللمسات الناعمة المبهجة.

ركن المدفأة من الأركان الجميلة التي ترفد الديكور على اختلاف اتجاهاته بعنصر جذّاب ومحرّك يلبس المكان حلّة الدفء والنعومة والشاعرية.

كما ان ابتكار زخرفة فوضوية منظمة في ركن من الأركان مثل تكدّس الكتب فوق طاولة، أو تنسيق وسائد بألوان وتشكيلات متناقضة فوق أرض أحادية اللون  أو أريكة وثيرة دون إسراف  أو مبالغة، يخرج المكان من رتابة الجمود.

ولا ننسى في غمرة هذا كله الحضور النباتي الجميل داخل المنزل والذي يطرز الأماكن من خلال بعض الأقمشة وكذلك النباتات برونق طبيعي يحمل الى الداخل واحات سلام يسكنها الهدوء والفرح.