أمل الجمل تضع نوال السعداوي وشريف حتاتة على خطى سارتر وسيمون دي بوفوار!

أمل الجمل, القاهرة, كتاب, كتب, رواية / قصة

29 مايو 2014

صدر عن دار «المحروسة» في القاهرة أخيراً كتاب «نوال السعداوي وشريف حتاتة... تجربة حياة» للناقدة السينمائية أمل الجمل، وهو إصدارها السادس بعد «بعيون امرأة - تجربة الإنتاج المشترك في السينما المصرية – فيلموغرافيا السينما العربية المشتركة - يوسف شاهين - القتلة بين هيمنغواي وتاركوفسكي».


معروف أن الكاتبة نوال السعداوي والكاتب شريف حتاتة كانا على مدى ما يزيد على أربعين عاماً أشهر زوجين في الوسط الثقافي المصري قبل أن ينفصلا، بعد زواج حتاتة من أمل الجمل، وربما يفسر ذلك الإقبال الملحوظ على الكتاب خلال فعاليات الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، علماً أنه مرشح لإثارة الكثير من الجدل بشأن العلاقة بين أطرافه، والتي سبق أن اقترب منها حتاتة، المولود في 1923، في روايته «رقصة أخيرة قبل الموت»، الصادرة العام الماضي، وتكاد تكون سيرة ذاتية.

وكتبت أمل الجمل على صفحتها على «فيس بوك»: «هو كتاب حوارات، كنت أحاول أن أحاكي فيه تجربة سيمون دي بوفوار وسارتر التي فشلا في إتمامها».

وسألتها «لها» عما تتوقعه بشأن رد فعل السعداوي على هذا الكتاب، فقالت: «لم يشغلني هذا الأمر، لأن الكتاب لا يتضمن أي إساءة إليها، بل على العكس هو عمل يقترب من عالمها الروائي والإنساني بإنصاف، ومن المعارك التي خاضتها كرائدة للحركة النسوية في مصر.
يُضاف إلى ذلك أن الحوارات تضيء جوانب مهمة من حياتها المشتركة مع الدكتور شريف حتاتة على مدار 43 سنة، وتكشف أشياء كثيرة من أوجه التناقض والازدواجية التي يتعامل بها الإعلام والمجتمع مع شخصية مثلها.
في تقديري الشخصي أن الكتاب يمثل تجربة مهمة، ولم يسبق أن قام أحد بمثلها، على الأقل على مستوى العالم العربي.
إنها تجربة حاول سارتر وسيمون دي بوفوار تحقيقها عندما فكرا في القيام بحوار يتحدثان فيه عن كل شيء في حياتهما مهما كان خاصاً وحميمياً، لكنهما فشلا في إتمام مشروعهما».

وأضافت: «في تجربتي معهما أعترف أنني أدين بالفضل للروائي شريف حتاتة لأنه أنقذ الحوارات من مصير مشروع سارتر وبوفوار، فقد كان يطرح أفكاره بهدوء، وبأسلوب مقنع، ما شجع الدكتورة نوال على الاستمرار في الحوار، فقد كان يؤكد لها أهمية تلك الخطوة، لأنها ليست فقط محاولة لتوضيح آرائهما من دون تزييف أو ابتسار؛ مثلما كان يحدث معهما قبل وأثناء تلك الفترة التي كنتُ ألتقي بهما عام 2006، ولكن أيضاً ليقدما من خلالها نموذجاً للآخرين في مجتمع تعوَّد إخفاء الحقائق».

يتضمن الكتاب سلسلة من الحوارات، بعضها ثنائي وبعضها منفرد، عن الحب والزواج، ومقارنة بين نوال السعداوي و»أمينة»، بطلة رواية «الشبكة» لشريف حتاتة، ومحاكمة أدبية لأعمالهما، ومأزقهما مع النقد، وتجربة التدريس وتربية الأولاد، والدور المنتظر للرواية، ثم حوار عن اللذة والسعادة وأشياء أخرى، إلى جانب دراستين عن السعداوي، الباحثة عن العدالة في الحياة، وتجربة حتاتة من أعماق السجون إلى أعماق الإبداع، إضافة إلى مقدمة عن مشوار المؤلفة وطريقها إليهما.

وتقول الجمل: «ساعدتني قراءاتي لأعمال الدكتورة نوال السعداوي والدكتور شريف حتاتة، إلى جانب الاقتراب من عالمهما الخاص، على رؤية الكثير. جعلتني أقترب من حياتهما المختلفة، ما أوحى إليّ بإجراء حوار معهما. تأكدت هذه الفكرة مع قراءة أشياء عبَّرا عنها في كتاباتهما أتذكر منها مثلاً ما قاله الدكتور شريف: «لا أبوح إلا بجزء من أفكاري، وأحاسيسي ورغباتي الحقيقية. فأين إذن الصدق الذي أدعيه؟»... «ما كتبتُه ليس سوى قمة جبل الثلج تحت المحيط، فما هو مختبئ أهم وأخطر، لكني لم أكتبه، وربما لو كتبته لن يقف معي أحد، ولن ينشره لي أحد».

وتضيف: «استوقفتني كذلك جملة قالها شريف حتاتة؛ أثناء إلقاء شهادته في ندوة حركة «أدباء وفنانين من أجل التغيير»؛ يقول فيها بالعامية: «هو أنا حياتي أنا ونوال يعني عظيمة على طول الخط؟! قطعاً فيه مشاكل، لكن لو اتكلمنا في المشاكل بصدق كامل شوفوا المجتمع هيعمل فينا إيه».