المطارات السعودية تستعد لعمل المرأة في 'كـاونترات الجوازات'

عمل المرأة, السعودية, مطار

20 يوليو 2014

فيما دشّن محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز «الكاونترات» النسائية في قسم الجوازات في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومهمتها إنجاز إجراءات المسافرات بيُسر وسهولة، أفاد موقع وزارة العمل بأن ﺍﻟـــﻮﺯﺍﺭﺓ أولت عمل ﺍﻟــﻤــﺮﺃﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺎً، نظراً إلى خصوصيّة ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ مجتمع محافظ، ﻭﻗــﺪ ﺷﻬﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻧﻤﻮﺍً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﻣـﻦ ٤٨,٤٠٦ ﻋــﺎﻡ ٢٠٠٩ ﺇﻟــﻰ ﻣــﺎ ﻳــﻘــﺎﺭﺏ ﺍﻟــﻤـﺎﺋــﺔ ﺃﻟــﻒ ﻋﺎﻡ ٢٠١١، ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ 200 ﺃﻟﻒ ﻓﻲ كانون الأول/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ٢٠١٢. ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺇﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ  ﻋﻤﻞ (ﺣﺎﻓﺰ) ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺃﻥ ١ ١٧٠ ١٥٢ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻧﺎﺙ، ﻭﻳﻤﺜﻠﻦ ﻧﺴﺒﺔ ٨٦ في المئة ﻣﻦ مجموع ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ، ﻓﻘﺪ ﻋﻜﻔﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ على وﺿﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍلإجراءات ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟها، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ الإسلامية. «لها» تحدثت إلى مسؤول في جوازات منطقة مكة المكرمة، واطّلعت على آراء سيدات أعمال، والمعقبات اللواتي أكدّن أنها «خطوة إيجابية وتخدم المسافرة بشكل جيد».

«التعقيب كغيره من القطاعات التي لديها مشاكلها، وكثيراً ما يتم التضييق علينا من الرجال». بهذه الكلمات بدأت أماني زهير حديثها عن عملها كمعقبة لمتابعة أعمال السيدات اللواتي يحضرن إلى الأقسام النسائية في جوازات منطقة مكة المكرمة، وتضيف: «في البداية كان لنا دور كبير في تسهيل أمور السيدات، مع أننا ما أن نتسلّم ملف السيدة نجد أن المُعقب الرجل غضب، ويعيق عملنا من خلال علاقاته مع من يعملون في الجوازات. ومن المعروف أن علاقات الرجل المعقب مع الدوائر أفضل من علاقات النساء بحكم طبيعة البلد». ولفتت إلى أن «السعودية وفرت الكثير من التسهيلات في الإجراءات للمسافرين كافة، خاصة بعدما دشنت الخدمة الالكترونية، مع أن هذه الخدمات جعلت الكثيرات يستغنين عن وجود معقبة. إلا أنها خطوات تستدعي الإشادة بها، وتصبّ في مصلحة المرأة السعودية والأجنبية على حدٍ سواء. وكما يعلم الكثيرون أن المعقبات يحاولن التغلب على المعوقات التي تواجههن في بعض الجهات الحكومية،  ووجود كاونترات نسائية في القطاعات الحكومية أو في المطار هو أمر يوفر الكثير من السرية، خاصة إن كانت المسافرة منقبة، هي خطوة جيدة وتستحق أن ندعمها».


الموظفات سيعملن في مكان مستقلّ خاص بالنساء

ذكر مصدر في جوازات منطقة مكة المكرمة أن المرأة «ستقوم على خدمة وإنهاء إجراءات سفر المرأة، لأن هناك منقبات يرغبن في أن تقدم لهن الخدمة امرأة مثلهن، وهو نوع من التسهيل والتيسير على المسافرات. ويتم ذلك في مكان مخصص ومستقل بالنساء حفاظاً على خصوصية  المرأة، لتقديم أفضل الخدمات لها وفق الضوابط الشرعية».  وأكد أن «موظفات الجوازات باشرن عملهن في الكاونترات المخصصة لهن،  وهي عبارة عن غرفة نسائية في قسم خاص بالنساء فقط، حيث يجري التدقيق في الصورة خاصة للنساء المنقبات، والبصمة، وتسهيل بقية الإجراءات للمسافرة». وأشار المصدر إلى أن مشاركة المرأة في العمل الأمني موجودة في الأصل في المطارات، في قسم تفتيش النساء، لافتاً إلى أن الخطوة الجديدة «إيجابية توفّر على المسافرات الكثير من الوقت وتختصر الزحام. وهي بالتأكيد خطوة لم تتم إلا بعد دراسة دقيقة، ولم يكن ظهورهن على الكاونترات مفاجأة، فكما ذكرت سابقاً أنه يوجد لدينا عاملات عسكريات ومدنيات، وسعينا لدمجهن حتى تكون الاستفادة أكبر».


بيطار: خطوة تصب في رؤية  جديدة لزيادة فرص عمل للمرأة السعودية

قالت سيدة الأعمال والناشطة في حقوق المرأة سميرة بيطار إنها لم تشهد هذه الخطوة على أرض الواقع، إلا أنها «فرصة جيدة أولاً للمرأة العاملة التي تُمنح فرصة للمشاركة في الشؤون الأمنية، وهذا حق للمرأة خاصة أن التجربة رائعة وأثبتت فعاليتها في كل دول الخليج، والمرأة السعودية لا تقل قدرة وفعالية عن كل النساء في الخليج، وفي الدول العربية. كما أنها تمنح المرأة المسافرة راحة أكثر في التعامل مع موظفة على الكاونتر». ورأت أن أي خطوة تخدم المرأة السعودية هي «إيجابية وتصب في رؤية زيادة فرص العمل للمرأة السعودية، خاصة أن المرأة ما زالت تعاني مشكلة البطالة المرتفعة نوعاً ما في مجتمعنا،  وأعتقد أن هذا الأمر يعود لأسباب كثيرة منها النقص في مخرجات التدريب والتأهيل. وعلينا أن نخرج من قوقعة انتظار المرأة للوظيفة الحكومية، ويجب أن يكون هناك تدريب لاستيعاب المرأة في القطاع الخاص».


عمير: ضرورة أمنية... وفرصة عمل

أكدت المديرة التنفيذية لمركز السيدة خديجة بنت خويلد في الغرفة التجارية والصناعية بجدة الدكتورة بسمة عمير أنها سمعت عن هذه الخطوة، لكنها لم تشاهدها على أرض الواقع بعد، معتبرة إياها « ضرورة أمنية قبل كل شيء، فوجود نساء للتأكد من هوية المسافرة وأنها غير منتحلة شخصية أحدٍ ما، يحمي من الإرهاب، وهي خطوة كان يجب القيام بها منذ وقت طويل».
وأشارت إلى أن آلية العمل في هذه الخطوة يجب أن «تُبقي الاختيارات متاحة أمام المسافرة في المطار، إما بمراجعة السيدات، أو أن تبقى برفقة عائلتها في مسار الجوازات الاعتيادي. لكن من أرى أنه يجب أن يُفرض عليهن هذا الأمر هنّ النساء المنقبات، بهدف التدقيق في أوراقهن والتثبّت من هوياتهنّ. أما  من لا تغطي وجهها فيترك لها الخيار».
وعن كونها فرصة عمل مناسبة للسيدات ذكّرت العمير بالقرار 120 الصادر عن مجلس الوزراء، والذي يفيد بأن أي جهة حكومية تتعامل مع المرأة لا بدوأن يكون فيها قسم نسائي، «وأعتقد أن هذه الخطوة جاءت تفعيلاً لهذا القرار. وفي أي حال المرأة السعودية تستحق أن تكون في المناصب القيادية والإدارية، وفي مجالس إدارات المناطق، والشركات العائلية».


عشقي: مشاركة المرأة في المجال الأمني ضرورية

أكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية اللواء الركن المتقاعد الدكتور أنور ماجد عشقي أن عمل المرأة في الجانب الأمني جيد، ليس في الجوازات وحدها، إنما في مختلف الجوانب الأمنية، «خصوصاً أن بعض العناصر النسائية منخرطة في أعمال إجرامية، مثل الانضمام إلى جماعات الإرهاب وغيرها... المجتمع السعودي محافظ، والنساء محجبات، ولا بد أن يكون هناك نساء لهنّ اهتمام بالجوانب الأمنية أو مشاركة في الشأن الأمني، حتى نستطيع أن نسُد هذا الباب الذي يحاول المجرمون استغلاله».
وعن عمل المرأة في كاونترات قال: «هناك نساء يفضلن أن تتعامل معهن امرأة، بدلاً من وجود رجل ليتفاهم مع المرأة. كما أن مشاركة المرأة في المجال الأمني لا تخالف الشرع في شيء، ولا تتعارض مع الضوابط الشرعية، وطالما أن هذا الأمر لا يخدش حياءها، فلا بأس بأن تقوم بهذا العمل، خاصة أننا شاهدنا هذه التجربة في دول الخليج، وأنها نجحت في مسألة الجوازات وغيرها».

CREDITS

تصوير : وائل السليماني