هل فعلاً يمكن أن تخفّضي وزنك بفضل العصير؟

العصير, الأطعمة الصلبة, العصائر, الفوائد الصحية, وحدات حرارية, سوائل

22 أغسطس 2014

 تبدو حمية السوائل التي ترتكز على العصائر بشكل أساسي من الحميات التي تنتشر بشكل واضح في الفترة الأخيرة، خصوصاً بين الشباب. 
فقد راج أخيراً تناول العصائر كبدائل من الأطعمة الصلبة والوجبات الرئيسية بهدف خفض الوزن بشكل أسرع، فيما يكثر الحديث عن فوائدها الصحية وعن دورها في تنظيف الجسم من السموم. 
لكن إلى أي مدى يمكن اللجوء إلى العصير كبديل من الطعام الصلب؟ ومتى يكون اللجوء إليه آمناً ومتى يشكل خطراً على الصحة؟ عن هذين السؤالين وغيرهما بخصوص الحمية المعتمدة على السوائل، تجيب اختصاصية التغذية كارولين حمادة التي تشدد على أهمية عدم التمادي فيها  تجنباً للمشكلات، لأن البعض يلجأون إليها باعتدال ثم يصلون إلى حد «الهوس»مما يفقد الجسم الكثير من حاجاته.

 


ما طبيعة الحمية التي ترتكز على العصائر التي باتت رائجة بكثرة في الفترة الأخيرة؟
صحيح أن حمية السوائل ترتكز بشكل أساسي على السوائل، أي العصائر التي تصبح بدائل عن الأطعمة الصلبة، لكن إذا أردنا اعتمادها بالشكل الصحيح والصحي والأنسب للجسم تحل في النظام الغذائي كمكمل للوجبات العادية التي ترتكز بشكل أساسي على الأطعمة الصلبة.
فعلى هذا الاساس، نزيد العصائر الغنية بالماء والالياف على النظام الغذائي الأساسي في مقابل خفض كمية الأطعمة الصلبة فيه.

يحكى الكثير عن فوائد هذه العصائر وأهميته للصحة، هل لها فعلاً كل هذه الفوائد الصحية؟
إضافةً إلى أهمية العصائر كمكملة للنظام الغذائي القليل الدهون في حمية لخفض الوزن، لها فوائد صحية كثيرة بالفعل:

  • غنية بمضادات الأكسدة التي تؤمن الحماية من أمراض خطيرة كالسرطان ومن آثار التقدم في السن. كما تساعد على إخراج السموم من الجسم.
  • غنية بالألياف التي تساعد في عملية الهضم وتكافح والنفخة وتحمي من خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي. إضافةً إلى كونها تعطي إحساساً بالشبع لمدة أطول.
  • غنية بالسوائل التي يحتاج إليها الجسم فترطبه.
  • غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم وهي مهمة جداً للبشرة وتزيد نضارتها وإشراقها.
  • قليلة الوحدات الحرارية مقارنةً بالأطعمة الصلبة.
  • تحتوي على المكسرات التي تضاف إليها كمصدر للدهون الجيدة التي تساعد على مكافحة ارتفاع الكوليسترول وتحمي من الإصابة من أمراض القلب والشرايين.

 

إلى أي مدى يمكن اللجوء إلى حمية تعتمد حصراً على السوائل؟
فيما يمكن وصف حمية تعتمد على الأطعمة الصلبة والعصائر كمكملة للنظام الغذائي الأساسي، من غير الصحّي وصف حمية تقتصر على السوائل لأن الجسم يحتاج إلى مكونات غذائية كثيرة لا توفرها السوائل وحدها.
لذلك الأفضل المزج بين النوعين لتأمين كل حاجات الجسم، بحيث يحل العصير مثلاً محل وجبة واحدة من الطعام الصلب. يمكن اعتماده بشكل خاص بعد ممارسة الرياضة لتعويض حاجات الجسم التي تمت خسارتها أثناء ذلك.

هل تحتوي العصائر التي يتم تناولها في حمية من هذا النوع على مكونات معينة مصنعة خصيصاً لهذه الغاية أم هي مجرد عصائر طبيعية؟
العصائر المعتمدة في الحمية هي عصائر طبيعية يمكن لأي كان تحضيرها في المنزل استناداً إلى أسس معينة. ويجب التمييز ما بين العصر في العصارة واستعمال الخلاط.
فلتحضير هذه العصائر يجب استعمال الخلاط الكهربائي حيث توضع الفاكهة مع قشرها حفاظاً على الألياف فيها.

ما هي مكونات العصائر التي يمكن تناولها ضمن الحمية؟
يرتكز العصير على مكونات أساسية هي السائل من ماء أو حليب أو لبن قليل الدسم أو خالٍ من الدسم او ماء جوز الهند أو شاي أخضر بمعدل كوب واحد.
يضاف إليها الKefir الذي هو عبارة عن مصدر للبروتينات أشبه بقشوة اللبن يحتوي على البكتيريا الجيدة. ثم تضاف إلى مزيج الفاكهة الطبيعية أو المثلجة والمكسرات بحسب الرغبة، والخضر من سبانخ وخس وكزبرة ونعناع.

إذا أردنا تقويم كل من الحميتين أي تلك التي تعتمد على النظام الغذائي المتوازن وتلك المعتمدة على السوائل، أي منهما هي الافضل؟
يصعب تقويمهما فلكل منهما فوائد في مكان ما وليس هناك حمية أفضل من الأخرى.

في أي حالات يمكن ان توصف الحمية المرتكزة على العصائر؟
بشكل أساسي توصف هذه الحمية لأنها قليلة الوحدات الحرارية لتحل محل وجبة معينة من الأطعمة الصلبة. وفي الوقت نفسه تكمن أهميتها في أن هذه العصائر تعطي إحساساً بالشبع بحيث، عند اتباعها، يمكن التقليل من الأكل في الوقت نفسه.
لذلك بدلاً من تناول وجبة كاملة يمكن تصغير حجم الوجبة مع العصير الذي يعطي إحساساً بالشبع، مما يبرر وصف هذا النوع من الحمية لخفض الوزن.
وهذا مماثل لما يحصل عندما يطلب ممن يتبع حمية شرب الماء قبل الاكل للحد من كمية الأكل التي يتم تناولها أثناء الوجبة لأن السوائل تعطي إحساساً بالامتلاء.

ما الطريقة الفضلى لاعتماد هذه الحمية بشكل صحي؟
الطريقة الفضلى تقضي باعتماد نظام يحتوي على وجبتين رئيسيتين ووجبة واحدة من العصير كبديل من الطعام الصلب.
على سبيل المثال، يمكن وصف هذه الطريقة لشخص لا يحب تناول الفطور عادةً، فقد يشعر برغبة كبرى في تناول العصير في الصباح.
بهذه الطريقة لا يفرط لاحقاً خلال النهار في الأكل ولا يحصل على كميات كبرى من الوحدات الحرارية بسبب الامتناع عن تناول الفطور.

لا ينصح عادةً بتناول العصير بل من الأفضل تناول الفاكهة الطازجة تجنباً للحصول على وحدات حرارية إضافية، كيف يمكن التأكد من عدم الحصول على وحدات حرارية زائدة في العصير أكثر من تلك الموجودة اصلاً في الأطعمة الصلبة؟
من المهم معرفة الكميات التي توضع في العصير ومراقبتها. فالمكسرات مثلاً تحتوي على 5 إلى 9 حبات منها على 90 إلى 120 وحدة حرارية. وبالتالي يجب الحرص على عدم وضع كميات زائدة منها.
كذلك بالنسبة إلى الفاكهة فتوضع حبتا فاكهة مع قشرهما وتحضران في الخلاط الكهربائي للحصول على كميات إضافية من العصير وللحفاظ على نسبة الالياف فيها . أما في خصوص الحليب أو اللبن فيستعمل ذاك الخالي من الدسم . ويمكن إضافة الثلج لزيادة كمية العصير.

هل توصف حمية السوائل لأي كان؟
بشكل عام في الحالات العادية يمكن اعتماد هذه الحمية (العصير كبديل عن وجبة واحدة) خلال اشهر دون مشكلة فهي تعطي إحساساً بالشبع بكمية وحدات حرارية أقل.
فهنا يمكن خفض الوزن باعتدال في اعتماد هذه الحمية وليس بالتركيز عليها.  لكن قد توصف حمية السوائل التي تعتمد على السوائل حصراً لمرضى السرطان في حالات معينة في حال وجود مشكلات هضم أو في حال زيادة الوزن الكبرى.
وقد يعتمد النظام الذي يعتمد على العصائر خلال فترة معينة لا تتخطى تسعة أيام كنظام لإخراج السموم من الجسم Detox.


تجنبي هذه الأخطاء عند اعتماد العصير كبديل عن الطعام:

1  شرب العصير على معدة خاوية
2  الإكثار من الفاكهة والخضر في العصير واستعمالها بكميات زائدة مما يزيد معدل السكر والوحدات الحرارية فيه
3  عدم مضغ عصير الخضر جيداً عند تناوله
4  وقف تناول عصير الخضر واستبداله بعصير الفاكهة باعتباره ألذ
5 اعتماد العصير كبديل من الوجبات لا كمكمل لها
6  استعمال الخضر نفسها يومياً في تحضير العصير
7  تناول العصير بعدمرور فترة طويلة من تحضيره