بين الداخل والخارج... مسافة حلم!

سان تروبيه, منزل, طبيعة, حديقة داخلية, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, قاعة /صالة / غرفة طعام

23 أغسطس 2014

على قطعة أرض نادرة، وفي موقع مدهش في إطلالته على البحر دون حجب أو موانع، يقع هذا المنزل الذي أراده مالكه مكاناً فريداً في خصوصيته.
منزل مكرّس للإيجار، لآماد قصيرة، ولكنه يختلف كلياً عن تلك المنازل المنثورة في تلك المنطقة من الريفييرا الفرنسية.


منزل يفضي البحث عنه، ليس الى محطة وصول نظراً إلى موقعه الساحر، ولكن أيضاً من أجل الراحة والرفاهية التي يوفرها عبر ديكور داخلي بالغ النعومة.

من أجل ذلك كلف مالك المنزل مؤسسة «كازامارا» بهذا المشروع، لكي تصمم كل المتطلبات الداخلية والخارجية، الأسقف، الأرضيات، الأبواب والنوافذ وكل الأعمال الخشبية، بالإضافة الى اختيار المواد والتشطيبات والأكسسوارات المكملة للعمارة. وهكذا، وفرت «كازامارا» كل ذلك بما فيه العديد من القطع الكبيرة التي نفذت على القياس.

غرف الاستقبال الرحبة تتوسط ركنها الرئيسي كنبات وطاولات منخفضة من تصميم بيرو مانارا بأقمشة من «دي. كييفر».
والبسط التي تتمدد على أرضيات غرفة الأستقبال مستقدمة من تركيا، وهي مشغولة باليد بمقاس حسب الطلب، وأضفت على الأرضيات جمالاً وسحراً. أما الستائر فهي من أعمال بيار فراي، والأضاءة من أعمال «ديلايتفول».

وتعكس أبعاد غرف الأستقبال السخية الهدف الأساسي من هذا المنزل الذي تم تحديده منذ البداية، وهو توفير مساحة عيش مقرونة بمعنى «منزل» يشغل فضاء بالغ الرحابة والرفاهية والخصوصية.

ولا يقتصر الأمر في السخاء المعيشي الذي يوفره المنزل على غرف الإستقبال، ذلك أن بقية مساحات المنزل وأركانه تتمتع بالسعة والرحابة، مدعّمة بتفاصيل مدروسة ومختارة بعناية لكي تؤكد أبعادها وترفد فضاءاتها بما يؤسس لمعايير قصوى في مجال الرفاهية والفخامة والراحة والأناقة.

المواد التي تمت الأستعانة بها مستقدمة من أماكن عدة، وتبدو منسجمة مع المكان وعناصره. فالرخام المصقول «القشتالي» من البرتغال في أرضيات غرف الإستقبال، يجاور بانسجام وإلفة الغرانيت الأسود من زيمبابوي في غرفة الطعام التي تتوسطها طاولة أنيقة تحمل توقيع بيرو مانارا، تحيطها مجموعة كراسٍ من تصميم ف.لي. بوفي.

وبالإضافة الى القطع الكثيرة من الأثاث التي حملت توقيع بيرو مانارا، فإن مرايا «فينيسيا» التي تعلو الجدران، أو بعض العناصر المستقدمة من محلات الأنتيكا المختلفة أضفت على الجو العام روحاً من التنوع الذي أثرى المكان وجعل الإقامة فيه رحلة إستشكاف فريدة.

غرف النوم لا تختلف في موادها وأكسسواراتها عن بقية مساحات المنزل وأركانه، فجاءت تنسيقات أثاثها وعناصرها إمتداداً لحلم السفر والترحال، مقرونة بكل شروط الأمان والراحة والرفاهية.
والأسرّة الموزعة على هذه الغرف هي من «مجموعة بيار فراي» وبعضها يحمل توقيع «ف. لي.بوفي»، أما البياضات فهي من «بانانا سيلك».

وحضنت بعض صالات الحمام المتعددة تصاميم «آباج» بأناقة، وبعضها الآخر حظي برخام «ألفريد سالفاتوري» البديع الصنع. وقد رفدتها تصميمات ورق جدران «إيليتيس» بجو غاية في الجاذبية والأناقة.


لغة الخارج

وإذا كان الحديث عن داخل هذا المنزل ممكناً من خلال بعض العبارات والمسميات، فإن الحديث عن الخارج يحتاج الى لغة أخرى، وربما الى الشعر في بعض المراتب.
ذلك أن الترّاسات المحيطة بالمنزل، وحدها تشكل حكاية إجازات لا تنسى. فهي بإطلالاتها الخلابة على البحر من جهة وعلى مرتفعات الريفييرا الفرنسية من جهة أخرى، تشكل ملاذاً مميزاً لعشاق الإجازات الخارجة عن المألوف.   

معظم القطع المستخدمة في الديكور، هي من تصميم «بيرو مانارا»، تم وضعها وترتيبها بطريقة مدروسة، لكي تحقق نوعاً من التوازن والإنسجام مع الفضاءات المحيطة بها.

«هدفنا الأساسي كان توفير الشعور بالراحة والفخامة من دون أن تطغى هذه الأخيرة على المكان وتلغي الأحساس بالرفاهية» يقول بيرو مانارا ويضيف: «ولكن مع العديد من الملامس والتشطيبات الملحقة، والتي تخلق الشعور بالمفاجأة، أيضاً وأيضاً».

لقد أراده هذا المصمم مكاناً لممارسة حياة نشطة وليس مكاناً لـ «التقاعد». لذا فإن الطبيعة حين تستعرض مزاجها بشكل مفاجئ، يمكن لقاطنيه الانسحاب الى الداخل، ليشعروا بالأمان والرعاية.

ويتظهر المشهد أكثر حين نرى أن الداخل هنا هو امتداد للخارج أو العكس، ذلك أن  الخارج يتحول، في وقت الإجازات، الى داخل.
وتختلط الأبعاد وتتداخل بشكل لا يؤثر على مستويات الراحة والرفاهية التي توفرها الفضاءات المتعددة، المفتوحة أو المغلقة أو تلك التي تنساق بسلاسة وسهولة ليس فقط لرغبات السكان، ولكن أيضاً لمزاج الطبيعة وطبائعها.