'لبنان: دفاتر الرؤساء' لغسان شربل: كتاب يضيء الكثير مما ظلّ غائصاً في الظلام

غسان شربل, دار رياض الريّس للطباعة والنشر, كتاب, كتب, شخصية / شخصيات تاريخية

06 سبتمبر 2014

الكتاب: لبنان: دفاتر الرؤساء

الكاتب: غسان شربل

الناشر: دار رياض الريّس للطباعة والنشر


إنهم ستَّة من الرؤساء والسياسيين اللبنانيين، الذين أثَّروا تأثيراً عميقاً في الحياة السياسية اللبنانية خلال الأحداث الكبرى التي عصفت بلبنان في الربع الأخير من القرن الماضي، وهم على التوالي: فؤاد بطرس، مُنح الصلح، كريم بقرادوني، ريمون إده، صائب سلام، شفيق الوزان، كامل الأسعد، حسين الحسيني، الذين حاورهم رئيس تحرير جريدة الحياة الشقيقة، الزميل غسان شربل على فترات متقطّعة، وضمَّ حواراته معهم في كتاب يقع في 474 صفحة ويحمل عنوان (لبنان: دفاتر الرؤساء). وقد صدر الكتاب عن دار رياض الريّس للطباعة والنشر في صيف عام 1914 الجاري.

يستهلّ غسان شربل مقابلته مع كل واحد ممَّن ذكرناهم، بتعريف بالشخصية موضوع المقابلة، ومن خلال هذا التعريف يمهّد للحوار الذي سيديره معها، حول تجربتها وخبرتها في السياسة وفي الحياة.

ثماني شخصيات مهمّة، يشكِّل الحديث معها ثماني نوافذ، إن لم نقل  ثماني شرفات تطلّ على لبنان في واحدة من أدقّ مراحل تاريخه التي لاتزال آثارها تطبع الحياة اللبنانية وتؤثِر فيها حتى يومنا هذا. وأهمَّ ما في الكتاب أنه يقول الكثير مما لم يُقل، ويضيء الكثير مما ظلَّ غائصاً في الظلام، ويعرِّفنا من خلال الشخصيات موضوع المقابلات على الشخصيات الأخرى التي تفاعلت معها في لحظات الهدوء وفي لحظات الإعصار.

وبهذا المعنى فإن الكتاب هو كتاب تاريخ، والمؤرّخ فيه هو بطل الحدث نفسه من خلال تفاعله مع ما يدور حوله في المحيط المحلِّي، وفي المحيطين الإقليمي والدولي.
والكلام الجاري على ألسنة الذين حاورهم المؤلف، هو أصدق شهادة على الزمن الذي حدثت فيه المقابلة، وعلى الزمن الذي سبقها أو ذلك الذي أتى بعدها، وهذه الشهادة تختلف كثيراً عما شهدناه أو تناهى إلينا عبر وسائل الإعلام.

وفوق كونه كتاباً مفيداً باعتباره أقرب ما يكون إلى الوثيقة التاريخية، فهو كتاب مُسلٍّ وشيِّق لما ينطوي عليه من سرد لأحداث مثيرة ومن كشفٍ لحقائق وأسرار ما كان لها أن ترى الضوء لولا ذهاب المؤلف إلى أصحابها والتحدُّث معهم من موقع المتابع للأحداث والناقد لها.
ويزدان الكتاب بصور عديدة، بالأسود والأبيض، للقاءات الشخصيات واجتماعاتها، وهذه الصُّور تحكي بلغتها الخاصة وتعكس من أجواء ماضي البلد الصاخب ما يعجز الكلام عن إيضاحه.