CHANEL عرضت مجوهراتها الفاخرة والجديدة في Biennale des Antiquaires

شانيل,Chanel,مجوهرات,قلادة,خاتم,بنجامين كومار,ألماس

لها (باريس) 06 أكتوبر 2014

تجاوزت شانيل حدود الإبداع بعدما نجحت في الانطلاق من رموز الدار نفسها نحو ابتكار مجموعة جواهر مذهلة جمعها التجدّد وعنوان واحد هو «كافيه سوسايتي» Cafe Society. ويشرح الاسم جوّ المجموعة المؤلفة من 87 قطعة، عرضت 18 منها أخيراً في بينالي التحف القديمة السابع والعشرين Biennale des Antiquaires الذي شهد مشاركة الدار الخامسة في هذا الحدث الباريسي البارز.  هو جو احتفالي بعشرينات القرن الماضي، ببوهيمية تلك الفترة ورومنسيتها ودور الفن في تشكيل وعي مثقفيها الذين انضمّت غبريال شانيل إليهم.

يصرّ بنجامين كومار، مدير جواهر شانيل، على أن المجموعة تبتعد في شكل قاطع عن الحنين إلى الماضي وعن التكرار في الاعتماد على «مفاتيح» الدار ورموزها. «سحر الإبداع في شانيل يرتكز على مفاتيح مثل زهرة الكاميليا وقصتها التي لا تنتهي، ونحن نقدّمها ونعيد تقديمها بفخر، لكننا في هذه المجموعة ابتعدنا عن هذا التكرار، أردنا أن نكون أكثر حرية، أن نقوم بما هو مفاجئ وجديد».

قطع تستحضر أعوام الجنون والحرية، وتنساب بسلاسة وقوة كشلال وكمقطوعة موسيقية في مشهد تسلّلت إليه روح ذلك العصر: التوق إلى الحرية والإبداع والحب. ويطبع المجموعة أسلوب هندسي أخّاذ يظهر الانسجام بين مكوّنات القطعة الواحدة برغم مظهرها المتفكّك أحياناً. «نعم، هناك انسجام لكن في الوقت نفسه ثمة تفكيك. هذا ما أردناه، أن نفكك رموزنا ومفاتيحنا لنولد منها ما هو جديد وحرّ»، يقول كومار.

هذا التضارب بين الانسجام والتفكيك منح المجموعة تميّزها. وبرغم استحضار أعوام الجنون وبرغم جرأة التصاميم، إلا أن بساطة يصعب تقليدها تطبع القطع، تشبه بساطة أناقة أزياء الدار وتستلهم من رغبة غبريال شانيل في منح المرأة شعوراً بالحرية. «تسعدني ملاحظتك عن بساطة التصاميم، فهذا ما نريده ونسعى إليه. عندما رأينا التصاميم قلنا إن تنفيذها ليس صعباً ثم اكتشفنا أنه معقد جداً. التصميم المبدع يحرّك الخيال ويبدو بسيطاً في الوقت نفسه. أحبّ هذا اللقاء بين البساطة والجمال. العمل الحرفي المتقن يولد قطعاً تبدو ناعمة وبسيطة ومتحرّكة ويسهل التزيّن بها وتتبع في الوقت نفسه أنماطاً هندسية جذابة».

يبرز في المجموعة النقش والإكساء بالمينا على خلفية داكنة، وهي تضمّ عقوداً وقلادات طويلة ومتوسطة الطول  وأزراراً زينية أو بروشات وزينة للرأس وخواتم وقفصاً متلألئاً، كما تتميّز بتصاميم ثلاثية الأبعاد وبعيدة عن المألوف من دون أن تفقد بساطتها.

 المربعات المتكرّرة والأسد والكاميليا والسنابل واللوحات الآسيوية، كلّها مصادر إبداع كوكو شانيل التي ما زالت تلهم مبدعي الدار. وقد  أغنت هذه المصادر الجواهرَ طبعاً إلى جانب أجود أنواع الماس والأحجار الكريمة الأكثر تنوّعاً، وهي تدلّ أيضاً على اعتماد مبدعي الدار على العالم الذي عاشت فيه كوكو، وفي شكل خاص على ما تحويه شقتها في 31 شارع كامبون. فقد أحاطت كوكو نفسها بأشياء أحبتها، حتى أصبحت جزءاً منها، من رؤيتها ومن إبداعها، مثل «البارافانات» Paravan الصينية التي حفر عليها في شكل واضح ما يشبه شكل قنينة عطر شانيل N° 5، وتماثيل الأسود الذهبية التي يعود تعلّقها بها إلى فترة ذهابها إلى البندقية بعد صدمة وفاة حبيبها بوي كابيل في حادث سير مأسوي، واكتشافها تماثيل رؤوس الأسود في البندقية، كما أن الأسد هو برجها الفلكي، وقد ولدت في 19 آب، من هنا أهمية الرقم 19 في إبداعاتها. هناك أيضاً عشقها السنابل في حقول طفولتها، ولوحة السنبلة التي قدّمها لها سلفادور دالي، وما زالت موجودة في شقتها.

كل ما شكّل عالم كوكو شانيل يشبه أزياء الدار منذ وجدت وإلى اليوم، أنيق وبسيط، ويؤكد أن الترف ليس الإبهار المبني على البهرجة، بل الترف بساطة في الدرجة الأولى. وهذا الترف الأنيق لمسناه في مجموعة كافيه سوسايتي، فاحتفلنا في الغران بالي في باريس في مساحة بلغت 150 متراً مربعاً صمّمها المهندس المعماري الأميركي بيتر مارينو بزمن جميل، زمن لقاء الفن بالأدب وبالرغبة في معانقة الحياة، وهنا وجدنا أنفسنا أمام مفاتيح عالم كوكو مرة أخرى: قلادة «صباح في الفاندوم» Morning in Vendome التي تبرز ماستها الصفراء شكل ساحة فاندوم الذي شكّل مصدر إلهام لكوكو (شكل قنينة عطرها الأشهر N° 5)، وقلادة «خريف في شنغهاي» Autumn in Shanghai المستلهمة من التأثير الأسيوي في مخيّلة المصمّمة الأيقونة، والقفص الموجود على طاولة جانبية في شقتها بالقرب من يد برونزية قدّمها لها شقيق جياكوميتي، هذا القفص الصغير أهدته إحدى العاملات إلى كوكو التي أحبته واحتفظت به، وقد تحوّل في بينالي 2014 إلى ساعة The Bird Cage، التحفة الفنية الثمينة.

هذه الجواهر مستوحاة من عالم كوكو، من أسلوبها الحديث. «نحن حديثون في عالم الجواهر، لذا يمكننا أن نبدع ما هو حديث وجريء ومبتكر. لقد غيّرنا اتجاه العمل، لا نبني التصميم على الحجر، بل يخدم الحجر التصميم الذي نوليه اهتمامنا في شانيل. هذا ما يعقّد عملنا، لكنه يمنح الابتكار والتصميم الأولوية. حرية التخيّل والابتكار تهمّنا».

«المجموعة احتفال بالغد»، كما شرح كومار، «عبر العودة إلى فترة ذهبية، نحتفل بأهم لحظات ولادة تيارات كان لها تأثير مهم في الفنّ والثقافة والحياة في شكل عام». قطع مثل Bubbles

وTuxedo(عقد من الأونيكس الأسود والكاميليا المصنوعة من الماس)

وCafe Society تحتفل بأحلام تلك الأيام وبتخيّلات مبدعيها. لذا هي جواهر تعكس أسلوب حياة.

«طالما كانت الجواهر دليلاً على القوة، لكنّ سوقها تغيّرت. كانت تتزين النساء بالجواهر في المناسبات وكنوع من الاستعراض أو المكافأة، لكن الآن يمكن أن ترتدي المرأة جواهرها في كل وقت، وأينما حلّت. هنا الحرية، وهذا تراث شانيل الذي تركته لنا، وهذا ما نحاول أن نحييه...».

أما الجواهر «خريف في شنغهاي» و«شتاء في فرنسا» و«ربيع في البندقية» و«صيف في نيويورك» و«فاندوم كوميت»، فتحكي قصص إبداع لا تنتهي مستلهمة من حياة امرأة ما زالت أيقونة للحداثة والتجدّد برغم مرور أكثر من 43 عاماً على غيابها.