غدير صفر: أرفض تشويه صورة المرأة الكويتية في الأعمال الفنية

غدير صفر,فنانة / فنانات,الدراما,المسرح,السينما,مسلسل,الجمهور,الأعمال الفنية,مسل,عمليات التجميل

لها (الكويت) 16 نوفمبر 2014

استطاعت الفنانة الكويتية غدير صفر بملامحها المريحة وهدوء صوتها ونضجها الفني المبكر أن تضع اسمها في منطقة متقدمة بين بنات جيلها في الساحة الفنية الخليجية.
ولم يأتِ تفوقها من فراغ بل هو نتيجة مثابرة لتطوير نفسها وصقل موهبتها بالتجربة في الدراما والمسرح. غدير التي أطلت في رمضان الفائت في خمسة أعمال درامية، تصوّر حالياً مسلسل «أنيسة الونيسة» الى جانب استعدادها لتصوير دورها في مسلسل «الجدة لولوة» مع الفنانة القديرة حياة الفهد. التقينا غدير صفر في هذا الحوار.


لنبدأ من جديدك.
مشغولة بتصوير دوري في مسلسل «أنيسة الونيسة» من إنتاج «صباح بكتشرز» وتأليف عبدالمحسن الروضان وإخراج منير الزعبي وبطولة فاطمة الصفي وعبدالمحسن النمر وخالد البريكي وعبير أحمد وملاك وغرور وطيف وإلهام علي وعبدالله الطراروة ومها الغريب وعبدالله البلوشي... هي حكاية افتراضية لأنيسة البالغة من العمر 45 عاماً والتي توفيت والدتها وتركت لها مالاً وفيراً يؤمّن لها الاستغناء عن الآخرين، لكن الأمور تذهب في اتجاهات أخرى، ضمن إطار اجتماعي - كوميدي.

- وماذا عن المستقبل القريب؟
أجّهز كذلك لمسلسل «الجدة لولوة» مع الفنانة القديرة حياة الفهد، وهو عمل يغلب عليه الطابع الدرامي ويناقش شؤوناً من واقعنا ومجتمعنا. وهناك مسلسل بعنوان «للصبر آخر» للمنتج مشعل الذاير. وبمجرد بدء تصوير العملين سأكشف التفاصيل المتعلقة بهما.

- ماذا يمثل العمل مع حياة الفهد؟           
إضافة كبيرة إلى رصيدي واكتساب للخبرة. نحن نتعلم منها الالتزام والثقة وخبرة مواجهة الكاميرا والتعامل مع جميع الشخصيات، فلطالما كانت أم سوزان مدرسة خرجت العديد من الأجيال.

- شاركت في خمسة أعمال درامية دفعة واحدة خلال رمضان الفائت، كيف كانت ردود الفعل؟
لله الحمد، فالجمهور تقبّل ظهوري على الشاشة لأني قدّمت شخصيات مختلفة وحرصت على أن أطلّ عليهم «بلوك» مختلف من عمل إلى آخر وكنت دقيقة في الاختيار بحيث أراعي التنويع ومدى تأثير كل شخصية في سير الأحداث بغض النظر عن مساحة الدور.

- ألا ترين أن مشاركتك في خمسة أعمال درامية عدد كبير؟
لا، لأني طماعة فنياً والى الآن لم أصل الى مرحلة التشبع من التمثيل ولم أرضِ طموحي الفني. وعندما أجد فرصة للمشاركة في عمل لا أتردد شرط ان تكون شخصية مميزة بغض النظر عن مساحتها.

- ألم تخافي أن تحرقي نفسك بالظهور المتكرر؟
أعتبر ما أقدمت عليه تميزاً ومحاولة لإثبات الوجود، وهو تحدٍّ قبلته وقررت أن أمضي قدماً لأنجح فيه، إذ استطعت أن أقول للجمهور «أنا هنا أؤدي في أكثر من عمل ولن تملّوا إطلالتي وسأقنعكم بما أملكه من أدوات».

- دورك في «جرح السنين» كان نقلة، حدثينا عنه.
رغم اني قدمت شخصية الفتاة الصماء في مسلسل «أم البنات» مع القديرة سعاد عبد الله واعتمدت على تعابير الوجه، فإن هذا الدور الذي قدمته في «جرح السنين» جاء بصورة مختلفة تماماً إذ كنت أسمع ما يدور حولي وأتحدث بلغة الإشارة وهنا مكمن الصعوبة، فقد تعلمت لغة الإشارة لأستطيع التواصل مع من حولي ولتصل الرسالة للجمهور بصورة صحيحة.
وأبلغ دليل على نجاح هذا العمل ردة فعل الجمهور الذي كان يناديني في الأماكن العامة باسم الشخصية «سها». وأغتنم الفرصة لأتوجه بالشكر الى كل من وقف بجانبي ودعمني، بداية من مساعد المخرج حسن الشماسي الذي علمني لغة الإشارة للصم، والشكر موصول أيضاً للمخرج منير الزعبي، ولا أنسى فضل المنتج عامر الصباح على دعمه.

- هل أنت راضية عما وصلت إليه؟
راضية تماماً عما وصلت اليه في الفن مع أني تأخرت قليلاً بسبب الأزمة الصحية التي تعرضت لها وألزمتني الفراش لفترة طويلة.

- الفنان صاحب حس مرهف ولا يستطيع العيش من دون حب، ماذا عنك؟
لا حب في هذا الزمن. لقد أغلقت قلبي على ولديّ وأهلي وأصدقائي وبالطبع التمثيل وعشق الكاميرا، فأنا أجد نفسي هناك عندما أواجه كاميرا التلفزيون لأعبّر عما يجيش به صدري من مشاعر وأحاسيس... مع الأسف نعيش زمن المصالح لذا أصبحت أخاف من شيء اسمه الحب وأدرت ظهري له تماماً.
اهتمامي منصب على عملي ومتابعة ولديّ بدلاً من إضاعة الوقت في طريق لا أعرف نهايته... ليس هناك امرأة تعشق الوحدة ولكن قلما تجد المرأة من يستحق قلبها، تلك معادلة صعبة للغاية ولذا قررت ألا أشغل نفسي بمحاولة فك رموزها المعقدة.

- كيف هي علاقتك مع ولديك؟
أنا بالنسبة إلى دلال وطلال الأم والأب والأخت والصديقة، ومنذ أن انفصلت عن والدهما قبل خمس سنوات وهما تحت ناظريّ ولا يبتعدان عني لحظة.

- هل تقبلين أن يدخلا مجال التمثيل أم ترفضين أن يخوضا تجربتك؟
نعم أؤيّد وكلي فخر ولكن عندما يصلان الى مرحلة عمرية يصبحان فيها مسؤولين عن أفعالهما. ومن خلال متابعتي لابنتي دلال أتوقع لها أن تصبح ممثلة شاطرة ولها شأن كبير لأنها تتمتع بجرأة مواجهة الكاميرا دون خوف.
أما ابني طلال فميوله مختلفة ولديه شغف بالأسلحة ويعشق متابعة أفلام الأكشن ويتطلع لأن يصبح ضابطاً في جيش بلاده الكويت.

- الغيرة داء استشرى بين الفنانات، هل تعانين منه؟
الغيرة موجودة في كل مكان وزمان وفي أي وسط أو عمل، والأمر غير مرتبط فقط بالفن. وقد حرصت منذ دخولي الوسط الفني على أن أبني علاقات جيدة مع جميع من حولي وأن أنأى بنفسي عن أي صراعات أو مشكلات، لذا لن تجد هناك من يكرهني وأنا لا أحمل بداخلي إلا كل الحب والخير للجميع.

- ما حدود الجرأة لديك؟
لدي خطوط حمراء لا أتعداها بحيث لا أخرج عن عاداتنا وتقاليدنا. أنا فنانة كويتية من عائلة محترمة وعندما أخوض تجربة أضع كل ذلك أمامي. وأرفض تماماً تشويه صورة المرأة الكويتية تحت أي شكل أو ذريعة أو حجة درامية. المرأة بشكل عام مخلوق كرمه الله لا يجوز أن نهينه نحن في أعمالنا الفنية.

- هل أنت مع عمليات التجميل؟
لا أحبذها وأجدها تزييفاً وتغييراً لخلقة المولى سبحانه وتعالى. ولم أقدم عليها ولن أفعل.

- ما تقويمك لتجربتك المسرحية الأولى في «أمينة»؟
عمل مسرحي هادف للطفل بمشاركة نخبة من النجوم، منهم سماح ومحمد الحملي. سُعدت بالوقوف على المسرح للمرة الاولى وهي خطوة جاءت عقب تفكير عميق، وأتمنى أن أوفق في تكرارها، خصوصاً أن ردود فعل الجمهور كانت أكثر من رائعة .