غدير السبتي: عمري 40... وعندما أسير مع ابنتي يعتقدون أننا أختان!

غدير السبتي,الموهبة,السينما,مسلسل,الجمهور,الأعمال الفنية,مسل,ماكياج,ممثلة,الدراما التلفزيونية

لها (الكويت) 07 ديسمبر 2014

موهبتها خطفت الأنفاس ورفعت الرهانات عليها في إطلالتها الأولى في مسلسل «ثريا» مع الفنانة سعاد عبدالله، رغم أنها ابنة المجال الفني بحكم عملها الأكاديمي في سلك التدريس حيث تخرّجت على يديها أجيال من النجوم الموجودين في الساحة اليوم من الشباب والوجوه الجديدة. هي الدكتورة غدير السبتي التي التقتها «لها» في حوار غنيّ:


- أين كنت تخبئين هذه الموهبة الكبيرة التي ظهرت في مسلسل «ثريا»؟
المشكلة في العادات والتقاليد التي كانت تجعلني لا أفتح الموضوع مع أهلي وكنت خائفة جداً. وكانت المؤشرات كلها في أسرتي تشي بأنني لا أستطيع تجاوز خط المسرح الأكاديمي، مع أنني امرأة ولديّ حياة مستقلة، ولكنني لا استطيع أن أتجاوز رغبات العائلة.

- كيف كنت تتعاملين مع غيابك عن الساحة؟
في داخلي ممثلة حقيقية وأعشق التمثيل، وعندما كنت طفلة كان حلمي أن اكون ممثلة، وعندما كبرت وأصبحت مسؤولة عن وضع الماكياج في بعض الاعمال الفنية أو المسرحية، كانت تصيبني حالة من الحزن لأنني أضع ماكياجاً للممثلة فيما يفترض أن أكون أنا على المسرح.
ومع احترامي للجميع وكلهن ممتازات ولكل منا إبداع خاص ولكنني أشعر بأن ذلك هو مكاني، وعندما أنظر إلى الخشبة أقول هذا مكاني.

- كيف بدأت علاقتك بالماكياج؟
بعدما انهيت دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية أنشأت صالوناً، وعندما جاءت البعثة الى اسبانيا تركت كل شيء وذهبت إلى هناك، وحين عدت وجدت ان حبي للماكياج تطور بصورة مختلفة، واتجهت الى تعلم الماكياج السينمائي وخضعت لدورة في بيروت متخصصة في التلفزيون والمسرح والسينما.
ولأنني كنت أريد دراسة التمثيل وجدت ان هذا التخصص سيشكل اضافة لي، وبات اغلب المنتسبين الى الوسط الفني يعرفون انني لن اتجه إلى التمثيل الاحترافي فباتوا يعرضون علي تولي مسؤولية الماكياج. وهكذا عملت في مجموعة كبيرة جداً من الاعمال الفنية وحتى الإعلانات.

- ألم تفكري في دخول المسرح التجاري على الأقل؟
صديقي المخرج خالد الرفاعي نصحني بألا أتجه الى المسرح التجاري إلا بعد أن أكوّن لنفسي اسماً في مجال الدراما، كون المنتجين يختارون الاسماء بناء على النجاح الذي يحققه الممثل في المسلسلات.

- دكتورة في المعهد العالي للفنون المسرحية ولديك مكانتك على الساحة من ناحية، ومن ناحية أخرى تعتبر هذه أول تجربة لك كممثلة في الدراما مع مخرج دقيق وحريص هو محمد دحام الشمري. كيف كانت آلية العمل؟
لم يُعِد المخرج أي مشهد صوّرته، وفي التصوير كنت أنسى أنني أستاذة. ولا أنسى الدور الذي لعبته الفنانة سعاد عبدالله ليس معي فقط بل مع الجميع، إذ كانت تحرص على إجراء أكثر من بروفة معنا قبل التصوير... محمد دحام الشمري أضاف الكثير إلى شخصيتي وكان يفترض ان تموت الشخصية مع أحداث الحلقة الخامسة عشرة، وبمجرد أن صوّرت أول مشهدين قال لي المخرج إن هذه الشخصية لن تموت وستستمر حتى النهاية.

- كيف ترين خطواتك التالية؟
أكثر من مؤلف قال لي إنه يكتب حالياً شخصية خاصة بي، وأحدهم قال لي تريدين أن تقدمي «كراكتر» وقلت له لا، فلا أريد أن أحصر نفسي في نوعية أدوار معينة، كما حدث مع بعض الزملاء.

- نرى اليوم الكثيرات من الفنانات اللواتي تكتب لهن الادوار بناء على مظهرهن.
إلى متى سيستمر هذا الأمر؟ شخصياً لديّ أولوية أن أرضي نفسي أولاً لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك. وحتى إذا اتبعت الموجة السائدة فهذا سيمنعني من تقديم الجديد.

- من هن الفنانات القادرات على حمل الراية من بعد الرائدات؟
فاطمة الصفي فنانة رائعة ولها مفاتيح يجب أن يعرفها المخرج ليخرج منها أفضل ما لديها. ليلى عبدالله فنانة رائعة وقادرة على أن تحمل عملاً. بثينة الرئيسي خطيرة، ملاك فنانة لا يستهان بها، هنادي الكندري، صمود...

- هل أنت محصورة في مجموعة معينة؟
أحب أن أكون موجودة في ملعب الكل، ولا أكون محسوبة على مجموعة معينة.

- كيف ترين مستوى الاعمال المسرحية التي قدمت هذا العام؟
كنت سعيدة جداً بالأجواء والأفكار التي قدمت، وللأمانة حزنت لتأخري في الإقدام على هذه التجربة. وهناك الكثير من الاسماء التي وصلت اليوم كان يفترض أكون مكانها، خاصة أن مسرحية «بياع الجرائد» كانت ثمرة مجهود جماعي كبير.

- هل ترين ان الحروب بدأت تُشنّ عليك في الوسط الفني؟
للآن لا، بخاصة أن لدي صداقة مع الجميع وعلاقاتي بهم دائما طيبة، ولكن أحد الكتاب أعطاني نصيحة بأن أكون أكثر حذراً خاصة أنه اعتبرني الورقة الرابحة لجميع الكتاب في الفترة المقبلة، وشخصياً لدي اقتناع بأنني أعامل الجميع بصورة جيدة ولكن اذا شعرت بأن أحداً ما داس على طرفي أتحوّل لأنني لا أستطيع ان أنام دون أن آخذ حقي.

- درست الاخراج كجزء من تخصصك في المعهد العالي للفنون المسرحية، فهل تفكرين في هذه التجربة؟
لا، لأنني لا أحب الإخراج، وربما إذا فكرت في الإقدام على هذه التجربة فقد تكون في المسرح وليس في مسلسل.

- تعترفين بعمرك الحقيقي؟
عمري 40 وواثقة بنفسي، وعندما أسير مع ابنتي لا يعرف الناس أنني أمها ويعتقدون أننا أختان.

- كيف كانت ردة فعل زوجك واولادك على نجاحك في التمثيل؟
أولادي فخورون بي وسعداء بخطواتي، وابنتي الكبرى ساعدتني كثيراً وجعلتني احصل على مساحاتي حتى أعمل وأبدع. انا وزوجي منفصلان ولكننا صديقان، وهو كان سعيداً بتجربتي في التمثيل.

- ما موقفك من عمليات التجميل؟
لا أحب المبالغة التي يقدم عليها البعض، واذا قمت بعمل تجميل فسيكون فقط بوتوكس في مناطق معينة من الوجه، وربما لو كانت هناك عملية لزيادة الطول فقد أقدم عليها!


الدنيا فرص

ماذا إذا استمر رفض اهلك العمل في الدراما التلفزيونية؟ هل كان من الممكن ان تضيّعي فرصة العمل مع المخرج محمد دحام الشمري والقديرة سعاد عبدالله؟
أؤمن بأن الدنيا فرص وإذا لم أستغل الفرصة السانحة بصورة صحيحة فلن تتكرر، لذا يجب أن استغلها. مسلسل «ثريا» يعتبر فرصة العمر للعمل مع المخرج محمد دحام الشمري والفنانة الكبيرة سعاد عبدالله.
ولهذا كنت قوية وحاولت مراراً إقناع أهلي لأنني كنت واثقة بأهمية هذه الفرصة لي، والحمد لله حصلت على الموافقة والمباركة من الوالدة.