الفنان والموسيقار طاهر مامللي: فيروس الأغنية الهابطة أخطر من انفلونزا الطيور

طاهر مامللي,العروض الموسيقية,مسلسل,الجمهور,الأعمال الفنية,مسلسلات,المشاهد,الدراما,الأغنية العربية

لها (دمشق) 04 يناير 2015

فنان وموسيقار متميز مزج بين الشرق والغرب بموسيقاه الخاصة، وانصهرت ألحانه ضمن نص درامي ليشكل روحاً متكاملة مع كل تفصيلة مشهد. يقدم كل ما هو مميز ومختلف، فبمجرد سماعنا لشارة من إبداعه ندرك أن شيئاً من نبض طاهر مامللي يسكن فينا.
هو صديق الفنانين، والموسيقار المحبوب الذي يتنافس كثر لتكون ألحانه ضمن أعمالهم. أولى أعماله الموسيقية تجلّت في مسلسلات: «الثريا»، و«خان الحرير»، و«سيرة آل الجلالي».
تعاون طاهر مامللي مع المخرج حاتم علي في مسلسل «الفصول الأربعة»، ومع المخرج الليث حجو في مسلسل «بقعة ضوء»، وكان له التوزيع الموسيقي في مسلسل «صلاح الدين الأيوبي»، والألحان الموسيقية في كل من «صقر قريش»، «التغريبة الفلسطينية»، و«الشمس تشرق من جديد». أيضا أبدع مامللي من ألحانه الموسيقية في تتر مسلسلات: «أهل الغرام»، و«زمن الخوف»، و«زهرة النرجس».
نال العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل موسيقى لمسلسلي «بقعة ضوء»، و«التغريبة الفلسطينية»، وجائزة الإبداع الذهبية في مهرجان القاهرة للإعلام العربي لأحسن موسيقى تصويرية عن مسلسل «الدوامة». «لها» التقت طاهر مامللي وكان الحوار الآتي...


- ما هي شروط طاهر مامللي لوضع لمساته الموسيقية على العمل الدرامي؟
مبدئياً، المخرج بالنسبة إلي هو معيار أساسي،لأن مخرجي اليوم الذين يحافظون على مستوى معين من القيم الفنية باتوا معروفين، إضافة إلى أن المخرج هو «كونسرتر» على العمل الفني، فعندما أقول المخرج الفلاني أعلم أن لديه شروطاً فنية لن يتنازل عنها.
ولا ننسى طبعاً النص وموضوعه اللذين يشكلان لي أكثر من 50 في المئة، فنجاح العمل على الورق، خاصة أنه منذ بداية مشروعي الفني أخذ مستوى النصوص يهبط يوماً بعد يوم.

- هل للموسيقى الأثر الجاذب للعمل بالنسبة إلى المتلقي؟
وظيفة الشارة تهيئة المشاهد لحضور الحلقة، وبالتالي لها دور تنبيهي، فأنا حين أسمع شارة «بقعة ضوء» أدرك أن لدينا حلقة لنشاهدها، كما يجب أن تكون عنصر تهيئة كي ندخل في تفاصيل الحلقة وتكون مساهمة في بقية العناصر الفنية. بالإضافة إلى ذلك، شارة المسلسل أو الأغنية اذا استطعنا المقارنة، منها ما يجذبك من البداية، ونوع آخر يتطلب منك الاستماع أكثر من مرة لاستساغة تفاصيله، وأنا شخصياً ميال إلى النوع الثاني لأن الموسيقى التي تحتاج إلى السماع أكثر من مرة قد تعيش أكثر بكثير من التي نستسيغها فور سماعها، لأن التكرار يجعلها أقرب الى «المونوتون».

- بعض الشارات فواصلها مكررة. هل يلفت المشاهد هذا الأمر أم يضيع في تفاصيل العمل الدرامي؟
إذا كنت تقصدين الإحساس فهو موجود لديّ، وأقدمه، ومن ناحية أخرى أنا من المدافعين عن تثبيت الهوية السمعية. لذلك في أي نوع من أنواع الموسيقى التي يقدمها الفنان يجب أن تكون هويته ملامسة لكل اعماله، وهذا هو الفرق بين المونتور والأسلوبية المطلوبة من كل مبدع او من يعمل في الحقل الإبداعي.

- ما تقويمك للدراما السورية 2014؟
تحية لكل من يعمل وعمل وقدم، لأننا عملنا ضمن ظروف يستحيل فيها أن يبقى أحد على قيد الحياة، فكيف وهو يقدم نتاجاً فنياً يحتاج إلى كل الظروف المناسبة ليبدع فيها. وطبعاً في الحرب الظروف أقسى من أن تترك أي مساحة لإنتاج أي عمل، ومع ذلك استطاع الكثيرون مشكورين أن يقدموا أفضل ما عندهم ضمن هذه الظروف القاسية. ومن ناحية أخرى طبعاً هناك تراجع كبير في الكم والنوع.

- شهدنا هذا العام بعض التجارب الشبابية، ما هي رؤيتك لما قدم خاصة ان البعض وصفها بالأعمال التجارية؟
المستوى الفني مرتبط أولاً وآخيراً برأس المال، والمنتج يهمه الربح، وبالتالي آخر همه النوعية، بالإضافة إلى الاستسهال في تناول العمل الفني وهذا يؤدي إلى تلك النتائج. يضاف إلى ذلك التراجع حتى قبل الأزمة في صناعة الدراما بشكل عام في الوطن العربي، وبشكل خاص في سورية، وهذا سببه ليس نقص الكوادر فحسب، بل جشع رأس المال في تحقيق الربح. وهذه معركة تاريخية منذ وجد الفن ووجد رأس المال... لا مانع في إيجاد فرص للكثيرين من الشباب، والوقت يثبت ويغربل الجيد من الرديء.

- هذا العام الجرأة كانت واضحة في كثير من الأعمال، هل باتت ضرورة في الدراما إلى هذا الحد؟
بعيداً عن السياسة وقريباً من الواقع الذي شئنا أم أبينا تحكمه السياسة، ولأن الفن مرآة الواقع، نجد أن الفوضى التي أصبحت في كل شوارع الوطن العربي عكست نوعاً من التخبط الفني، وقد تكون لذلك إيجابياته وسلبياته.
قد تكون الإيجابيات بتكسير الخطوط الحمراء، وقد تكون السلبيات من الخطورة بمكان بالتأثير السلبي في المجتمع بكل أعماره، وهنا خطورة الفن وهنا يكمن التأثير الذي نفتقده في الوعي والتوعية ودور الفنان في أن يكون صاحب رسالة أكثر من كونه منفذاً لطلبات صاحب رأس المال. وأنا شخصياً أحمّل المسؤولية لكل صناع الفن بأن يكونوا أصحاب رسالة. وبالتالي السؤال ما هي الرسالة أو المقولة التي تريد إيصالها إلى أطفالك من خلال أعمال قد تسيء إلى تربيتهم ونشأتهم؟

- هل تحكم الشللية الوسط الفني؟
العلاقات في الوسط الفني باتت محكومة بالمزاج السياسي من ناحية، أما موضوع الشللية فأمر إلى حد ما إيجابي، بحيث يصبح فريق العمل ضمن مجموعة فنية متكاملة متجانسة تختصر الزمن وتعمل بشكل هارموني.

- الدراما باتت عربية مشتركة، ما تأثير ذلك في الدراما السورية؟
لا يمكن أن ننكر أن الواقع الحالي هو الذي دفع الكثير من الفنانين لترك سورية، كما لا يمكن أن ننكر جهودهم وإبداعهم الذي كرسوه خارج البلد. وفي الوقت نفسه استضافة نجم في عمل، أو عملية الدمج بين نجوم سورية ونجوم من بلدان أخرى، قد تكون عنصر مساعدة للتفكير في إيجاد فريق عمل سياسي عربي مشترك.

- كيف ترى الأغنية العربية اليوم؟
استهدفت الأغنية العربية قبل أن تستهدف الوحدة العربية، وبالتالي فيروس الأغنية الهابطة أخطر من انفلونزا الطيور، لأنه يقتل كل ما بناه العباقرة الذين سبقونا في مجالات الغناء، والألحان العظيمة التي لا نزال نرددها ونتغنى بها، والتي أخذت من أرواحهم وأعمارهم كل جهد وتعب، والتي اختصرها في هذا الزمن كل أطباء عمليات التجميل من نفخ وشفط...إلى آخره.

- ماذا عن الأسرة في حياة طاهر مامللي؟
أولادي هم أهم شيء في حياتي، أعطيهم كل الوقت اللازم، وعملي لأنني أحبه أعطيه ما تبقى...