عبادي الجوهر: لم أجد أجمل من صوت آمال ماهر...

عبادي الجوهر,مواهب غنائية,مواقع التواصل الاجتماعي,الجمهور,شخصية,السينما,مسلسل,الأعمال الفني

محمود الرفاعي (القاهرة) 24 يناير 2015

للمرة الأولى يغني المطرب السعودي عبادي الجوهر باللهجة المصرية، بعد أن حلَّ ضيفاً على دار الأوبرا المصرية، وغنى مع آمال ماهر أغنية «سامحني حبيبي» للشاعر الكبير الراحل حسين السيد والموسيقار السعودي الكبير طلال. عن تلك التجربة وكواليسها يحدثنا عبادي، كما يتكلم عن آمال ماهر، ويقوّم أفضل من غنين بالخليجية، والأسماء التي يرى أنها خير دليل على أن الأغنية السعودية ما زالت بخير. كما يكشف كواليس الدويتو الذي قدمه مع وردة، وحقيقة صراعه مع المطرب القطري فهد الكبيسي على إحدى القصائد، وعلاقته بفيسبوك وتويتر.


- ما شعورك بعد أن أطلقت مشروعك الغنائي «سامحني يا حبيبي» مع المطربة آمال ماهر على مسرح دار الأوبرا المصرية؟
شعور جميل، فشرف لأي فنان عربي أن يقف على مسرح دار الأوبرا المصرية الذي غنى فيه كبار الأغنية العربية، كما أنها المرة الأولى التي أغني باللهجة المصرية وأيضاً أول مرة أقدّم فيها دويتو مع مطربة مصرية.
إضافة إلى أنني تشرفت بالغناء من كلمات الشاعر الراحل حسين السيد، والموسيقار السعودي الكبير طلال. وشهدت أيضاً هذه الأغنية أكبر أوركسترا موسيقية في أعمالي الغنائية، فقد قدمتها بصحبة ما يقرب من 70 عازفاً، وهو أمر لم أفعله طوال مشواري الغنائي الذي غنيت خلاله في أكبر المسارح العربية.

- هل وجدت صعوبة في الغناء باللهجة المصرية؟
لا، فاللهجة المصرية هي اللهجة التي تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا. فالكل تربى على أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب. واللهجة ليست بجديدة عليَّ، فأنا دائم الوجود في مصر، وأتحدث بها مع أهل مصر الطيبين. كما أنني أسجل أغنياتي في استوديوهات القاهرة. وللعلم، اللهجة المصرية هي أسهل اللهجات العربية على الإطلاق.

- هل تنوي الغناء بها مرة أخرى؟
بالتأكيد، شرف كبير لي أن أغني باللهجة المصرية، وأنوي تكرار الأمر حين أجد النص الشعري المناسب الذي يليق بي، فلابد أن تتلاءم الكلمات التي أغنيها مع شخصيتي الغنائية المتعارف عليها.

- ألم تخش من تقديم أغنية كتبت كلماتها قبل ثلاثين عاماً مثلما فعلت مع أغنية «سامحني يا حبيبي»؟
كلمات الأغنية تصلح لأي زمان، هي كُتبت في سبعينات القرن الماضي إلا أنك حين تستمع إليها الآن ستشعر بأنها مكتوبة في 2015، فالشاعر العبقري الراحل حسين السيد ما زالت أغنياته تحقق نجاحاً واسعاً حتى الآن، ومن منا لا يستمع إلى أغنيته التاريخية الخاصة بعيد الأم «ست الحبايب» التي غنتها الراحلة فايزة أحمد؟ ومن أيضاً لا يستمع إلى أغنية «ماما زمانها جاية» الخاصة بالأطفال، والتي قدّمها محمد فوزي قبل نحو خمسين عاماً؟ فحسين السيد شاعر متجدد، وكان من أفضل الشعراء الذين نقلوا الأغنية المصرية والعربية نقلة فريدة خلال العصر الذي عاش فيه.

- ما رأيك في صوت المطربة آمال ماهر التي شاركتك تقديم الأغنية؟ وهل ترى أن هناك تناغماً بينك وبينها؟
آمال ماهر مطربة ذات صوت قوي وعظيم، وأرى أنها من أجمل الأصوات التي يمتاز بها وطننا العربي في الوقت الحاضر. وحين فكرت في إطلاق مشروع «سامحني يا حبيبي» لم أجد أفضل وأجمل من صوت آمال ماهر، فهي من أروع المطربات اللواتي يغنّين الأغنية الطربية. ولمست أن هناك تناغماً كبيراً بيني وبينها، وأعتقد أن المستمعين شعروا بهذا التناغم خلال تقديمنا للأغنية في الحفلة الأخيرة.

- هل سيتم تصوير الأغنية بينك وبين آمال بطريقة الفيديو كليب؟
من الصعب تصويرها، أولاً لأننا لم نتفق في البداية على هذا الأمر، ثانياً لأن الأغنية من النوع الطربي الذي يمتد إلى ما يقرب من ثلاثين دقيقة فيستحيل تصويرها.

- كيف مرّ عليك عام 2014؟
عام رائع بالنسبة إلي على المستوى الفني، فخلاله طرحت الألبوم الجديد والمتميز «زمان أول»، كما قدمت عدداً من الحفلات الكبرى في أكبر المهرجانات العربية، مثل «سوق واقف» و«هلا فبراير»، ووقفت على مسرح دار الأوبرا المصرية وغنيت كلمات الشاعر الراحل حسين السيد، وكرمت مرتين في مناسبتين رائعتين، الأولى في أيلول/سبتمبر الماضي خلال اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، والثانية في مصر من خلال مهرجان الأغنية العربية. وتكريم مصر كان من أقرب التكريمات لقلبي، لأن التكريم في أم الدنيا يساوي عشرة تكريمات في أي مهرجان آخر.

- ما تقويمك للأغنية السعودية في الوقت الراهن؟
الأغنية السعودية بخير وستظل بخير، ما دام هناك فنانون كبار يحافظون عليها وملتزمون بالخط الغنائي، ويسعون إلى الحفاظ على الكلمة المهذبة والجمل اللحنية؛ التي تحمل بين طياتها الهوية السعودية وتراثنا القديم، وعلى رأسهم يأتي الفنانون محمد عبده وعبد المجيد عبدالله وعبد الله رشاد وراشد الماجد وطلال سلامة. وظهر أيضاً في الآونة الأخيرة فئة جديدة من الشباب الذي يحاول إدخال شكل جديد للأغنية السعودية من خلال استماعهم إلى الغرب، ومنهم من قدّم هذا اللون بشكل جيد ومنهم من أساء، لكن الأغنية السعودية ستظل قائمة بقوتها بفضل هؤلاء المطربين الكبار.

- لماذا تحاول دائماً مزج التراث السعودي بالإيقاعات الموسيقية الحديثة في أغنياتك؟
أنا كمطرب سعودي وأنتمي إلى منطقة الخليج العربي، أمتلك تراثاً كبيراً عليَّ أن أستخدمه وأظهره في أعمالي الغنائية، فلو فكرت في أن أغني هذا التراث بشكله المتعارف عليه، ربما لا ينجذب إليه أحد، لكني لو طوّرته ووضعته في قوالب موسيقية ومزجته مع تيمات مختلفة وعصرية سأستطيع أن أجذب شباب الجيل الحالي إليه.
والحمد لله نجحت في هذا المزج، والآن لدينا عدد كبير من الشباب يستمعون إلى هذا المزج، واستطعنا أن نحافظ على تراثنا وتاريخنا من الضياع، كما أننا قدمنا شكلاً موسيقياً جديداً ومتطوراً.

- لماذا تأخرت في طرح ألبومك الجديد «زمان أول»؟
الألبوم أخذ مني فترة عمل طويلة، فكان من المقرر أن يطرح خلال شهر شباط/فبراير الماضي، محتوياً على ست أغنيات، لكن بمرور الوقت كنت أؤجل العمل من أجل ضم أغنيات جديدة، وكنت أرى فيها ألواناً وأشكالاً جديدة لم أقدمها من قبل، إلى أن طرح العمل في الأسواق قبل أشهر قليلة متضمناً تسع أغنيات.

- ما الجديد الذي قدّمه عبادي الجوهر في هذا الألبوم؟
هناك أشياء جديدة قدّمتها لأول مرة لجمهوري عبر هذا الألبوم، فتعاونت للمرة الأولى مع الشاعر الكويتي الكبير يوسف المهنا في أغنية «نسيم غربتي»، كما تعاملت مع عدد من الشعراء الجدد أمثال عبد اللطيف آل الشيخ في أغنية «ودي»، وأيضاً الشاعر أسير الرياض في أغنيتي «ملني صبري» و«خيرتني»، والشاعر أحمد علوي في أغنية «زمان أول»، والشاعر بدر بن عبد المحسن في أغنية «شعاع الشمس».
كما يتضمّن الألبوم عدداً من الألوان والأشكال الموسيقية الجديدة والمتطورة، ويظهر ذلك بالأخص في أغنية «زمان أول» التي وزّعها الموسيقار المصري المعروف أمير عبد المجيد.

- لماذا اخترت «زمان أول» عنواناً للألبوم؟
في بداية التحضير للألبوم وضعت أسماء الأغنيات التسع أمامي لكي أختار من بينها، وهي «زمان أول» و«خيرتني» و«نسيم غربي» و«يا حلوتي» و«في بعدك أشتاق» و«ملني صبري» و«ودي» و«مثل السواحل» و«شعاع الشمس».
ووقع اختياري على أغنيتين لكي أختار من بينهما أغنية لعنوان الألبوم، وهما «خيرتني» و«ودي». وحين بدأت اختيار الأغنية وجدت أن فريق عملي يفضّل أغنية «زمان أول» عن الأغنيتين اللتين اخترتهما، ولذلك قرّرت اختيارها.

- حدّثنا عن الأعمال المصوّرة من الألبوم؟
صوّرت أغنيتين في دولة الإمارات، وبالتحديد في دبي والفجيرة، الأولى هي «يا حلوتي»، وكانت مع المخرج بسام الترك، والثانية أغنية الألبوم «زمان أول»، وتم تصويرها مع المخرج ياسر الياسري. ونعمل الآن على تصوير عدد آخر من الأغنيات.

- لماذا تنازلت عن أغنية «أنا النسيان» للمطرب القطري فهد الكبيسي رغم تلحينك لها؟
الأغنية لم تكن لي في الأصل، ففي إحدى حفلاتي في الكويت، غنّيت «نساي»، وهي إحدى أغنيات الشاعر الراحل فائق عبد الجليل، وحين عدت إلى جدة وجدت نجله فارس يرسل لي خطاباً يشكرني فيه على غنائي إحدى أغنيات والده، ويهديني ديوانه الأخير الذي كتبه قبل وفاته لكي أختار إحدى قصائده لأغنيها بصوتي. بعدما قرأت الديوان قررت اختيار قصيدة «أنا النسيان» وشرعت في تلحينها.
وعندما ذهبت إلى قطر لمقابلة نجله لكي أحصل على تنازل منه عن الأغنية لكي أضمها إلى ألبومي الجديد، أخبرني بأنه أعطى تنازلاً عن تلك الأغنية للمطرب فهد الكبيسي قبل اتصالي به بـ24 ساعة، فتفهمت الموضوع وقابلت بعدها فهد وتحدثنا عن الأغنية وانتهت القصة. وللعلم فهد من الأصوات الواعدة والجيدة في الخليج.

- هل وجدت صعوبة في إقناع الراحلة وردة الجزائرية بأن تغني معها دويتو «زمن ما هو زماني» الذي يعدّ آخر ما غنّته قبل وفاتها؟
«زمن ما هو زماني» من أكثر الأعمال التي أعتز بها في مسيرتي، فيكفي أنني غنّيت مع تلك السيدة العظيمة، ويكفي أن الأغنية كانت آخر ما غنّته وردة قبل رحيلها.
لم أجد أي صعوبة في إقناع وردة بأداء الأغنية، بل وافقت بشدة واهتمت بالموضوع، فوردة التي عرفتها على مدار ما يقرب من أربعين عاماً، من أجمل البشر الذين يمكن أن تتعامل معهم، وأحمل ذكريات رائعة معها ومع زوجها الراحل بليغ حمدي.

- من هم أفضل المطربين الذين غنوا باللهجة الخليجية من خارج منطقة الخليج؟
الأغنية الخليجية تعد من أصعب الأغنيات، ولذلك تجد أن عدداً قليلاً من المطربين والمطربات استطاعوا أن يتميزوا فيها، والذين أبدعوا في تلك الأغنية يأتي على رأسهم رحمة الله عليها المطربة التونسية ذكرى، فهي كانت أبرع وأجمل الأصوات التي غنّت الخليجي، وربما تميزت عن أهل الخليج أنفسهم، فالراحلة كانت تملك صوتاً لا مثيل له، وهناك أيضاً المطربة أنغام والسورية أصالة نصري قدمتا أعمالاً خليجية رائعة تحسب لهما.

- من هن المطربات اللواتي تحب أن تسمع أغنياتهن؟
بخلاف آمال ماهر، هناك أنغام وأصالة نصري، وأنا أحب كل من يقدم الفن الجيد والهادف.

- ومن المطربين؟
لا أحب أن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً، فأنا من هواة الاستماع إلى أغنيات الزمن القديم الجميل، لكني أيضا أستمع إلى كل الأعمال التي تقدم في الساحة، فليس هناك عمل جديد يطرح لا أستمع إليه، سواء كان من خلال التلفزيون أو الإذاعة أو من خلال شراء أسطوانات.

- ما هي أقرب أغنياتك إلى قلبك؟
قدمت خلال مسيرتي الغنائية الطويلة الممتدة منذ ثلاثين عاماً، ما يقرب من 300 أغنية، وهناك عدد كبير من تلك الأغنيات قريب للغاية من قلبي، لكني ربما أفضل بعض الشيء أغنية «المزهرية» التي كتبها بدر بن عبد المحسن وكانت من ألحاني.

- ما الدولة التي تحب دائماً أن تغني لجمهورها؟
أنا أعمل حساباً لكل فرد أو مجتمع عربي أغني له، فليس هناك دولة أفضلها على أخرى، فأنا مطرب أغني أحاسيس الناس، وعليَّ أن أفعل كل ما في وسعي لكي أوصل هذا الإحساس.
والحمد الله جميع الجماهير العربية تتفاعل معي وتغني أعمالي. فمنذ الثمانينات من القرن الماضي وحفلاتي ومهرجاناتي تحقق نجاحاً كبيراً بفضل الجماهير التي تحبني وتعشق أغنياتي.

- ما رأيك في برامج المواهب الغنائية وهل توافق على أن تنضم إلى أحدها؟
لست ضد برامج المواهب الغنائية، فتلك البرامج لديها شعبيتها الواسعة في العالم الخارجي، لكن موافقتي عليها مشروطة بأمور عدة، أهمها أن يكون ما تقدمه حقيقياً وليس خيالياً، فبعضها هو مجرد برامج تجارية وليست برامج تؤسس وتقدم مواهب غنائية جديدة. فأنا لا أشعر بلجان تحكيم تلك البرامج، كما أن أصوات أفرادها لا تؤثر في اختيار المواهب. فإذا وافقت على المشاركة في تلك البرامج لا بد أن يكون صوتي مؤثراً ويحدد الفائز والخاسر.

- هل لجان تحكيم تلك البرامج صالحة لاختيار مواهب غنائية؟
بدون ذكر أسماء، هناك بالفعل عدد من هؤلاء الفنانين يستطيعون اختيار المواهب، لامتلاكهم الخبرة الكبيرة في عالم الأغنية. إنما هناك عدد أكبر لا يصلح، وقد تم اختيارهم لكونهم شكلاً جميلاً يضاف إلى اللجنة فقط.

- هل تتواصل مع جمهورك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
أنا فاشل للغاية في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماع، فيسبوك وتويتر وإنستغرام، هناك فريق عمل معي يهتم بتلك المواقع، وأحاول بين وقت وآخر أن أمدهم بالمعلومات والصور.