هبة طوجي: أغنيتي تولد اليوم ولا تموت غداً...

هبة طوجي,عطر,الماكياج,المجوهرات,المفهوم السائد,المسرح,the voice,العالمية,Mercury,فنانة,الشهرة,social media,عائلة الرحباني

مايا بنّوت 18 نوفمبر 2015

يسترسلُ صوتها وشعرها وهي تغنّي... وهي تتمايل أمام الكاميرا. وكأنها طوت صفحة إيجابية على كل ما مرّ في حياتها قبل مشاركتها في النسخة الفرنسية من the Voice.
أحرقت كل مراكب العودة حين تركت بيروت إلى باريس، واحترفت مسرحاً جديداً. موهبة هبة استمع إليها العالم أخيراً! فهي تؤمن بأن عدم الإخفاق لا يعادل النجاح المدوّي دوماً، وبأن عبارة "النجاح بين ليلة وضحاها" وراءها جهد يجهله البعض أحياناً.


- وكأنك تطلقين صوتاً داخلياً حين تصعدين الى المسرح وتسرقين الأنظار، هل تدرسين إطلالتك أم أنك تغنين بحرّية أمام الجمهور؟
دراستي والخلفية التي أتيت منها، التمثيل والإخراج، عزّزتا وقفتي على المسرح وأدائي الأغاني. بينما أسْر الجمهور فهو نعمة من الله وفق ما أشعر.

- حقّقتِ شهرة وانتشاراً أكبر من أرشيفك الفني لناحية عدد ألبوماتك، ماذا تقولين اليوم للجمهور الذي يعرف هبة كنجمة مسرح أكثر؟
لا أوافق كثيراً على هذه الفكرة.

- من أنتِ هبة طوجي؟
أنا مغنية. ما الذي يعنيه أن أكون نجمة ألبومات؟

- ألم تتكرّس صورتك على المسرح أكثر؟
أغني منذ عام 2008، وقد أصدرت خلال هذه السنوات 4 مسرحيات غنائية و3 ألبومات، إلى جانب أعمال مصوّرة. وأعتبر أنني قدّمت إنجازاً في هذه السن. لكن الفرق بيني وبين غيري، أن كل ألبوم أصدره يتضمن 14 أو 15 أغنية لا تولد لتموت غداً. تولد لتعيش.
وهذا بسبب المواضيع التي أطرحها والغنى الموسيقي الذي يصاحب كل أغنية. قد يكون عدد الألبومات قليلاً، لكنني لا أستطيع إصدار ألبوم كل عام إذا أردت أن أبذل جهداً في التأليف والشعر.
أظن أنني قدّمت أكثر من 150 أغنية على المسرح وفي الألبومات... ربما لم يوزّع الألبوم الأول في كل العالم العربي، لكن بعد مشاركتي في برنامج the Voice وأداء "لا بداية ولا نهاية"، انتشرت أغنياتي أكثر. لقد أخذ المسرح الغنائي الكثير من وقتي.
ألبومي الأخير "يا حبيبي" كان توزيعه واسع النطاق. وأحضّر حالياً لتسجيل ألبوم جديد في فرنسا مع فريق كبير باللهجتين الإنكليزية والفرنسية والقليل من العربية، ربما يحمل طابع البوب أو ما يسمى Cross Over. وستسبقه أغنية منفردة.

- قد لا يعجبك هذا السؤال. هل اعترف العالم العربي بموهبة هبة طوجي أكثر بعد مشاركتها في the Voice- فرنسا؟
منذ أن بدأت مشواري الفني مع مسرحية "عودة الفينيق"، لمستُ ردود فعل الجمهور وتجاوبهم وإعجابهم بأول أغنية مصورة، وهي "متل الريح" مع عباقرة الفن، عائلة الرحباني.
بالتأكيد كانت النظرة إليّ إيجابية جداً، من النهار الأول. انتشاري اتسع مع كل عمل قدمته، كذلك محبة الجمهور. قدّمتُ مسرحيات غنائية ذات بطولات نسائية في العالم العربي، وحفلات في أهم المهرجانات مع إقبال كثيف. لقد ملأت مدارج كبيرة وحدي... تأكدتُ من محبة الناس من خلال إقبالهم على حفلاتي. فأنا لم أطرح أعمالاً لأستمع إليها وحدي.

- ماذا تعني لك عبارة "النجمة التي سحرت فرنسا" التي طُبعت على ملصق حفلتك في طرابلس؟
هذا نابع من محبة المنظّمين. مشواري في فرنسا كان رحلة ناجحة جداً. والأهداف التي وضعتها حين قبلت دعوة المشاركة...

- قبلت الدعوة...
اتصل بي مدير الكاستينغ Casting Director في البرنامج. قال بأنه شاهد لي مقاطع موسيقية عدة ووجد أنني أملك موهبة غناء أكثر من لغة واحدة، وأنه بحاجة الى فنانة مثلي في البرنامج بعدما أُعجب برصيدي الفني. فكّرت بالموضوع جيداً وكنت أضع أمامي أكثر من هدف أريد تحقيقه من خلال المشاركة. وكل ما حلمت به حققته. الانتشار كان واسعاً للغاية من النهار الأول حين أديت "لا بداية ولا نهاية".
ردود فعل المدربين كانت رائعة، ولم تتصدر أغنيتي الأولى التي أديتها على المسرح هناك المرتبة الأولى على موقع iTunes في البلدان العربية فقط، بل انتشرت في سويسرا وبلجيكا وفرنسا وسلوفاكيا. لقد اتجهت الأنظار إليّ أكثر، كما سلّطت قناة TF1 الأضواء عليّ كثيراً وكنت حاضرة على الدوام في إعلاناتها الخاصة بالبرنامج.

- هل هو الهدف الأول؟
الانتشار طبعاً. فإلى جانب غنائي اللغة العربية، أحب وأحلم بأن أحقق بصمة في الموسيقى الغربية وموسيقى البوب. وقد فتحت باباً لخوض هذا المجال هناك، وأجريت حوارات مع أهم الصحف والمجلات الفرنسية والمحطات.
وقد دعتني الـTF1 خصيصاً لحضور مؤتمر إطلاق البرنامج. ورغم أنني جلست وراء الستار، لكنهم اختاروني من بين الجميع. كما أن جولة the Voice Tour كانت هدفاً بالنسبة إليّ، لأنها تحقق انتشاراً مع جمهور أوسع ومختلف مع الغناء يومياً أمام 5 آلاف شخص كل مرّة في منطقة فرنسية مختلفة.
والأهم اتفاقي مع الشركة العالمية Universal Music France وتحديداً Mercury لإنتاج أعمالي المقبلة.

- كيف تفاعلتِ مع اهتمام العالم العربي وحتى نشرات الأخبار بمشاركتك في برنامج المواهب هذا؟
كبُر قلبي وحلمي أكثر، فأنا لم أذهب بلا هدف، لأن ثمة من يدعمني ويحبني ويخاف عليّ. سافرت إلى فرنسا حاملة محبة كل الناس. كانت مسؤولية كبيرة ومخيفة. وكانت العناوين الجميلة تمنحني قوة كبيرة حتى أتقدم إلى الأمام. the Voice تجربة جميلة لكنها ليست سهلة.

- هل شكّك أحدهم بقرار تقدّمك إلى برنامج للهواة رغم أنك فنانة معروفة؟
لا يمكن أن أرضي الجميع بأي قرار قد أتّخذه. أتفهم من لديهم آراء إيجابية وكذلك من يعارض مشاركتي. ومعظم المعارضين كان موقفهم نابعاً من محبتهم لي.
إذ اعتبروا أنني لست بحاجة إلى المشاركة. وأحب أن أوضح أنني اشتركت في برنامج ليس للهواة فقط، وإنما للمحترفين أيضاً. فـ "أحلى صوت" قد يكون من الهواة أو المحترفين. ليس أكاديمية تعلّم الغناء على المسرح. وفي السنوات الماضية، ثمة من اشترك وفي رصيده أكثر من ألبوم. هي بمثابة انطلاقة ثانية لبعض المحترفين. لقد تواجهت مع أستاذ ومدرب للصوت في مرحلة الـ Battles.

- أرجو تصحيح مفهومي إن لم يكن دقيقاً، هل إنتِ الجيل الثاني في عائلة الرحباني الفنية التي دخلت إلى فرنسا بعد السيّدة فيروز ووقفت على مسرح الأولمبيا؟
لا أصنّف نفسي بهذا الأسلوب. لا أحب التصنيف في حياتي عموماً. بالتأكيد، أنا أعمل مع عائلة الرحباني، ولأكون أكثر دقة مع أسامة الرحباني تحديداً.

- مع أسامة ومع منصور الرحباني قبل رحيله والذي دخلت معه أغنيته "لا بداية ولا نهاية" إلى فرنسا...
طبعاً، أنا تعاونت مع الجميع. الأستاذ مروان الرحباني هو مخرج كل المسرحيات التي قدّمتها، والأستاذ غدي كتب أشعار غالبية الأغاني التي أديتها. والأستاذ الكبير منصور الرحباني على رأس هذه العائلة، والذي وثق بي في مسرحية "عودة الفينيق". لكن أسامة يُشرف على أعمالي يومياً. مشواري هو مع أسامة تحديداً، وقد دعمني معنوياً من خلال وجوده في فرنسا.

- كل تحرّكاتكما موثقة يوماً بيوم في عصر الـSocial Media ...
نعم، لقد رافقني على البيانو في مرحلة الـBlind Audition. وقد ظهر على الشاشة أكثر من مرة خلال عرض البرنامج.

- ألم تقلقي من المنافسة، خصوصاً أنك نجمة في بلدك؟
لم أنافس هاوياً في the Voice. لقد شارك في النسخة الفرنسية فنانون لديهم فرقهم الخاصة وألبومات مميزة مثل Battista Acquaviva التي تألقت في كورسيكا. يخطئ البعض في تصنيف هذا البرنامج. وما يميّزني عن باقي المشتركين، أنني قد أكون مشهورة في بلدي ولم أقدم الموسيقى الغربية في ألبوم. وهذا جديد. لقد فتحت باباً ودخلت إلى عالم غناء جديد.
وحققت حلمي مع هذه الفرصة. وأريد أن أوضح فكرة، الهواة في الغرب لديهم ثقافة موسيقية عميقة وتنقصهم الشهرة فقط. وقد يكونون أهم من المحترفين أحياناً.

- اخترت لنفسك مكاناً خارج نطاق السوق. فحين نقول نجمة لبنانية اليوم يطرأ في البال ثلاثي أو رباعي معروف. إلى أي مدى كان خيارك مختلفاً وصعباً، خصوصاً أنك لم تحققي النجاح "بين ليلة وضحاها"؟
لقد انتظرت 7 سنوات حتى انتشر اسمي في العالم كما أريد. اخترت الموسيقى التي أحبّها. اخترت الفن الذي أحبّه. واخترت الأشخاص الذين يحققون حلمي، وأرتقي على مستوى عالٍ من الإبداع معهم. وفي النهاية، كل من يقدّم موسيقى هو فنان.
أترك للجمهور تصنيف أعمالي التي يقال بأنها نخبوية وغير شعبية. أنا ضد التصنيف. لقد اخترت الأشخاص الذي يحلم بالتعاون معهم كل العرب. كل عربي يفتخر بفن عائلة الرحباني.
أما بالنسبة الى الانتشار، فهو لا يتحقق "بين ليلة وضحاها" إن كان الفنان يمشي خطوة خطوة بأسلوب مبدع وذكي. أقدم فناً يحتاج الى وقت ليلامس القلوب لكنه يدوم. لم يعرفني كل الناس بعد حفلتي الأولى أو الثانية. لم أعرف الشهرة من النهار الأول، لكنني كنت واثقة بأنني سأحصدها.

- أي شهرة سعت إليها هبة حين طلبت من صديقتها في فرقة "أرابيسك" أن تتعرّف إلى أسامة الرحباني؟
قد تقولين بأنني مثالية. لكنني لم أفكر يوماً بأن الشهرة هدف جذاب. لم أحلم بالشهرة.

- هل الشهرة كلمة سلبية؟
حلمت بالفن الذي أحبه وبالتعاون مع عائلة الرحباني فقط، وتحديداً أسامة. والنتيجة كان الشهرة. والشهرة إن كانت تعني محبة الناس فهي تهمني. وهي التي تشجعني على الاستمرار.
لكن يبقى الانطلاق نابعاً من شغف. كنت أقول لصديقتي مورين بأنني لو قررت الغناء، أحلم بالتعاون مع أسامة الرحباني. وكان اللقاء. فأنا معجبة بتفكيره وفنّه وإبداعه. لقد سعيت للتعرّف إليه بالفعل، ولن أنكر هذه الحقيقة يوماً. لقد حلمتُ بلقائه.

- ماذا حققتِ بعد مسرحيتك الأولى "عودة الفينيق" التي عرضت عام 2008 وأجريت معك حينها لقاءنا الأول؟
هذه المسرحية من تأليف الكبير منصور الرحباني، والموسيقى والفكرة لأسامة الرحباني، والإخراج لمروان الرحباني. وقد أعدنا تقديم مسرحية "صيف 840" عام 2009.
كنت أشاهد هذه المسرحية من بطولة هدى، بينما يشاهد الأطفال الرسوم المتحركة. وحين عرضت للمرة الأولى، كنت لا أزال طفلة تتعلم خطواتها الأولى. وشاءت الصدف أن ألعب دور البطولة فيها لاحقاً، وهو دور هدى، "ميرا". ثم قدّمت مسرحية "ملوك الطوائف" في قطر و"دون كيشوت"... أديت دور البطولة النسائية في كل هذه المسرحيات.

- ما المشهد الذي كان يجذبك في دور هدى؟
أهم مشهد. وهو المشهد الذي يستشهد فيه "سيف البحر" وتغني فيه هدى "وحياة اللي راحوا". لا يغيب هذا الجزء عن ذاكرة غالبية اللبنانيين لرمزيته.

- تملك شقيقة فيروز، هدى صوتاً مؤثراً. هل نالت الشهرة التي تستحقها؟
لا يمكن أن أجيب عن هذا السؤال. هي من رموز الموسيقى اللبنانية والرحبانية. لا أستطيع التكلم عن هدى، فهي من تصنّف مسيرتها. لقد تألقت في مسرحيات أيقونية بصوتها وحضورها. تملك محبة جمهور حفظ كل أغانيها.

- هل تعرفت إلى فيروز؟
لا.

- من هو أسامة الرحباني على الصعيدين الشخصي والمهني بالنسبة إليك؟
أكثر إنسان آمن بموهبتي ودعمني. هو رفيق مشواري.

- هل هو خطيبك كما يتردّد؟
علاقتي به إنسانية ولا تقتصر على الجانب الفني. علاقتنا قوية للغاية.

- هل تخافين من أن يقال بأن ما يربطكما هو زواج فني مستقبلاً؟
لا يمكن أي إنسان أن يضع عناوين لحياة الآخرين ويوميات لا يعيشها. وحين اخترت مهنتي، تحضّرت مسبقاً بأنني قد أتلقى الانتقاد والحكم المسبق أحياناً.
تعلمت عدم الحكم على الآخرين، فأنا أجهل الظروف التي مرّ بها الآخر. لكن بالتأكيد، ثمة أمور تسبّب لي الغضب والإزعاج أيضاً.

- قد يُحرم الإنسان من تحقيق أحلامه، لكن قد تسرق الأحلام الفنية الإنسان من حياته الشخصية. هل تفكرين من هذا المنطلق؟
بالتأكيد، وأنا أعي جيداً كل ما يتعلق بهذه الحقيقة. فالتوازن مسألة مهمة في حياة الإنسان. أقاتل من أجل فني، لكنني أفكّر ملياً بالعودة إلى المنزل لأجد من حولي يلقي علي التحية. لا أستطيع التخلي عن هذه التفاصيل. لن أنسى الجانب الإنساني في شخصيتي، فالتفاصيل الصغيرة هي سر السعادة.

- مثل فرنسي يقول: "للتقدم في السن بسعادة، يحتاج الإنسان إلى الكثير من الحب وخفة الظل"...
هذا جوهر الحياة، ولا أظن أن التضحية بهذا التوازن قد تبرّرها أحلامي الفنية.

- هل أسامة الرحباني خفيف الظل؟
جداً، قد يبدو إنساناً قاسياً ولا يقبل المزاح، لكنه على العكس تماماً. هو متطلّب وقاسٍ في العمل فقط. رجل دائم الابتسامة ويحب الحياة وحياته الاجتماعية مليئة بالأصدقاء.

- أي امتداد لعائلة الرحباني هو أسامة؟
هو الابن الذي كبر مع العباقرة، وتأثر بهم وبقضاياهم وتشرّب من فنّهم. ولكن بالطبع لديه شخصيته الفنية المستقلة وأفكاره وهويته الخاصة.

- أي فن تقدّمين معه؟
لا أستطيع القول بأنني أقدّم فناً ملتزماً. الموسيقى التي أقدمها ليست ضمن إطار واحد، هي تشبهنا. أغني كل المواضيع، الأغنية العاطفية والإنسانية. تكلّمت عن تشرّد الأطفال في «أولاد الشوارع». وصوتي هو نواة الفن الذي أقدّمه.

- يعتبر البعض أنك «اكتشاف أسامة الرحباني»، هل يزعجك أن تكوني فنانة في ظل رجل؟ وهل لديك حرية مطلقة في غناء ما ترغبين؟
لا أمثّل العناوين التي يطلقها البعض على حياتي. لقد قدّمني أسامة إلى الجمهور، ومن الطبيعي أن أُعتبر «اكتشاف أسامة الرحباني» في البداية. لمَ لا ينظر إليّ البعض كصوت يوصل أفكار أسامة الموسيقية؟ لقد نضجت بعد كل هذه السنوات، وانسجم هذا الرجل مع تراكم خبرتي ولم يعترض طريقي، بل كان يشجعني على التعبير عن مفاهيم فنية جديدة.
أنا أشارك في أفكار أعمالي المصوّرة والمسرحية، وهذه التفاصيل مذكورة وغير مخفية... لم يقف في دربي حين قررت السفر إلى فرنسا.

- هل كان ليعارضك لو قررت المشاركة في النسخة العربية من the Voice؟
وهل يعقل أن أشارك؟ لقد حققتُ نجاحاً على صعيد الوطن العربي، وإنجازات كبيرة ومهمة للغاية، بينما هدفي كان دخول عالم الموسيقى الغربية حين سافرت إلى فرنسا ووقفت على مسرح the Voice. لم أذهب إلى فرنسا لكي أبدأ من الصفر، بل لأستكمل مشواري الفني هناك.

- عدتِ إلى فرنسا من أجل تسجيل ألبوم جديد. ماذا يعني لك التوقيع مع Mercury؟
هو إنجاز كبير للغاية وأبلغ تعبير عن نجاحي في البرنامج وقدرتي على لفت أنظار هذه الشركة العالمية التي تضمّ أسماء فنية رائعة. هو خطوة نحو انتشار آخر أكثر منه انتشاراً كبيراً.

- سألت إن كنت تتابعين الأخبار السياسية عام 2008، وكانت إجابتك: «لا، قد يصيبني الإحباط»... ماذا عن اليوم، خصوصاً أنك غنيت «الربيع العربي» و«بيروت»؟
للأسف، نعيش واقعاً ثابتاً. إجابتي ما زالت كما هي، لكن أرجو أن تتبدل في المرحلة المقبلة إن أعدت طرح هذا السؤال. نحن في حال تراجع دائم. أقول في أغنية «صباح الخير»:
«يا وطني قللي شو اللي معلقني فيك ايدي عقلبي لا حدا يأذيك ويتكبر الغريب ويتمشى بروابيك يا وطني ... بعيوني بحميك». لا أعرف ما الذي يعلّقني بلبنان، يصعب العيش فيه، فالحقوق مهدورة والهموم كبيرة والفساد يتآكله.

- هل تعتقدين بالعالمية؟
تستخدم بأسلوب غير دقيق، وهي ليست هاجسي. أطمح إلى الانتشار فقط.

- يُقال بأن عمرو دياب وصل إلى العالمية؟
العالمية هي حين أتمشى في شوارع أوروبا أو أميركا ويتعرّف إليّ الناس. العالمية لا تعني إحياء حفلة في أمستردام أو إحدى الولايات الأميركية يحضرها المغترب المتعلّق ببلده أو نجم من بلده.

- هل نجحت فنانة عربية في الوصول إلى العالمية بعد داليدا؟
لا يحضر في بالي أي اسم. ميكا لبناني عالمي، لكنه كبر في الخارج. لم ينطلق من لبنان. بينما داليدا تركت مصر في عمر ناضج بعد نيل لقب ملكة جمال مصر.

- ماذا قلت لميكا (أحد مدربي برنامج the Voice - النسخة الفرنسية) عن لبنان؟
يعرف لبنان أكثر مني. يتكلم العربية قليلاً وعلاقته ببلده لم تنقطع. وما ظهر على الشاشة هو ما حصل بيننا. لم يركّز على هويتي اللبنانية بل الفنية.

- أي ربيع عربي غنيت؟
من وجهة نظر إنسانية.

- ما الذي يمنحك كل هذه الثقة على المسرح؟
للمسرح رهبة كبيرة، يتملّكني شعور Here and Now .. «هنا والآن» لتقديم كل ما لديّ خلال ساعتين... والتعبير عن موهبتي ومشاعري. الأغنية هي موقف في النهاية. التفاعل مع الجمهور يعني لي الكثير.

- تجولين العالم بإرادتك لإحياء حفلات، كيف تنظرين إلى من يجوبون العالم قسراً هرباً من الحرب؟
أشعر وكأن الإنسان فقد قيمته في كثير من المواقف. يتمّ تسخيف رعب العنف والألم ورهبة الموت من خلال المشاهد والصور التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم يعد مشهد الموت يستوقف الإنسان... أو الطفل. نعيش زمن فقدان القيم الإنسانية.

- ما الفرق بين أغنية «بيروت» لهبة طوجي و«لبيروت» لفيروز و«يا بيروت» لماجدة الرومي؟
هذه الأغنيات مختلفة والمشترك بينها بيروت. غنيت قصة حب رومانسية في بيروت ليلاً. بينما غنت فيروز وماجدة الرومي عن الوطن والحرب.

- أي أغنية هي الأقرب إلى قلبك وتردّدينها بصراحة؟
لا يمكنني المقارنة بين هاتين الأغنيتين الرائعتين. لكن يحلو لمن يملك صوتاً جميلاً ومريعاً الغناء للكبيرة فيروز. لقد دخلت في جيناتنا اللبنانية ويومياتنا... على شفاه كل اللبنانيين أغنية من أعمالها.

- صوتك لا يتبدّل على المسرح وفي الألبوم. صوتك حقيقي ومن دون لمسات وتعديل وتنميق. هل هذا يعزّز ثقتك بنفسك كفنانة؟
أتدرب على الدوام وهذا ينعكس إيجاباً بنسبة 80 في المئة على إطلالتي المسرحية. فرهبة المسرح قد تسلب الفنان جزءاً من طاقته الصوتية نتيجة التوتر، فهو إنسان في النهاية وليس رجلاً آلياً أو امرأة آلية.

                      
بصراحة

- «أحلى صوت» بالنسبة الى هبة طوجي...
الصوت الذي يطمئنني، صوت البحر أو أمي أو صديقة أو صوت من داخلي ربما.

- أي مسيرة نجمة عربية تشبه مشوارك الفني؟
قدّمت فناً على أكثر من مسرح وسجلت أكثر من ألبوم. لم أكتفِ بمجال فني واحد أو لغة واحدة وبالغناء فقط، بل دخلت عالم الإخراج. لا يحضر في بالي اسم فنانة.

- هل تفكرين كثيراً في ما سترتدينه على المسرح مقارنة مع تمارين الصوت؟
أهتم كثيراً بإطلالتي، وهذا جزء من هويتي كفنانة، لكنني قد أختار فستاني قبل ليلة واحدة من الحفلة. وهو غالباً باللون الأزرق أو الليلكي. تليق الألوان القوية والنارية بالمسرح، بينما أفضّل الألوان الهادئة في يومياتي.

- كيف تعرّفين عن شخصيتك بعبارة واحدة؟
أنا امرأة متمردة، أعبّر عن قناعاتي بحرية أمام من لا يواقفني الرأي. أنا امرأة موجودة.

- هل أنت امرأة عربية بالمفهوم السائد؟
أنا امرأة محافظة ومنفتحة في آن واحد. وإن أردت وصف المرأة العربية كما أحب فهي الجميلة والحنون وصاحبة الأنوثة الطاغية.

- هل أنت فنانة عربية بالمفهوم السائد؟
ما هو المفهوم السائد؟ إن كان الأمر مرتبطاً بالملامح الجميلة التي تطغى على الصوت، فأنا لستُ فنانة عربية بهذا المفهوم السائد.

- «لا بداية ولا نهاية»، ماذا يشبه عنوان أغنيتك؟
وكأن هذه الأغنية جالبة للحظ. أنظر إليها من هذا المنطلق.

- هل تعبّرين عن شخصيتك مع المجوهرات؟
لستُ غريبة الأطوار حين أختار مجوهراتي. أحب التصاميم البسيطة والمرئية. والألماس هو صديقي الدائم.

- ما هو الاتجاه الذي أسرك على المنصة هذا الموسم؟
أحب هوية دار Chanel وتعجبني تصاميمها. وما أحبه ليس بالضرورة ما يمكن أن أعتمده.

- ما لا تجيدينه في الماكياج...
رسم الآيلاينر، يبدو الخط الثاني أقل أو أكثر عرضاً على الدوام. لكنني أبسط خافي الهالات وبودرة الخدود جيداً.

- أي عطر يصيبك بالدوار؟
النفحات القوية جداً، لكنني أحب Narciso Rodriguez Musc حالياً. 

 

 

CREDITS

تصوير : جهاد حجيلي

شعر: صالون إيلي إسبر

مكياج : إيفانا بو سلامة

شكر خاص : فندق Le Grey في بيروت على استقباله المضياف ولبوتيك أيشتي 009611991111 / المجوهرات والأكسسوارات كلها من BVLGARI /تنسيق: كارولين كاسيا