حمادة هلال: أنا رجل عربي ولن أتحوّل إلى أسلوب آخر في الغناء

حمادة هلال,رجل عربي,أسلوب,الغناء,المحطات,تصريح,التجربة,وسائل الإعلام,الشرقية,الوسط الفني,مسلسل,اللهجات العربية,أغنية,ألبوم

سعيد فراج(القاهرة) 12 مارس 2016

رغم أن البعض يصنّفه كمطرب متديّن، خاصة بعدما قدم أكثر من أغنية دينية، لكنه يؤكد أنه لا يتعمد الظهور بهذا الشكل.
النجم حمادة هلال يتكلم على ألبومه الجديد، والفيلم الذي يحضّر له، وحقيقة انضمامه إلى مسلسل «الزعيم» عادل إمام، كما يتحدث عن الوسط الفني، وعلاقته بالنجوم، وسرّ ابتعاد أسرته عن الأضواء، ولماذا رفضت ابنته التمثيل؟


- إلى أين وصلت في ألبومك الجديد؟
انتهيت من تسجيل كل أغنياته، وهو يضم 12 أغنية، وأتعاون فيه من جديد مع عدد من الشعراء، مثل مصطفى كامل وبهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر وملاك عادل وطاهر كامل وهاني عبدالكريم ومحمد جمعة ومحمد عاطف، بالإضافة إلى عدد من الملحنين الجدد الذين أتعاون معهم للمرة الأولى.

- هل استقررت على الأغنية الرئيسية التي ستحمل عنوان الألبوم؟
هناك عدد من الأغنيات التي أراها قريبة إلى قلبي في هذا الألبوم، مثل أغنية «أدفع نص عمري»، فقد أحببت هذه الأغنية كثيراً، وأغنية أخرى اسمها «استكتروك عليا» للشاعر مصطفى كامل، بالإضافة إلى عدد من الأغنيات الأخرى الجيدة التي نسعى للاختيار بينها.

- هل ستركز على الأغاني الحزينة كعادتك؟
لا بالعكس، فالألبوم متنوع، ولا أعتمد على لون واحد فيه. كنت أركّز على الأغاني الحزينة في البدايات، لأنني كنت أريد أن أثبت على شكل غنائي معين، وبعدها أعمد إلى التجديد والتنوع، لكنها لا تعبر عن حالة كنت أعيشها.

- لماذا قدمت 8 ألبومات فقط على مدار 17 سنة، وهل أثر اتجاهك الى التمثيل في الغناء؟
شهدنا أربع سنوات من الثورة وعدم الاستقرار في مصر، كنت أركز خلالها على السينما فقط، لأن الانتاج الغنائي لم يكن نشطاً وقتها، لكنني أسعى إلى التوفيق بين التمثيل والغناء، حتى أصنع لي تاريخاً يتذكره الجمهور، لأن السينما تعيش أكثر من الأغاني، وعبدالحليم حافظ صنع تاريخاً له من السينما، لأنها تستكمل مسيرة المطربين، ولا أعتقد أن التمثيل أثّر في الغناء، لأنني بدأت في سن صغيرة جداً، وكانت تسيطر على الساحة الغنائية أسماء كبيرة، وبالتالي كان لا بد من أن أتجه إلى السينما في بعض الأوقات لأحافظ على وجودي.

- هل من الممكن أن تترك شركة «هاي كواليتي» التي شهدت انطلاقتك إلى النجومية؟
لو أردت ترك شركة «هاي كواليتي» لكنت فعلت ذلك في السابق، لكنني لا أرتبط بالمكان إلا إذا وجدته يوفر لي الراحة. ورغم حبي للشركة التي تطورت فيها، لا يعني هذا بقائي معها إلى الأبد، فمن الممكن أن نفترق في أي وقت.

- لقد نجحت رغم دخولك عالم الغناء في سن صغيرة، فما تعليقك على عدم نجاح بعض المواهب الشابة الحالية؟ وهل الحظ يلعب دوره؟
على العكس، أرى أن النجاح في هذه الفترة أسهل بكثير من الفترة التي صعدت فيها. فقد نجحت في فترة صعبة جداً، بحيث كان هناك جيل كامل ذكي ومسيطر على السوق مثل مصطفى قمر وإيهاب توفيق وخالد عجاج ومحمد فؤاد وحكيم وهشام عباس، ولم يكن يوجد وقتها سوى قناتين تلفزيونيتين، كما لم تكن الفضائيات وإذاعات الأغاني قد انتشرت بكثرة، وكان السبيل الوحيد لنجاح المطرب هو أن يطرح ألبومه ويشتريه أكبر عدد من الجمهور، في وقت كان يشهد طرح عدد كبير من الألبومات، ولا يمكن أن نعتبر أن النجاح يعتمد على الحظ، فهو توفيق من الله، بالإضافة إلى اجتهاد المطرب نفسه في تقديم أغنية جيدة.

- هل هناك لون معين من الأغاني تراه الأقرب إليك؟ وما هي الأغنيات التي تحمل لك ذكريات؟
أي أغنية بذلت فيها مجهوداً وحققت نجاحاً جماهيرياً قريبة إلى قلبي، وهناك عدد من الأغاني التي ترتبط بذكريات مهمة في حياتي ولن أنساها، مثل أغنية «الأيام» التي تذكرني دائماً بمرحلة الصبا، والمرحلة الأولى لصعودي في سن صغيرة، وأصدقائي القدامى، والفرحة التي عشتها بعد طرح أول ألبوم لي، ولا يشترط أن تكون ذكرى الأغنية بيني وبين شخص معين، فقد تعبر عن مرحلة عشتها وأتذكرها فور سماعي للأغنية.

- البعض قال إنك لن تستمر لأن أوتارك الصوتية ستتغير بعد تقدمك في السن، فما تعليقك الآن بعد استمرارك في النجاح؟
كثيراً ما يتغير صوت المطرب، وقد لا يجيد الغناء في الكِبر، لكنها فترة أحمد الله على أنها مرّت بسلام، وحققت ما وصلت إليه من نجاح.

- هل من أغنيات راهنت عليها ونجحت أو العكس؟
بالتأكيد، مثل أغنية «مسطول» التي كان هناك قلق من بعض الناس نحوها، وكنت أتناقش مع المخرج مجدي الهواري، وكان يراهن على نجاح أغنية «عزة»، لكنني راهنت على الأخرى، ونجحت الاثنتان، وهناك أغنية أخرى مثل «مش هقول» التي غنيتها مع العرائس المتحركة، وراهنت عليها في الوقت الذي كانت مستبعدة فيه من الألبوم، لكنني تمسكت بها، ونجحت بالفعل.

- قدمت أغنية «محمد نبيّنا» وحققت نجاحاً كبيراً، كما أنك دائم الدعاء إلى الله، فهل يشير هذا إلى تديّنك؟
بالعكس أنا إنسان عادي جداً، وفي بعض الأوقات قد أكون مخطئاً، وبالتالي لا بد من أن أتذكر ديني من فترة إلى أخرى، وتقديمي الأغنية لا يعني أنني أحاول الظهور في هيئة المطرب المتديّن.

- هل تسعى الى العالمية بعد ترجمة أغنية «محمد نبيّنا» إلى الإنكليزية؟
العالمية بالنسبة إليّ لا تعني أن أغني بلغات أجنبية، بل أن تحقق أغنيتي نجاحاً كبيراً، ويأخذها الآخرون عني ويترجموها إلى لغات أخرى، فهذا هو الفخر بالنسبة إليّ، لكن أن أغني بلغة أجنبية أو بجوار مطرب أجنبي فهذا ليس عيباً، وفي الوقت نفسه هذه ليست عالمية، ولن أسعى إليها، لأنه قد لا يحبني جمهور هذا المطرب الذي سأشترك معه، لكن المفاجأة هي أن تنجح أغانيك وتترجم إلى لغات عدة مختلفة.

- هل هذا يعني أنك ترفض الغناء بأي لغة أخرى غير العربية؟
من الممكن أن أغني بلغة أخرى لأفيد ديني أو بلدي، لكنني رجل عربي، ولن أتحول إلى أسلوب آخر في الغناء، ولن أغني إلا بطريقتي هذه.

- ولماذا لم تتنوع في الغناء باللهجات العربية المختلفة؟
أنا أحب كل اللهجات العربية، لكنني أغني باللهجة «البيضاء» التي يحبها كل العرب وتنتشر بينهم.

- هل لقب «سفير القلوب» يرضيك أم لا تشغلك الألقاب؟
هذا اللقب أطلقه عليَّ وزير الشباب والرياضة الأسبق عليّ الدين هلال، حين كنت مسافراً إلى تونس والمغرب العربي، وأعتز بهذا اللقب كثيراً، فالجميل أن يُطلق عليك لقب معين وتفاجأ به، لا أن تطلقه على نفسك.

- هل تحب الغناء منفرداً أم أن هناك مطربين يمكن أن تقدم معهم دويتوات؟
بالعكس أحب مشاركة المطربين، سواء القدامى منهم أو الجيل الصاعد، لكن بشرط أن تتناسب أغنية «الدويتو» معنا، وحالياً ما من مشاريع مطروحة عليَّ. كما لا يوجد مطرب معين أتشاور معه في تقديم تعاون مشترك.

- ما تقييمك لقرارات نقيب الموسيقيين هاني شاكر؟
أود أن أقول إن منصب نقيب الموسيقيين، أو أي منصب هو مسؤولية كبيرة، أدعو الله أن يعينه عليها، والقرارات التي يتخذها اجتهاد منه ويجب ألا أعلّق عليها، ولا ينبغي أن نُعطلها.

- انتشر أخيراً خبر مشاركتك مع الزعيم عادل إمام في مسلسله الجديد «مأمون وشركاه»، ما حقيقة هذا الأمر؟
لا أعلم عن هذا الأمر سوى الأخبار التي تردّدت في الفترة الأخيرة، ولم أنضم إلى مسلسل الزعيم عادل إمام، كما لم أفكر في دخول تجربة الدراما خلال هذا العام، لأنني أريد التركيز على الألبوم والسينما فقط.

- ما سبب عدم اشتراكك في الموسم الدرامي هذا العام رغم نجاح مسلسلك «ولي العهد»؟
انشغلت في بداية هذا العام بالألبوم، في وقت أنتظر فيه التحضير لفيلم سينمائي جديد، ولهذا السبب أردت التركيز على الألبوم والفيلم، والتفرغ لهما.

- وما هي تفاصيل الفيلم الذي تحضّر له؟
اسمه «فيبريشن» من تأليف خالد دياب وإخراجه، لكنه لا يزال فكرة مطروحة لم نبدأ تنفيذها بعد، لأنني أركز حالياً على الألبوم الذي انتهيت من تسجيله، وبعد طرحه سأتفرغ للفيلم الذي تختلف قصته عما قدمته من قبل.

- كيف تقدم اللونين الحزين والكوميدي في أعمالك؟
هو جزء يتعلق بالتوفيق أولاً، وأن أتعايش مع ما أفعله، فقدمت أغنيات حزينة مثل «بخاف» و «دايماً دموع» وحققت نجاحاً في الوقت الذي نجحت فيه أغنيات مثل «مسطول» و«مش هقول» التي تعتمد على البهجة، بالإضافة إلى الأعمال الكوميدية التي قدمتها وحققت نجاحاً.

- ماذا عن صداقاتك في الوسط الفني؟
رغم الهجوم المتعدد على الوسط الفني، إلا أنه يضم الكثير من أصحاب القلوب الطيبة، والنية الصادقة، وتجمعني بنجومه صداقات كثيرة، لكن يبقى الفنان محمد نجاتي صديق عمري، حيث تربطنا علاقة طيبة منذ الصغر، رغم أننا لا نتواصل دائماً بسبب ظروف عملنا، وكذلك الفنان محمد لطفي ورامز جلال من أعز أصدقائي المقربين. ومن المطربين الذين تربطني صداقة قوية بهم، تامر حسني فهو صديقي وأخي. وفي الفترة الأخيرة عقدت صداقات جديدة مع أحمد جمال ومحمد نور الذي أشاد بمسلسلي «ولي العهد» بقوة.

- وهل هناك صداقات طفولة ما زلت تحتفظ بها إلى اليوم خارج الوسط الفني؟
بالطبع فأنا أحتفظ بصداقاتي، وعلى سبيل المثال الشاعر سعيد أبو اليزيد، فهو صديقي مذ كنت في الرابعة من عمري، وهناك ذكريات تجمعني به، نُفاجأ بأهلنا يحدثوننا عنها من تلك الأيام.

- هل هناك شخص تراه «أيقونة» نجاحك؟
يأتي في المرتبة الأولى، بعد فضل الله تعالى بالتأكيد، أبي وأمي وزوجتي وإخوتي، الذين أسعى دائماً للنجاح في أعينهم، لأنهم يمدّونني بطاقة إيجابية طوال الوقت، وأعتقد أن الاجتهاد في العمل هو سر نجاح أي شخص، فكلما اجتهدت في عمل فسأحقق نجاحاً، مهما كان قدر هذا النجاح الذي سأحصل عليه.

- لماذا ترفض ظهور أسرتك في وسائل الإعلام؟
لا أرفض ظهورهم المُطلق، لكنهم لا يحبون الظهور المعتاد، سواء في الصحافة أو التلفزيون، فهم لا يظهرون إلا معي، وليس في كل الأوقات، إذ يقتصر ظهورهم على المناسبات فقط.

- هل تتقيد بالعادات والتقاليد الشرقية؟
بالطبع لأنها تمثل الثقافة التي نشأنا عليها، وبالتأكيد هي تختلف عن الثقافات الخارجية، وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا تظهر دائماً في أعمالنا الدرامية والسينمائية، وتتسم بالمحبة والترابط، بالإضافة إلى الأصول التي تربينا عليها، مثل احترام الكبار، والترابط بين الجيران، وغيرها من العادات.

- دخلت الوسط الفني في سن صغيرة، فهل تنوي تكرار التجربة مع ولديك يوسف وراما؟
(يتمهل قليلاً، ثم يجيب ) سوف أربيهما على ما رباني عليه أبي وأمي، فقد كنت أهوى الغناء منذ صغري وأسعى إليه، لكن أبي كان دائماً يمنعني، ويريدني أن أركز على دراستي فقط، لكن إصراري على الغناء هو ما دفع والدي لتغيير رأيه، وترك لي بعدها حرية الاختيار، فقدري أن أكون مطرباً، والله هو الذي سيحدد مستقبل ولديَّ.

- ما هي اهتماماتهما؟ وهل بدأت تظهر ميولهما إلى شيء معين؟
 بالنسبة الى يوسف، فهو متفرج جيد، حيث يهتم بمتابعة الأفلام الأجنبية، ودائم التركيز فيها. أما ابنتي راما فتريد أن تصبح طبيبة مثل والدتها، وسأترك لهما حرية الاختيار.

- وهل تنوي إشراكهما في أعمالك؟ وما هي الهوايات التي يهتمان بها؟
فعلت هذا مع ابنتي راما، وظهرت معي في أغنية «سبونج بوب»، وكانت «وش الخير» عليَّ، وأردت أن أشركها معي في مسلسلي الأخير «ولي العهد» لكنها رفضت، وقالت لي «مش عايزه أمثل»، فهي تريد أن تصبح مثل والدتها. أما يوسف فهو غير مهتم حالياً، لكن لو صادفت مشهداً يناسبه فسأشركه معي بالتأكيد، وهو لا يهتم بالغناء مثلما كنت أهتم به بينما كنت صغيراً.

- أي من ولديك دائم التعلق بك، وأي منهما متعلق أكثر بوالدته؟
 كلاهما متعلق بوالدته أكثر، فهما لا يرياني كثيراً، لأنني دائم الغياب عنهما، بينما تلازمهما أمهما في معظم الأوقات.

- ما الذي لا يعرفه جمهورك عنك خلف الكاميرا؟
 أعتقد أن الجمهور يعرف عني كل شيء، فشخصيتي واحدة، سواء داخل الوسط أو خارجه، وأنا بطبعي إنسان «بيتوتي» جداً، وفور انتهائي من عملي أذهب إلى المنزل، وأحب أن أقضي فيه معظم أوقاتي، بالإضافة إلى أنني أعشق السفر إلى الأماكن المختلفة، خاصة تلك البعيدة والهادئة، أما الأماكن المزدحمة فتسبب لي إزعاجاً شديداً.

- الفنانة هبة مجدي قالت في تصريح سابق لها إنها تشبهك في الطباع، فما حقيقة ذلك؟
قبل أي شيء، أنا سعيد بخطوبتها التي تمت أخيراً، وأبارك لها، لأنني أعرفها عن قُرب، وأعرف خطيبها محمد محسن أيضاً، وهما مناسبان جداً لبعضهما، والطيبون للطيبات، وهناك بالفعل صفات أتشابه فيها مع هبة، مثل استقلالنا، فهي تجلس في حجرتها بعد انتهائها من التصوير، وبعد التصوير تذهب مباشرة إلى بيتها... إنها شخصية «بيتوتية» كما يُقال.

- وهل كنت تتوقع خطوبتها أم فوجئت بها؟              
 «بالفعل كان قلبي حاسس بحبه لها، وقلت لها يا هبة أنا حاسس أن محمد بيحبك»، وذلك قبل أن يُصارحها بحبه لها، ولم أكن أعلم رد فعلها وقتها، لأن هذا شيء يخصهما وحدهما، لكن توافق شخصيتيهما جعلني أتوقع قصة حبهما.

- ما أبرز المحطات التي مرّت عليك في عام 2015؟
هناك محطات مهمة مرّت عليّ في العام 2015، أولها مسلسل «ولي العهد» الذي حقق نجاحاً في رمضان الماضي، وكنت أتمنى أن أنتهي من الألبوم وأطرحه في 2015، لكن هذا لم يتحقق، كما كنت أتمنى أن أنتهي من فيلمي الجديد ويطرح في السينما خلال الـ2015، لكن أحمد الله على ما تحقق في العام السابق على أي حال.

- وماذا تتمنى تحقيقه في عام 2016؟
أنا من عشاق التخطيط، لكنني أقلق منه، لأن الفترة التي نعيش فيها تتسم بالأحداث السريعة والمتغيرة، فمن السهل أن تتبدل الأحوال في أي لحظة، لكنني أتمنى أن يطرح الألبوم الذي انتهيت منه خلال هذا العام، وأن ينال إعجاب الجمهور، بالإضافة إلى أنني أتمنى إنجاز فيلمي الجديد خلال هذا العام.