حوار الخطوط الداخلية والشفافية الخارجية

الخطوط الداخلية,التصاميم الهندسية,المنزل,الديكور,الخشب,الاستقبال,جلسة,الجلدية الراقية,الشرفات الخارجية,الألوان الترابية,أثاث,الليموج,السجاد العجمي,أعمال فنية,غرفة نوم,خشب,الخطوط الهندسية العريضة

نور قطان (بيروت) 02 أبريل 2016

مساحات شاسعة مؤطرة بشفافية الواجهات الزجاجية ومفتوحة على مشهد بديع. هكذا وصف المهندس الديكور إدغار رنّو جاذبية هذا المنزل الساحلي المعاصر المحاذي لشاطئ البحر اللازوردي.
عمل رنو على توزيع الخطوط الهندسية والخيارات البارعة للمواد المستعملة مع العناصر الزخرفية، بأسلوب بسيط ليحقق الانسجام التام بين أجواء داخلية مترفة ومحيط خارجي حيث المناظر الطبيعية خلابة...


تعتمد التصاميم الهندسية في المنزل على نقطتين رئيستين، الأولى تبرز في استخدام الخشب بكثرة في الأعمال الفنية، وتتجلّى الثانية في اقتناء المالكين مجموعة من القطع النفيسة التي توزّعت بفخامة في أركان قسم الاستقبال.

تغيب الأبواب في ردهة المنزل، حتى الخزائن في قسم الاستقبال حاول المهندس أن يبرزها كقطعة فنية ضمن أجواء من الرفاهية، ساعده في ذلك توزيع هذه القطع في مواقع متباعدة.

الى جانب آلة البيانو، تطالعنا مدفأة ينعم بدفئها أفراد العائلة عندما يتحلّقون حولها في جلسة شتاء حميمية.

لدى الدخول الى المنزل يستقبلنا صالون يحاكي روح العصر بمواده الجلدية الراقية بلونها البني الهادئ، تجاوره لمسات لأكسسوارات كلاسيكية ملونة تبرز ضمن جدارية خشبية وتجويفات مضيئة... الجدار الأساسي في هذا الصالون نُفّذ بالحجر الأبيض وتخللته أسماك متفاوتة الحجم وتمت إضاءته من الأسفل ليعكس جواً ثلاثي الأبعاد.

المساحات بدت رحبة بعدما ضُمت الشرفات الخارجية الى أقسام المنزل الداخلية، وتميز السقف بأعمال فنية ملونة تتناغم مع حضور المدفأة وآلة البيانو لتقع العين والأذن على جمال فريد من نوعه، قوامه الرقي الفخامة.

صالونات المنزل الثلاثة مفتوحة على بعضها بعضاً وتسيطر على أثاثها الألوان الترابية في أجواء تغلب عليها العصرية، وتزيدها غنىً الأكسسوارات الرفيعة التي تستمد ألوانها الغريبة من سحر الطبيعة الخارجية المتسلل عبر الواجهات الزجاجية لتسطّر أجواء أرستقراطية هادئة.

غرفة الطعام مربعة الشكل وتضم ثماني كراسٍ من الجلد الطبيعي تتحلق بازدواجية حول طاولة مربعة، ويشاركها المكان «بار» من حجر الأونيكس تنبعث الإنارة من داخله لتعزز كرم الضيافة لدى المالكين.

وعلى الجدار الرئيسي للغرفة، عُلّقت مجموعة رائعة من صحون «الليموج» التي يروي كلٌ منها قصة مصدره، وهي مجموعة تخص مالكة المنزل التي ارتأت توزيعها على هذا النحو، لإبراز قيمتها الجمالية ولإغناء المكان بوجودها المميز. كما تم تنفيذ جانبي هذا الجدار بالخشب الذي خبّأ خلفه جهاز التدفئة وأُضيفت إليه عناصر الاضاءة لتبرز الاعمال وكأنها معلّقة في الهواء.

ثرية فريدة من نوعها تتدلى من سقف الغرفة وتسلّط إنارتها المتعددة على محتويات المكان عاكسة برونقها جمالاً نادراً. ويفترش السجاد العجمي الفخم الأرضية ليضيف كلاسيكيته الى الاجواء العصرية التي تخيم على المنزل ويشكلا معاً سمفونية رائعة.

أما المطبخ فنعبر إليه بسهولة بعدما عمل المهندس على تمويه بابه بأعمال فنية إن لناحية تواصله مع الصالونات، او لجهة التقائه بغرفة الطعام. صُمم هذا المطبخ بأسلوب «الانكاستريه» العصري بغية إخفاء الاجهزة الكبيرة كما الصغيرة في خزائن عملية. ونُسقت الإضاءة بتدرجات ألوانها المختلفة مع الكراسي لتلعب دوراً فنياً مميزاً في هذه المساحة العملية من المنزل.

ولكل من غرف النوم حمّام خاص بها، وتضم غرفة نوم المالكين الرئيسة سريراً كبيراً يحتل وسط الغرفة بظهر مشغول بالجلد الطبيعي يتكئ على قطعة خشبية مزينة بأغطية ووسائد بيضاء مطرزة بخيوط ذهبية، وخزانة ضخمة وُضّب في داخلها الكثير من مستلزمات المالكين.

وفي أحد أركان الغرفة زاوية للجلوس هي أشبه بصالون. وقد برز ما بين المساحة المخصصة للنوم، وقسم الحمام حائط من زجاج شفاف يتيح رؤية ما فيه من عناصر ليتكامل مع باب زجاجي سميك ومضروب بالرمل نحو قسم آخر للحمام يتيح حرية الحركة لكل من الزوجين.

وتبرز غرفة نوم الابنة باللون الليلكي الفاتح الذي يغطي خشب السرير الذي يزدان غطاؤه بالورود الجميلة المتناثرة بدورها على الستارة المنسدلة ضمن إضاءة شفافة تتيح الرؤية في هذه الغرفة التي تتفرد بجلسة صغيرة الى جانب السرير.

أما في غرفة نوم الابن فاستخدم المهندس في تصميم السرير الجلد مع الخشب المخطّط، وجمع الخزانة الكبيرة مع مكتبة تضم تلفازاً، معتمداً الإضاءة الخلفية لتبرز الأعمال وكأنها تطير من مكانها. كما دمج الخطوط الهندسية العريضة في الخشب مع الاقمشة لتتغنى بلونها الابيض ولمساتها الذهبية وتعكس حضوراً فنياً مرهفاً.