الأميرة هيا تستعرض الدور الإعلامي والأبعاد الإنسانية وتدعو إلى ميثاق شرف جديد للإعلاميين العرب

الأميرة هيا,الإعلاميين العرب,الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم,منتدى الإعلام العربي

21 مايو 2016
شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي انطلاق أعمال الدورة الـ 15 من منتدى الإعلام العربي الذي استضافته دبي، بمشاركة حشد من القيادات الإعلامية العربية والمحلية وكبار الكتاب والمفكرين في المنطقة العربية بجانب رموز العمل الإعلامي العربي والعالمي لمناقشة مجموعة من الموضوعات المتعلقة برسالة المنتدى هذا العام... «الإعلام أبعاد إنسانية».

وشددت الأميرة هيا بنت الحسين حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- سفيرة الأمم المتحدة للسلام -رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في الكلمة الرئيسة للمنتدى، على تأثير الاضطرابات السياسية والاقتصادية والثقافية في المنطقة العربية في تهميش الجانب الإنساني ووضع تلك الأزمات الإنسانية ضمن قائمة طويلة من الاهتمامات الإعلامية، وتطرقت إلى التأثيرات السلبية التي خلّفتها التغيرات السياسية والاجتماعية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، بالقول «إن تلك التغيرات شوّهت صورة ديننا الحنيف وزادت من حجم الفجوة في فهم الغرب لحقيقة الإنسان العربي، الأمر الذي وضعنا كعرب ضمن صورة نمطية خاطئة ومسيئة».

ولفتت إلى المحاولات الجادة لدحض تلك الصورة المشوهة وإظهار الروح السمحة للإسلام... مؤكدةً: «لاحظت وجود العديد من المحاولات والجهود المبذولة في الإعلام العربي للتفريق بين الفكر الظلامي لفئة ضالة لا علاقة لها بالإسلام، لا من قريب ولا بعيد، وبين فكر التسامح واحترام الإنسان وحقوقه بصرف النظر عن دينه أو عرقه أو جنسه».

ونوهت الأميرة هيا بأن دولة الإمارات تضع ذلك النهج موضع التطبيق العملي والذي تجسد في مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باستحداث حقيبتين وزاريتين ضمن تشكيلة حكومة دولة الإمارات، إحداهما للتسامح والأخرى للسعادة، بما كان لتلك الخطوة التاريخية من تأثير كبير على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن تلك المبادرة قوبلت بردود فعل شعبية واسعة على مستوى العالم، وخصوصاً في أوساط الشباب الذين طالبوا حكوماتهم بالسير على نهج دولة الإمارات.

وخلال الكلمة الرئيسة للمنتدى، تناولت الأميرة هيا أثر الإعلام المجتمعي الجديد وانتشار منصات التواصل الاجتماعي التي ساهمت في جعل الأفراد أكثر قدرة على تناقل المعلومات والأخبار. وأشارت إلى مسألة المهنية الإعلامية، فقالت: «في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الصادرة عن الحكومات للإعلاميين باتباع أرقى المعايير المهنية مع كون الصدقية والمعرفة والمهنية تشكل صلب العمل الإعلامي، فلا بد أيضاً من التشديد على حق الإعلامي والإعلامية في أي مكان في وطننا العربي في العيش بكرامة»، وأوضحت أن هناك 110 من الإعلاميين قضوا خلال عام 2015 كضحايا للنزاعات المسلحة والحروب، داعية إلى منح الإعلاميين الحقوق المناسبة التي تؤمّن لهم العيش الكريم.
 
ودعت الأميرة هيا بنت الحسين إلى رفع القيود عن الإعلام لكي يقوم بدوره في نقل الصورة الحقيقية إلى المجتمع، مع التأكيد على ضرورة احترام القوانين التي تحافظ على حقوق الجميع حيث يبقون سواسية أمام القانون، كما شجعت على العمل تحت مظلة منتدى الإعلام العربي لوضع ميثاق شرف جديد للمهنة يضمن أكبر نسبة من التوافق بين جميع الأطراف بدون استثناء.
 
ونوهت الأميرة بأهمية الموضوع الرئيس لمنتدى الإعلام العربي هذا العام، والذي وصفته بأنه «قريب جداً» إلى نفسها، وهو الجانب الإنساني الذي يشكل عنوان المنتدى في دورته الخامسة عشرة... موضحةً: «نحن نسمع عن صناعة الإعلام، ولكن هل يمكننا أن نهتم بالكوارث الإنسانية في وطننا العربي من جانب البعد الحضاري والقيم الإنسانية، وبالتالي إعطاء المساحة المناسبة والمعلومات الصحيحة في الإعلام؟».

وكشفت الأميرة هيا أثر منصات التواصل الاجتماعي في بناء جسور تواصل فاعلة بين القادة وشعوبهم، وضربت مثالاً الاهتمام الذي يوليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتوظيف الأمثل لتلك المنصات كوسيلة للوصول ليس فقط إلى المواطن الإماراتي والمقيم، بل أيضاً للتواصل مع الإنسان أينما كان.
 
واختتمت الأميرة هيا بنت الحسين الكلمة الرئيسة للمنتدى بقصة إنسانية عن الجوع عايشتها خلال إحدى زياراتها إلى مالاوي حيث التقت أماً في مستشفى تبكي فقدان طفلها بسبب الجوع، وإذا بالقائمين على المستشفى قد أحضروا لها كيساً بلاستيكياً أسود اللون فيه جسد طفلها المتوفّى، حيث ترسخت هذه الصورة الإنسانية في ذهنها.