سلافة معمار: شعوري في عمر الـ40 لا يوصف... وهل تعافت من المرض الذي أصابها أخيراً؟

الفنانة السورية,سلافة معمار,النجومية,وجه النمطية,الشخصيات,النسوية,الطبيعة,عقل امرأة,وفاة والدها,عقد اتفاق,وردة وجورية,السر,الالتزام,الإصرار,متابعة التصوير,ظروف,صعبة,الدراما المصرية,نقلة,الاستمرارية,الأعمال,مجتمعاتنا الشرقية,هامش,الخصوصية,تكرار,تجربة الزواج,الوسط الفني,ذهب,ابنتي ورفيقتي,أجمل نساء العالم,جمع ثروة,أجرك الأول

أمين حمادة 02 نوفمبر 2016

الفنانة السوريّة سلافة معمار من الأسماء القليلة التي وصلت الى النجومية، فبقيت في القمة من دون أن يتأثر أداؤها التمثيلي، أو قيمتها الفنية. تشتهر بالأدوار الحسّاسة التي تحتاج الى الوقوف الجريء في وجه النمطية، والبحث عن الشخصيات النسوية، سلباً وإيجاباً، والتي تكشف الطبيعة الداخلية للمرأة بوجه امرأة ولسان امرأة وعقل امرأة وتعابير امرأة. تتحدث سلافة لـ«لها» في أوّل حوار في «عام الحزن» إثر مرضها ووفاة والدها، وفي وقت تبلغ فيه إحدى أجمل نساء الأرض سن الأربعين، وقبيل موسم جديد يزهر بموهبتها...


- لنبدأ بالأسئلة السهلة، ما هي تحضيراتك للموسم الجديد؟
«الله يستر منك»... أنا على وشك الانتهاء من عقد اتفاق للمشاركة في مسلسل «وردة وجورية» مع شركة «غولدن لاين». لا أعرف متى يبدأ التصوير، لكن أتمنى أن تمضي الأمور على خير.
العمل مستوحى من مسرحية «ريا وسكينة»، ولكنه ليس نسخة عنها. هو عمل بيئة تدور أحداثه في زمن قديم، كما أنه اجتماعي مشوّق ويتضمن في الوقت نفسه مشاهد طريفة... أيّ أن تركيبته متكاملة وجميلة، ومن المفروض أن تشاركني بطولته شكران مرتجى. وحالياً، أدرس مشروعين دراميين معاصرين، لكنني لم أحسم بعد قراري في شأنهما.

-  كيف تصفين «خاتون» كأوّل عمل بيئة شامية تشاركين فيه؟
ما اغراني في «خاتون» هو طبيعة الشخصية، فهي مختلفة تماماً عما قدمته من قبل، خاصةً أنني لا أميل كثيراً الى الأعمال البيئية. استمالني دور الشر، كان مسلّياً جداً، والشخصية كانت جذابة بالنسبة الى الجمهور... والمبالغة في الشر تولّد حالة من الطرافة لدى المشاهد.

- تلقّف الجمهور منك عبارة «يوه، الواه الواه» بشكل لافت رغم قدمها، فما السر؟
«يوه، الواه الواه» كانت لازمة للشخصية، والجميع أحبّوها، وهي عبارة متداولة كثيراً في الشام، لكنني تميزت بطريقة استخدامي لها، والمشاهد لم يكن يتوقع منّي نوعاً كهذا من التعليقات.

- الجمهور يلح لمعرفة تفاصيل الجزء الثاني، هل يمكنك أن تخبرينا عن مشاهد العنف بعدما ضربت «نعمة» شخصيات كثيرة!
في الجزء الثاني ستشهد الشخصية تطوراً حقيقياً، إذ تصبح «نعمة» هي الحدث الأبرز والأهم، وستظهر نتائج أعمالها الشريرة. ومشاهد العنف والضرب كانت مسلّية جداً ومبالغاً فيها، وهي المرّة الأولى التي أقدم فيها هذا النوع من الأدوار، وقد أحبّ الجمهور مشاهد العنف، وأعجبه وجودي وكاريس بشار معاً.

- كيف تجدين ثنائيتك مع كاريس بشار بعد مشاركتكما في أكثر من تجربة؟
نحن من الثنائيات الجيدة، وحققنا نتائج مثمرة، وكاريس من الممثلات المحترفات، وقدمنا معاً عملاً مميزاً.

- كيف وجدت صدى «دومينو» لدى الجمهور؟
لاقى أصداء جيدة والجمهور أحبّه كثيراً، وفي رمضان حقق نسب مشاهدة عالية.

- و«نبتدي منين الحكاية»؟
طبيعة النص جدلية، لأنه يغوص في عمق العلاقات الاجتماعية، وتُطرح فيه آراء عدّة.

 - ما رأيك في مسلسل «الندم» الذي كنت مرشحة لبطولته؟
كنت مرشحة لبطولته ولأسباب صحية انسحبت منه. من المؤسف أن يحصل ذلك، خاصة أنه كان من أهم الأعمال للموسم الماضي. تركيبة الشخصية كانت مغرية جداً، ومنذ وقت طويل لم أعمل مع المخرج الليث حجو، وكنا متشوقين لذلك.قد نكون عرضة لظروف معينة، ومع الوقت نكتشف السبب. دائماً هناك حكمة ما.

- هل للندم مكان في حياتك؟
مع الوقت نختبر أموراً كثيرة وتصبح ردود فعلنا مختلفة وعملية أكثر منها عاطفية حتى عند الخسارة. الخبرة في العمل تجعلنا نشعر بالخسارة في اللحظة نفسها، لكن بمرور تلك اللحظة كل شيء يتغيّر. الندم أمر متعب وسلبيّ، وعلى من يحب الحياة ألا يندم، لأن الندم يثنيك عن الاستمرار، وتنتابك مشاعر سلبية... يجب أن نعمل على أنفسنا حتى لا نندم.

- ماذا عنت لك عودتك للعمل في دمشق العام الماضي؟
من الجميل أن نشعر بتحسن الظروف في الشام، مما يسمح لنا بالعمل هناك، خاصة بعد الصعوبات التي واجهناها في السنوات الماضية، نذهب اليوم إلى التصوير براحة أكبر، نمارس يومياتنا بلا ضغط وخوف مباشرين مع بقاء الغصّة بما يجري لأهلنا في مناطق أخرى أقل أمناً، لا يمكننا إلّا أن نصر على التفاؤل على أمل أن يعرف السلام طريقه إلى بلدنا.

- كيف تجدين الالتزام والإصرار على متابعة التصوير في ظل ظروف صعبة كوفاة والدك مثلاً؟
الالتزام جزء من المهنة، ولا يمكن الاستمرار بها بدون التقيد المطلق. لا حلول أخرى في الظروف الصعبة، لأن العمل الفني مرتبط بأشخاص ولا يمكن تأجيله بسبب تعرض أحد المشاركين فيه لظروف صعبة، فالتأجيل يؤدي الى التعطيل ويُحدث ضرراً في مسار العمل. التعامل مع مهنة الفن ليس بسيطاً، ونحن اعتدنا على ذلك، لكن عائلاتنا والمقرّبين منا هم الذين يدفعون الثمن. موسمي كان سيئاً للغاية، بدءاً بمرض والدي ووفاته، ومن ثم تعرضي للمرض مرتين، ففي المرة الثانية كان المخرج فادي سليم متعاوناً جداً، لكن في مسلسل «الندم» كان العمل سيتضرر، لذلك لم أستطع الاستمرار فيه.

- كيف أصبحت حياتك بعد رحيل والدك؟
هي كأس مرّة سنتجرّعها جميعاً، وهي سنّة الحياة. الأب والأم أكبر من مجرد أشخاص، فهما قيمتان، وتشعر بشيء غريب في داخلك عندما تفقد أحدهما، وأشكر الله الذي خفّف عن والدي العذاب، فوضعه الصحيّ كان سيئاً جداً ولم أعد أحتمل رؤيته يتعذّب.

- هل تختلفين مع والدتك؟
أمي تعلّق على أمور كثيرة وكأنني لا أزال طفلة صغيرة في عينيها. هي ككل الأمهات، تشدد على الاهتمام بالصحة أو الشكل الخارجي مثلاً، وخاصة لون شعري.

- رفضت أخيراً أعمالاً في مصر كـ«سرايا عابدين»... كممثلة سورية، كيف تنظرين اليوم الى علاقتك مع الدراما المصرية بعدما قدمت أكثر من عمل في مص ر؟
هناك خياران فقط، إمّا أن تصبح ممثلاً سورياً تعمل في مصر بشكل دائم وتعيش هناك لتؤسس لنفسك المكان المناسب وتتحول الى جزء من صناعة العمل المصري، كبعض النجوم السوريين في مصر الذين أصبحوا جزءاً من صناعة الدراما هناك... أو تبقى ممثلاً سورياً تخوض تجارب تحبها في مصر وتقدمها كأي بلد آخر. الأمر لا يتعلق بالشروط بل بظروف حياتك وكيفية إدارتها. هذه المهنة ذكورية جداً، الممثلة حتى في هوليوود أجرها أقل من الرجل، وطبيعة المادة الدرامية مختلفة. من الصعب أن تحدث نقلات كهذه لأنها تحتاج الى تفرّغ كبير وتغيير في نمط الحياة، وهو أمر لا يناسبني ولا يناسب ظروفي. انا معجبة جداً بما تقدمه الدراما المصرية، وفي السنوات الأخيرة حققت نقلة نوعية على مستوى النص والصورة والممثلين. هناك تقدم هائل وهو أمر جميل جداً، ولا مشكلة لدي في المشاركة في عمل مصري مميّز، وسأكون سعيدة جداً، لكنني لا أفكر بالسفر إليها وأن أصبح جزءاً منها.

- هل الدراما السورية بحاجة الى نقلة مماثلة؟
نعم بحاجة إليها وحتى قبل بدء الأزمة السورية. كنا نتحدث دائماً في الموضوع، خاصة في ما يتعلق بالنصوص والإنتاج، وعندما حدثت الأزمة أصبح كل ذلك صعباً وتأثرت المهنة أسوة بغيرها من المهن... ولكن بما أن الفن يرتكز على أسس متينة، نجحنا في الإبقاء على حالة من الاستمرارية على أمل أن تنتهي الأزمة ويستعيد الفن عافيته، وربما تكون الأزمة سبباً في إحداث نقلة نوعية في المواد المقدّمة.

- في «قلم حمرة» و«تخت شرقي» وغيرهما من الأعمال حملت همّاً نسوياً، ما أهمية ذلك بالنسبة إليك؟
الكثير من المعجبين يقولون لي إنهم يحبونني في مثل هذه الأعمال. أحب أن أقدم نفسي في أعمال مشابهة وتتحدث عن المرأة ومشاكلها، ولكن المشكلة أن الظروف الحالية لا تسمح بذلك. في السابق كان هناك طرح عميق جداً فيُعرض عليك العديد من الأعمال القوية وتحار في اختيار الأفضل بينها. لكن اليوم يُطرح في كل فترة عمل قويّ ويكون مشروعاً فردياً. «قلم حمرة» كان تجربة خاصة جداً، لكن لا يمكن ان يُكتب نص مشابه كل عام، ومشروع «غداً نلتقي» كُتب بشكل خاص جداً وتركيبته فردية ولا يوجد سوق لهذا النوع من الأعمال، وهو يُعرض عرضاً واحداً او اثنين في أحسن الأحوال. اتجاهات السوق اختلفت، والأمر ليس في يد شخص معين. النص في «قلم حمرة» كان هو البطل، ويمّ مشهدي حققت فيه إنجازاً مهماً على مستوى الشخصيات وإدارة الحوار بذكاء.

- ما أكثر أدوارك شبهاً بك؟
كل شخصياتي تشبهني، «غريتا» و«ورد» وفي «يوم ممطر آخر»... في كل شخصية هناك جزء مني.  دائماً في نصوص يمّ مشهدي أشعر بالشبه أكثر، لأن طرحها معاصر وحقيقي، وأظنّ أن كل الممثلين الذين يشاركون في أعمالها يشعرون بالأمر نفسه.

- هل تعافيت من المرض الذي أصابك أخيراً؟
الحمدلله أزمة ومرّت على خير...

- كيف تصفين تجربة الأم المطلّقة؟
حياة الأم المطلّقة ليست سهلة، خاصة في مجتمعاتنا الشرقية. هي حياة صعبة ومتعبة، خاصة في عملي إذ تتضاعف المسؤوليات، ونحن بحاجة الى شخص في حياتنا يعوّض غيابنا. وأنا أعتمد على العائلة، أمّي أو عمّة ابنتي. 

- كيف تتعاملين مع الأخبار التي تتناول حياتك الخاصة؟
لا أحب التطرق الى أموري الشخصية، لأنني بحاجة الى هامش من الخصوصية. عندما تكون إنساناً معروفاً تصبح أخبارك جاذبة لكل الناس، لذلك تحتاج الى مساحة كبيرة من الخصوصية، ولا أعتقد أن حياتي الشخصية مهمّة بالنسبة الى الناس، بل يهمهم ما أقدمه في عملي.

- هل تفكرين في تكرار تجربة الزواج؟ وهل «الوسط الفني» معيار في الخيار؟
كل شيء وارد في الحياة، ولا شيء صعب المنال. قد تتغير معطيات حياتنا في أي لحظة. ولا أعرف ما إذا كنت سأكرر تجربة الزواج بشخص من الوسط الفني، لأن لا شيء حتميّاً في الحياة والظروف تتحكم في قراراتنا.

- كيف تصفين علاقتك بابنتك ذهب؟
ذهب هي رفيقة حياتي، وأنا رفيقة دربها الى اللحظة التي يصبح لها شريك في حياتها. نحن معاً طوال الوقت، وهي تتحمل ظروفاً صعبة بسبب عملي وتنقلاتنا الكثيرة. هي ابنتي ورفيقتي في الوقت نفسه، نتسلّى معاً واعتدنا أن نكون معاً في كل شيء. أحاول دائماً أن أعزز لديها فكرة أن تقول رأيها بصراحة ولكن بأسلوب لطيف، وأنها غير مضطرة إلى الكذب، أو تجميل ردود الفعل والآراء، وأنها غير ملزمة بقبول شيء لم تقتنع به، فهذا بالنسبة إلي نمط التفكير الصحيح في الحياة والتعامل مع الآخرين.
أمارس أشد العقوبة عليها عندما أتوقف عن الحديث معها، فتُجنّ... بالإضافة طبعاً الى الحرمان من الأشياء ككل الأطفال، خاصة الانترنت.

- ما هو شعورك كواحدة من أجمل نساء العالم؟
هذا المديح على ذمتك... إحساس جميل، الله أعطاني الجمال ولكن لا أظن أنني من أجمل نساء العالم. الجمال نعمة مهمة، وتعزز شيئاً جميلاً في داخل المرأة، ولكن لا يعنيني الموضوع كثيراً، وفي المهنة لعب شكلي دوراً سلبياً لأنه يميل الى الملامح الغربية قليلاً، وعرّضني لأزمة في بداياتي الفنية الى حين بدأت تتغيّر وجهة النظر المخرجين الشباب الذين تعاطوا بشكل دراميّ أكثر مع الأمر. أحاول دائماً أن أخرج من ملامحي في العمل، وقد أظهر بأشكال مختلفة جداً وبأدوار يكون شكلي فيها مغايراً تماماً. مسلسل «أرواح عارية» كان فيه الكثير من التركيز على الجانب الجمالي، أمّا باقي الأدوار فلم تكن هكذا أبداً.

- كيف تشعرين ببلوغك سن الأربعين؟
شعور جميل جداً، أجمل من الثلاثينات. تكون المرأة أرقى على مستوى الشكل، وأكثر نضجاً على مستوى التفكير والخبرة والمشاعر، فتعيش كل تفاصيل حياتها بطريقة مختلفة، وتتعامل بثقة مع عائلتها وعملها. أتمنى أن أعيش هذا الشعور لفترات طويلة. عمر الأربعين هو الأجمل، ولم أكن أتخيّل ذلك من قبل.

- هل استطعت جمع ثروة؟
(تضحك)... نعم أملك قصوراً في باريس وروما ولندن. هذا النوع من المهن لا يصنع ثروة، وكل العالم يعرف ذلك.

- كم بلغ أجرك الأول؟
في مسلسل «عيلة 5 نجوم»، كان أجراً رمزياً. كنت ضيفة في حلقة واحدة، 5 آلاف ليرة سورية (تعادل مئة دولار أميركي حينها) في تصوير ليومين ونصف اليوم.

 

CREDITS

تصوير : شربل بو منصور

شعر: صالون إيلي إسبر

مكياج : كوليت اسكندر

شكر خاص : جوني متى