أحمد فهمي: شيرين ملتزمة وباسل خيّاط وصفني بالذئب!

أحمد فهمي,صعيدية,برنامج Arab Idol,الألبومات الغنائية,النظرة التشاؤمية,مواقع التواصل الاجتماعي,الصحافة,اللهجة اللبنانية,الـ6 في الأرشيف,مسلسل,الممثل,الشخصية,التجربة الدرامية,الممثلين,arab idol,الجمهور

كارولين بزي 18 مارس 2017

مشى في «طريقي» برومانسية فائضة، واستطاع أن يعدّلها في «الميزان» ليكتشف حقده في «الداعية» وانتهازيته في «الأعلى سعر»، أبدع في الكوميديا التي جسّدها على مسرح Arab Idol ، وأسر الجمهور والمشاهد ليحتل مكانةً مميزة في قلوبهم.
بذكائه استطاع أن يبدع في مختلف ميادين الشاشة، من التمثيل إلى الموسيقى والغناء وصولاً إلى التقديم، إلى جانب دقته في اختيار أعماله يملك النجم المصري أحمد فهمي ومقدم برنامج Arab Idol كاريزما لا يختلف عليها اثنان. يتحدث أحمد فهمي في هذا الحوار عن تعاونه مع شيرين عبدالوهاب ونادين نسيب نجيم وآخر أعماله...


- قدمت خلال عام تقريباً ثلاثة مسلسلات، «سمرا» و«طريقي» و«الميزان»، المرحلة كانت مثمرة، حدثني عنها.
بعد انتهاء الموسم الماضي من Arab Idol، صوّرنا مسلسل «طريقي» الذي أعتبره نقلة جيدة في مسيرتي المهنية، أحببت النص والدور واستمتعت بالعمل مع الكاتب تامر حبيب والمخرج محمد شاكر، وبالطبع مع شيرين. شاكر مخرج حساس جداً وتامر حساس أيضاً.

- شاهدنا صورة جديدة ومختلفة لأحمد فهمي في «طريقي»، العمل كان فائضاً بالمشاعر الحزينة والمفرحة، ووصلنا إحساس الممثلين في كل حالاتهم. كيف استطتعم أن توصلوا هذا الكم من المشاعر الى المشاهد؟
أعتقد أن هذا يعود إلى المخرج، فإذا كان احساسه عالياً ويحب الممثل ستشاهدون هذه المشاعر على الشاشة، ثمة مخرجون يركزون أكثر على الصورة، ولكن شاكر من المخرجين الذين يعطون أولوية للممثل، إذ كان يكرر أمامي عبارة أحبّها ويقول: «أنا مخرج لا أحب أن يكون وجودي طاغياً في العمل، بل أن أكون واحداً من ضمن فريق العمل».

- بعد رفض شيرين خوض غمار التمثيل بعد «ميدو مشاكل»، أقنعها «طريقي» بالعودة، ما الذي أقنع أحمد فهمي بهذا العمل؟
أعتبر تامر حبيب كاتباً مهماً، وتوقعت أن دوراً كتبه سيكون مميزاً، بالإضافة إلى المخرج وهو صديقي، وبالتأكيد وجود شيرين في العمل... هذه العوامل دفعتني لأنضم إلى «طريقي».

- كيف وجدت التجربة الدرامية الأولى لشيرين؟
كخطوة أولى التجربة كانت جيدة جداً، والعمل كان ناجحاً. وفيما يتعلق بدوري، كان تامر قد كتب شخصيتين للدور الذي أديته، دور المذيع الذي يسافر إلى مونتي كارلو، ثم تتعرف «دليلة» إلى طبيب يلتقي بها عندما تمرض ويتزوجها لاحقاً.
فطلبت من تامر أن يكون شخصية واحدة، أي يسافر المذيع ويعود، لا أن ينتهي دوره، وكان متفهماً للفكرة، كما أن حياة «مروان» على الورق كانت مختلفة إذ كان عازباً ويعيش مع والده الذي يرغب بأن يزوج ابنه، فعدّلنا في القصة وجعلناه رجلاً متزوجاً من قريبته التي يحبّها منذ صغره، كي لا نشاهد صورة مكررة، أي أنهما لا يحبان بعضهما وتزوجا لأنهما قريبان أو ما شابه.
عبقرية الكاتب جعلتنا نرى في أربعة مشاهد علاقة كاملة بين رجل وزوجته، إذ يبدأ بحالة الحب التي تجمع رجلاً وزوجته ثم تسوء علاقتهما وصولاً إلى الطلاق.

- لم يكن واضحاً أنك وقعت في حب «دليلة» (شيرين) في بداية العمل!
لكنني شعرت بشيء ما، وهذه النقطة التي كنت أتحدث بها مع باسل خيّاط، في بداية المسلسل نرى أنني عندما أتعرف إلى زوج «دليلة» «يحيى» (باسل خيّاط) خلال وجودنا في الاستوديو لأسجل لها الأغنية كان بادياً عليه انه لم يحبني، ونكتشف في نهاية العمل أنه محق، أي أنه رأى الاعجاب المتبادل بيننا من دون أن نلحظه في البداية. وكنت أقول لباسل إن «مروان» رجل طيب، فكان يقول لي: «لا هو ذئب».

- كيف كان التعاون مع شيرين؟
شيرين ملتزمة جداً في مواعيدها، تستطيع أن تصور لأكثر من 12 ساعة متواصلة، وكنا نصوّر في الصيف ونحن نرتدي ملابس شتوية، إلا أن الأمر لم يزعجها بل كانت لطيفة جداً ومتفهمة.
في نهاية المسلسل وأثناء مرحلة زواجنا ومرض «دليلة»، كانت هناك مشاهد تحتاج إلى تركيز عالٍ وكانت شيرين ملتزمة جداً. كما اتصلت بي شيرين منذ فترة وقالت لي إنها ترغب في أن نتعاون معاً في عمل جديد.

- كيف انضممت إلى مسلسل «سمرا»؟
اتصل بي المنتج صادق الصبّاح وأخبرني عن مسلسل «سمرا» الذي تلعب بطولته نادين نسيب نجيم، ولم أكن قد شاهدت أعمال نادين من قبل ولكنني فقط سمعت عنها. كما أدخلت بعض التعديلات على دوري.

- ماذا عن العمل مع نادين؟
ثمة نوع من الممثلات نشعر من أول مشهد بأن هناك «كيميا» تجمعنا بهن، وهذا ما شعرت به خلال تصوير أول مشهد مع نادين في «سمرا»، وكنت قد تعرفت إليها قبل يوم واحد فقط من التصوير، وإنه لأمر جيد أن نشعر بهذا الارتياح منذ اللقاء الأول.

- كان لدي تعليق على العمل من ناحية تأقلمها مع ملابسها الجديدة، وكذلك لهجتها وقد بررت نادين ذلك في مقابلة مع «لها» قبل ذلك بأنها كانت متعلمة ومختلفة عن الواقع الذي تعيش فيه، أطلعني على وجهة نظرك؟
لم أفكر بهذه النقطة، لكن هي مختلفة فعلاً من ناحية أنها درست لمرحلة ما وتقرأ باستمرار، وكثيراً ما تنزل إلى المدينة، أي بيروت.
ولكن نقطة اختلافي على الورق كانت موتها في النهاية، ربما كنت أرى أكثر موت «راوية» العرّافة.

- أي أنك كنت تفضل نهاية سعيدة؟
ليس من الضروري أن تكون النهاية سعيدة، من الممكن ألا نكون «كليشيه» ولكن المبالغة في الابتعاد عن «الكليشيه» تحولها إلى «كليشيه».
ولكن التجربة كانت ممتعة والتعاون مع نادين وطوني عيسى ومنى واصف كان رائعاً، وبالطبع الكاتبة كلوديا مارشليان والمخرجة رشا شربتجي، كما حقق العمل نجاحاً كبيراً.

- لماذا تؤدي في أغلب أدوارك الشخصية البريئة والمظلومة؟
في مسلسل «الداعية» كنت شخصاً حقوداً، وهو العمل الذي اعتبرته نقطة تحول في مسيرتي الفنية، لأن الشخصية التي أديتها بعيدة جداً عن شخصيتي. لعبت شخصية شيخ فقير وحقود جداً ولكنه لم يكن يدرك هذه الصفة فيه.
وفي «الميزان» لم تكن شخصيتي مظلومة مئة بالمئة، بل كان يستحق «عمرو» الدخول الى السجن، مثلاً أن يكون مذيع شاب يبلغ من العمر 36 عاماً يرتبط بفتاة عمرها 18 سنة ويتزوجها سراً وتحمل منه من دون معرفة والدها الذي وقف إلى جانبه، وبعدها ذهب إلى المناورة مع الضابط من خلال زوجته.
أحببت «الميزان» بل ثمة شخصية جديدة اكتشفتها من خلال دوري، هناك شخصيات نؤديها تنقل الممثل خطوتين إلى الأمام من الناحية الفنية، منها «طريقي» و«الداعية» و«الميزان».

- كيف يستطيع الممثل أن ينجح ويثبت نفسه ضمن السباق الرمضاني؟
على الممثل أن يبذل جهداً في تأدية دوره، وإلى جانب اسم الممثل، هناك اسم المنتج والقناة التي سيعرض عليها، وإن كان عرضه حصرياً أو على قنوات عدة.
ربما يُعرض عمل قوي جداً، ولكن على قناة واحدة فلن يأخذ حقه، مثلاً: عندما يُعرض عمل في الوقت نفسه على عدد من المحطات، وأنا أرغب في مشاهدة الزعيم عادل إمام، أنتظر مثلاً عادل إمام عند الساعة الثامنة وموعد عرض عمل الزعيم عند التاسعة، فأشاهد في هذا الوقت المسلسل الذي يُعرض وأجد أنه نال اعجابي، فأقرر مشاهدته يومياً.
أتوقع هذا العام أن يحقق «الأعلى سعر» نجاحاً كبيراً، لأن النص جميل والمخرج محترف والممثلين محترفون وأسماءهم معروفة وشركة الانتاج قوية جداً.

- ذُكر أن فريق عمل «أرض جو» متمسك بك، لكنك اعتذرت للمرة الثانية عنه. لماذا؟
قبل أن أوقّع على مسلسل «الأعلى سعر» اتصلوا بي من شركة Synergy والمخرج محمد جمعة وكاتب مسلسل «الأسطورة» محمد عبد المعطي، وطلبوا مني المشاركة في مسلسل غادة عبدالرازق لرمضان المقبل، ووافقت.
ولكن حصل تأخير من قبلهم، ثم تواصلوا معي من شركة «العدل غروب» وأطلعوني على فكرة «الأعلى سعر» مع نيللي كريم، وكنت في بيروت حينها أصور لـArab Idol وقال لي الأستاذ جمال العدل «احجز نفسك معنا هذا العام»، وفعلاً عندما عدت أخبرت المخرج محمد جمعة احتراماً له، وقال لي ان بإمكاني التوقيع على «الأعلى سعر» لأن هناك بعض التأخير الذي يجهل سببه.
وبالفعل أعجبتني فكرة العمل كثيراً والدور الذي أؤديه. ثم اتصلوا بي مجدداً لمسلسل «أرض جو» واتفقنا ولكنني لاحقاً اعتذرت لأنني فضلت أن أحوز بطولة مسلسل واحد في رمضان ولا أريد أن أشتت الجمهور.

- حدثني عن دورك في مسلسل «الأعلى سعر»؟
أؤدي دور طبيب طموح.

- هل يشبهك في الطموح؟
أنا طموح ولكنني لست انتهازياً ووصولياً، هناك فرق بين شخصيتي وشخصية الدور.

- هل يشبه النص أعمال نيللي كريم في السنوات الثلاث الأخيرة؟
لا أبداً، النص مختلف تماماً.

- ذكرت أنك ستتعاون مع كاتب مسلسل «الأسطورة» وهو بطولة الممثل محمد رمضان، تحوّل محمد رمضان في فترة قصيرة جداً إلى نجم وأسطورة، ما هو سبب هذا النجاح برأيك؟
محمد رمضان ممثل قوي جداً وذكي. وأدرك اللعبة بسرعة، وهو مجتهد. مثلاً: إذا أخبرتك أنني سألعب دور شاب في منطقة شعبية يمشي بطريقة معينة، سترينني أؤدي دوراً مبالغاً فيه. ولكن محمد رمضان قام بذلك وأحبه الجمهور، لأن الناس تحب أن ترى الأشياء كما هي بعيداً عن أي عمق وهي ترغب في مشاهدة الحركة.

- حدثني عن فيلم «الـ6 في الأرشيف» الذي تصوره.
الفيلم «لايت كوميدي»، أؤدي فيه شخصية عامل أمن على باب المصعد، ولكنه يعيش في عالم افتراضي، إذ لديه حساب على «فيسبوك» يحمل اسم «تيكا دواء لمشاكل النساء» ويعتبر نفسه واعياً جداً لمشاكل النساء ويحاول معالجتها، كما أنه مشهور في العالم الافتراضي وفي الحقيقة لا أحد يعرفه وهو متزوج زواجاً سراً، ثم يحدث منعطف في حياته يغيرها. تشاركني في العمل داليا البحيري وناهد السباعي.

- تحضر عملاً جديداً مع «واما»؟
بدأنا في تصوير أغنية جديدة وسأحضر بعد رمضان أغنية خاصة بي.

- اشترطت أن تغني باللهجة اللبنانية من ألحان زياد الرحباني، إلى أي مدى يشبهك زياد؟
«أوف»! أي كلام أو مسرحية قالها زياد أحفظها، أحبه كثيراً... زياد الرحباني يمكن أن يبتكر فكرة تفاجئنا، مثلاً: أغنية «أنا مش كافر» عندما نفكر بكلماتها نسأل أنفسنا كيف وُلدت لديه هذه الأفكار والكلمات؟! يستطيع أن يلعب بالعبارات نفسها بأكثر من معنى.... لديه أفكار مختلفة دائماً.

- هل تواصلت معه؟
عزفت معه منذ فترة طويلة ولكنني لم أتواصل معه من أجل أغنية، أحب «دماغه».

- أثّرت مواقع التواصل الاجتماعي في مجال الصحافة، كيف تجد تأثيرها في الفن؟
مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت الفن، في السابق كنت إذا وددت أن أخبر الناس أنني أصدرت أغنية، كان يجب أن أتواصل مع الصحافيين. ولكن حالياً بات لدى كل فنان قاعدة معجبين سواءً على «انستغرام» أو «تويتر» أو «فيسبوك»، فيقوم بتحميل رابط الأغنية على مواقع التوصل الاجتماعي، ومن خلال هذه المواقع أيضاً يستطيع أن يعلن عن حفلاته، ولو كنت أرغب بالتواصل مع الجمهور من خلال البث المباشر، أستطيع أن أبث يوماً كاملاً ليشاهد المتابعون ماذا أفعل. كما أن هناك صحافيين كُثراً يحرّفون الكلام ولا أجري مقابلات إلا مع من أثق بهم.

- توقعت اختفاء الألبومات الغنائية، لماذا هذه النظرة التشاؤمية؟
مثلاً، طرحت نانسي عجرم أغنية «عم بتعلق فيك» على تطبيق «أنغامي» وحصدت أكثر من سبعة ملايين مستمع، فلماذا تصدر ألبوماً على أقراص مدمجة؟ نحن لم نعد بحاجة إلى أن أشتري CD ولكنني سأحمّل الأغنيات من خلال التطبيقات الالكترونية، هذا ما قصدته ولم أقصد أن الألبومات الغنائية ستختفي بل الأقراص المدمجة. لكن في أوروبا نشتري أحياناً الألبومات الكلاسيكية لأننا لا نجدها في أي مكان.

- هل تعتبر أن برنامج Arab Idol ، يرضي شغفك بالغناء؟
لا أبداً، افترضي أنني ساعي بريد إذا أعطيتك رسالة يوجد فيها أنك ربحت مبلغ مليون دولار، لن آخذ منه شيئاً، وإذا كانت الرسالة تحمل خبراً بأنك خسرت مليون دولار، لن أخفف عنك! أنا في البرنامج بالمنطق نفسه، أتعاطف مع المشتركين ولكنني في النهاية أقدم دوراً.

- ذُكر أنك من أصول صعيدية، ما الذي ورثته عن الصعايدة؟
والدتي من المنية ووالدي من بور سعيد، أنا «سواحلي». ورثت «تنشيف الدماغ».