الوجه الاعلاني لباكو رابان Paco Rabanne "وان هو تشونغ": أشعر بأن جزءاً من هويتي ضائع

وان هو تشونغ,Paco Rabanne,باكو رابان,العربية,الكورية,Arab Idol,آراب أيدول,الوسط الفني,عطور,وجه إعلاني,العريق,برنامج «وان هو حول العالم»,البرنامج,مصر,فايسبوك,برنامج The Ellen DeGeneres,الإعلام العربي,مواطن عربي,السعودية,Standup Comedy,الكوميديا,الدراما,لجنة تحكيم

كارولين بزي 06 مايو 2017

سريع البديهة وذكي، خفيف الظل ومجتهد في عمله، مثقف ومتواضع، يرفض الغرور واللقاءات الفنية التي تضعه في قالب «الفنانين»، فهو يعتبر الكوميديا التي يقدمها مع التمثيل والتقديم مهنة، إذ لا يسعى من خلالها إلى الشهرة، لذلك يحاول أن يتجنب تأثير عمله فيه لئلا يصاب بالغرور.
يعتبر النجم الكوري الفيتنامي وان هو تشونغ أن عضو لجنة تحكيم Arab Idol الموزع الموسيقي حسن الشافعي، الصديق الأقرب إليه في الوسط الفني، فهما يتشابهان في العديد من الأوجه. يحاول من خلال إطلالاته أن يحسن صورة العالم العربي ولغته، ويصّر على تقديم أعماله بالعربية لأنه يعتبر نفسه عربياً، لكنه لا ينكر أصوله الكورية، وقد أحيا أخيراً حفلاً خيرياً في كندا يعود ريعه إلى الأطفال السوريين الذين يعيشون على الحدود الأردنية - السورية.
يتحدث وان هو تشونغ عن أعماله الجديدة وعلاقته بحسن الشافعي ونانسي عجرم، والعنصرية التي واجهها في العالم العربي، وتجربته الدرامية الأولى في هذا الحوار...


- كيف كان الانتقال من الكوميديا إلى الدراما؟
كل فنان يحب أن يبرز مواهبه، ويرغب الجمهور أحياناً في رؤية الفنان بلون مختلف عما يقدمه عادةً. درست المسرح والغناء الكلاسيكي والمسرح الغنائي، وكنت أميل دائماً إلى المسرح والتمثيل، لكن الحظ حالفني في الكوميديا، ثم حصلت على فرصة «ساق البامبو»، فالرواية رائعة وحازت جائزة البوكر، إضافة إلى طاقم العمل المميز و«صبّاح بيكتشرز» للانتاج، كما أن الممثلين جميعهم من نجوم الصف الأول.
تأثرت بالرواية كثيراً، لأنها تتناول قصة شخص فاقد الهوية، نصفه فيليبيني ونصفه كويتي، وكانت بالنسبة إلي فرصة لا تعوض بأن ألعب دوراً في هذا العمل مع الممثلة القديرة سعاد عبدالله، ويعرض على محطات تلفزيونية عدة، لا سيما في شهر رمضان. كان تحدياً لي وأحببت أن يشاهدني الناس بطريقة مختلفة.

- كيف كانت الأصداء عن دورك؟
من اليوم الأول للعرض حتى اليوم الأخير، شهد المسلسل نسبة مشاهدة عالية. في رمضان الماضي، هربت من الوطن العربي لأرتاح قليلاً لأن التصوير كان متعباً جداً، إذ صورنا ثلاثة أشهر متواصلة في ظل ظروف قاسية، والوقت كان يداهمنا باستمرار، كانت ساعات التصوير اليومية تمتد إلى نحو الـ14 ساعة.
وفي الأيام الثلاثة الأخيرة صرنا ننام في موقع التصوير. وبعد الانتهاء، ذهبت في إجازة إلى أوروبا لأرتاح. وتخيلي، كنت أسير في شوارع بلجيكا أو ميلان وينادونني بـ «عيسى».

- هذا يعني أن دوراً درامياً واحداً استطاع أن يطبع صورتك في عقول الناس!
بالفعل، ففي أوروبا عدد كبير من الجاليات العربية، بينما في كوريا فهم قليلون، ورغم ذلك عندما كنت هناك في تموز (يوليو) الماضي، فاجأتني مجموعة من الشبان السعوديين بمناداتي بـ «عيسى الطروف»، وكم استغربت انهم عرفوني وسط آلاف الكوريين.

- ما الذي اكتسبته من التعاون مع ممثلة قديرة كسعاد عبدالله؟
الممثلة سعاد عبدالله كان لها دور كبير في اختيار طاقم العمل، هي قرأت الرواية منذ فترة طويلة وأحبتها، وبعد أن اختاروها لتأدية دور «غنيمة»، وقع عليّ الخيار، فأرسلوا لها رابط فيديو لأحد عروضي الكوميدية، فقالت هذا هو عيسى، مع أنها كانت قلقة من ألا أستطيع تأدية دور درامي لأنني من خلفية كوميدية.
ثم طلبت أن تلتقي بي، وسافرت إلى الكويت. وخلال اللقاء، أعطتني مشهداً من السيناريو وطلبت مني أن أقرأه لترى تفاعلي وإحساسي في العمل. من خلال هذا المشهد، قالت اننا سنعمل على حركات اليدين وعلى ثقتي العالية بنفسي لأن عيسى شخصية مكسورة، وقد لمست مقدرتي على ذلك.
وقبل بدء التصوير، سافرت إلى الكويت مجدداً لكي نعمل على تفاصيل شخصية عيسى وتصرفاته ونبرة صوته.
كان دافعها أن نقدم عملاً جيداً، على رغم قسوتها معي في العمل إلا أننا كنا نضحك كثيراً بعد التصوير، وتعتذر مني حين تقسو علي.

- تقدم عروض Standup Comedy بمفردك، هل وجدت صعوبة في التعاون مع مجموعة؟
ما أقدمه في الـ «ستاند آب كوميدي» بعيد كل البعد عن الدراما، وعندما أقدم أعمالاً بمفردي، أكون أنا المتحكم بالمسرح وبما سأقوله وأكون على طبيعتي، بعكس العمل في الدراما، حيث يكون العمل مع فريق كبير ومخرج لديه نظرة معينة، وألعب دوراً لا يشبه شخصيتي أبداً، إذ من يراني بعد مشاهدته المسلسل ولا يعرفني في الكوميديا، يستغرب أنني أبتسم وأضحك.
التعاون مع مجموعة صعب، لكنني توقعت أن يكون أصعب، عندما يحيطك فنانون ذوو خبرة في عالم الفن، وكل واحد منهم يقدم لك نصائح معينة من خبرته، والتعاون مع مخرج رائع، فكل هذه العوامل تساهم في تهيئتنا لتأدية أدوارنا بارتياح. كنت أتدرب على المشاهد الدرامية في المنزل وأبكي خلال قراءتي الدور، وكان يقلقني إنْ كنت سأستطيع البكاء في موقع التصوير، وبالفعل كنت أتأثر وأبكي.

- أيهما أصعب إضحاك الناس أم إبكائهم؟
من الصعب إبكاء الناس، لكن الأصعب إضحاكهم. ما يؤثر في الناس ويدفعهم إلى البكاء معروف مثل وفاة شخص قريب، أو رؤية مسن مريض أو طفل عاجز عن الحركة... بينما الضحك موضوع نسبي، فعندما أصعد إلى المسرح وأردد نكتة، ربما تضحكني لكنها ربما لن تضحك الناس.... أتلقى أخيراً رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، يخبرونني فيها أنهم يبكون عند مشاهدتهم «ساق البامبو» الذي يعرض حالياً على إحدى القنوات العربية. لذلك أعتقد أن إبكاء الناس أسهل من إضحاكهم.

- تعرضت للتمييز العنصري والظلم في المسلسل، هل واجهت تمييزاً في الواقع؟
تعرضت للعنصرية، لكنها لم تكن بمقدار القسوة التي تعرض لها «عيسى الطروف»، اذ تربيت في بيئة عربية، وفي بيئتنا العربية لا يوجد الكثير من الجنسيات الكورية، غالبية الكوريين الذين هاجروا في خمسينات وستينات القرن الماضي وسبعيناته، اتجهوا إلى أستراليا وأميركا وأميركا الجنوبية وأوروبا، بينما هجرتهم إلى الأردن أو الشرق الأوسط كانت نادرة جداً، ففي ثمانينات القرن الماضي وصلنا إلى الأردن، وكان عدد الكوريين الموجودين هناك لا يتجاوز الخمسة أشخاص، وجميعهم يعملون في السفارة الكورية.
الناس لم تكن معتادة على رؤية أشخاص بملامح آسيوية، حتى عندما ظهرت في الإعلام ببرامج مختلفة لم يكن الجمهور معتاداً على مشاهدة كوريين، وأعتقد أنني أول آسيوي يطل على المشاهدين العرب من خلال البرامج التلفزيونية والدراما.
فكل شيء قمت به كنت الأول، الأول في عالم الكوميديا، أول أجنبي في تقديم البرامج على التلفزيون، أول أجنبي يدخل إلى الدراما الكويتية والعربية، لا سيما الخليجية. في كل ما أقوم به أكون مختلفاً عن غيري، فالعنصرية التي أواجهها هي بسبب جهل المعرفة عن الشعب الآسيوي، وأحياناً أُواجه بأسئلة غريبة تتعلق بالعادات والتقاليد.

- يبدو أنك تجاوزت هذه المرحلة؟
بالفعل، لأنني أمارس مهنة عامة وبات الجمهور يعرفني، لذا اختلفت طبيعة تعامل الناس معي.

- والدك كوري ووالدتك فيتنامية، ولدت في السعودية وعشت مرحلة طويلة من حياتك في الأردن وتقيم اليوم في دبي، هل هذا التنوع يشكل غنىً لشخصيتك أم ضياعاً للهوية؟
بالتأكيد هذه العوامل تؤثر في هويتي، لكن أشعر في الوقت نفسه أن الشخص الذي يملك هذا التنوع إنما يكتسب شخصية جديدة.
ربما أشعر في مكان ما أن جزءاً من هويتي ضائع، إذ أتحدث العربية بطلاقة والإنكليزية كذلك، ولا أتحدث الكورية بطلاقة، وهنا أجد أنني أفتقد هويتي الكورية، لا سيما عندما أزور بلادي لرؤية عائلتي الكبيرة، فأشعر بأنني مختلف عنهم في التصرفات والأحاديث وحتى اللباس، لكننا نعيش اليوم في عصر العولمة، مثلاً نسبة اللبنانيين الذين يقيمون في الخارج أكثر من الذين يعيشون في لبنان، لذلك علينا أن نتغير ونتأقلم في أجواء البيئة التي نعيش فيها.
أنا مع العولمة وأن يكتسب الفرد عادات وتقاليد من بلدان مختلفة، وكلما انفتحنا على العالم تقلصت مشاكلنا التي سببها الدين والعرق، وبالتالي سيسهل علينا التعامل مع الآخرين.

- ذكرت في إحدى مقابلاتك أنك ترغب في أن تتم معاملتك كمواطن عربي، ما الذي يميز الهوية العربية برأيك؟
بالنسبة إلى الهوية، أنا أمثل بلداناً عدة، لكن بحكم أنني عشت كل حياتي في الوطن العربي، أعتبر نفسي عربياً كأي مواطن عربي آخر وأتحدث باللغة العربية، علماً أنني لا أنكر أصلي الكوري. ميزة الهوية العربية ضائعة في الإعلام العالمي، من خلال الصورة السيئة التي يشاهدها العالم عن العرب والمسلمين، وأحاول خلال سفري ومن خلال إطلالاتي الإعلامية والمسرحية، أن أتحدث عن العالم العربي الذي أعيش فيه وعن الناس الذين عاشرتهم، إضافة إلى الكرم العربي الذي لا يعرفه الغرب، والمحبة بين الناس والحياة الاجتماعية والجو العائلي الموجود في الوطن العربي.
أحياناً يُقال أن الإقامة في الشرق الأوسط خطرة، ويكون جوابي دائماً أنه لا يمكن لأي شخص أن يحكم على منطقة بأكملها بأنها خطرة، فالوطن العربي يضم أكثر من 20 دولة وكل دولة لديها خصائصها وهويتها، وبالتالي عليكم أن تتعرفوا إليه بأنفسكم.
إننا في حاجة لأن «نسوّق» العالم العربي بطريقة جيدة، والإعلام سلاحنا لنوصل رسالتنا ونصحح الصورة التي يراها الغرب عنا، ومثلما يؤثر فينا الغرب من خلال الإعلام والفن... أعتقد أنه من الممكن أن أجذب الناس أكثر لأنهم يجدونني غريباً، مثلاً، يمكن لأي عربي أن يشيد بالثقافة واللغة العربيتين، لكن أن يفعل ذلك كوري يتحدث باللغة العربية ويتناول الواقع العربي فتأثيره سيكون أكبر. لذا أتقصد على مواقع التواصل الاجتماعي أن أكتب تعليقاتي باللغة العربية وأصر على تقديم برامجي باللغة العربية أيضاً.

- ألا تعتقد أن بعض الإعلام العربي يساهم ويستغل معاناة الشعوب العربية، فيعكس صورة مسيئة عن عالمنا العربي؟
الإعلام العربي مقصّر، أي أنه لم يقدم ما هو كافٍ. مثلاً، كل البرامج التي تُعرض في العالم العربي هي نسخ تم شراؤها من الغرب، لماذا لا نبتكر برامج تليق بنا؟ حتى أن غالبية كليبات الفنانين العرب متأثرة بالثقافة الغربية لا بثقافتنا، وإن لم نكن رائدين بشيء لن نكون سباقين بل لاحقين.
مثلاً، فكرة «ساق البامبو» بدأت مع المنتج بديع فتوح الذي التقى بالممثل السوري جمال سليمان، وكان الأخير يخبر بديع بأن غالبية الأعمال التي نقدمها مأخوذة عن الغرب، وبأنه يجب أن نقدم أعمالاً من كتبنا ورواياتنا؟! وأخبره عن «ساق البامبو»، فقرأ بديع الرواية وأعجب بها... هذا مثال جيد لعمل عربي، لكاتب عربي، ويتناول قصة عربية وخليجية بالتحديد، لذلك أثر في الناس كثيراً.
لا يمكنك أن تخالي الدعم الذي تلقيته من الفيليبينيين وكذلك من غالبية الناس الذين يعانون من هذه المشكلة، كل واحد اعتبر أنني أتحدث عن قصته.

- هل ثمة رواية قرأتها وترغب في تجسيد إحدى شخصياتها؟
أعتقد أن العمل الذي بالفعل يمكنني أن أجسده هو «ساق البامبو»، وأرغب كثيراً في أن اتجه نحو السينما، وأمثل أدواراً جديدة في المسلسلات درامية أو كوميدية. لكن توجد صعوبة لأن شركات الإنتاج دائماً ما تستصعب إيجاد دور لي، لأن شكلي كوري وعلى الشخصية التي يجب أن أجسدها أن تكون من أصول آسيوية.
غير أنني لا أجاريهم في الأمر، لأنه يمكننا في مشهد واحد أن نقول إن هذا الشخص والده أردني وأمه صينية أو كورية مثلاً... نحن في طور كتابة قصة فيلم تجمع بين كوريا والوطن العربي، وسألعب البطولة فيه، وسنعرضه على شركات الإنتاج، وأتمنى أن نتلقى الدعم المادي.
كما أنني أحضّر لبرنامج تلفزيوني حواري، وعمل درامي لعام 2018 مع إيجاد حل كما ذكرت سابقاً لتبرير جذوري الآسيوية وتقبل به جهات الإنتاج.

- ما هو البرنامج؟
حلمي أن أقدم برنامجاً حوارياً يشبه ما قدمه باسم يوسف لكن ليس سياسياً، بل Late night Show مثل برنامج The Ellen DeGeneres بملكتنا الخاصة وباللغة العربية ويستقبل مشاهير عرباً، وفي الوقت نفسه نستضيف النجوم العالميين الذين يزورون دبي باستمرار، على أن يكون التصوير في دبي حيث أعيش، وبالتالي سنحاول أن نجد دعماً مادياً له.

- هل ساهمت مشاركتك مع باسم يوسف في «البرنامج» في انتشارك في مصر؟
بالتأكيد، فقد عملت نحو سبع سنوات، ونلت نحو 200 ألف إعجاب على صفحتي على فايسبوك، وبعد إطلالتي مع باسم يوسف تجاوزت خلال أيام المليون.
تعرفت إلى باسم في حفل، وتحدثنا لعشر دقائق وتبادلنا أرقام بعضنا بعضاً، وبعد مدة اتصل بي فريق عمله وطلب مني أن أشاركه في إحدى الحلقات، وجرى الحوار بيني وبين باسم حيث أطلعني على طريقة تفكير الجمهور المصري وما الذي يضحكه، فحرصت على اختيار نكات يستطيع الجميع أن يفهمها.
هناك «كيمياء» جمعتني بباسم وأخبرته أننا قدمنا لحظات ساحرة على الشاشة، ولم نتوقع نسبة المشاهدة العالية التي حصدناها، إذ كان معدل متابعة «البرنامج» نحو 40 مليون مشاهدة بينما في الحلقة التي شاركت فيها، تخطى الـ64 مليوناً.

- في برنامج «وان هو حول العالم»، ما هو أكثر بلد أحببته وأذكى طبق تذوقته؟
كل بلد لديه نكهته، لكن تأثرت كثيراً باليابان، طوكيو العاصمة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، أستغرب قدرة الحكومة على تنظيمها الفائق والدقيق، لم أجد بلداً مثلها من حيث النظام والنظافة واللطف في المعاملة، كما أننا نعلم أن أي منتج يقدمه اليابانيون يكون ذا جودة عالية، هم رائدون دائماً.
والبلد الذي فاجأني أيضاً جورجيا، من حيث التاريخ العريق الذي تتمتع به، إلى جانب الأطباق الرائعة التي يحضرونها، طبيعتهم مميزة والمعيشة زهيدة، وجغرافياً هي قريبة منا. أما بالنسبة إلى أطيب طبق تناولته، فهو الطبق الأذربيجاني، بلادهم خصبة جداً، وكل شيء نتناوله من إنتاجهم.

- هل اتهمت أنك تأخذ فرصاً من العرب في مجال الإعلام أو التمثيل؟
وقعت عقداً مع شركة Paco Rabanne للعطور، وهي الحملة الأولى لها في الشرق الأوسط، وأنا فخور جداً لأنني أحد الأشخاص الذين تم اختيارهم لهذه الحملة.
وقد حملت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليق أنني وجه إعلاني لهذه الماركة، فعلقت إحدى السيدات بالقول: «على شو أنت وجه إعلاني، يا حرام مساكين العرب ما أسهل الناس الذين يشتهرون على حسابهم بسهولة».
عادةً، لا أرد على هذه التعليقات، لكنني قررت أن أرد هذه المرة، فكتبت: «العنصرية والتفرقة سبب غالبية مشاكل العالم اليوم، ماذا عن حظر سفر مواطني ست دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، والذي غالبية الناس انتقدته وأنا منهم.
مشاكل العالم تزداد كلما فرقنا بين بعضنا بعضاً كبشر، إذا كتب كل شخص تعليقاً عنصرياً أو مهيناً للآخر لأنه من بلد مختلف، نكون عدنا ألف سنة إلى الوراء».

- في البداية ذكرت أنك متفرد وأنك أول آسيوي ربما عمل في مجال الإعلام والدراما العربية، هل من الممكن أن تصاب بالغرور؟
لا أعتبر نفسي مغروراً، وأحاول قدر الإمكان أن أتجنب تأثير عملي فيّ، فإطلالتي على الشاشة وتعرّف الناس إلي يعنيان أنني أعمل كغيري، لكن الفارق أن عملي عام وأستطيع من خلاله أن أصل إلى مجموعة أكبر من الناس، وأحاول ألا أدع عملي يغيرني، ربما يتغير مجال عملي لاحقاً ولا أجد محبة الناس التي ألقاها الآن، فإذا شعرت بالغرور اليوم ماذا سأفعل في ما بعد؟ أحاول أن أبقى طبيعياً قدر الإمكان.
مثلاً، الموزع الموسيقي حسن الشافعي بات من أعز أصدقائي في الوسط الفني، لأننا نملك طريقة التفكير نفسها، فنحن لا نتواجد بكثرة في الحفلات واللقاءات الفنية، من جهتي لأنني لا أود أن أكون فناناً وأعتبر أن مجال عملي هو وظيفتي، وأنا أحب عملي إلا أنني لا أسعى الى الشهرة، وفي حال حصلت عليها فهي شيء جميل، واكتساب الشهرة يأتي من إبداع الفرد في مجال معين. وعلى كل واحد أن يطوّر موهبته ليصل إلى الشهرة.

- ذكرت أن حسن الشافعي صديقك، كيف تجد الموسيقى التي يقدمها ويمزج من خلالها بين الشرقي والغربي؟
تعجز كلماتي عن التحدث عن حسن، إذ تعرفت إليه منذ خمس سنوات تقريباً، وكنت أعرف أنه عضو لجنة تحكيم Arab Idol ولم أكن قد تعرفت إلى موسيقاه بعد، عرفته في إحدى الحلقات المباشرة وولدت صداقة بيننا، ومنذ ذلك الوقت ونحن على تواصل يومياً.
من الناحية الفنية والموسيقية حسن عبقري، فعزفه الجاز أكثر من رائع، والموسيقى التي قدمها للفنانين الكبار رائعة، إلى جانب موسيقاه الخاصة التي يمزج فيها بين الشرقي والغربي، وهي موسيقى إلكترونية ببصمة عربية.
وأما في ما يتعلق بتعليقاته في آراب أيدول، فتعجبني وأعتبره متمكناً، يقول ما يفكر به الناس، هو أقرب صديق لي في الوسط الفني، وما يواجهه في الفن أواجهه أيضاً ولكن بطريقة مختلفة.

- من أي ناحية؟
بالنسبة إليه Arab Idol تجربة صعبة جداً، إذ إنه يخاف من السفر في الطائرة، وخلال عرض البرنامج يضطر لأن يسافر مرتين أسبوعياً، وهو لا يحب الاهتمام الإعلامي كثيراً ويرفض المقابلات، وفي آراب أيدول هو محط أنظار شريحة كبيرة من الناس.
أما بالنسبة إلى نانسي عجرم، فهي زميلة أتابع أعمالها وأحوال عائلتها، ولا تواصل مباشراً بيني وبينها إلا على تويتر فقط.

- ما هو المشترك بين الثقافتين العربية والكورية في شخصيتك؟
الثقافتان متقاربتان. القيم العائلية العربية موجودة في آسيا، وكم كبير من المراهقين العرب يتابعون الأفلام والمسلسلات والأغنيات الكورية، وإلى جانب أنها أعمال جميلة فهي متحفظة ونظيفة.

العائلة...
لدي شقيقتان أكبر مني ونحن قريبون جداً من بعضنا بعضاً ولا توجد أسرار بيننا، أخبرهم أننا نادرون لأن نصفنا كوري والنصف الآخر فيتنامي، وعشنا في الأردن ودبي، لذا لا أحد يعي المصاعب التي واجهتنا إلا شقيقتاي لأنهما تدركان تأثير نشأتنا في الأردن وإقامتنا في دبي، وتأثير الثقافتين الكورية والفيتنامية، نحن بالتالي خليط من كل هذه الأشياء، وأعتقد أن والديّ تعبا أكثر، لأنهما أتيا إلى العالم العربي وهما لا يتكلمان اللغة العربية، ولا أعرف كيف استطاعا أن يتأقلما في بيئة لا يعرفانها... لقد ربيانا تربية صالحة، وعلّمانا احترام الناس. اكتسبنا روح الدعابة والفكاهة من والدتي، ووالدي كان طيباً، وهو من ساهم بوصولنا إلى ما نحن عليه اليوم.