هذه هي خطة الدرس... إنها امتحانات الفصل الأخير

خطة الدرس,امتحانات,النوم,حركة المعلومة,التمرين,أنماط الحفظ,الذاكرة,هيكلة المعلومات,التلميذ,الاسترخاء,الصباح,برنامج المراجعة,المواقع الإلكترونية,بطاقات عمل,دعائم,الامتحانات

13 مايو 2017

«راجعوا جيدًا للامتحان، هذه الفصول مطلوبة، حضّروا جيدًا»... عبارات تقولها المعلمة للتلامذة مع بداية نهاية العام المدرسي، والاستعداد للامتحانات النهائية.
يعودون إلى المنزل وجميعهم يسمعون هذه العبارات من أهلهم: «هل درست جيّدًا... إنها الامتحانات النهائية... هل راجعت جيدًا»... الجميع يطلب من التلميذ الإعداد الجيّد والمراجعة الممتازة للامتحانات النهائية، ولكن كيف على التلميذ أن يستعد جيّدًا للامتحان المدرسي أو امتحان الشهادة الرسمية؟
بعض التلامذة لا يستطيعون البدء بالمراجعة، وغالبًا يؤجّلون عملهم، وآخرون يصابون بالتوتر الشديد من فكرة أن لديهم أطنانًا من الدروس ويجب مراجعتها ولا يعرفون من أين يبدأون، فيما هناك فئة من التلامذة يبدأون المراجعة من دون تخطيط أو منهج عمل، وتتحوّل المراجعة إلى سباق ماراتوني بينهم وبين موعد الامتحانات، مما يزيد توتّرهم وقلقهم يومًا بعد يوم.
فماذا ينصح الاختصاصيون كل هؤلاء؟ وكيف عليهم تنظيم فترة المراجعة للامتحانات؟


التحضير مسبقًا لدعائم المراجعة
قبل الانطلاق بفترة المراجعة، على التلميذ، وقبل الانتهاء من الصفوف المدرسية، البدء بتحضير كل الدعائم الضرورية.

  • مراجعة الدروس التي فاتته خلال الفصل الدراسي، وإذا وجد مسألة غامضة عليه الطلب من أستاذ المادة مساعدته في فهمها، وهكذا لن يواجه صعوبة في الفهم أو الحفظ، حين يبدأ العمل في فترة المراجعة.
  • إنجاز ما لم ينجزه أو ليس واضحًا أو لم يسجل ملاحظات الأستاذ أو شرحه بشكل وافٍ، فيطلب من زملائه الملاحظات التي دوّنوها.
  • وضع بطاقات عمل أو مذكّرات، أو ملخصات أو رسوم بيانية، مرتبطة كل واحدة منها بدرس محدّد، تساعد التلميذ على الفهم، والحفظ بسرعة.
  • تحديد مواقع الإنترنت التي في إمكانها مساعدة التلميذ في سد الثغرات التعلّمية، ولا سيما المواقع التي تشرح المفاهيم الرياضية والفيزيائية، أو تلك التي تساعد التلامذة في تعلّم منهجية تحليل النصوص الأدبية أو اللغوية، أو تعلم القواعد والنحو والصرف العربية منها أو اللغة الأجنبية. وهي كثيرة راهنًا وتقدّم المساعدة مجانًا.
  • وضع ملف لكل مادة، يتضمن الملاحظات والتمارين، وترتيب هذه الملفات. فهذا التنظيم للمواد الدراسية يساعد التلميذ على ترتيب معرفته ومعلوماته، مما يجعل فكره منظمًا أثناء البدء بالمراجعة. فإذا كان الامتحان مثلاً في حزيران/يونيو، على التلميذ البدء بهذا التنظيم في عطلة الربيع أو في الشهر السابق لأسبوع الامتحانات. فلدى التلميذ الوقت لتنظيم ملفات الدرس وتصفّح المواقع الإلكترونية التربوية واختيار تلك التي تشرح دروسه.

 

وضع برنامج المراجعة
انتهت الصفوف المدرسية، ولدى التلميذ نهار طويل للمراجعة، ولكن عليه ألا يبدأ بعمله قبل أن يضع برنامجًا واضحًا لآلية مراجعته للامتحانات.

  • احتساب عدد الأيام المتاحة للتلميذ للمراجعة، من دون احتساب أسبوع الامتحانات، ثم وضع لائحة بالدروس التي عليه إنجازها، وهذا ينطبق على كل المواد الدراسية.
  • وضع جدول زمني توزّع عليه الدروس التي ينجزها خلال أيام المراجعة والبدء بالدروس الأقدم، وليس الأحدث، أي يبدأ بالدروس التي تلقاها في بداية العام المدرسي إذا كان سيخضع لامتحانات الثانوية العامّة، وبداية الفصل المدرسي الأخير إذا كانت امتحانات مدرسية عادية. ومن ثم عليه متابعة مسار الدروس في البرنامج الدراسي، لأنه غالبًا يحتاج التلميذ إلى تذكر المفاهيم التي تعلّمها في بداية العام ليستوعب المفاهيم اللاحقة. ولتوزيع المواضيع التي عليه درسها كل يوم، على التلميذ:
  • البدء بمراجعة المواد الأصعب إما في الصباح الباكر أو عند نهاية النهار.
  • التبديل بين المواد خلال اليوم. خلال الاستعداد لامتحانات الثانوية العامة، على التلميذ ألا يخصّص يومًا كاملاً لمادة واحدة كأن يمضي يومه بمراجعة مادة الرياضيات، واليوم التالي بمراجعة التاريخ، وإنما أن يبدل في المواد خلال اليوم الواحد، مثلاً يراجع فصلاً في الرياضيات، ثم فصلاً في الفيزياء... فبذلك يمضي وقتًا أقل في مراجعة كل مادة، وبالتالي سوف يحفظ بسهولة مختلف المواد في ذاكرته.  
  • التدرّج في الدروس إذا كان التلميذ يدرس مادة واحدة، التمارين، قراءة النص... كما من المفضّل تخصيص وقت أطول للمواد التي يكون معدل العلامات فيها عاليًا.
  • وضع مخطط دقيق ومحدّد، لكل ساعة، أو الأفضل لكل نصف ساعة، وتحديد الساعة التي ينطلق بها صباحًا، والساعة التي يتوقف حينها عن الدرس مساء، على ألا تكون بعد الحادية عشرة ليلاً.


الدرس خلال أيام المراجعة
ليس هناك المزيد في ما يتعلّق بالبرنامج الذي وضعه التلميذ مسبقًا، ولكن عليه أيضًا أن ينظّم نفسه:

  • اختيار مكان هادئ يشجع على الدرس، وفيه يقوم التلميذ بمراجعاته اليومية، فتحديد المكان يوفر عليه الوقت بنقل كتبه من مكان إلى آخر كل يوم. أما إذا اقترح عليه أصدقاؤه المراجعة معًا، عليه التأكد من أنهم بالفعل عازمون على الدرس. وإذا انتقلوا جميعًا إلى مكان يدرسون فيه (مثلاً بيت الجبل)، عليه التأكد من أن وسائل الراحة متوافرة فيه، مثل غرف النوم، وجبات الطعام ومكتب للدرس. ولا مانع في أن يدرسوا جنبًا إلى جنب، ولكن كل واحد منهم يراجع بمفرده، على أن يأخذوا معًا قسطًا من الراحة أثناء تناول وجبات الطعام.
  • البدء بالعمل في ساعة محدّدة عند الصباح، على أن تكون في الصباح الباكر، وتحديد ساعة التوقف عن الدرس في المساء، شرط ألا تكون متأخرة. وعلى التلميذ أن ينام جيدًا 7 ساعات يوميًا على الأقل.
  • التأكد من البقاء مركّزًا. ويكون ذلك بالجلوس إلى المكتب، وإطفاء الهاتف الجوّال، كي لا يتلهّى باتصالات الآخرين، أو النظر في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، وعدم تمضية وقت طويل في إنجاز موضوع واحد، لأن الإنسان لا يستطيع التركيز بفعالية لأكثر من 40 إلى 50 دقيقة في الموضوع نفسه. لذا على التلميذ أن يأخذ فترة راحة مدتها 5 دقائق. عليه أن يأخذ نفسًا عميقًا وينهض من على كرسيّه ويشرب كوبًا من الماء، ويسمع القليل من الموسقى، ثم يعود إلى عمله، فيعود تركيزه فعّالاً. أما إذا شعر التلميذ بأنه  شرد عن الموضوع فما عليه سوى تغيير المادة كي لا يضيّع الوقت. 
  • الاسترخاء قبل يوم الامتحان: على التلميذ ألا يحاول مراجعة كل ما درسه قبل يوم الامتحان أو قبل ساعة من الدخول إلى الامتحان، فهذا خطأ يرتكبه معظم التلامذة مما يفسّر نسيانهم المادة أثناء الامتحان. والسبب أنهم عندما تصفحوا المادة قبل ساعة من الامتحان، فإنهم دخلوا الامتحان وهم يتذكرون فقط ما قرأوه في اللحظات الأخيرة، وبالتالي يتشتت ذهنهم أثناء الامتحان. لذا على جميع التلامذة الاسترخاء قبل يوم الامتحان، وتحضير كل ما يحتاجونه للامتحان والنوم بشكل عميق.


ماذا عن التلميذ الذي يجد صعوبة في المحفوظات مثل التاريخ أو الجغرافيا أو مادة العلوم؟
يؤكد التربويون واختصاصيو علم النفس التربوي أنه كلما استعمل الانسان ذاكرته، تصبح أقوى، وكلما استعمل ذاكرته جيداً سوف تعمل بشكل ممتاز، وكلما مرّنها يوميًا، يصير أداؤه أفضل.

وهذه 7 نصائح لمراجعة المحفوظات بشكل فعّال:

  • الرغبة في الحفظ: يحفظ التلميذ بشكل أفضل المعلومات التي تحمل أجوبة عن أسئلة يطرحها بنفسه. مثلاً يقرأ المعلومة ويطرح السؤال على نفسه، ويجيب نفسه. 
  • فهم المعلومة: تعمل الذاكرة ضمن شبكة ومنها تنطلق مما تعرفه لتقيم روابط بالمعلومات الجديدة. وفهم المعلومة يكون بطرح الأسئلة الخمسة: من؟ وماذا؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟.
  • هيكلة المعلومات: يسهل حفظ المعلومات عندما تكون منظمة. لذا فإن وضع خريطة الدماغ  المعروفة بـ Mind Mapping تسمح بالآتي:
  • توضيح المعلومات وتنظيمها انطلاقًا من فكرة رئيسة.
  • تشكيل المعلومات المفهومة مباشرة.
  • بذل مجهود لإيجاد تواصل بين المعلومات.
  • تحديد أنماط الحفظ في الذاكرة: المبدأ هو تحديد كيف يمكن المرء أن يترجم المعلومات ويحفظها في ذاكرته. ونحن جميعًا لدينا طرق مفضّلة لحفظ المعلومات التي نتلقاها. فبعضنا يحفظ الكلمات صوريًا فيستعرضها أو يكتبها أو يشير إليها في صفحة الكتاب، وبعضنا الآخر يحفظها بتلاوتها بصوت عالٍ، أو منخفض، وبعضنا يربط المعلومة بنقاط مرجع. فيما بعضنا الآخر يحفظ المعلومة وهو يسير في الغرفة ذهابًا وإيابًا، أي حين يتحرك. المهم هو تحديد الطريقة الفعالة للحفظ، ولكن في الوقت نفسه إغناؤها ودمجها مع عناصر أخرى لتكون أكثر فعالية. والأمثل هو الجمع بين كل هذه الأنماط المختلفة (المرئية والسمعية والحركية) وإكمالها مع المخططات والرسوم البيانية والأرقام، وبطاقات لفهم الأفكار المطلوب حفظها في الذاكرة.
  • التمرين على التذكّر: عند المساء، وإذا كان التلميذ يستعمل خريطة الدماغ التي ذكرناها سابقًا، يمكنه تمرير أفكار الدرس على شكل بطاقة.
  • تحديد حركة المعلومة: وكما كان يقول آينشتاين، فالخيال أهم من المعرفة: لذا فمن المفيد دائمًا للتلميذ المراجعة أو المذاكرة من خلال تخيّل موقف تسميع الدرس، كأن يتخيل أثناء حفظه الدرس أو المعلومة أنه يتلوها أمام الصف أو أمام المعلمة، فآينشتاين حين أراد ابتكار معادلته في نظرية النسبية تخيّل نفسه راكبًا شعاع الضوء.
  • النوم بشكل جيد: ويمكن بعدما ينتهي التلميذ من حفظ الدرس أخذ قيلولة تُراوح مدتها من خمس إلى 20 دقيقة، ليحفظ المعلومة في الذاكرة. 

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة