حياة الفهد: المرأة الكويتية تعاني في منزلها وسأناقش مشاكلها

حياة الفهد,المرأة الكويتية,منزل,الفنانات المحجّبات,وسائل الإعلام,السينما الكويتية,الفنان المسرحي,الدراما المصرية,الخليجيين,الأعمال,الراحة,الفنانين الكويتيين,الأعمال المسرحية الحالية,قضايا المرأة,مسلسل,عالم الكتابة,القصة,دراما رمضان

محمود الرفاعي (القاهرة) 18 يونيو 2017

تؤكد أن المرأة الكويتية حصلت على الكثير من حقوقها في المجتمع، لكن المفارقة أنها لا تزال تعاني داخل منزلها... الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد، التقتها «لها» أثناء وجودها في مصر، فأكدت أنها أخذت على عاتقها مناقشة مشاكل المرأة الكويتية، وتكلمت عن مسلسلها الرمضاني الجديد؛ ولماذا عادت الى الكتابة، والفنان الذي تفتقده، وموقفها من التصالح مع هبة الدرّي، وحقيقة هجومها على الفنانات المحجّبات.

                
- ما الذي حمّسك لمسلسل «رمانة» لتخوضي به سباقات دراما رمضان؟
«رمانة»، سيعيدني من جديد الى الدراما الرمضانية بعد ابتعاد طويل عنها، وهو ينتمي الى كوميديا الموقف، وتتناول أحداثه مجموعة من القضايا الإنسانية، من خلال بعض العائلات الفقيرة التي تقبع في زوايا المجتمع، وفجأة تمتلك المال الذي يخوّلها الوصول إلى القمة.
العمل من تأليفي، وإخراج حسام حجاوي، ويشاركني في بطولته كلٌ من بثينة الرئيسي وأحمد الجسمي ويوسف الجراح وبثينة حمدان ومحمود بوشهري.

- كيف وُلدت فكرة المسلسل؟
لطالما تمنيت تقديم عمل كوميدي، لكنني لم أكن أجد الفكرة المناسبة لتقديمها، إلى أن عقدت جلسة فنية مع الإعلامي الإماراتي يوسف الغيث، حدّثني خلالها عن الأشخاص الذين يصبحون أثرياء بعد سنوات طويلة من الفقر، فاختمرت الفكرة في عقلي، وقررت تحويلها إلى مسلسل، وأحببت أن أقدمها بأسلوب كوميدي، لأن معظم أعمالي السابقة كانت تدور في فلك الحزن والدراما.

- ماذا عن دوركِ فيه؟
أقدم شخصية امرأة فقيرة تصبح في يوم من الأيام من الأثرياء، وتدخل عالم الأموال باستثمارات ضخمة، لكنها تفشل في إدارة أموالها، وتشعر أن حياتها بينما كانت فقيرة لا تختلف كثيراً عما تنعم به من ثراء، ففي الفقر كانت سعيدة أكثر مما هي عليه اليوم.

- وهل للضحك مكان في مثل هذه القصة؟
الكوميديا هي كوميديا الموقف، فمثلاً بعد أن تصبح تلك السيدة ثرية بعد مسيرة طويلة من الفقر والبؤس، تقرر السفر إلى أوروبا لكي تنعم بالأجواء الأوروبية، ولك أن تتخيل سيدة فقيرة لم تكن تتجاوز حدود المنطقة التي تسكن فيها، وهي تسافر إلى أوروبا وترى ما لم تكن تتوقعه، كما أن هناك عدداً من المشاهد يظهر فيها تصرف تلك السيدة هو نفسه في الفقر وفي الثراء، وكل ما تغيّر فيها هو شكلها الخارجي فقط، فهي في داخلها لم تصدق أنها أصبحت ثرية وتخطت مرحلة الفقر.
كما أنني لست الوحيدة التي تتبع الخط الكوميدي في العمل، فكل الأبطال المشاركين في المسلسل ينتهجون مثلي هذا الخط الكوميديا ويقدمون أفكاراً رائعة.

- لماذا قررت دخول عالم الكتابة؟
منذ بداياتي الفنية وأنا أكتب أعمالاً فنية، ربما أكون قد ابتعدت عن الكتابة خلال السنوات الأخيرة، لكنني عدت إليها مرة أخرى منذ شهر رمضان الماضي، حين قدمت مسلسل «بياعة النخي»، حيث وجدت أن بعض المؤلفين الكويتيين أصبحوا يسيئون الى المجتمع الذي يعيشون فيه، ولا ينقلون الواقع الحقيقي، ولم يقف أحد في وجههم، بل تركوهم يفعلون ما يحلو لهم، وربما يكون لدى بعضهم أحقاد على المجتمع، لكن من المعيب أن نترك تلك السلبيات تتسلل الى المجتمع والمشاهدين، ولذلك أحببت أن أدخل هذا المجال، وحاولت ما أمكنني أن نعكس صورة حقيقية عن المجتمع الكويتي والخليجي والعربي بكل ما يحمله من إيجابيات وسلبيات، وأن نحكي قصص التراث والأجداد، ونقدم أيضاً الكوميديا والرومانسية الواقعية المحترمة.

- لماذا تكتفين بتقديم مسلسل واحد في العام؟
منذ انطلاقتي الفنية وأنا أتبع فكرة الظهور مرة واحدة على شاشة التلفزيون، فعلى الفنان ألاّ يكثر من الظهور وتقديم أدوار متكررة حتى لا يملّ منه المشاهد.
ومن الضروري أن يبتعد لفترات طويلة، ولا يعود للظهور على شاشة التلفزيون إلا من خلال عمل قوي وهادف، وهذا ما أفعله بالضبط، إذ أحاول كل عام تقديم عمل فني جديد، فمثلاً في العام الماضي قدّمت «بياعة النخي»، وهو عمل تراثي عن قصص الأجداد، أما العام الحالي فأقدم «رمانة»، المسلسل الكوميدي الذي يبحث في نفوس البشر، وبعد عرضه سأتوارى عن الأنظار لكي أحضّر لعملي الجديد الذي سأقدمه في عام 2018، إن شاء الله.

- لماذا تنحصر كتاباتك في قضايا المرأة؟
أكتب ما أشعر به وأتمنى تحقيقه، كما أن المرأة هي نصف المجتمع الذي نعيش فيه، والله سبحانه وتعالى منح المرأة مكانة كبيرة في المجتمع، ولذلك عليَّ أن أهتم بقضاياها ومشاكلها، فالمرأة مهمة في حياة كل رجل ونراها بأشكال متعددة، فهي الأم التي تسهر الليالي من أجل راحة الأبناء، وهي الزوجة التي تضحّي بحياتها في سبيل الزوج والأولاد، وهي الأخت التي تحاول دائماً دعم كل من حولها، وهي المعلمة التي تربّي أجيالاً صالحة تفيد المجتمع، إضافة إلى أن المرأة اليوم في أمسّ الحاجة لنيل حقوقها، نظراً لأن هناك من يحاول التقليل من شأنها وأهميتها ويحرف الأنظار عنها.

- لماذا تُظهرين دائماً معاناة المرأة الكويتية في أعمالك؟
حالياً، المرأة الكويتية حصلت على الكثير من حقوقها على المستويين الاجتماعي والأسري، وأصبح لها شأن كبير، وتساوت مع الرجل في الكثير من الحقوق، وعلينا أن نشكر كبار المسؤولين في الدولة، لكن المشكلة تكمن في المنزل الصغير الذي تتقوقع فيه المرأة الكويتية، حيث إنها أصبحت المسؤولة عن إدارة شؤون العائلة، بسبب انشغال الرجل بالعمل وغيابه الطويل عن المنزل، فتضطر الزوجة للقيام بكل الأدوار، من تربية الأطفال وتحضير الطعام وتأمين حاجات المنزل.
لذا، المرأة الكويتية تعاني كثيراً في المنزل، ولذلك أحببت أن أنقل الصورة للمشاهد لكي يعرف مقدار التعب الذي تتحمله تلك المرأة.

- لماذا غاب معظم الفنانين الكويتيين الكبار عن المشاركة في الأعمال المسرحية الحالية؟
أنا لست ضد الاختفاء أو العزلة، لكوني في الأساس فنانة مسرحية، وأعشق فن المسرح، وأتمنى أن أقدم كل يوم عرضاً مسرحياً، لكنْ هناك أسباب عدة جعلتنا نبتعد عن المسرح في الوقت الحاضر؛ ونركز في الدراما التلفزيونية، ومن أبرز تلك الأسباب، عدم وجود نص مسرحي قوي يحمّسني للوقوف على خشبة المسرح، فنحن نعاني من قلّة الأفكار المسرحية الجذابة، على عكس الدراما التلفزيونية؛ التي تحمل بعض الأفكار الجيدة، لكن أعتقد أن هناك فنانين آخرين يقدرون على ذلك في الوقت الحاضر، وربما يكون أبرزهم الفنان سعد الفرج.

- من أكثر فنان تشعرين بالراحة في العمل معه؟
سعد فنان موهوب وقدير، وبعيداً عن كونه فناناً مبدعاً، فهو يمتلك قلماً وفكراً مختلفاً تماماً عن الموجودين في الساحة حالياً، وبالنسبة إليّ أتمنى أن تكون عودتي الى المسرح من خلال نص مسرحي من تأليفه، لأنه يقدم المجتمع الكويتي والخليجي كما ينبغي أن يكون، وأتمنى أن تتحقق أمنيتي هذه... هذا بالإضافة الى أخي وصديقي غانم الصالح (رحمه الله)، فرغم أننا قدمنا معاً عشرات الأعمال الدرامية والمسرحية، أجدني اليوم أفتقد العمل معه، فهو فنان لا يقارن، وكان شريك نجاح في كل أعمالي، وسبباً في نجاحي الشخصي.

- ما أفضل الأعمال التي جمعتك بغانم الصالح؟
كل الأعمال التي جمعتني به كانت مميزة ورائعة، وعلى سبيل المثال «خالتي قماشة»، «الدردور»، «رقية وسبيكة»، «الغرباء»، «خرج ولم يعد»، «إليكم مع التحية»، «عائلة فوق تنور ساخن»، «الخراز»، «زوجة بالكمبيوتر»، «مسافر بلا هوية»، «ليلة عيد»... كان (رحمه الله) إنساناً نظيفاً، ورحل بسرعة بدون ألم، لكنه ترك في داخلنا نحن الفنانين الكويتيين آلاماً وجراحاً لن تندمل. لا أعترض على مشيئة الله، ففي يوم من الأيام كلنا سنرحل مثله، لكن ألم فراقه كان صعباً علينا، فرغم مرور أكثر من خمس سنوات على رحيله، لا نزال نشعر بوجوده بيننا.

- لماذا لم تقتحمي عالم الدراما المصرية مثلما فعل العشرات من الخليجيين؟
الدراما المصرية عظيمة، وجميع الفنانين الكويتيين والخليجيين يحبذون المشاركة فيها لمكانتها الكبيرة في العالم العربي، لكن للأسف كل الأعمال المصرية التي عُرضت عليَّ كان الهدف منها هو الاستفادة القصوى من اسم حياة الفهد، فشعرت أن في الأمر استغلالاً، ولم أجد بعد العمل الذي يضيف الى تاريخي الفني، كما أحرص على ألاّ أضيع هذا التاريخ في عمل يقلّل من قيمتي الفنية، فأنا أحترم الدراما المصرية وسأكون سعيدة لو شاركت فيها يوماً ما.

- من هو الفنان المسرحي المصري الذي تحبين مسرحه؟
بالتأكيد الفنان الكبير محمد صبحي، فهو صاحب تجربة قوية وفريدة في المسرح العربي، ولديه أهداف وأفكار مختلفة، ويقدم رؤى وحلولاً للمجتمع الذي نعيش فيه، أيضاً هناك عادل إمام وسمير غانم، وعشرات الأسماء الأخرى، ومع ذلك أفضّل هؤلاء الثلاثة.

- لماذا تبتعدين عن السينما الكويتية؟
لا بد من الاعتراف بأننا لسنا مثقفين في السينما، مقارنة مثلاً بمصر ولبنان، لكنني من عشاق هذا الفن الرائع، وقدمت عدداً قليلاً من الأفلام، وأذكر أنني قدمت تلك الأفلام من دون أن أضع أي شروط أو أحدّد مطالب، فكان هدفي في ذلك الوقت تجربة هذا الفن الجميل، ومن بين تلك الأفلام، فيلم بعنوان «بس يا بحر»، وأذكر أننا عرضناه في سينما «الأندلس» في الكويت، وظللنا لمدة أسبوع كامل نتابع الفيلم في السينما لكي نتقابل مع الجمهور الذي كان يملأ قاعات العرض والشارع، فتجربة السينما جميلة، وأتمنى أن أخوضها مرة ثانية.

- ألم يحن الوقت للتصالح مع الفنانة هبة الدرّي بعد أن اعتذرت لك مراراً في وسائل الإعلام؟
«اللي في القلب في القلب»، هذا هو ردّي عليك وعليها، الله يوفّقها، لكن ما فعلته معي من قبل أثناء تصوير مسلسل «الداية» لا يُغتفر، لكونها نقلت على لساني كلاماً لم أقله، واتهمتني بأنني طلبت منها الظهور في العمل بملابس خليعة، في حين أن المسلسل تراثي ويتطلب ملابس واسعة وفضفاضة.

- لماذا تهاجمين الفنانات المحجّبات كثيراً؟     
أنا لست ضد الحجاب مطلقاً، بالعكس أحترمه وأحترم كل من ترتديه وتلتزم به، لكن الحجاب بالنسبة إليّ هو إيمان واحترام وعقيدة، أي على الفنانة المحجّبة أن تجسد أدواراً وأعمالاً معينة، فأنا أرفض أن تؤدي الفنانة المحجّبة مشهداً مع زوجها في غرفة النوم، فهذا المشهد يسيء الى الحجاب، أو مثلاً تؤدي دوراً وهي جالسة مع زوجها وأولادها يتناولون الطعام وهي ترتدي الحجاب، فأين الصدقية هنا! وهل من امرأة تتناول الغداء مثلاً في البيت وهي تضع الحجاب بشكله الكامل؟ أنا لا أهاجمهن ولكنني أريد منهن أن يحترمن حجابهن.