مروة محمد: لم أشاهد «غرابيب سود» ولن أشاهده

مروة محمد,مقابلة,مسلسل غرابيب سود,إكتئاب,مسلسل,الصم والبكم,التحرّش,السعودية,مسلسل «أصعب قرار»,القضايا العربية,الإعلام

كارولين بزي 02 يوليو 2017

عاشت حالة اكتئاب خلال تصويرها المسلسل الرمضاني الأضخم «غرابيب سود». ترددت كثيراً في استكمال دورها ولكن توعية الناس كانت هدفها وهاجسها في أن توضح للعالم أن الدين ليس إرهاباً. تواجه الممثلة السعودية مروة محمد صعوبة في التوفيق بين حياتها الشخصية والمهنية، كما تلفت إلى أن الاعلام العربي بات يفتقر إلى الصدقية في هذا الحوار...


- ما الذي شجعك على المشاركة في مسلسل «غرابيب سود»؟
كنت مترددة في البداية بسبب ارتباطات أخرى في العمل، ولكنني وجدت فيه رسالة توعوية ينبّه الناس من خلالها الى خطر الإرهاب ويوضح أن الدين ليس ارهاباً، ورأيت أن من الواجب أن نسلط الضوء على هذه القضية.

- هل وجدت صعوبة في تأدية الدور؟
بالتأكيد، وانتابتني حالة من الاكتئاب خلال فترة التصوير.

- هل كانت ترافقك هذه الحالة بعد ترك موقع التصوير؟
صوّرنا العمل في لبنان، ولكن عندما رجعت إلى عائلتي شعروا بأنني مكتئبة، فاقترحوا عليّ التوقف عن استكمال العمل، أحياناً كنت أفكر بترك العمل لأنني شعرت بتعب نفسي، حتى أنني لم أشاهده ولن أشاهده لأنني لا أود العودة إلى حالة الكآبة التي عشتها سابقاً. كما أنني لا أتحدث عن العمل كثيراً وأتجنب إجراء المقابلات.

- هل تلقيت أي ردود فعل من المشاهدين؟
أرصد ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، البعض أشاد بالعمل، وآخرون حولوا العمل إلى قضية سياسية ودينية، أود أن أقول للعالم، «الدواعش» فئة لا علاقة لهم بالدين، إنما يحاربون الدين بإسم الدين.

- هل تعرضت وأياً من فريق العمل للتهديد؟
قناة الـMBC هي التي تعرضت للتهديد، ولكن كأشخاص لم نتعرض لأي تهديد.

- نلحظ أن للأطفال دوراً رئيسياً في العمل، كيف كان التعاون معهم وكيف تمت تهيئتهم؟
الأطفال الذين شاركوا في العمل، رافقهم أهاليهم وهم من قاموا بتيهئتهم نفسياً، مثلاً ريان العنيزي والده يعمل في الإنتاج وعرف كيف يهيئه نفسياً منذ أن كان في السعودية. وهناك طفل آخر وهو اللبناني الأصم والأبكم كان مهيئاً تماماً، وفوجئت برد فعل الأهل، إذ يريدون من أطفالهم أن يوصلوا رسالة إلى أطفال العالم، ونال اعجابي اهتمام الأهل بأطفالهم من ناحية تعليمهم التمثيل. كما أنني كنت قد لعبت بطولة فيلم عن الصم والبكم في السعودية اسمه «صدى»، تناولنا فيه شريحة من الناس وهم فئة الصم والبكم وقد تعلمت لغة الاشارة وقد حاز الفيلم جائزة في مهرجان وهران في الجزائر، وذلك في العام 2013.      

- لماذا تناولت قضية الصم والبكم في فيلمك؟
في السعودية أكثر من مليون أصم وأبكم لم يلتفت إليهم أحد من خلال الأعمال الدرامية أو الأفلام، وفي كل عمل يجب أن أتناول قضية معينة، إذ تطرقت إلى قضايا المطلّقات، وإجبار الأهل بناتهم على الزواج، أو الطلاق وفق رغباتهم، كما كانت قضايا الأطفال والأرامل والبنات اللواتي لم يستطعن تحصيل العلم في الخارج بسبب بعض القيود التي تحرمهن من الدراسة، هذه محاور تناولتها في أعمالي.

- وتطرقت أيضاً إلى قضية التحرش من جانب السائقين!
بالفعل، تناولت قضية التحرش من جانب السائقين ومدى خطورة وجود السائق في البيت إذا كانت المرأة تعيش وحدها من دون رجل، كون الرجل في السعودية هو الأساس في حياة المرأة وبالتالي سلطت الضوء على احتمال أن تتعرض للتحرش من جانب السائق.

- هل تعرضت لأي هجوم بسبب هذه الأعمال بما أنها نوعاً ما جريئة ولا سيما في مجتمع محافظ كالسعودية؟
لا ألتفت كثيراً لردود الفعل، سواء أكان هجوماً أم إشادةً من الجمهور، أنا أقدم أعمالاً مقتنعة بها وأرى أن من الضروري أن نسلط الضوء عليها ليتنبه إليها الناس.

- بما أنك سعودية ووالدتك سورية، هل شعرت أنك معنية بـ«غرابيب سود»؟
لا أبداً، يجب أن يكون الدين رادعاً لنا جميعاً، ولكن ليس من طريق القتل أو الارهاب أو التهديد، ويجب أن نتقبل الطرف الآخر بمحبة وإنسانية ونتبادل النصائح في ما بيننا ولا نفرضها فرضاً، ووجدت أن هذا الموضوع يجب أن نسلط الضوء عليه في ظل واقع بتنا نرى تمادياً فيه للظلم والقتل والأذية، ومن واجبي أن أشارك بعمل مثل هذا.

- شارك في «غرابيب سود» عدد كبير من الممثلين العرب، هل كان هناك انسجام بينكم؟
جمعنا انسجام كبير، وكل طاقم العمل محترفون ولم نواجه أي صعوبة، كما أننا تعرفنا إلى بعضنا البعض قبل البدء بالتصوير، وكل واحد منا راح يحدّث الآخر عن بلده...

- هل من مشاهد رفضت تأديتها في العمل؟
لا أبداً، لم يكن هناك أي مشاهد.

- ماذا عن مسلسل «أصعب قرار» الذي عرض أيضاً في رمضان؟
«أصعب قرار» هو دراما تفاعلية وعرض على قناة «روتانا خليجية»، وفي كل حلقة يتناول قصة ولكل قصة نهايتان، والمُشاهد يختار من طريق التصويت النهاية التي أحبها، وفي النهاية يقومون بإحصاء النهايات التي فضّلها المشاهد ونالت إعجابه أكثر. فكرة العمل جميلة ولكن للأسف كنت منشغلة أثناء تصوير المسلسل ببرنامج على الهواء وبالتالي لم أستطع المشاركة إلا في عدد قليل من الحلقات وكنت أرغب بأن تكون مشاركتي أكبر لأنه أول عمل تفاعلي في تاريخ الدراما.

- في حال صوّر الممثل أكثر من عمل في رمضان، هل من الممكن أن ينجح عمل على حساب الآخر؟
عندما يكون الممثل بطل العمل، ويشارك في عمل آخر في رمضان، بالتأكيد سيؤثر فيه، ولكن إذا كان يلعب بطولة جماعية، إذا شارك في أكثر من عمل فلن يؤثر فيه. مثلاً الزعيم عادل إمام، نادية الجندي أو إلهام شاهين وحياة الفهد وسعاد العبدالله هؤلاء الأهرامات إذا قدموا عملين في دراما رمضان، بالتأكيد سيُشتت المشاهد، ولكن نحن كشباب لن يؤثر فينا أكثر من عمل في رمضان لأننا نقدم أعمالاً جماعية.

- في بداية مسلسل «أصعب قرار» هناك عبارة تقول: «الحياة تضعنا أمام امتحان صعب وهو امتحان الأخلاق»، ما هو الامتحان الذي وُضعت أمامه في حياتك الشخصية أو المهنية؟
في حياتي الشخصية كان الامتحان الذي شغلني هو: هل أستطيع أن أوفق ما بين عملي وحياتي الأسرية إلا أنني ما زلت أدرس هذا القرار حتى اليوم ولم أتخذ القرار بعد. أحب عملي كثيراً، ولكنني أجري دائماً حواراً بيني وبين ذاتي في حال خُيّرت ما بين الفن والإعلام وبين الحياة العائلية والأسرية فبالتأكيد سأختار الحياة الأسرية.

- هل أنت ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
بنسبة 60 في المئة، لأن انشغالي مع عائلتي يغيبني قليلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي.

- أيهما أقرب إليك الدراما أم الكوميديا؟ وأيهما أصعب؟

الدراما هي أقرب إليّ. الكوميديا أصعب لأن ليس من السهل أن نُضحك الناس، إلا إذا كان الممثل خفيف الظل في طبعه. لذلك طلبت ألا تُعرض عليّ أدوارٌ كوميدية، لأننا لا نستطيع باستمرار أن نفتعل أخباراً وأعمالاً تضحك الناس.

- كيف أمضيت شهر رمضان؟
أمضيت معظم وقتي في المنزل، مع أهلي وفي زيارات عائلية. إذ غبت لسنة كاملة عن حياتي وأهلي.


الإعلام والقضايا العربية...

- بما أنك إعلامية، كيف تجدين تعامل الإعلام العربي مع القضايا العربية التي نعيشها اليوم؟
الإعلام يهتم ويسلط الضوء على مختلف القضايا، ولكن تأثيره أقل من تأثير الممثل. لا أستطيع أن أقيّم الإعلام ولكننا بشكل عام بتنا نفتقد الصدقية، فالخبر نفسه نجده منتشراً في أكثر من وسيلة إعلامية بأكثر من صيغة وبطرق مختلفة، وبالتالي يشوش الجمهور ولا يعرف أين الصح وأين الخطأ. كما أنه لا يوجد رقيب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي بات الجميع يدخل ويشتم ويلعن، وأتمنى أن يكون للإعلام دور في تقويم الناس وترشيدهم وهدايتهم.