فاليري ميسيكا: Messika غيّرت الرؤية الى الألماس وحوّلته الى ما يشبه الوشاح الذي يلفّ البشرة

بازل- رولا الخوري طبّال 20 أغسطس 2017

كم من الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا يتركون أثراً في أنفسنا؟ إنهم أولئك الذين تشع عيونهم بالحياة وتترسخ نبرة صوتهم في آذاننا وتتسلل عباراتهم الى قلوبنا ونتعلم منهم دروساً من دون أن يدركوا ذلك. فاليري ميسيكا هي واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين تتمنين لو أن المقابلة معهم لا تنتهي، فالحماسة والشغف هما رفيقا حديثها... عن سيرتها ومسيرتها في الحياة والنجاح الذي حققته وعشقها لعملها وللمجوهرات كان هذا الحديث.

- Paris est une fete هي مجموعة مجوهرات راقية تقدم التحية لمدينة باريس وللنساء اللواتي عشن في العشرينيات، لماذا باريس والعشرينات؟
في الواقع، أعشق باريس ولطالما كانت مصدر إلهام لي. ولكن باريس في الفترة الماضية كانت حزينة بسبب الاعتداءات المتكررة عليها. لقد تعبت من السياسة والدمار، وكان لزاماً أن تحتفل من جديد. إضافة الى ذلك كنت أقرأ يوماً كتاباً لأرنست همنغواي، فنقلني الى أجواء العشرينات، الى تلك الحقبة التي برزت فيها المرأة وكان لها دور في المجتمع. وكأنه نداء تردد صداه في عقلي ومخيلتي، فالمرأة هي أحد أهم مصادر الإلهام بالنسبة إليّ، سواء نساء العائلة، صديقاتي أو الممثلات والمغنيات أو أي امرأة أصادفها في الشارع. اجتمعت نساء باريس في مخيلتي فركزت على ذلك الوقت الذي تحررت فيه المرأة وخلعت المشدّ الذي كان يحبس جسدها وانطلقت في تصاميم تحاكي تلك الحقبة. وليس هذا فقط، بل إن الحرية تمثل هوية مجوهراتي. لطالما أردت أن تكون الجواهر مريحة لا تكبّل المرأة بل تكون جزءاً منها... الراحة مهمة جداً. مادلين فيونيه كانت خيّاطة معروفة ابتكرت طريقة جديدة لقص القماش، وهذا ما نفّذته في أحد عقودي تكريماً لها. عقد آخر هو SWINGING PARIS... كانت رقصة السوينغ رائجة في العشرينات وقد تحولت الى روك أند رول لاحقاً، مما يذكّر بالريتز واحتفالاته. أما عقد jai 2 amours وهو عنوان أغنية شهيرة لجوزفين بايكر تقول فيها كم تحب باريس، فيتألف من ماسات على شكل قلب، وهو فعلاً بهجة للعين والقلب. كل شيء في تلك الفترة كان جميلاً ومرحاً. جوزفين بايكر كانت امرأة متحررة تماماً كمجوهرات ميسيكا. تلك الحقبة إنما تمثل خير تمثيل مجوهرات الدار من حيث التحرر والاستمتاع بالحياة. 

نشأت على اللعب بالأحجار الكريمة لأن والدك كان يعمل في هذا المجال. ماذا لو لم يكن جواهرياً؟ ما كانت عليه فاليري ميسيكا اليوم؟
كنت لأعمل في أي مجال آخر يتطلب الإبداع، وإن لم يكن عالم المجوهرات فهو بالتأكيد عالم الأزياء أو الديكور. لقد ابتكرت بنفسي تصميم ديكور المعرض، وكذلك أصمّم متاجر ميسيكا.

لنعد الى بداياتك، ما كانت رؤيتك عندما انشأت دار ميسيكا؟
كان الماس بارداً ولفئة عمرية محددة، فقد كنت أسمع من تقول: «لا ألبس ألماساً لأنه يجعلني أبدو أكبر سناً». أما اليوم فيؤكدون أن تصاميمي شبابية وعصرية. لقد غيرت الرؤية الى الألماس بحيث أصبح يصلح للارتداء اليومي. قرّبته وجعلته في متناول الجميع.

مجموعاتك تتأثر بصحيات الموضة، ما صحة ذلك؟
طبعاً تتأثر بالموضة. فعلى سبيل المثال هناك مجموعة أطلقتها منذ 4 أو 5 سنوات وتتألف من أشكال عدة من الألماس، والطريقة التي جمعت بها تجعلها ناعمة ومطواعة جداً تماماً كالنسيج وكأنك تلفّين وشاحاً على بشرتك. أحيانا أستلهم من فستان فأتخيله سواراً. فالأزياء في تطور وحركة دائمة، كذلك هي مجوهراتي.

مما يعني أن مجوهرات ميسيكا ممكن ارتداؤها مع الأزياء البسيطة واليومية، إلا أننا لاحظنا هذا العام ظهوراً كثيفاً لمجوهرات الدار على السجادة الحمراء.
نحن محظوظون فعلاً، فقد كان حضورنا بارزاً وهذا ما أفرحني كثيراً.

هل تجدين مجوهرات ميسيكا تتماشى وذوق  النساء في الشرق الأوسط؟
طبعاً وأكثر من أي وقت مضى. كنت في الشرق الأوسط أخيراً، وقالت لي إحداهن «يبدو أن تصاميمك ابتُكرت خصيصاً للنساء في الشرق الأوسط، كنا نفتقد وننتظر مجوهرات كهذه». لقد تأثرت كثيراً بما قالته لي وكانت مجاملة لطيفة فعلاً. وأضافت: «نحن نحب أن نتزيّن بالعديد من القطع في الوقت نفسه، ومجوهراتك تسمح لنا بذلك».  في مجوهرات Messika يتوافر العديد من القطع بأسعار مقبولة، فإذا اشتريت مرة ستعودين لاستكمال المجموعة، وهذا ما خبرته في معرض الدوحة للمجوهرات. المميز أن لدينا الكثير من المجموعات والأسعار التي تناسب النساء بعامة، والمرأة الشرق أوسطية بخاصة.

سمعنا انكم ستفتتحون 7 متاجر في الشرق الأوسط؟
نعم وربما أكثر. 3 في الدوحة، 2 في المملكة العربية السعودية، 1 في الكويت، 1 في البحرين، ومتجر في دبي مول في أيلول/ سبتمبر.

أين تجدين الشغف في عملك؟
ما أعشقه في عملي هو التنوع، فيوم أبتكر المجوهرات، ويوم آخر أصمم الديكور أو أرتّب معروضات المتاجر أو أشارك في الحملة الإعلانية، وأنا ممتنة لذلك.

- ما هي قطعة المجوهرات التي يجب أن تقتنيها كل امرأة؟
أي قطعة من مجموعة Skinny، فهي مجموعة بسيطة وتلائم كل الأذواق والأوقات، كما أنها مريحة ولا يحدّها زمن.

-شخصياً، أي قطعة تفضلين؟
أساور Skinny.

هوية الدار التي عرفت بها منذ 11 سنة هي ما بدأت به دور المجوهرات منذ حوالى السنتين، أي التوجه الى الفئة الشبابية، البساطة، والأسعار المقبولة.
أنا فخورة جداً بما حققته. منذ 11 سنة شعرت بما ينقص المرأة وما تريده فعلاً. طبعاً البساطة سمة رئيسة، ولكن التنبّه الى التفاصيل واعتماد الدقة والجودة أمور تلازم قطعنا. من الجميل أن أكون قد تنبهت قبل الجميع لما تريده المرأة.

- هل ترين أن هذه هي أسباب النجاح الباهر الذي حققته خلال فترة زمنية تعتبر قصيرة في حياة دار مجوهرات؟
طبعاً، هذه أحد الأسباب، ولكن التركيز في العمل والتطلع الى المستقبل عاملان ساهما أيضاً في نجاح الدار.
كما أننا نعمل كفريق مؤلف من 130 عاملاً، وهناك 3 أشخاص أساسيين لولاهم لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، وهم زوجي وصديقتي وقريبي.