الإعلامية التونسية عائشة عثمان: أبيع الناس الفرح والحب لا الأوهام

كارولين بزي 27 أغسطس 2017


تعترف بأنها لن تكون استثناءً وتدفع للفنان التونسي في برنامجها، لذلك عزفت عن استضافة الفنان التونسي إلى جانب العربي في حلقاتها بعد الهجوم الذي تعرضت له، وتشير الى أن جمالها لم يكن المفتاح لدخولها مجال الإعلام، وأن المال لا يصنع إعلامياً.
في هذا الحوار الصريح، تتحدث الإعلامية التونسية عائشة عثمان عن الخطوات التي ستلي الإنجاب، وتؤكد أن كل إعلامي يسعى الى الشهرة وإلا يكون كاذباً، كما تكشف عن أمنيتها استضافة «القيصر» كاظم الساهر و»الزعيم» عادل إمام في الموسم الثاني من «عائشة»...


- متى دخلت مجال الإعلام؟
بدأت تجربتي في تقديم الأخبار في قناة «هنيبعل» في العام 2011، ثم ابتعدت عن السياسة، علماً أن تكويني سياسي بحيث درست العلوم السياسية.

- ما الذي يميز برنامج «عائشة» الذي عُرض على قناة «هنيبعل» عن «عائشة» الذي يُبثّ على القناة التاسعة؟
رغم أن البرنامج يحمل الاسم نفسه إلا أن محتواه مختلف تماماً، فـ«عائشة» على قناة «هنيبعل» كان متنوع الفقرات وهو يضم الثقافة، السياسة، الاجتماع والفن، بينما اقتصر عرضه على القناة التاسعة على الفن والغناء فقط.

- لماذا ابتعدت كلياً عن السياسة والتحقت بالقسم الفني؟
بعد الثورة وفي خضم الأزمة التي ترخي بظلّها على العالم العربي، فضلّت أن أبيع الناس الفرح والحب، بعيداً عن الأوهام والوعود الزائفة.

- استضفت أهم النجوم في العالم العربي، وأبرزهم «سلطان الطرب» جورج وسوف ذو الإطلالات الخجولة، كيف كان اللقاء؟
عرضنا الفكرة على «سلطان الطرب»، ووافق لأنه كان يرغب بالمجيء إلى تونس وأن يطل على الجمهور التونسي، كما أنه لم يكن متطلباً. أُشيع الكثير عن حصوله على مبالغ طائلة، ولا صحة لهذا الكلام، فالمبلغ الذي تقاضاه الوسوف كان عادياً جداً، خصوصاً أنه لا يعلّق أهمية على المال.

- هل صحيح أنكم ألغيتم بعض الفقرات خلال حلقة جورج وسوف؟
بالفعل، جورج وسوف فنان كبير لكنه مزاجي، ويعشق الفن بجنون، ويمكنني أن ألغي بعض الفقرات في حال طلب أي فنان ذلك.

- أي أن هناك استثناءات تتعلق بطبيعة الضيف...
أحترم قرارات الضيوف وحياتهم الشخصية، فجورج وسوف طلب مني عدم التحدث عن عائلته، وألاّ أحذف أي جملة من كلامه حتى وإن شتم أحدهم، وأنا قطعت له وعداً بذلك، وهذا ما حصل بالفعل عندما تحدث عن أصالة.

- ماذا تفعلين عندما يوجّه أحد ضيوفك كلاماً قاسياً أو يشتم أحدهم خلال الحلقة؟
جورج وسوف شخص استثنائي لدرجة أن أصالة نفسها لم تتضايق منه وكان ردّها لطيفاً، لأن كل ما يصدر عن الوسوف مقبول، والناس يحبونه كما هو.

- هل يطّلع أغلب الضيوف على أسئلتهم؟
لا أبداً، ولكنْ هناك ضيوف يطلبون عدم التحدث في مواضيع معينة، لأنه سبق لهم أن تطرقوا إليها كثيراً، وبدوري أحترم طلبهم. الفنان في النهاية إنسان له مشاعر وأحاسيس وعائلة وعلاقات من الممكن أن تتضرر.

- صحيح، الفنان في النهاية إنسان، ولكن لماذا عندما يبكي فنان على الهواء يصبح الموقف خبراً عاجلاً ويتصدر عناوين وسائل الإعلام؟
الفنان إنسان وتنتابه مشاعر الحزن والفرح، ولكن إذا طلب مني أحد الفنانين أن أحذف مقطعاً يبكي فيه تفادياً للحرج فبالتأكيد أحذفه، وأعتقد أن التركيز على هذه الأخبار ربما يعود الى حالة الملل التي تسود العالم العربي بعامة، فكل شيء قيل وأُعيد مراراً، ولذلك باتوا يركزون أكثر على البكاء أو المواقف المحرجة، كما أن المشاهد العادي يبحث بطبيعته عن الجانب الإنساني للفنان، ومنهم من يعتقد أحياناً أن الفنان لا يبكي ولا يضحك ولا يأكل أو يشرب، ويفاجأ لدى رؤيته يذرف الدموع.

- هل كنت تفضلين أن يكون برنامجك مباشراً؟
لا يزعجني أن يُبثّ البرنامج مباشرةً على الهواء، فقد قدمت نشرات الأخبار لما يقارب الأربع سنوات. الإطلالة المباشرة تعني الكثير لكل إعلامي، لأنه يكون في تواصل مباشر مع الناس، وكل ما يطرأ يتلقّفه المشاهد كما هو من دون مونتاج أو تركيب وتزيين، وأنا أخطئ أحياناً لأنني في النهاية إنسانة، ومع أن المونتاج يجمّل المحتوى، يبقى للبث المباشر حلاوته وحيويته.

- هل يتقاضى الفنان التونسي أجراً كباقي الفنانين العرب الذين تستقبلينهم؟
بالفعل، مثلاً لطيفة التونسية تقاضت أجراً كغيرها من الفنانين الذين استضفتهم، وكذلك نبيهة كراولي، يبدو أن هناك سوء فهم حول عدم تقديم البرنامج المال للفنان التونسي.

- هوجمت كثيراً واعتبر البعض أنك قلّلت من شأن الفنان التونسي!
لم أقلّل من شأن أي فنان، فقد استضفت في برنامجي نجوماً من العالم العربي، سواء كانوا تونسيين أو لبنانيين أو مصريين... ورغم أن برنامجي كان يستقبل كل النجوم العرب بعيداً من جنسياتهم، لكن تبقى الأولوية للفنان التونسي.
لم يكن من ضمن استراتيجية البرنامج أن يكون الفنان محلياً، إذ إن كل البرامج التونسية تعتمد على الفنانين المحليين الناجحين الذين يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة، وهذا أمر لا نشكك في صدقيته.
حاولت الخروج عن المألوف في تونس، فلم يُصور برنامج يعتمد في غالبيته على النجوم العرب منذ عهد أبرز الإعلاميين التونسيين، نجيب الخطّاب. هذا الأمر أزعج الفنانين التوانسة الذين أحترمهم كثيراً، فهم يطلّون في أغلب البرامج المحلية، ويشاركون فيها من دون مقابل مادي ويروّجون من خلالها لأنفسهم، وهذا حقّهم، فليس عيباً أن يطلّ فنان في برنامج من دون أن يتقاضى أجراً، ففي النهاية هو يروّج لنفسه.
في إحدى المقابلات الإذاعية سألني أحدهم لماذا أعطي مبلغاً مادياً للفنانين العرب وأستثني الفنانين التونسيين؟ فأجبت بأنه عندما تقدم كل البرامج المال لجميع الفنانين التونسيين، سأفعل ذلك ولن أكون استثناءً... أعطي الفنان العربي المشهور عربياً لأن هذا عرف سائد في العالم العربي، كما أنها ليست مبالغ طائلة كما يُشاع، بل مبالغ رمزية مقابل قدوم الفنان إلى تونس وتذكرة السفر وحجز الفندق، إلا أنه تم تحريف كلامي إذ قيل إنني قلّلت من قيمة الفنان التونسي. في بداية برنامجي، كنت مصرّة على وجود فنان تونسي في كل حلقة أستضيف فيها فناناً عربياً، لكنني تراجعت عن الفكرة بعد الهجوم الذي تعرضت له.

- هل تعتقدين أن شكلك الجميل كان مفتاح دخولك مجال الإعلام؟
لا أعتبر نفسي جميلة بل عادية، وهناك فتيات أجمل مني ولم يدخلن مجال الإعلام. أعتقد أن هناك مجموعة من المقاييس، إلى جانب حسن الاختيار، وقد تلعب الصدفة دورها أيضاً.

- هل دعمك زوجك مادياً؟
زوجي دعمني معنوياً ومادياً. وأود أن أوضح أن زوجي رجل أعمال وليس منتجاً، وقد شجعني على إنشاء شركة إنتاج كأي زوج يدعم زوجته، والشركة أنتجت البرنامج، وبذلت مجموعة كبيرة من الأشخاص جهوداً إذ عملنا ليلاً ونهاراً لتأمين كل شيء.

- هل المال يصنع إعلامياً؟
هناك محطات فضائية تملك أضعاف ما أملك، ولم تصنع إعلاميين بل فشلت برامجها. المال مهم كأي شيء في الحياة، فهو يساهم ويساعد، ولكنه لا يصنع إعلامياً. كما أن القناة ساهمت في نجاح البرنامج، ودعم زوجي لي لم يصل الى المبالغ التي أُشيع عنها.

- هل يسعى الإعلامي الى الشهرة مثله مثل الفنان؟
بالطبع، في النهاية كلنا نعمل في المجال نفسه، وما من أحد في هذا المجال لا يسعى إلى الشهرة، وإرضاء الناس، ومن يدّعي عكس ذلك يكون كاذباً.

- أخيراً، لم يعد في استطاعة الإعلامي انتقاد أي فنان خشية رفضه الإطلالة معه في مقابلات أخرى، هل انتقدت أحد الفنانين وعبّر عن انزعاجه؟
إذا كان لدي ملاحظات معينة للفنان، أوجّهها إليه بطريقة لطيفة ولبقة حتى يتقبّلها بطيب خاطر، وهنا يتجلّى ذكاء الإعلامي، بحيث ينتقد الفنان من دون أن يجرح مشاعره أو يزعجه، وبالتالي يضمن ظهوره معه في برامج أخرى.

- من هي أكثر شخصية سعِدت بلقائها؟
سعدت بلقاء كل الفنانين الذين استضفتهم في برنامجي، فكل واحد منهم كان حالةً خاصةً وتميّز بتجربة جديدة، كما اكتشفت الجانب الإنساني في شخصياتهم، وكانت أخلاقهم عالية.

- أي فنان حلمت بلقائه واستضفته في برنامجك؟
جورج وسوف فهو ظاهرة فريدة، وميادة الحناوي، كما أحب لطيفة كثيراً وأعتبرها فخراً لتونس. مروان خوري حساس جداً وراقٍ في تعامله مع الآخرين وهو حالة فنية خاصة، كارول سماحة فنانة شاملة، ونوال الزغبي راقية جداً.

- هل فاجأك أحد ضيوفك سلباً أم ايجاباً؟
فاجأتني لطيفة إيجاباً، إذ كنت أحبها كأي فنان عادي ولكن عندما تعرفت إليها وجدتها فنانة أكثر من رائعة، ولم تنجح عن عبث. سعد الصغير إنسان طيب جداً، وائل جسّار محترم... نظرتنا الى شخص عن بعد تختلف عن نظرتنا إليه عن قرب.

- من هي الشخصية التي ترغبين في استضافتها في الموسم المقبل؟
كاظم الساهر وشيرين وعادل إمام من أهم النجوم الذين أحلم باستضافتهم الموسم المقبل.

- تلقيت دروساً في التمثيل، هل تملكين هذه الموهبة؟
لا أستطيع تقييم نفسي، وسأترك المهمة للآخرين بعد خوضي التجربة، وأتمنى عندها أن أكون عند حسن ظن الناس بي.

- هل تلقيت عروضاً تمثيلية؟
تلقيت عروضاً، لكنني اليوم حامل وسأضع مولدي في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، لذلك توقفت حالياً عن متابعة دروس التمثيل، على أن أواصل لاحقاً التجربة. وكنت قبل شهر رمضان المبارك قد زرت مصر وقابلت مجموعة من المنتجين وأتمنى أن تحظى هذه الخطوة بالنجاح.

- ذكرت أنك ترغبين بدخول عالم المسرح، علماً أن المسرح من أصعب الفنون!
المسرح هو بداية التمثيل، والتمثيل الحقيقي يكون على خشبته، ومن يستطيع المشاركة في أعمال مسرحية يمكنه أن يمثّل بسهولة، فالمسرح هو المكان الذي نتواصل فيه مع الجمهور مباشرةً.

- تحبين الرحابنة، ما هو أقرب عمل مسرحي إليك؟
«زنوبيا»، فهي مسرحية رائعة.

- هل من شخصيات تاريخية ترغبين بتجسيد أدوارها؟
«عليسة» (أو إليسار)، وهي شخصية تاريخية حكمت تونس في العصور الرومانية، وكانت قوية جداً.

- ألن تعيق اللهجة مشاركتك في الأعمال المصرية أو اللبنانية؟
بعد الإنجاب، سأتلقى دروساً لتعلّم اللهجة المصرية.

- هل تعتقدين أن الشاشة المحلية التونسية أو المغربية يمكن أن تظلم الإعلامي؟ وهل تعتبرين أن الانضمام إلى شاشة عربية ستكون فرصة مهمة لك؟
هناك عروض من قنوات عربية، وأتفاوض مع قناة لبنانية وأخرى مصرية. الشاشة التونسية لا تظلم، ولكن تونس كانت منغلقة إعلامياً إلى حد ما. قدمت في تونس برنامجاً وخرج نوعاً ما إلى العالم العربي، وتنوع الضيوف العرب ساهم في انتشاره عربياً.

- إلى أي مدى الحرية الإعلامية منتشرة في تونس؟
بعد الثورة باتت الحرية الإعلامية 100/100. أعتبر أن حرية الإعلام من أهم المكاسب التي حققتها الثورة. ربما تتضمن الحريات الأخرى أخذاً وردّاً، ولكن الحرية الإعلامية هي مكسب حقيقي.

- من هم النجوم العرب الأكثر جماهيريةً في تونس؟
جورج وسوف، كاظم الساهر، وائل جسار، ولطيفة... مقاييس النجومية في العالم العربي هي نفسها في تونس.

- كيف تجدين مشاركة التونسيين في الدراما المصرية؟
مشرّفة جداً، فأي تونسي غادر تونس وقرر المشاركة في الدراما المصرية شرّف بلده وأدى مهمته على أكمل وجه. هند صبري ودرّة نجمتان، فريال يوسف تقدم أدواراً رائعة، وظافر العابدين نجم وقد أبدع في «حلاوة الدنيا». التونسي في كل المجالات يشرّف بلده.

- هل نجاح الممثلين التونسيين في مصر شجعك على خوض عالم التمثيل؟
بالتأكيد، نجاح الفنانين التونسيين يشجعني على دخول عالم التمثيل وأفتخر به.

- ما جديد الموسم الثاني من «عائشة»؟
قريباً سأعلن عن القناة التي ستتبنى الموسم الثاني من «عائشة».

لطيفة وقرطاج...

- ذكرت لطيفة أنها غابت عن مهرجان قرطاج بسبب محاربتها في تونس، لماذا نجاح الفنان أو الإعلامي يجعله عُرضة للانتقاد من الوسط الذي يتواجد فيه؟
تبقى هذه مشاعر إنسانية، وتسيطر على مختلف المجالات، سواء في الطب أو الفن أو الرياضة... نجاح الشخص في أي مجال يعرضّه للانتقاد، لأن هذه هي طبيعة البشر، فليس كل البشر طيبين أو أشراراً، ودائماً أدعو الله أن يعطينا على قدر نياتنا.