بين عادل كرم وكامل الباشا "قضية رقمها 23"... تخوين واتهامات وأكثر بتوقيع زياد دويري

كارولين بزي 13 سبتمبر 2017

لم تكن جراح "طوني" (عادل كرم) أقل من جراح "ياسر" (كامل الباشا) التي لم تلتئم بعد، فكلاهما ضحية. انه تاريخ لا يزال راسخاً في نفوس عدد من العائلات اللبنانية والفلسطينية، في قضية تحمل الرقم 23، الفيلم الجديد للمخرج زياد دويري.  

تتمحور قصة الفيلم حول خلاف يقع بين كل من "طوني"، وهو شاب لبناني ينتظر طفله الأول، و"ياسر"، وهو لاجئ فلسطيني يعمل مهندساً. ورغم بساطة الخلاف، إلا أنه يتطور ليصبح قضية وطنية ترتفع فيها أصوات التخوين، بعد أن يستغلها الإعلام ويلعب فيها دوراً تسييساً. وليس بعيداً من القضاء، يتبارز محاميا الدفاع كلٌ عن موكله لتبرئته. واللافت أن المحاميين ينتميان إلى عائلة واحدة، فتدافع محامية "ياسر" عنه، وتؤدي دورها الممثلة اللبنانية ديامون بو عبود، أما محامي "طوني" فيلعب دوره الممثل اللبناني كميل سلامة. جو الكراهية والحقد السائد بين أبطال الفيلم يبدّده شعور إنساني بسيط، يثبت أن هذا الثنائي لا يضمر كلٌ من قطبيه الكراهية للآخر، ولكن الظروف وضعتهما في هذا المأزق.

فيلم The insult "القضية رقم 23"، من تأليف زياد دويري وجويل توما، إخراج دويري، وبطولة عادل كرم، كميل سلامة، كامل الباشا، ديامون بو عبود وريتا حايك... فيه نكء للجراح التي لا تزال ملتهبة، وهذا ما أثبتته ردود فعل الصحافيين خلال مشاهدتهم الفيلم في عرضه الأول، بحيث نال إعجابهم وتفاعلوا معه. بعض المشاهد تستفزك، وبعضها الآخر يبكيك، وتجد في النهاية أننا جميعاً ضحايا ظلم الحياة والسياسة في لبنان. إلى جانب القضية الحساسة التي يناقشها الفيلم، والأسلوب الإخراجي المميز، والصورة التي بتنا نفتقدها اليوم في السينما اللبنانية، لعب الممثلون أدوارهم ببراعة، ولا سيما الممثلة ديامون بو عبود التي استطاعت أن تأسرنا بدورها الذي جمع البراءة والقوة في آن واحد، ولا سيما في أثناء مواجهتها الممثل كميل سلامة تحت قوس المحكمة. أما عادل كرم فبدا في بعض مشاهده مكبّلاً، ويبدو أن الممثلة ريتا حايك تفضّل كاميرا السينما إذ إنها ظهرت أكثر صدقيةً في أدائها السينمائي من الدراما اللبنانية. كذلك أبدع الممثل كميل سلامة في دوره، فكان الأب ومحامي الدفاع معاً. وتميز الممثل الفلسطيني كامل الباشا بإحساسه العالي، فكان ذلك الرجل الخجول، الخلوق والحساس، وقد أصاب دويري بضمّه الى الفيلم، هو الذي حاز جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "القضية رقم 23"، الذي شارك في مهرجان البندقية السينمائي، في دورته الرابعة والسبعين، ونال إعجاب الجمهور الذي وقف مُصفقاً لدقائق بعد انتهاء العرض، كذلك حظي بنقد إيجابي من الصحافة السينمائية.