لجين عمران: خربشتُ قليلاً قبل أن أصبح إعلامية ناجحة

لجين عمران,إعلامية ناجحة

حوار مايا بنّوت 16 سبتمبر 2015

يُقال بأنه يسهل الحصول على 100 صديق في عام واحد ويصعب الاحتفاظ بصديق واحد لمئة عام... لا تكترث لجين عمران بالأعداد بل بإعداد برنامجها «صباح الخير يا عرب». تنفق على إطلالتها ما يتجاوز راتبها الشهري، وتخرج من الاستديو إلى سيارتها مباشرة تجنباً لأعداء المهنة الذين قد يصادفوها في المؤسسة الواحدة. أما ما حصلت عليه من تزوجت باكراً ودخلت عالم الإعلام وسط مجتمع رافض، فهو اسم لامع وولدان ومشروع جديد في عالم المجوهرات.


- كم سنة مضت على الشاشة؟
11 عاماً... وأشعر بالسعادة والفخر لمرور هذه السنوات وما قدمته خلالها. ولا أزال أطمح الى المزيد، وتولد أحلام جديدة كل يوم رغم أنني راضية عن كل ما صادفته في حياتي المهنية.

- لو أردتِ تعديل ماضيك المهني، ماذا تلغين؟
لا أغيّر أي تفصيل، فكل ما مررت به من تعدد وظائف ومستويات أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، وكان بمثابة مدرسة لي.

- شغلت وظائف مختلفة وكأنك سعيت للوصول بجهد كبير...
حين تخرجت في الجامعة، عملت في المصرف السعودي- الهولندي، ثم أصبحت المديرة التسويقية في شركة ثم دخلت عالم الإعلام. هذا التدرج في أكثر من مجال هو الذي علّمني.

- لمَ لمْ تستمري في المجال المصرفي؟
تأتي أحياناً فرص استثنائية ولا يمكن رفضها. اقتنصت فرصاً ذهبية جعلتني أعلو أكثر فأكثر.

- ما كانت أول فرصة ذهبية في حياتك؟
تدرّجت بشكل صحي في حياتي المهنية وجاء ذلك لمصلحتي. وكانت mbc فرصتي الذهبية التي نقلتني من عالم المصارف إلى الشاشة.

- كيف تذكرين هذا الانتقال؟
هي فرصة لم تعرض عليّ في بداياتي المهنية بل جاءت في الوقت المناسب. فلا يمكن الرسام أن يصبح فناناً بمجرد أن يُمسك فرشاة ويمزج الألوان. سيختلط عليه الأمر في البداية بالتأكيد حتى يتعلّم ويفتتح معرضاً يليق باسمه ولوحاته لاحقاً. وأنا خربشت قليلاً قبل أن أصبح إعلامية ناجحة.

- تعترفين بالخربشة، ماذا تقصدين؟
قدّمت برامج فنية ولم أكن مقتنعة بها. كنت أحب أن أكون مفيدة وهادفة، وأَشبه بأن أكون مدرّسة لكن على نطاق آخر... ووصلت إلى mbc في الوقت المناسب.

- من كان الداعم الأساسي للخطوة الأولى حتى أصبحت لجين عمران وجهاً معروفاً؟
أنا محظوظة بوالديّ وهما يدعمانني وإخوتي بكل خطوة وشغف وهواية. لقد طوّرا الطموح الذي بداخلي، معنوياً وفعلياً.

- هل واجهت معوقات مهنية لبلوغ هدف معين؟
مئة في المئة. فأنا جئت من مجتمع سعودي، وهو إلى اليوم يعارض أن تطل المرأة في الإعلام وأن تعبّر عن رأيها.

- لكنك تعملين في مؤسسة سعودية حالياً...
نعم، رغم أنها مؤسسة سعودية، إلاّ أن لها توجّهاً مختلفاً وفكراً ووعياً عالياً يسبق بعض العقليات السعودية بسنوات ضوئية. ونحن نحاول أن ننتشل هذه العقليات لنسير في المركب نفسه وننشر هذا الوعي.

- هل تُزعجك هذه العقليات شخصياً؟
أشعر بالأسف تجاههم، وأرأف لحالهم مقارنة بما وصل إليه العالم وما يشغل باله ويستثمره بشيء مفيد للبشرية. بينما ينتقد أصحاب هذه العقليات الناس بحقد من موقع الى موقع عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً.

- لاحظتُ أنك لا تحذفين التعليقات السلبية على حساباتك الشخصية...
أحذف فقط ما يرتبط بالشرف والعائلة والألفاظ النابية. أما النقد المنطقي فأحتفظ به حتى لو كان ضدي، ليتعلّم غيري أيضاً.

- أي خطر تودين إزالته من هذا العالم؟
قد يكون الظلم كلمة مطاطية ويشمل الكثير من الأحداث التي قد تكون تحت مظلّته... الظلم بشكل عام.

- متى شعرتِ بالظلم؟
هي مواقف! لن أقول بأنني خُذلت، لكنها النظرة الضيقة تجاهي. لا يستطيع البعض إلاّ أن يتطلع إليّ من خلال هذه النظرة الظالمة. وهذا يضايقني. يلصقون بي كل الصفات السيئة ولا يلاحظون سوى أنني لا أضع الحجاب. لا يقولون بأنني امرأة مثقفة أو نجحتْ في تكوين نفسها واستطاعت أن تغيّر بعض الأفكار. يلغون كل الإيجابيات وينظرون إليّ من خلال الحجاب. وهذا ظلم كبير.

- من هي أكثر شخصية أثّرت فيها؟
يهمّني أن أكون قد أثّرت في ولديّ أولاً، سمير وجيلان. فهما يرجعان إليّ في كل قرار. وأشعر بقيمتي أكثر. كما أشعر بالسعادة حين أتواصل مع المعجبين الذين يتابعون أخباري بدقة ويعيدون نشرها. وكلمة شكر صغيرة في حقّهم لدعمهم.

- أنت مؤثرة في ولديْك كأم، ماذا عن المعجبين؟
أشعر بالفرح في الأماكن العامة حين ألتقي بمن يبتسم لي ويعبّر لي عن محبّته ومحبة أحد أفراد أسرته الذي لا يشرب القهوة قبل أن أطل على الشاشة صباحاً... واقتربت مني فتاة كشفت لي أن والدتها تطالبها بأن ترتدي أزياءها بأسلوبي أخيراً. كما أن ثمة من سمحت لابنتها بدخول عالم الإعلام تأثراً بصورتي الإعلامية.

- هل كان مسموحاً أن تدخلي عالم الإعلام، خصوصاً أنه لم يكن اختصاصك في البداية؟
لقد واجهت رفضاً من المجتمع الذي يحيط بي، بينما كان والداي داعمين أساسيين في حياتي المهنية رغم ترددهما وخوفهما في البداية. لكن حين تأكدا من أن ما أقدمه يضيف إلى صورتي ولا يسيء إليهما، دعماني بفخر.

- ما أكثر ما يسعدك اليوم؟
محبة الناس نعمة.

- ماذا حقّقت بعد 11 عاماً على الشاشة؟
أنا راضية أتم الرضا، وضميري مرتاح. لم أجد صعوبة في تحقيق أحلامي. ونظرة الفخر في عيون عائلتي تعني لي الكثير. وهذا ما يدفعني إلى أن أحاسب نفسي أكثر فأكثر. أنا دقيقة جداً في محاسبة نفسي من أجل ولديّ.

- تطلّ على الشاشة امرأة جميلة ترتدي أزياء فاخرة. صورة مثالية لامرأة تضحك من قلبها. من أنت في الحقيقة؟
امرأة سعيدة وفخورة بنفسي وإن كان بين الثقة بالنفس والغرور خيط رفيع. فأنا تعبت كثيراً وعرفت صعوداً وهبوطاً في حياتي، لكنني لم أستسلم.

- حين تقولين «صعود وهبوط»، هل تقصدين حياتك الخاصة أم المهنية؟
حياتي بشكل عام، فأنا لم أمدّ يدي يوماً لأي شخص حتى لأقرب الناس إليّ والذي قد يكون والدي. كنت أخجل منه. كل ما وصلت إليه كان بجهدي وتعبي. وأتمنى أن تنظر إليّ كل امرأة من هذا الجانب. لا أعرف لمَ يقيس البعض تحرّر المرأة من خلال ما ترتديه؟ أنا متحرّرة فكرياً وأستطيع التعبير عن فكري من دون قمع. التحرّر هو أن أملك قرار زواجي وطلاقي... هذه هي الحرية! لا أن يتحكم بي إنسان ويأخذ راتبي الشهري ويمنعني من أبسط حقوقي... هذه الحرية تصنع مستقبلاً أو تدمره.

- هل تعوّضين على الشاشة ما حرمك إياه زواجك المبكر؟
تزوجت باكراً في عمر الـ16... هذا صحيح. يقول والدي بأنه ظلمني حين وافق على هذا الزواج.

- هل وافق والدك أم أنتِ من وافقته حينها؟
(تضحك)، سألني طبعاً! وأنا كنت أفكر بالدبلة والكوشة والطرحة البيضاء. وكأن الزواج لعبة... لكن بعد الطلاق، اكتشفت أنني لم أعش مراهقتي. وحين أستعيد شريط حياتي اليوم، أجد أنني دخلت مدرسة الحياة باكراً وتعلّمت منها الكثير. وأنا لستُ نادمة على أي مرحلة في حياتي، لأنها نتيجة لما وصلت إليه.

- كل امرأة لديها أغنية تشبهها. ماذا عنكِ؟
أغنية شيرين عبدالوهاب تشبهني، عن امرأة عاشت أكثر من حالة وباتت تعرف ما يسعدها. لا أذكر عنوانها. شاهدتُ لقطات من مسلسلها وأحب شخصيتها كثيراً وذكاءها في الاختيار. وهو جزء من هويتها كإنسانة.

- ما أجمل ما تعيشينه اليوم؟
أجمل ما أعيشه هو الاستقرار المهني والعاطفي الذي وصلت إليه. وهذا مريح جداً لعطاء أكبر. بتُّ أعرف جيداً ما يسعدني وما يزعجني، وأتحكّم في حياتي. أُبعد عني كل ما يضايقني وأستطيع صنع بيئة مريحة من حولي تضم أصدقائي وأهلي.

- قلتِ بأنك تعيشين استقراراً عاطفياً، هل هذا يؤكد وجود الرجل في حياتك؟
استقراري العاطفي غير مرتبط برجل بالضرورة، بل بصديقات مقرّبات جداً وأطلق عليهن اسم عصابة. أتكلم معهن بشفافية من دون أي خوف.

- ألا تعرف المرأة الاستقرار الحقيقي حين تجد شريك حياتها؟
ليس بالضرورة. لكن لا يمكن رفض هذا النوع من الاستقرار، وكاذبة هي المرأة التي تقلل من أهمية وجود الرجل في حياتها. ولن أكرّر هذه المقولة بأن الرجل شرّ لا بد منه. قد يمنح الرجل حباً صادقاً للمرأة بعيداً من أي مصلحة، إذا وجد.

- ما الذي يمنع لجين من الارتباط مجدداً اليوم بعد سنوات من الانفصال؟
ما من ظرف يمنعني من الارتباط مجدداً إن وُجد الرجل المناسب. وهذا لا يعني أنني قد أسعى للبحث عنه.

- هل تشعرين بأنك امرأة عربية بالفعل حين ترتدين العباءة التقليدية والزي التراثي؟
أنا أقيّم المرأة العربية من خلال فكرها أكثر من أزيائها، لكن هذا لا يمنع أن أكون مغرمة باللباس العربي، خصوصاً الزي المغربي. يناسبني القفطان نفسياً ويمنحني ثقة بالنفس ولا أرتديه لأنه يليق بي فقط.

- تشاركك أحلام هذه الصفة، كما جمعتكما مناسبات عدة وأنتما ترتديان هذا الزي...
نعم، لاحظت حب أحلام لهذا الزي، ومعظم السيدات العربيات يرغبن الظهور به خلال مناسبات كبيرة... وحتى الأوروبيات أخيراً.

- هل تشعرين بأن التغيير الحاصل في مشهد الموضة متأثر بثقافة العرب أم لأنهم يشكلون السوق الاستهلاكي الأكبر؟
لا أتوقع أن دور الأزياء العريقة تسعى الى إرضاء أذواق العرب، بل إن المرأة العربية مستهلك كبير لديهم. وهذا سبب اهتمامهم بها وبذوقها.

- هل مصدر الوحي كذبة كبيرة أم حيلة تسويقية؟
الهدف الأكبر هو تسويقي أولاً.


عالم الأعمال والمجوهرات

- ما الذي قد يدفع إعلامية لامعة إلى دخول عالم المجوهرات؟
فكرت وشقيقتي أسيل في دخول عالم البيزنس من خلال الأزياء. وشعرت بأنه مجال صعب، خصوصاً أن وقتي ضيق نتيجة عملي الصباحي. يحتاج الأمر إلى مصانع وقياسات دقيقة. إنه موال طويل. فقررت أن أبدأ بمشروع قد تكون كلفته مرتفعة لكن تنفيذه أسهل. فاخترت عالم المجوهرات الذي أحبّه. وما من امرأة لا تحبه، لكنهن لا يستطعن جميعاً اقتناء القطع الباهظة الثمن. ففكرت مجدداً في تصميم مجموعات بأسعار مقبولة للجميع وبجودة عالية، كونها من الفضة المطلية بالذهب ومرصعة بأحجار وبقطع ماسية، ما يمنحها بريقاً مميزاً.

- هل يلامسك الشعور نفسه حين تضعين مجوهرات حقيقية وتترصعين بمجوهرات مزيفة؟
ثمة فرق كبير. لكنني لا أشعر بالثقة حين أترصع بقطعة لا تعجبني. وأظن بأنني أمنح المرأة فرصة الاكتساء بمجوهرات مميزة وبأسعار مقبولة حتى لا تقتني مجوهرات مزيفة تقلّد ماركات عالمية.

- يقول سلفادور دالي بأن الفرق بين الذكريات الحقيقية والذكريات الوهمية هو كالفرق بين المجوهرات: المزيف منها يبدو أكثر بريقاً غالباً...
هذا ممكن، لكنني امرأة خيالية ولا أكترث إن كانت الذكريات واقعية أم من صنع خيالي لأشعر بالسعادة مجرد ثوانٍ معدودة.

- من أي مرحلة تحملين أجمل الذكريات؟
كل مرحلة مررت بها فيها ذكريات جميلة وقد تعيدني إليها أغنية. وأحمد الله لأنه منحني نعمة تذكّر التفاصيل الجميلة فقط. إذ غالباً ما أنسى أسباب خصامي مع بعض الأشخاص.

- إلى أي مدى تحبين اسمك؟
كثيراً، فثمة لجين واحدة.

- ماذا حصدتِ مع الإعلام... الاسم أم العلاقات أم الثروة؟
لا يمكن أن أقول ثروة. فالإعلام يحتاج إلى الكثير من المصاريف، ولا يمكن أن تصنع المرأة منه ثروة. استنزفني الإعلام مادياً، لكن يبدو أمام الشاشة أنني صنعت ثروة. أحتاج الى 11 عاماً إضافياً في الإعلام حتى أصنع ثروة. استطعت أن أصنع اسماً رغم أنه أمر سهل اليوم. لكن ما وصلت إليه لم يكن عبر تأثر مواقع التواصل الاجتماعي. لم أكن يوماً مهرّجة أو مدونة أو فاشونيستا. لم أتجاوز يوماً الخطوط الحمر حتى أشتهر. لقد تعبت كثيراً لأحافظ على صورتي وعلى استمراريتي.

- «لم يعدْ يليق بي ...»، هذه عبارة قد تقولها أي شخصية حين تبلغ مرتبة معينة من المهنية والشهرة. هل تردّدينها؟
لم يعدْ يليق بي أن أنظر إلى الأمور الصغيرة والتافهة وأعطيها حجماً أكبر من حجمها. أعرف جيداً اليوم تقييم الأشياء والمواقف وأترك لما هو سطحي أن يمرّ مرور الكرام.

- المنافسة شرسة داخل أسوار المؤسسات الإعلامية، هل اختبرتها؟
سمعت قصصاً كثيرة. أنا امرأة غير اجتماعية في العمل، فداخل أسوار المؤسسة أنتقل من مكتبي أو موقع التصوير إلى سيارتي لا أكثر. أبقى بعيدة حتى أحافظ على مكانتي. فقد سمعت كثيراً أن الاحتكاك بأهل المهنة الواحدة ليس إيجابياً أو كما يقول المثل «عدوك ابن كارك». لا أكوّن صداقات مهنية لأترفّع عن مشاكل تُحبَك سراً.

- لم يكن تقديم البرامج الفنية ممتعاً بالنسبة إليك، ألا تهمك الأسماء الفنية اليوم خصوصاً في عالم البيزنس؟
لا يهمني أن تكون علاقتي بالنجوم قوية بل طيبة. لا أطمح إلى علاقة وثيقة بهم. أترك انطباعاً جيداً في الأوساط الفنية وخلال المناسبات وأنسحب من عالمهم بهدوء لاحقاً.

- من هي الشخصية التي احتفظت بها بعد لقاء إعلامي؟
حسين الجسمي، أصبحت علاقتنا عائلية. هو جاهز على كل الصعد وينتظر ابنة الحلال، هذا ما ينقصه. أريد أن أفرح بزواجه.

- من هي الشخصية التي تأثرت بها شخصياً؟
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أثر في كل شخص قابله وقرأ عنه واطلع على إنجازاته. وتكفي زيارة واحدة إلى دبي لاكتشاف الرجل الذي يقف وراء كل هذا التطوّر وجعل مدينة تنافس بلداناً. عباراته المنتشرة في أرجاء دبي تمنح طاقة إيجابية، وقد أخبرت ولديّ بأن هذه المدينة تنقل الى المقيم فيها طاقتها حتى يشبهها... هو متحضر وينافس العالم ولا يرضى إلاّ بالمراكز المتقدمة ويبحث عن الحداثة.

- لكن ثمة من ينظر إلى دبي بسطحية، حياة الترف والأضواء والثراء والموضة...
هذا ما قد يلاحظه عابر السبيل، إنما المقيم في دبي نظرته مختلفة تماماً. فأنا بمثابة ابنة لأهل دبي. هي أرض الفرص وتحقيق الأحلام... أشبّهها بالإنسان البسيط الذي أوصله طموحه. كانت عبارة عن صحراء حتى أصبحت كماركة تجارية عالمية.

- هل كنت تتمنين لو أن برنامجك «صباح الخير يا عرب» كان «مساء الخير يا عرب»؟
أبداً، «صباح الخير يا عرب» ينظم يومي ويجبرني على النهوض الباكر وتناول الفطور في المنزل قبل المغادرة إلى العمل. أحب استثمار كل دقيقة في نهاري.

- كيف تقيّمين تجربة شقيقتك أسيل في عالم التقديم؟
من يجهل أسيل! فهي بدأت حياتها في عالم التقديم بعمر 16 عاماً في برنامج للأطفال في قناة بحرينية. ثم شاركت في برنامج «نجم الخليج» واتجهت من ثم إلى الغناء. لم تدخل الإعلام متأثرة بي، فهي سبقتني إلى هذا العالم. لطالما كانت صاحبة حضور لافت وتضج بالحيوية. تفاجأنا بانطلاقتها أمام الكاميرا.

- أين يتّجه طموحك الإعلامي اليوم؟
طموحي أن أقدم برنامجاً بمفردي، وألاّ يكون يومياً لأنه يستهلك طاقة كبيرة من خلال تصفيف الشعر اليومي والماكياج والتحضير الدائم... لا يلاحظ المشاهد هذا التعب.

- هل يتعدى مصروفك الشهري المتعلق بمظهرك راتبك الإعلامي؟
نعم، وأقول لـmbc أحياناً بأنني أعمل مجاناً، فما يضعونه في جيبي اليمين يخرج من جيبي اليسار فوراً.

- هل هذا ما دفعك إلى دخول عالم البيزنس؟
مئة في المئة! احتجت إلى ضمانة للمستقبل، وفكرت بولديّ. قد أترك لهما اسماً جيداً في الإعلام، لكنه لن يفيدهما. فاسمي لن يدفع لهما الفواتير أو يشتري لهما منزلاً.

- كمصرفية سابقة، ماذا يعني لك المال اليوم؟
هو عصب الحياة، أحتاج الى المال للعلاج أو لتأمين راحة من يطلب مساعدتي. المال يأتي بالسقف والأمان. المادة مهمة جداً.

- متى نظرت إلى الحياة بتشاؤم؟
حين اقتربت ممن لا يستطيع العيش بسلام ومن دون معاناة من خلال زيارات ميدانية قبل أن أتعين سفيرة للنوايا الحسنة وبعدها. سافرت إلى غزة والصومال وكينيا والسودان وأندونيسيا وقابلت هؤلاء الذين يعانون. شعرت بقهر كبير لأنني مهما حاولت المساعدة فلن أستطيع مساعدة الجميع، بل عدد محدود.

- ترفقين غالبية صورك بعبارة «عالمي الجميل»، ما نسبة السعادة في حياتك؟
هناك من يظن بأن وراء كل هذه السعادة إنسانة تعيسة. بالتأكيد أمرّ بمواقف صعبة، لكنني مقتنعة تماماً بأن السعادة مُعدية وأحاول أن أنشرها حتى عبر كلمة. قررت أن أكون إيجابية دوماً.

- ما هي خطوطك الحمر على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أنشر صوراً لزوجي السابق أو لولديّ. وهذا اتفاق بيني وبين والدهما. نشرت صورة حين كانا صغيرين لكنني واجهت مشكلة. فاحترمت رغبته لاحقاً.

- ما عمرهما؟
19 و16 عاماً. الفتاة تشبهني بطموحها، بينما يعيش ابني حالياً مرحلة مراهقة وتحديد أهداف. هما أجمل إنجاز.

- كيف تحافظين على رشاقتك؟
ألقّب والدتي بـ «سيدة صحة» فأطباقها صحية على الداوم، كما أنني أستفيد من الاختصاصيين الذين نستضيفهم في البرنامج. وأنا أطهو.

- هل مكانك المفضل: المطبخ أم الاستديو أم عواصم الموضة؟
أحب كل هذه العوالم، أحب إعداد الطعام، خصوصاً المقبّلات. ومن صغري أعشق الموضة وكانت جدّتي تقول بأن كل مصروفي أنفقه على «الخراشيم». وهي كلمة سعودية شعبية تعني الأكسسوارات. ليتها بقيت على قيد الحياة لتعلم أنني اتجهت إلى عالم المجوهرات.

- بالمختصر، من هي لجين عمران؟
امرأة عصامية وطموحة جداً، تحب التحدي والناس. يقول والدي بأنني عنيدة وأجد الأمر إطراء. لا أعترف بالأمثلة بشكل أعمى. أرتدي على الشاشة ما يرضيني. أضع القوانين لنفسي في كل مكان. لا أجامل على حساب نفسي.

- ما الذي لفتك على منصة خريف وشتاء 2016؟
أحببت كلاسيكية ديور وتمسّكها بالخمسينات ودمج دولتشي إند غابانا بين الموضة والعراقة. وأحب تصاميم العراقية زينة زكي كثيراً.


الرجل

- من هو الرجل الحلم؟
الرجل الذي يحترم طموح المرأة ولا يغار منه، بل يدعمها. أتمنى أن أجد رجلاً كأشقائي الذين يدعمون زوجاتهم. لا أريد رجلاً يحبطني بل يربط نجاحي بنجاحه.

- ما رأيك بالمرأة التي تربط مستقبلها بظل رجل؟
أربط مستقبلي بنفسي وطموحاتي. أعتمد على نفسي في هذه الحياة.

- ما الذي يلفتك بالرجل، عطره أم ربطة عنقه أم ابتسامته؟
تعامله قبل أي تفصيل آخر. قد أعدّل ربطة عنقه وأختار عطره. تعامله مع الناس أهم من تعامله معي، لأنه يعكس شخصيته الحقيقية. فهو قد يجاملني.

- متى يفقد رجولته؟
حين لا يحترم نفسه.


عالمي
عطري
عطر Velvet Desert Oud من Dolce & Gabbana.

3 تفاصيل أساسية لأناقتي...
حقيبة Hermes وهذا بمعزل عن ثمنها، أشعر بأنني أستطيع تخبئة إنسان في داخلها... وحذاء Valentino وساعة Rolex الكلاسيكية رغم أنني أحببت ساعة Van Cleef & Arpels وفكرت جيداً بأن ابنتي قد تحتفظ بها من بعدي.

إلى جانب سريري...
كتاب «كيفما فكّرت فكّر العكس»، رفضت بعض أفكاره. وكتاب «حكمة اليوم للنجاح» للدكتور واين داير.

امرأة ترتدي مجوهراتي...
أفكر بالشخصية أكثر من الاسم. لكنني سأذكّر حتماً بنجوى كرم وأحلام التي انتقلت من الصفر إلى النجومية وكوّنت نفسها. استغلت قوتها بشكل إيجابي ولم تعتمد على رجل.

مكاني...
أركن سيارتي قبالة البحر وأتأمل.


ديكور: هبة رمحين
أزياء: زينة زكي

 

CREDITS

إعداد: أحمد منصور

تصوير : عبدالله محمد من NME events

شعر: رامي