Home Page

أيتها الأم

غذاء الطفل / الأطفال, نمو وتطور الطفل / الأطفال, الرضاعة الطبيعية, زجاجة / قنينة الرضاعة, جهاز تعقيم, التعقيم

27 أبريل 2009

من المعلوم أن الغذاء الصحي ضروري جدًا للطفل عمومًا وللرضيع خصوصًا، إذ لا يكفي أن يتناول وجبته في الوقت المحدد وينال كل ما يحتاجه من نوم وعناية صحية، بل يجب أن يحوز كل هذه الأمور بحنان وعطف. فبعض الأمهات يلبين أحيانًا حاجات أطفالهن الرضّع،  ومن دون قصد، في شكل آلي. رغم أنهن يقمن بذلك بحب وحنان. وبحسب اختصاصيي علم نفس الطفل وأطباء الطفل، فإن الرضيع يشعر بكل ما يدور حوله، ويمكنه أن يعرف ما إذا كانت والدته متوترة أو قلقة أو سعيدة ومرتاحة.

جميع الحواس متنبّهة
إطعام الطفل لا يقتصر على ما توفره له والدته، فأثناء إرضاعه  من ثديها أو القنينة لا تعطيه الحليب فقط بل عبارات وعاطفة ومشاعر حب وتنقل إليه أيضًا ثقافة تناول الطعام والكرم والترحاب ومتعة الأكل وتذوّقه. فخلال تناول وجبة طعامه يشعر الطفل الرضيع بكل ما ينتاب والدته من أحاسيس وكأنه في حالة توحد معها، فيشعر ما إذا كانت تواجه صعابًا حتى لو كانت لا تظهرها فهو يدرك ما يدور في لا وعيها،  و يركز كل طاقته على شفتيها وعلى ماذا يمكنه أن يعرف فيحس ويسمع ويشارك في ما تمرّ به، ولهذا السبب تلاحظ الأم أحيانًا رفض طفلها الرضيع قنينة الحليب أو صدرها.

الطفل الذي يرفض الطعام
تختلف أسباب رفض الطفل طعامه باختلاف الحالة النفسية التي تمر بها والدته. فإذا كانت الأم تمر بأزمة توتر شديد يرفض الطفل أن يأكل كي لا يزعجها. كما أن الأم حين لا تلبي احتياجات طفلها كما يرغب فأنه يمتنع عن تناول الطعام تدريجيًا. وفي المقابل عندما يرفض الطفل الطعام فإن أمه ستشعر بالذنب وبأنها غير كفوءة. لذا على الأم أن تحاول في أسرع وقت فهم ماذا يحدث لطفلها، ففي بعض الحالات يكون سبب المشكلة تقنيًا، أي عندما تحضن الأم طفلها بوضعية سيئة فإنه يشعر بالألم وبالتالي يرفض الطعام. ولكن قد يرفض الطفل الطعام بسبب مشكلة عائلية يشعر بها.

الطفل الذي يبتلع الطعام
هناك أطفال يبتلعون الطعام غصبًا عنهم خضوعاً لرغبة أمهم التي تخاف ألا يحوز طفلها الغذاء الكافي، فتجبره على إنهاء وجبته كاملة وإلا تكون أمًا مهملة لطفلها. وغالبًا ما يظهر على هذا الطفل زيادة في الوزن، ولكن ولحسن الحظ أن هذا النوع من الأطفال يخسر وزنه حين يبدأ بالمشي لأنه يتمكن من الإفلات من إصرار أمه. المهم أن تفهم الأم ما يريده طفلها وتلبي احتياجاته وتحترم رغباته.

وضعية الجلوس أثناء الرضاعة
كثيراً ما تضع الأم طفلها ممدداً على السرير أثناء الرضاعة، وأحياناً تضع له وسادة صغيرة تحت رأسه وتتركه يرضع وحده. وهذه من الممارسات الخاطئة. لأن هذه الوضعية تحدث بعض الفراغ في الحلمة أو الجزء الأعلى من القنينة مما يسمح بتخزين الهواء الذي يتسرب إلى الطفل ويسبب له غازات. كما أن تمدد الطفل أثناء الرضاعة يعرضه لاحتمال ارتداد الحليب Reflux الذي قد يتسرب إلى مجرى القصبة الهوائية الأمر الذي يسبب له التهاباً. لذا فإن الوضعية المثلى للرضاعة هي جلوس الطفل في حضن أمه جلوساً نصفياً ورأسه مرتفع أفقياً حوالي 60 درجة.

الرضاعة ليلاً
تؤذي رضاعة القنينة أثناء الليل الطفل لأسباب عدة. فهي تزيد احتمال حدوث ارتداد الحليب الذي يسبب بدوره ليس فقط التهاباً رئوياً، بل انسداداً في مجاري الهواء الأنفية، وانسداد قناة ستاكوس التي تربط الأذن الوسطى بالحلق. إضافة إلى أن تسرب الحليب إلى الرئتين يسبب أعراض الربو. فالإرتدادReflux يسبب للطفل التهاباً رئوياً متكرراً يشبه أعراض الربو. لذا فإن الامتناع عن إعطائه قنينة الرضاعة أثناء الليل واعتماد وضعية الجلوس الصحيحة للرضاعة من الوسائل الضرورية للعلاج.

التوقف عن رضاعة القنينة
من الأفضل أن تحاول الأم منع الطفل عن رضاعة  القنينة بدءاً من عمر السنة ونصف السنة، ولكن من المؤكد أنها لن تستطيع ذلك قبل بلوغه السنتين، خصوصاً إذا كان الطفل سوف يذهب إلى الحضانة حيث يجد أترابه يشربون الحليب بالكوب مما يُشجعه على ترك قنينة الرضاعة بسهولة. وينصح الاختصاصيون  الأم باستعمال كوب شكله طريف وألوانه زاهية لجذب الطفل.

 

قنينة رضاعة بلاستيكية أم زجاجية؟

يبدو أن الميل إلى استعمال الرضّاعة الزجاجية بدأ يعود، فهناك بعض الدراسات تشير إلى أن القنينة البلاستيكية مضرّة بصحة الرضيع خصوصًا إذا قامت الأم بغليّها في الماء الساخن على حرارة مرتفعة جدًا، إذ هناك احتمال أن تتحلل مواد سامة تضر بصحة طفلها الرضيع.
لذا من المستحسن استعمال الرضّاعة الزجاجية، ولكن في الوقت نفسه يجدر الانتباه إلى عدم إعطائها للطفل كيفما اتفق كي لا تقع وتنكسر مما قد يسبب أذى له.

وإذا كانت الأم تفضل استعمال القنينة البلاستيكية يجدر أن تأخذ في الاعتبار النوعية واتباع التعليمات الواردة على العلبة الحافظة.

 

أما تعقيم القنينة فيكون على الشكل الآتي:

١- تعقيم مئة في المئة. وهو خاص بقنينة الزجاج فقط. والطريقة تكون على الشكل الآتي:

  •  تُغسل القنينة والحلمة والغطاء بالماء والصابون.
  • تجفف القنينة في شكل جيد ومن ثم يُوضع الماء الذي سوف يستعمل في صنع الحليب، ومن ثم توضع الحلمة في القنينة في الاتجاه المعاكس و تغلق بالغطاء والسدادة على ألا تُغلق مئة في المئة تفادياً لاحتمال انفجار يسببه ضغط الحرارة. ومن ثم تُوضع بالمقلوب في  قدر الماء وتُغلى مدة تراوح بين 10 و15 دقيقة. وبعد ذلك وبمجرد أن يفتر الماء يجب إحكام إغلاق القنينة مئة في المئة. بهذه الطريقة تعقم القنينة والحلمة والماء، ولا تفتح إلا عند الاستعمال.

٢- التعقيم العادي. ويصلح للقنينة البلاستيك. تُغسل القنينة والحلمة والغطاء بالماء والصابون. وتوضع جميعها في قدر الماء، وتغلى لمدة تراوح بين ١٠ و١٥ دقيقة. و يجب عدم إخراجها من الماء إلا عند الاستعمال الفوري.

٣- التعقيم بالأدوية المعقمة. تُنقع القنينة والحلمة والغطاء في الماء البارد مدة نصف ساعة. ولا تُنصح الأم باعتماد هذه الطريقة في التعقيم لأن طعم الحلمة والقنينة سوف يتغير بسبب الاستعمال المتكرر لهذه الأدوية التي تحتوي على الكلور، ومع الوقت قد يرفض الطفل الرضاعة من القنينة بسبب رائحة الكلور وطعمه.

تحذير

ويحذّر أطباء الطفل من الممارسات الخاطئة التي تقوم بها بعض الأمهات. فبعضهن يحفظن الحليب المتبقي في القنينة في الثلاجة ليكمله الطفل بعد ساعة أو ساعتين إذا جاع. وهذا تصرف خاطئ، فمن المعروف أن اللعاب الذي يفرزه الطفل أثناء الرضاعة يحتوي على الكثير من الجراثيم التي تنتقل إلى الحلمة والقنينة. صحيح أن حفظ الحليب في الثلاجة يوقف تكاثر الجراثيم، لكنها تعود وتتكاثر في شكل سريع بمجرد إخراج القنينة من الثلاجة ووضعها في الماء الساخن. لذا يجب التخلّص من الحليب المتبقي فور انتهاء الطفل من تناوله. والأمر يكون أسوأ عندما لا تحفظ الأم قنينة الحليب في الثلاّجة. وهناك أمهات  يمصصن حلمة القنينة بقصد تنظيفها ومن ثم يعطينها إلى الطفل، وهذا تصرف سيئ جداً لأن الجراثيم الموجودة في فم الراشد أكثر بكثير مما هي عند الطفل، ومجرد انتقالها يعرّض الطفل لالتهابات وأمراض جرثومية.


مضار قنينة الرضاعة بعد بلوغ الطفل السنتين:

  • تشويه وتغير في شكل فك الأسنان إذ يصير مدفوعاً إلى الأمام.
  • انسداد جيوب الأنف الهوائية.
  • انسداد والتهاب متكرر في الأذنين.