سعاد عبد الله

الكويت, سعاد العبدالله, عارف الطويل, مسلسل

20 مايو 2009

سعاد عبدالله... ويتوقف الكلام ليتحدث تاريخها الفني الطويل الزاخر بالعطاء والإبداع والتميز عنها كفنانة أعطت الفن الجميل الكثير، ليس في الكويت وحدها ولكن كنجمة خليجية أضاءت بنورها مشرق المسرح ومغرب الدراما وتركت بصمة بارزة من الصعب تكرارها. عن جديدها ومحطات في مشوارها وحياتها الخاصة تحدثت إلينا في هذا اللقاء، ففتحت عقلها وقلبها. وبهدوء تام كعادتها حاولت ان تعطينا الكثير من وقتها رغم حصار الكاميرات والفنيين والممثلات وأكشن «الكاميرا تدور» في تصوير المسلسل الجديد «أم البنات»... كانت تتحدث وعينها تراقب ما يدور حولها باهتمام شديد بكل التفاصيل لأنها بطلة العمل ومنتجته في الوقت نفسه.

- ماذا سيقدم مسلسل «أم البنات» للفتاة والمرأة بشكل عام؟
أعتقد أنه سيقدم الكثير، وسيفاجأ الجمهور بالطرح الجديد لأن العمل سيتناول كل ما يدور في فلك أي فتاة، ويلقي الضوء على كل ما يخطر ببال الفتيات. فالمسلسل يعالج عدداً من القضايا الإجتماعية ومنها القوانين الوضعية التي تخص المرأة وغيرها.

- أغلب الأعمال التي قدمت أخيراً تدور في فلك المرأة. فهل تعتقدين أن هذه الأعمال تخدم بالفعل المرأة؟
رغم إيماني بأننا لسنا جهة تربوية، واننا فقط نقدم عملاً درامياً بفنية عالية، نحشد كل الظروف لنجاحه ليتحدث عن قضية اجتماعية معينة. ومن خلال هذا الفن يستقي المشاهد الفكرة ويوجه رأيه ومنظوره الخاص على أساسها. إلا انني أرى أن اغلب الأعمال التي قدمت عن المرأة ساعدت بالفعل في خدمتها، فأنا هنا أتحدث عن أعمالي وليس لي علاقة بغيري، لكني أكرر أن الفن  ليس اداة تربوية مباشرة، بل هو اداة متعة بصرية.

- هل كانت سعاد عبد الله المنتجة في مسلسل «أم البنات» أماّ بالفعل للممثلات قبل اختيارهن؟ وعلى أي أساس تم توزيع الأدوار عليهن؟
بالفعل أتعامل مع الكل بأمومة شديدة، وأحبهن. وهذا الأمر خفف كثيراً على المخرج، وذلك لأن أغلب الممثلات المشاركات معي في العمل هن من فريقي الخاص أمثال مرام وشجون وفاطمة الصفي وغيرهن. أما مسألة توزيع الأدوار فجاءت بالخبرة التي لها تأثير كبير، فبعد 45 عاماً في الفن لا بد أن أكون فهمت حدود امكانات اداء كل شخصية أتعامل معها ومستوى قدراتها، وليس بالضرورة ان يكون تخميني ناجحاً بنسبة 100% إنما أحقق الحد الأدني من هذا النجاح. حاولت بقدر الإمكان ان أضع كل ممثلة في مكانها الصحيح، وبالطبع بمساعدة المخرج السوري عارف الطويل.

- ماذا عن رأيك في كل ممثله منهن؟
شهادتي فيهن مجروحة، فكما ذكرت سابقاً هن من فريقي الخاص، وعملت معهن كثيراً وأعرف امكاناتهن جيداً. والحمد لله كلهن ممتازات في ادائهن وأيضاً التزامهن بمواعيد العمل، وهذا أهم شيء بالنسبة إلي.

- على أي أساس اختير الابن الوحيد في المسلسل؟ ولماذا لم يكن خالد امين الذي شاركك أعمالك الأخيرة كلها تقريباً؟
اخترت حمد العماني لأنه شاب موهوب والدور مناسب له أكثر من خالد أمين. أهم شيء بالنسبة إلي هو مصلحة العمل، وخالد يعرف تماماً معزته عندي، وإذا كان الدور مناسباً له فلن أتردد في اتخاذ قرار مشاركته معي مثلما حدث في أعمالي السابقه.

- في الفترة الأخيرة اسندت الأعمال الخليجية لمخرجين غير كويتيين، فما سبب هذا؟
هذا الأمر ليس جديداً على الساحة الخليجية عموماً والكويتية على وجه الخصوص، فمنذ بداياتنا في الستينات ونحن نتعامل مع مخرجين غير كويتيين. وكان أغلب مخرجينا من مصر ومنهم حمدي فريد ومحمد شرابي وعادل صادق زوج أسمهان توفيق، ونور الدمرداش، وكلهم أساتذة وتعلمنا منهم، وبنوا جيلاً من المخرجين الكويتيين على رأسهم زوجي فيصل الضاحي. فالفن ليس له جنسية وليس له وطن. أنا أرفض التحدث بهذه اللغه، ولا أحب التصنيف. لأن القيمة في الإبداع والإختلاف في التميز والتفرد.

- إلى أي مدى تم التوافق بينك وبين مخرج العمل السوري عارف الطويل؟
أنا وعارف متفاهمان جداً وبيننا نقطة التقاء في الأفكار كبيرة جداً جداً. وفي رأيي أن أي اثنين لديهما رؤية إبداعية معينة بالطبع يلتقيان وبسهولة، لأن غايتهما واحدة وهي الإرتقاء بالعمل الفني وتقديم شيء مميز.

- هذه «الغابة» من النساء كيف استطاع المخرج التحكم فيها، خصوصاً ان أغلب الفنانات في الوسط  الفني يشعرن  بالغيرة من بعضهن البعض؟
بفضل الله استطعت امتصاص كل هذه الأشياء من أول يوم تصوير، وجعلتهن يشعرن بأنهن في بيت واحد وأنا بالفعل أمهن. بالإضافة إلى أن عارف مخرج متمكن كثيراً، والفريق أيضاً  متعاون، فالعمل تطغى عليه الروح العائلية، لكن المشكله الكبيرة والأساسية التي يواجهها المخرج هي كثرة أعداد البنات في المشهد الواحد والتي أحيانا تعرقل حركة الكاميرا، والصعوبة الأكبر التي تواجهنا إذا كان عندنا مشهد خارجي، فلا بد أن نستيقظ جميعنا من السادسة صباحاً لوضع الماكياج، ولأن أغلب البنات شعرهن طويل في المسلسل وتصفيفه يأخذ وقتاً كبيراً، وفرت أربع ماكيرات ومصففات للقيام بهذه العملية.

- لماذا وقع الاختيار على الممثل غانم الصالح في دور الأب؟ ولماذا لم تختاري غيره من الفنانين حتى يقدم شيئاً جديداً ومختلفاً؟
لأن غانم نجم كبير وفنان له جمهوره وشهرته. عندما قرأت النص وجدت فيه غانم لأن شخصية الأب في المسلسل ليست سهلة وتحتاج الى ممثل راسخ  وامكاناته هائلة، ولم اجد أمامي سوى غانم الصالح.

- ما سر ارتباطك في الفترة الأخيرة بالكاتبة الشابة هبه مشاري؟
شاهدت فيها شيئاً مختلفاً، فهبة كاتبة مبدعة واثقة من ادواتها، لديها القدرة على امتصاص محيطها الإجتماعي ورصده بطريقة جيدة، وهذا ما دفعني إلى العمل معها ثانياً وثالثاً ورابعا، لأن لا يوجد فرد يكره التعامل مع انسان مبدع وغير اعتيادي.

- قررت تقديم عمل واحد فقط كل عام لماذا؟
أنا لست محتاجة الى الشهرة لكي اظهر من خلال اكثر من عمل، بالإضافة إلى انني أتعب على العمل الذي اقدمه في رمضان، ويحتاج مني الى تفرغ كامل مدة لا تقل عن سته أشهر، فبالتالي سيكون صعباً عليّ تقديم عملاً آخر متزامن معه. أيضاً لا أحب ان اشتت نفسي. وبالمناسبة أنا اشترط دائماً على كل من يتعاونون معي في العمل ألا يكونوا مرتبطين بتصوير مسلسلات أخرى في موعد تصوير العمل الخاص بي، لأني احب التفرغ والاهتمام والتركيز حتى يظهر العمل في أحسن صورة، لأنه إذا أخفق فسأكون أنا أول من يلام.

- سعاد عبد الله بعد هذا التاريخ الطويل، كيف ترين نفسك على الشاشة؟
راضية عن نفسي تماماً، ولا يفرق معي التغير في شكلي الخارجي لأني مؤمنة بأن لكل وقت جماله ولكل زمان متعته. فقد كنت شابة واستمتعت كثيراً بتلك الفترة سواء في حياتي الشخصية أو على الشاشة، والآن أنا أم  وجدة وسعيدة أيضاً بهذا. أشعر بالتصالح مع نفسي وأحب أن أشاهد أعمالي سواء وقت شبابي أو بعدما تقدم بي العمر، فأنا أحب نفسي مهما كانت سني.

- هل تشاهدين أعمالك بعين ناقدة؟ وما اكثر الأشياء التي تلفت انتباهك في العمل: الشكل أم المشهد العام أم الرؤية الأخراجية؟
بالتأكيد أتابع اعمالي بحرص وبعين ناقدة واشاهدها كامله اكثر من مرة، حتى قبل بثها في رمضان. وأهتم بتفاصيل كل شيء فأنا لست مذيعة لكي أهتم بشكلي دون الأمور الفنية الأهم، فأنا اشاهد كل شيء: شكلي وأدائي والصوت والموسيقى والمؤثرات وحتى حركات الكاميرا.

- الفنانة سعاد عبد الله أين ترين موقع الدراما الخليجية من الوضع الذي يعيشه المواطن؟
هناك كم كبير من الدراما لا تقدم لنا شيئاً يذكر، ولكن مع ذلك برزت أعمال مبدعة وجميلة وراقية استطاعت أن تقدم فكراً هادفاً يشتمل على قضايا تعالج بالفعل بعض المشكلات التي يعانيها المجتمع. وهذا النوع هو ما نحتاجه في أعمالنا خصوصاً في هذه المرحلة، ولكي نحافظ على هذا المستوى لا بد أن يكون هناك نوع من الانتقاء الجيد الملتزم والدائم في الأعمال الدرامية.

- ما هو تقويمك للساحة الفنية في العام الماضي؟
الفن مرتبط بمفاهيم وأمور كثيرة جميعها مترابطة. فالظروف الاقتصادية بالطبع مرتبطة بالأمور السياسية وأيضاً الإجتماعية، وكل طرف متأثر بالآخر في سلسلة لها انعكاساتها على كل أوجه الحياة والنشاط. وكل هذا يصب في الفن الذي يعتبر انعكاسا للحالة العامة للمجتمع، فلا نستطيع أن نقوّم سنة من العطاء الفني دون أن نقوّم جميع المعطيات الثقافية الأخرى.

- ما رأيك في تكريم الفنانين من جانب مؤسسات غير فنية مثل بيت ازياء أو صالون أو مطبوعات مغمورة، وهل ترين في ذلك إهانة للفنان أكثر منه تقدير؟
هذه وجهات نظر. وأنا شخصياً لا يستهويني موضوع التكريم المستمر، لأن الفنان له أيضا ظروفه الخاصة وبيته. ليس كل دعوات التكريم ألبيها، خصوصاً اذا تمت دعوتي ثلاث أو أربع مرات في الشهر الواحد، فنحن كفنانين وصلنا الى مرحلة كبيرة تشبعنا فيها من الأضواء والنجومية، والحضور في أي مناسبة لا يعنينا ولا يضيف لنا ولسنا محتاجين الى كل هذا. فأنا لم أكرم على مدار الخمسه وأربعين عاماً الماضية مثل  حدث في العامين الأخيرين!

- ما ردك على الانتقادات التي وجهت إلى عملك الأخير «فضة قلبها أبيض» خصوصاً من زملائك في الوسط الفني؟
هذه وجهة نظرهم وأحترمها كثيراً، لكن العمل حقق نجاحاً كبيراً فاق كل التوقعات وكانت له متابعة جيده ليست في الخليج فحسب إنما في معظم الدول العربية. والدليل استضافتي في التلفزيون الجزائري وتكريمي عن هذا العمل فمهما اختلفت الآراء  فأنا مقتنعه بالعمل 100% ، وفخورة بأني قدمته واعتبره من العلامات المضيئة في حياتي الفنية رغم كل الانتقادات.

- زوجك فيصل الضاحي كيف يقوّم أعمالك؟ وهل تستعينين به وقت التصوير؟
زوجي يقاسمني كل شيء، ورأيه مهم جداً في حياتي بأكملها وليس في أعمالي الفنية فقط. فنحن زوجان منذ حوالي 40 عاماً، والحمد لله بيننا تفاهم كبير وهو الشخص الذي يقف بجانبي دائماً وأسمع منه الكلام الطيب والمواساة عندما أصاب بالتعب والألم، ويمثل لي كل أمر حلو في الحياة.

- وما رأيه في أعمالك الأخيرة كمخرج مخضرم؟
هذا السؤال لابد أن يوجه إليه وليس إلي.

- واحفادك هل يتابعون أعمالك ومارأيهم فيها؟
بالتأكيد يتابعون أعمالي، وأعتبرهم العين الناقدة لي ولأعمالي.

- حدثينا عنهم؟
أنا جدة لستة أحفاد، من ابنتي عالية عندي حفيد واحد هو عمر، ومن ابني طلال أربعة أحفاد هم أحمد والهنوف وفيصل وعالية، ومن فواز حفيد، تتراوح اعمارهم ما بين الأربع سنوات و 16 سنه.

-  من منهم اقرب الى شخصيتك، وهل لهم ميول فنية؟
كلهم قريبون إلى شخصيتي وكل حفيد منهم لديه صفه من صفاتي لكن ارى أن عالية اخر العنقود قد تكون فنانة، فهي مزيج من البنت الشقية الدلوعة والشخصية القوية. وللعلم هي تشبهني كثيراً.