بروفيل المعمارية زها حديد

إيطاليا, مهندسة ديكور, دار الأوبرا المصرية, قاعة /صالة / غرفة جلوس, ألمانيا, قاعة /صالة / غرفة نوم, جائزة نوبل, الاستدامة في الشرق الأوسط, جمعية العمارة بلندن, مركز روزنتال للفن المعاصر, سينسيناتي, اوهايو , جائزة بريتزكر

09 سبتمبر 2009

... في الرياضة، من بريطانيا ، حيث مشروعها في إطار الألعاب الأولمبية لعام ٢٠١٢، وهو عبارة عن مركز يحتضن المسابقات المائية ويتسع ل ٢٠٠٠٠ متفرج. سقف هذا المركز على شكل موجة بمساحة ١٤٠٠٠ متر مربع.
... وفي الثقافة، من إيطاليا، حيث مشروعها لبينال البندقية الفني والذي يعتبر أكبر تظاهرة فنية تشكيلية في العالم.
في الواقع  يصعب تعداد المشاريع التي أنجزتها «زها حديد» في كل المجالات، أو المشاريع التي تعمل عليها وستنجز في المستقبل. إلا أن مشروع  مركز «دي فانو» العلمي في فولفسبورغ يبقى أقرب المشاريع الى نفسها، فهو الأكثر طموحا وتعبيراً عن فلسفتها الهندسية ونظرتها الى العمارة، وهو نموذج فريد في البحث عن ديناميكية معقّدة وفضاءات منسابة. حيث يجمع بين الكلاسيكية والتعقيد الهندسي والجرأة وكذلك في اعتماده المواد الأصلية. كما تقول زها حديد. هي زها حديد المهندسة العالمية، إبنة العراق ...
إسمها كان العنوان الأول لأخبار العمارة في العالم هذه السنة. مشاريعها الهندسية تتوزعها أركان الكرة الأرضية الأربعة.

في سطور

ولدت زها حديد في بغداد في ٣١ تشرين الأول/أكتوبر ١٩٥٠..
تلقّت الدراسة الابتدائية والثانوية في مدرسة الراهبات الأهلية ثم في مدرسة خاصة في سويسرا. انتقلت الى بيروت للدراسة في الجامعة الأميركية. وحصلت على بكالوريوس في الرياضيات.
بعد دراستها في بيروت، تابعت زها حديد الدراسة في «جمعية العمارة بلندن»، وحصلت على دبلومها عام ١٩٧٧.
بعد التخرّج عملت في مكتب «كولهاس» أستاذها السابق، غير أنها سرعان ما انطلقت لتقوم بأعمالها الخاصة في مكتب خاص بها، الى جانب التدريس في جمعية العمارة بلندن.
ورغم أن الكثير من مشاريع «زها حديد» بقيت في إطارها النظري، نجحت في تنفيذ عدد من المشاريع في بدايات عملها، وكانت غالبيتها عبارة عن ترجمة لفوزها بمسابقات عامة. ففي عام ١٩٨٢ فازت في مسابقة «دي بيك» بهونغ كونغ. وفي عام ١٩٩٤ أنجزت محطة اطفاء «فيترا» في فييل آم راين بألمانيا. وفي السنة نفسها فازت بمشروع «دار الأوبرا» في كارديف (ويلز). وفي عام ١٩٩٨ أنجزت مركز روزنتال للفن المعاصر في سينسيناتي في ولاية اوهايو الأميركية.
وفي عام ٢٠٠٠ أنجزت جناح غاليري «السيريانتاين» في لندن. وعام ٢٠٠٣، منصة «بير جيسيل» للقفز على الثلوج في إنسبروك في النمسا.
وفي عام ٢٠٠٥، صمّمت المبنى المركزي لمجمع شركة «بي إم  دبليو» في «لايبزيغ» في ألمانيا. وفي عام ٢٠٠٦، محطة القطار السريع في فراغولا في إيطاليا.
ويبقى عام ٢٠٠٤، النقطة الأكثر إضاءة في حياة زها حديد حيث نالت جائزة «بريتزكر»، وهي المرة الأولى التي تفوز بها إمرأة في تاريخ هذه الجائزة الهندسية التي تعتبر موازية لجائزة نوبل.

إسم زها حديد لم يبرز فجأة كما يخيل للبعض. فحياة هذه المرأة ومسيرتها العملية تشكّلان سيرة أبحاث وأعمال متواصلة، تدعمها دراسات متعمّقة وفلسفة صلبة، أوصلتها الى النتائج التي نتابعها اليوم بإعحاب وإنبهار. فهل لعب كونها إمرأة دوراً في هذا النجاح أم إنها واجهت العقبات والصعاب التي لاتزال تحيط بالمرأة حين تبدأ خطواتها في وسط لايزال الرجال يشكّلون فيه الأكثرية؟ عن هذه المسألة تقول زها حديد: «أعيش كوني إمرأة كنوع من التحرّر، لأنني لا أعرف القواعد التي يفرضها الرجال في هذا الوسط. هو أيضاً قوة، فالناس لا يعرفون كيف ينظرون إليك، حيث لا يوجد هناك نمطية ما. ولكن من وجهة نظر عقلية، يبقى هذا الشيء بالغ الصعوبة، وعلى الأخص في مجال صناعة المباني، حيث لا تزال النظرة إلى النساء قاسية.
شخصياً لا أعتقد أن هذا الأمر ينطبق على مجال الهندسة، وأكبر دليل على هذا أن ٥٠٪ من طلبة السنة الأولى في العمارة هنّ من الجنس اللطيف، مما يشير إلى أنهن لا يرين في هذا العمل أي تضارب مع جنسهن. في المكتب الذي أعمل فيه لا يوجد هذا التنميط، وليس هناك أدنى فرق بين رجل أو امرأة».
الأشكال التي تبتكرها زها حديد هي أسلوب خاص بها. قالوا عنها الأشكال الانسيابية، ولم يغوصوا في الخلفيات الثقافية التي نبعت منها هذه الأشكال وتنتمي اليها... هي أن زها حديد ألقت الضوء على الينابيع التي كوّنت هذه الشخصية الشكلية، في المثير من المواقف والأحاديث التي أدلت بها. ومن قراءة كلامها، سنجد أن الحروف العربية كان لها أثر كبير على المنحى الذي سلكته هذه المعمارية الفذة، فهي تشير الى أن طلبة العمارة العرب والأيرانيين كانوا أقدر من غيرهم على ابتكار تعبيرات شكلية منحنية، وترد هذا الأمر الى أشكال الحروف العربية. وتضيف قائلة: «أنا على اقتناع تام بأن التعقيدات والحيوية للحياة المعاصرة لا يمكن صبها فقط في تلك الشبكات والمكعبات الافلاطونية لأكثر مدن القرن العشرين الصناعية، فالآن ومع بداية القرن الحادي والعشرين أصبحت حياة الناس أكثر مرونة ومتعولمة، وهذا ما يجعلنا ملزمين بالتعامل مع مجتمعات أكثر تعقيداً من سابقاتها. وهذا يتطلب معماراً جديداً ذا انسيابية وتجانس كبيرين».
ولم يقف نشاط زها حديد عند العمارة فقط، بل دخلت معترك التصميم، تصميم الأثاث والحاجات اليومية. فقد أطلقت خط أثاث، لا يبتعد عن تصوراتها الهندسية، بل هو مكمل لها. وعن ذلك تقول: «المثير بالنسبة إليّ عند تصميم قطع الأثاث هي القدرة على الإبداع بشكل سريع بفضل استعمال آخر التقنيات في التصميم والتصنيع على حدّ سواء. طاولة «فيترا» ومجموعة «سيملاس» لـ«إيستابليشت أند سانز» مع بعض لم تستغرق سوى شهرين على أكثر تقدير».
...وذهبت أبعد الى حد وضع تصاميم لغرف متكاملة بكل تفاصيلها، فجاءت غاية في الإبداع والفرادة.
ويذكر تعاونها مؤخراً مع دار «شانيل» في معرض متنقل (حالياً في نيويورك) شمولية تصوراتها الفنية لحياة أكثر معاصرة وملائمة مع طبيعة العصر ومتطلباته.
وقد أنجزت زها حديد تصميم المكان الذي تعرض فيه أعمال ١٨ فناناً من مختلف البلدان، وهي أعمال مستوحاة من حقيبة «شانيل» الشهيرة. فجاء التصميم أشبه بالمتحف المتحرك. وهو نفسه يعتبر عملاً فنياً بحد ذاته من حيث قدرته على إعادة صياغة نفسه وشكله كلما تنقل إلى وجهة جديدة من العالم.
ويقول كارل لاغرفيلد المصمم الكبير لأزياء دار «شانيل» أن «أهم قطعة فنية في المعرض هي المبنى نفسه الذي يحوي الأعمال الفنية»، مشيراً إلى الأبداع الذي أنجزته زها حديد في مجال العمارة .
وعن مشاريعها في الشرق الأوسط، تقول زها حديد: «هناك عدد من المشاريع التي نعمل عليها في منطقة الشرق الأوسط»..  ولعل من أبرز هذه المشاريع التي يتم العمل عليها في مدينة دبي، مبنى «أوبوس»  لمالكته شركة «أمنيات» العقارية. وهو مبنى فريد، سيكون عند إنتهائه أحد معالم دبي المعمارية المدهشة.