Home Page

إعترافات لص النجوم

أطفال النجوم, سلمى المصري, جريمة, لص النجوم, سرقة, مجوهرات, رجل / رجال مباحث, علم النفس, مشاهير, سارق, رئيس الوزراء, نجوم مصريون

30 أبريل 2009

زملاؤه في المهنة يطلقون عليه «الدكتور». اسمه غريب حسان، الشهير بلص النجوم، يرفض أن يرتكب جريمة سرقة عادية، قطع عهداً على نفسه ألا يسرق إلا المشاهير، واختار فيللات وقصور النجوم ليزورها ليلاً، وهو يحمل كشّافه وأدوات السرقة ويتلذذ بمشاهدة التحف وأثاث كل قصر قبل أن يسرقه. وعندما سقط في أيدي الشرطة كان يحمل ذكريات سرقاته لقصور شريهان وسكينة السادات وإحسان عبد القدوس وأنيس منصور، التقيناه ليحكي لنا كل هذا ويكشف أيضاً حكايته مع الفنانة شادية التي تراجع عن سرقتها في آخر لحظة.

يحب أن يسموه «برنس» هذه المهنة، فهو ينظر باحتقار للصوص الذين يسرقون بلا هوية، لا يختارون بدقة ضحاياهم، ورغم أن والده لم يكن سوى نشال فإن الابن بدأ رحلته مع الجريمة عام 68 بفكر مختلف، كان يحب أن تترك جرائمه بصمة في وسائل الإعلام، حينما كان يسرق قصراً أو فيللا لأحد النجوم كان يعشق أن يقرأ في اليوم التالي تفاصيل جريمته في الصحف، وتزداد سعادته حينما يشعر بأن الدنيا «مقلوبة» بالتعبير المصري على سارق فيللا النجم الشهير.
منذ سنوات عدة قرر غريب أن يسرق فيللا النجمة شريهان في المنصورية، وهي منطقة هادئة وعامرة بقصور المشاهير وكبار القوم والشخصيات العامة، درس اللص المنطقة جيداً، وكان يدون في أوراقه بعض الملاحظات عن ارتفاع الأسوار، والحراسة ومناطق الضعف في هذه الأماكن.
يقول غريب: «لا أنسى ذكرياتي مع قصر شريهان، كنت معجباً بهذه النجمة الاستعراضية وقررت أن أزور قصرها، رغم أن زيارتي لم يكن مرغوباً فيها، تسللت بهدوء إلى داخل القصر مستغلاً بعض نقاط الضعف، وحددت بدقة أفضل توقيت للسرقة، كنت أعلم أن شريهان مرتبطة بعمل فني خارج القاهرة في هذه الأثناء، وأدركت أن أفضل توقيت لسرقة قصرها هو هذا الوقت».
ويكمل لص المشاهير: «نسيت نفسي وأنا داخل القصر، جلست لمدة ربع ساعة أتأمل التحف وأثاث وديكورات الفيللا وأدركت أن النجمة شريهان عالية الذوق، فجأة تنبهت الى أنني أضعت وقتاً طويلاً بلا طائل، توجهت فوراً إلى الغرفة التي تحتفظ بها بمتعلقاتها الثمينة وكنت رحيماً معها، وسرقت بعض الماس ومجوهرات ثمينة ومبلغ 3 آلاف جنيه فقط وغادرت المكان رغم انه كان في إمكاني أن أسرق المزيد.

المخاطرة
- سألت لص المشاهير، ألم تكن تخشى القبض عليك بسبب مخاطرتك بسرقة المشاهير؟
المخاطرة في دمي، وذكاء اللص أن يهرب من هذه التحديات، واحترفت أن أخطط جيداً لكل مكان أسرقه قبل أن أضرب ضربتي وهذا لا يمنع أنه تم القبض عليّ مرات عدة ودخلت السجن على يد النقيب إسماعيل الشاعر (وهو مدير أمن القاهرة حالياً) وذلك حينما كان معاوناً لمباحث قسم شرطة السيدة زينب.

- من هم أشهر الذين سرقتهم؟
لا أذكرهم جميعاً، لكنني لا أنسى فيللا الكاتبة سكينة السادات التي كانت تسكن في منطقة المنصورية، وجدت أمامي أموالاً كثيرة ولكنني انبهرت بالتحف والأنتيكات، وبعض الصور الأثرية، قررت ألا أسرق أموالاً أو مجوهرات وسرقت التحف وقمت ببيعها بسعر كبير لتاجر أنتيكات في الزمالك.
كنت أسرق من أحبهم، وكنت أعشق كتابات إحسان عبد القدوس وأنيس منصور، تمكنت من الوصول الى عناوين فيللاتيهما، راقبتهما جيداً وحددت ساعة الصفر. في كل فيللا لم أكن أهتم بمجرد السرقة، لكنني كنت أمضي بعض الوقت في تأمل محتويات الفيللا وأتخيل نفسي جالساً مع النجم صاحب الفيللا وأتحاور معه في ساعة صفاء، ولكنني سرعان ما أفيق من شرودي وأعود إلى عالمي الواقعي وأهرب بالمسروقات قبل اكتشاف أمري.

- وما هي حكايتك مع شادية؟
يبتسم اللص الشهير ويقول: أحب هذه المطربة العملاقة بشدة، وأتابع جميع أعمالها الفنية واستمع لأغانيها، لكنني قررت أن أسرقها، وصلت إلى شقتها في حي الزمالك، وتحدثت مع حارس العمارة التي تسكنها وعلمت  منه بموعد خروجها، وموعد عودتها ودرست المكان جيداً وحددت الموقع الذي  سأدخل منه شقتها.
يكمل غريب حسان: «حددت ساعة الصفر، جهزت معدات السرقة واتجهت لشقة شادية لكنني خلال رحلتي لشقتها سمعت إحدى أغانيها العاطفية ولا أدري لماذا تحركت بداخلي مشاعر إنسانية للمرة الأولى وقررت أن أتراجع عن السرقة، لا أعلم السبب الحقيقي، لكنني أعلم في النهاية أن شادية لا تستحق أن تفاجأ بسرقة متعلقاتها الثمينة، خشيت عليها من الصدمة.

- أريد أن أعود بك إلى البداية،  حيث أول جريمة ارتكبتها؟
حينما توفي والدي عام 1968 قررت أن استأنف مسيرته، لم يكن لي مصدر دخل سوى السرقة، تدربت عليها بواسطة أحد أعوان والدي وقررت أن أتحدى الجميع بسرقة كبار القوم رغم صعوبة هذه النوعية من الجرائم.
بدأت بفيللا رجل أعمال شهير، قمت بسرقة ألفي جنيه من خزانته وقتها كان هذا المبلغ ثروة، لكنني لم أكتف بهذه الجريمة وقررت أن ارتكب جريمة أخرى، وقررت سرقة فيللا رجل أعمال وعضو مجلس شعب شهير عن دائرة السيدة زينب كان له نفوذ وسطوة داخل الدولة.
يكمل لص المشاهير: «درست مكان الجريمة جيداً، واخترت الباب الخلفي من الفيللا لأتسلل منه مستغلاً كرسي الحارس وتمكنت من سرقة خمسة آلاف جنيه وهربت، ولكن سعادتي انهارت لأن رجال المباحث تمكنوا من الوصول إليّ، وتم القبض عليّ وإيداعي السجن ثلاث سنوات».

بدون توبة
- ألم يدفعك السجن إلى البحث عن التوبة؟
كلمة التوبة ليست موجودة في قاموس حياتي، لأنني أعشق المغامرة، وأحب حياة الخطر، فكل سرقاتي موجهة لأشخاص مهمة وأنا أعلم أن الدنيا تقوم ولا تقعد بعد بلاغ واحد من ضحايا سرقاتي لأنهم كلهم ذوو شأن، وحينما خرجت من السجن قررت استكمال نشاطي وركزت جهودي على منطقة الجيزة حيث يسكن الأثرياء والمشاهير في منطقة المنصورية.
يكمل غريب: «اخترت قصور عائلة الزمر «وهم أقارب المذيعة الشهيرة فريدة الزمر» وقمت بسرقة ثلاث فيللات على مدار ثلاثة أيام متتالية، ولم يخطر ببال الشرطة أن الجاني سيكرر جريمته في المكان نفسه وبالطريقة نفسها لكنني لم أكن أخشى شيئاً لأن حصيلة السرقات كانت مبهرة».
يواصل غريب: «بعد الجرائم الثلاث قررت التوقف عن الجريمة خمسة شهور متصلة حتى تهدأ أجهزة الأمن وتتوقف عن البحث، وبلغت سعادتي أقصى حدودها حينما شعرت بأن الشرطة فشلت في التوصل الى مكاني ووجدت معي أموالاً كثيرة.

- أين ذهبت أموال هذه السرقات؟
ضاعت على النساء، ولكنني أعشق الحلال، تزوجت 13 مرة ولم يستمر أطول زواج أكثر من عام، أنجبت ستة أبناء وكدت أنسى أسماء زوجاتي نظراً الى كثرة عددهن، وكانت كل زوجة تطالب بحقوقها والنفقة وضاعت أموالي بسبب مغامرة الزواج والطلاق، لكنني لم أندم على تصرفاتي.

- هل أحببت جميع زوجاتك؟
الحب الوحيد هو لزوجتي الأولى، كانت تخشى عليّ من الشرطة وتطالبني بالتوبة دائماً لكنني فشلت لأن السرقة أصبحت تجري في دمي، ولم أستطع أن أبحث عن أي عمل جديد شريف.

- هل تقرأ الصحف؟
أنت أمام لص مثقف، وفيلسوف يعرف كل شيء ويتابع الأحداث ويختار المكان الذي يسرقه، يكفي أنني سرقت شقة شقيق الدكتور الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق دون أن أخشى شيئاً وبدأت الشرطة تتوصل إلى دوري في كل جريمة بسبب ما يسمى بالبصمة النفسية.

- وما هي البصمة النفسية؟
ضحك حرامي المشاهير وقال: «هذا مصطلح يعرفه رجال المباحث والمتخصصون في علم النفس، فلكل لص بصمة نفسية، بعض المجرمين يحب  أن ينام في منزل ضحيته، والبعض الآخر يحب أن يفتح الثلاجة ويتناول ما فيها من طعام وأنا من النوع الثاني، وأصبحت المباحث تعرف دوري في كل جريمة بواسطة هذه البصمة النفسية».

- ولماذا لا تتجاوز هذه الغلطة حتى لا يتم الإيقاع بك؟
إن شاء الله سأفعل.

- ما خططك بعد خروجك من السجن؟
مواصلة سرقة المشاهير والنجوم.