الخادمة خانت الأمانة...

جرائم, مهرجان سينما الذاكرة المشتركة المغربي, الخادمات

14 سبتمبر 2009

كشفت تحقيقات الشرطة في ولاية أغادير في جنوب المغرب حول الجريمة التي ذهب ضحيتها الطفلان التوأمان، آدم وسارة، ضلوع الخادمة في ارتكاب هذا العمل. واعترفت الخادمة التي تنحدر من منطقة تاليوين بإقليم تارودانت في جنوب المغرب، بقتل التوأمين، اللذين كانا قد اختفيا عن الأنظار في مدينة إنزكان، وتم العثور عليهما مقتولين في الطابق تحت الأرضي في منزل والديهما. وأوضح مصدر أمني أن التحريات المستفيضة مكنت من الوصول الى فك لغز هذه الجريمة البشعة. وكان الطفلان البالغان من العمر ثلاث سنوات، قد اختفيا في ظروف غامضة قرب منزلهما الكائن في حي النرجس بالجهادية في مدينة إنزكان.

لم يكن صباح ذات يوم جمعة عادياً في حياة أسرة إبراهيم الدركي: ففي هذا اليوم سيفقد هو وزوجته طبيبة الأسنان طفليهما آدم وسارة، جريمة هزت أركان منطقة الدشيرة الجهادية في مدينة إنزكان.
غادر إبراهيم وزوجته السعدية ذلك الصباح دارتهما في حي النرجس، بعدما قبلا آدم وسارة، البالغين من العمر ثلاث سنوات، دون أن يعلما أن تلك كانت آخر نظرة سيلقيانها على طفليهما وهما ممددان في سريرهما.
من جهتها، ودعت جميلة، وهي خادمة في ربيعها الحادي والعشرين، إبراهيم والسعدية، وهما على عتبة الباب الرئيسي لمسكنهما مؤكدة انها سترعى آدم وسارة، كما عهدا منها منذ التحاقها بالأسرة قبل عام.

تقول جميلة في تصريحها للضابطة القضائية: «بين الساعة العاشرة والحادية عشرة صباحاً من يوم الجمعة الماضي، وبينما كنا نلعب، سقطت سارة على رأسها، فأغمي عليها، فحركتها، فإذا بها جثة هامدة. خشيت أن يبلغ آدم أبويه بما حصل فخنقته، وأخفيت جثتيهما في الطابق التحت أرضي بالمنزل».
تصعد جميلة مرعوبة إلى وسط الفيلا، متجهة صوب الهاتف، وهي تحاول تقمص شخصية الضحية المفزوعة، وترفع السماعة، وتطلب رقم والدة آدم وسارة لتقول لها: «للا، راهم الدراري خرجوا وما رجعوا، هذي ساعة وأنا كندور عليهم»، أي: «سيدتي الولدان خرجا ولم يعودا إلى حدود هذه الساعة وأنا ابحث عنهما»، ثم تقطع الخط.

تغادر الأم مذعورة مقر عملها، وتخبر الأب إبراهيم بالخبر الأليم، ليتيه الكل في بحث عن المجهول، قبل أن تحضر الشرطة بكلابها المدربة لتمشيط المنطقة، دون تحقيق أي نتيجة.
ووسط رعب تسلل إلى نفوس عائلات إنزكان، واصلت الشرطة العلمية التابعة للضابطة القضايئة تحرياتها، عبر استدعاء كل من تردد على منزل الضحيتين قبل اختفائهما عن الأنظار بـ 48 ساعة، لكن البحث لم يفض إلى نتيجة.
يمر الوقت ويزداد الضغط، ويتحول مسكن إبراهيم إلى محج للمواسين والزائرين.
يحل يوم السبت، أول أيام شهر رمضان، تنزل جدة آدام وسارة إلى الطابق التحت أرضي بحثا عن مكان لذبح ديك بمناسبة فاتح رمضان، فتفاجأ برائحة كريهة تملأ القبو، لتلمح قطرات دم على الأرض، فتعقبتها باندهاش إلى أن وصلت إلى كيس كرتوني كبير في الزاوية.
ترفع الجدة واجهة الكيس الكرتوني، لتسقط أرضا، لما رأت آدم وسارة جثتين هامدتين. فتحول المكان إلى ساحة عويل على فقدان التوأمين، انخرطت فيه الخادمة، قبل أن تجد نفسها في غرفة التحقيق، معترفة بما وقع في ذلك اليوم...

انهارت الخادمة أمام المحققين عندما حاولوا أخذ عينات البصمات من جثتي الطفلين، وأقرت أثناء التحقيق معها بأنها عمدت إلى خنق آدم وسارة موضحة أن ما فعلته كان نتيجة العنف الذي تتعرض له من أم التوأمين، بينما  تلقى الأب الخبر من المحققين بصدمة موضحا أن المتهمة تشتغل  بمنزله منذ عام ولم يشك للحظة واحدة أن تكون وراء مقتل طفليه.