السعودية تواجه العنف ضد المرأة بحملة 'ما خفِيَ كان أعظم'

المرأة السعودية, المملكة العربية السعودية, العنف ضد المرأة, قضايا المرأة, قضية / قضايا إجتماعية

04 أغسطس 2013

صورة امرأة ترتدي نقاباً، وتبدو آثار التعنيف واضحة على ما ظهر من وجهها وعينها، تُبث من خلال إعلان، تتخلله رسائل إعلامية انتهت بعبارة «ما خُفي كان أعظم»، ليُرفع الستار عن  المبادرة التي أطلقتها مؤسسة الملك خالد الخيرية حول تعنيف المرأة في السعودية.
من هذا المنطلق تفاعلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الحملة، لتسارع المؤسسة في إنشاء هاشتاق «ما خفي كان أعظم» عبر حسابها على موقع تويتر، تحت شعار «معاً للتصدي لظاهرة العنف ضد المرأة»، إلى جانب نشر الإعلان الذي أحدث ضجة كبيرة  في أوساط المجتمع السعودي ليصفه البعض بأنه إهانة للدين وللمرأة المنقبة. في حين تجاوب معها عدد كبير من المغردين الذين أكدوا على أهميتها وضرورة تفعيلها في المجتمع. «لها» حاورت المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل
للوقوف على أهداف هذه الحملة وآلية عملها...


كيف بدأت فكرة الحملة؟ ماهي الدراسة التي استندت إليها، وما سبب تسميتها بهذا الاسم؟ 
بدأت فكرة الحملة عندما قامت مؤسسة الملك خالد الخيرية وبالتعاون مع وكالة ميماك أوغلفي للإعلانات بتسليط الضوء على موضوع العنف ضد المرأة كأحد المواضيع المهمة والحساسة في المملكة، ولكن الخطوة لم تأخذ حقها من قبل الإعلام والجهات الخيرية والرسمية. وفي  ظل الحاجة إلى زيادة مستوى الوعي في المجتمع السعودي عن العنف الأسري وأهمية مواجهة العنف ضد المرأة بالذات، وضرورة الكشف عن هذه الممارسات التي تحدث بشكل يومي من دون أن يعلم أحد بوقوعها والحد منها، قررت المؤسسة إطلاق هذه الحملة. وهنالك سببان لتسميتها، الأول هو أن غالبية الإصابات الناتجة عن العنف الأسرى يخفيها المعنَّف نتيجة للعادات والتقاليد السائدة في المنطقة، والثاني هو قلة توافر المعلومات الدقيقة عن هذه القضية وتوجه الجميع للتستّر عليها.

ما الأهداف المرجوة من الحملة؟ وما الخطوات المتخذة لتحقيق تلك الأهداف؟
هنالك ثلاثة أهداف رئيسية من هذه الحملة. الأول: تسليط الضوء على هذه الظاهرة وتحفيز التفاتة المختصين والمهتمين بالقضايا الاجتماعية إليها، الثاني: زيادة وعي المجتمع السعودي بشكل عام والنساء بشكل خاص حول الظاهرة وتوفير منصّة للنساء في المملكة للتبليغ عن ممارسات العنف ضدّهن، الثالث: سعي المؤسسة إلى مواجهة هذه القضية وتفعيل دور الجهات والمؤسسات المعنية بمواجهة هذه القضية في المملكة. وهذه الأهداف والمساعي لا يمكن أن تتحقّق دون سنّ قانون صارم في المملكة يمنع الاعتداء على المرأة، ونحن واثقون بأن النظام  سيدخل حيّز التنفيذ قريباً بإذن الله.

من هم أعضاء الحملة؟ وما البرامج المقدّمة من خلال الحملة؟
أعضاء الحملة هم فريق عمل مؤسسة الملك خالد الخيرية ووكالة ميماك أوغلفي. وكل البرامج تأتي في إطار حملة إعلانية تتخلّلها رسائل إعلامية لتعزيز الوعي بهذه الظاهرة، فضلا عن تسليط الضوء على أبرز الجهات المسؤولة عنها.

هل ستدخل الحملة ضمن نطاق التوعية فقط، أم سيكون لها دور مع جهات أخرى مثل حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية والشرطة؟
حالياً الحملة هي توعوية بالأساس، وضمن مساعي المؤسسة لتحفيز التغيير الإيجابي للسياسات المرتبطة بالقضايا الاجتماعية، ونحن في المؤسسة نسعد بالتعاون مع أي جهة تحمل الهم نفسه.

كيف ستساهم هذه الحملة في الحد من قضايا العنف الأسري؟ وهل تستقبل مؤسسة الملك خالد الخيرية حالات عنف؟
ستساهم الحملة في نشر الوعي مما سيساهم في الحد من هذه القضايا، فضلاً عن أن تسليط الضوء على هذه القضية من خلال الحملة سيساهم أيضاً في الحد من العنف إذا أخذ ممارسوه في الاعتبار أن هناك جهات رقابية تكفل حقوق المعنّفين.

نشرت بعض الصحف المحلية حالات عنف ضد الرجال (وإن كانت قليلة فهي موجودة)، فهل هذه الحملة تُعنى فقط بالمرأة والطفل أم بالأسرة بشكل عام؟
هذه الحملة بالتحديد تخص المرأة المعنفة فقط.

هل لديكم إحصاءات جديدة عن العنف ضد المرأة في السعودية؟
لا أحد يعرف الحجم الحقيقي للظاهرة وآثارها الفعلية، وهذه إحدى المشكلات التي تسبّبت بانتشار الظاهرة، فلا يوجد لدينا دراسات دقيقة تبيّن العدد الفعلي لحالات العنف في المملكة، ولكن علينا الاعتراف بأن الظاهرة موجودة ويمكن لكل من يعمل في الأجهزة الأمنية وبعض المؤسسات الاجتماعية أن يشاهدها ويعرف عنها.

يعتقد البعض أن شعار الحملة (LOGO) له علاقة بالدين، خاصة أن البعض منهم حصره بالمرأة المنقبة؟ ما ردّكم على ذلك؟ ومن أين أتت فكرة هذا التصميم؟
وجود النقاب في الحملة يأتي للإشارة إلى الواقع في المجتمع السعودي. ويجب أيضاً ألا ننسى أن الدين الإسلامي يكفل حقوق المرأة وكرامتها على كل الأصعدة. أما من ناحية أن البعض حصر المشكلة في المرأة المنقّبة فهذا غير صحيح، فمن الطبيعي أن نجد ردّات فعل متباينة ومتنوّعة لا سيّما أن الحملة لاقت تجاوباً وتفاعلاً إيجابياً هائلاً في المجتمع السعودي، ومجتمعات الدول العربية المجاورة، حتى أنها وصلت إلى كل أنحاء العالم ويتم حالياً تداولها عالمياً.