ميساء مغربي تكشف الأسرار: هذه حقيقة ارتباطي بمحمود بو شهري

ميساء مغربي,الأنانية,محمود بو شهري,مقابلة,إرتباط,دراما خليجية,مصر,social media,النجوم,مسلسل غرابيب سود,السوشيال ميديا,إليسا,دراما المحروسة,الخليج,مسلسل «قلبي معي»,تتر,ماجد المهندس,أنغام

ميشال زريق 09 أغسطس 2017


بين دراما المحروسة، ودراما خليجية بنكهة مختلفة، نجحت ميساء مغربي في أن تكون ابنة الخليج بالهوى والانتماء، وأن تتنقّل بين قضايا مجتمعها الشائكة والمثيرة للجدل بحذرٍ وتأنٍّ، فتُتوّج هذه العلاقة الوطيدة بينها وبين دراما الخليج بعد 16 عاماً، بمسلسل «قلبي معي»، الذي كرّس ثنائيتها مع الممثل النجم محمود بو شهري، وثبّت خطاها كمنتجة تسهر على نجاح عملها، وككاتبة سيناريو نجحت في امتحان ثقة الجمهور، بقصّةٍ وحبكة متينة ومبنيّة على وقائع ملموسة في حياة الإماراتيّين، مواطنين وقاطنين. في حوارها مع «لها»، تكشف ميساء الجوانب المختلفة للعمل، وتتحدّث عن تجربتها الإخراجية الجديدة ومشاريع كثيرة... في هذه السطور.


- حدّثينا بدايةً عن أصداء مسلسل «قلبي معي» بعد مرور ما يقارب الثلاثة أسابيع على انتهاء عرضه الأول.
الحمد لله، تلقيتُ اتصالات تهنئة كثيرة من مختلف أقطار العالم العربي، وحتى من لبنان، وفوجئت بأنّ للمسلسل أصداء في دول لم يُعرض فيها على أقنية محلّية، وأنا ممتنّة كثيراً للنجاح الذي حقّقه العمل والصدى الذي تركه لدى الجمهور. أول كلمة وُصِفَ بها العمل كانت «مختلف» عما اعتدنا عليه، وهذا ما يُضيف إلى سعادتي سعادةً بالتميّز عن السائد.

- عندما تقولين إنه عمل مختلف، ماذا يعني ذلك؟!
«قلبي معي» مختلف تماماً عمّا عهدناه في الدراما الخليجية، لا أريد أن أصفه بالعمل النخبوي ولكنّه عمل موجّه، هادف وبعيد عمّا اعتاد عليه الناس، في صخب الأحداث، سرعة وتيرتها، حيوية شخصياتها والحوار ذي النبرة المرتفعة... طرحنا مشاكل كثيرة ومواضيع متداخلة ودراما حقيقية، وعالجنا قضايا متشعّبة بهدوء ولطف شديدين.

- كتابتكِ للعمل استغرقت عامين، كيف كان توزيع الأدوار وتوجيه الخطوط الدرامية فيه؟
في البداية، أنا لا أسعى الى توسيع خطّ أي بطل على حساب آخر. عندما انتهيت من كتابة القصة، عمل الكاتب عثمان جحا على كتابة السيناريو وصياغته، وبعد انتهائه من المهمة، جلستُ معه ومع كاتبين آخرين في ورشة عمل مغلقة لإعادة قولبة الحوارات وصياغتها وترتيب المشاهد. ولا أخفي عليكَ أنّني حذفتُ لنفسي 64 مشهداً من العمل، فأنا أؤمن بالبطولة الجماعية ولا أحبّ الخطوط «المونو» (الأحادية)، فكلّ الخطوط تأخذ مساحتها، ولكلّ دور مساحته.

- قد يفهم البعض مبدأ البطولة الجماعية بصورة خاطئة...
يرى البعض أنّ البطولة الجماعية هي بطولة لخمس أو ست شخصيات تأخذ مساحتها الكافية وتتفرّد بالخطوط العامة للأحداث من «الجلدة الى الجلدة» كما نقول بالعامية، فأنا مع منح كلّ ممثل دوره الذي يستحقّه، وبالتالي المساحة تكون وفق الخبرة والأقدمية، وعلى العموم القسمة متوازية في أعمالي. في نهاية المطاف، الجمهور يملّ من مشاهدة بطل أو اثنين على مدار ثلاثين حلقة... «وما نضحك على بعض»، ليس هناك ممثل يستطيع أن يأخذ على عاتقه ثلاثين حلقة، هذا أمر صعب للغاية.

- في هذا العمل استعنتِ بأنغام لغناء «تتر» المسلسل، وبماجد المهندس في أغنية خاصة، هل باتت هناك موضة التعويل على الفنانين لإنجاح المسلسلات بالشارات وانتشارها بأصواتهم؟
سأتحدّث عن أنغام بدايةً... أنا من جمهورها وعشّاق صوتها وأدائها، وأعتبر أن مشاركتها وكذلك ماجد المهندس في المسلسل من خلال التتر أو أغنية الختام قد أتيا لتتويج نجاح العمل. التتر مهم جدّاً، وهو جزء لا يتجزأ من نجاح المسلسل بحد ذاته، ولا تنس أنّه ثابتٌ لا يتغيّر على مدى 30 حلقة، وسيبقى كذلك إلى الأبد بعد عرضه، سواء على محطات أخرى أو على «يوتيوب».

- هل لي أن أسأل لماذا اختارت ميساء المنتجة أنغام لغناء التتر؟
عندما كان الشاعر تركي في صدد كتابة الأغنية، وبعد أن أنجز مقطعين فقط منها، قلتُ له إنّني لا أتخيّل أن هناك أفضل من أنغام لتأديتها، وهذا ما حصل بالفعل. أنا من محبّي الأصوات المميّزة والتي من دون آلات موسيقية تُطرِبُكَ. إحساس أنغام رائع ولا يُضاهى في كلّ أعمالها، ولكن هذا لا يعني أنّني لا أحبّ التعامل مع فنانين آخرين في أعمال مقبلة.

- مع من تتعاملين مثلاً؟
أحب شيرين عبدالوهاب، إليسا وحتى نوال الكويتية، ولكن في هذا العمل رأيتُ أنغام. وأريد أيضاً التحدث عن «البرنس» ماجد المهندس، الذي قدّم أغنية في ختام العمل، والذي لا يمكنكَ أن تتصوّر أحداً غيره يُقدّمها. وأظنّ أنّ أنغام وماجد المهندس يمثّلان قيمة مضافة لمسلسلنا الذي قدّم طروحات كبيرة ومهمة وتستحقّ وجود أصوات مميّزة تتوّجها. أؤمن تماماً بتكافؤ الإنتاج من ناحية الإخراج، النص، التتر، الممثلين وحتى الموسيقى التصويرية، وهنا أنتهز الفرصة لأشكر إياد الريماوي على الموسيقى التصويرية، التي وإنّ لم تأخذ حقها إلّا أنّها تركت بصمةً لدى الكثيرين.

- لنتحدّث عن دوركِ «يارا» في المسلسل، كم من المجهود تطلّب منكِ وهل أضفتِ من شخصيّتك الى الكاراكتير؟
هذا صحيح، أضفتُ من خصال ميساء مغربي وصفاتها الى شخصية يارا، وهذا كان سهلاً وصعباً في آنٍ واحد، لأنّني كنت أهاب أن ينسب بعض الأشخاص الذين أعرفهم مواقف تمرّ ضمن أحداث المسلسل إليهم... خفتُ أن يفكّر البعض بأنّ يارا هي ميساء.

- أين تلتقيان؟
تشرّبتُ الشخصية إلى حدّ كبير، ناهيك عن أنّها تنتهجُ إعلاماً يتماشى مع مبادئي، وهذا ما زاد تركيزي على الشخصية وشجّعني على تطعيمها ببعض تصرّفاتي، ولكن في الحقيقة لم يُتعبني التمثيل في المسلسل، بل أرهقني الإنتاج وحسابات ما بعد التمثيل كالتسويق مثلاً. الدور قريب من شخصيتي الحقيقية بنسبة ثمانين في المئة، ولكن تبقى هناك بعض نقاط التحوّل التي لا تشهبني، وكذلك أسلوب تعامل يارا مع بعض المواقف.


ميساء ومصر... في القلب!

- لمصر حيّز كبير هذا العام في «قلبي معي»، بدءاً بشخصية يارا ووصولاً الى انتقاد العمل وتشبيهه بمسلسل «لقاء على الهواء» للنجمة يسرا...
سأتحدّث أولاً عن جنسية «يارا»... كان من الممكن أن تكون جنسيتها مغربية، أو أي جنسية أخرى، ولكن الهدف من كونها مصرية هو إثبات أنّ النجاح في الإمارات والتألّق في دبي وأبو ظبي تحديداً، ليسا مشروطين بجنسية خليجية. فإذا كنتَ مبدعاً وراقياً ستلقى الدعم وتحقق الانتشار، هذا في المسلسل، أما في الواقع فهناك مرآة لذلك، لأنّني المثال الأكبر على ذلك، فأنا واحدة من النجوم (مع التحفّظ على كلمة نجمة)، الذين عرفوا نجاحهم في الخليج.

- (أقاطعها)... لماذا تتحفّظين على كلمة نجمة؟
لا أحبّ أن أُطلق على نفسي الألقاب، أترك ذلك للناس. أنا ميساء مغربي، صاحبة التجارب المتكرّرة، وسأظلّ أجرّب وأحاول وأقدّم أعمالاً منوّعة. التصنيفات هي لأهل الاختصاص والجمهور والنقاد الصادقين.

- وماذا عن اقتباس القصة؟
هذا أمر مُضحك جدّاً... أنا من عشّاق يُسرا على المستويين المهني والشخصي، وفي الحقيقة لم أتابع «لقاء على الهواء». عملي شبه حقيقي، هناك أناس وأصدقاء كُثُر لمسوا ذلك، وأنوّه بالتجارب الأولى لعدد من الإعلاميين، من بينهم ندى الشيباني، والتي قدّمت دوراً مميّزاً. لا مجال للمقارنة بين عملي وأي عمل آخر، فنحن طرحنا زواج الإعلاميات الخليجيات ورفض الأزواج عملهنّ أمام عدسة الكاميرا، ناهيك عن تغطية الحروب على الجبهات الساخنة، الزواج السرّي الثاني وكذلك الزواج المدبّر، وما يتبعه من هوّة بين الزوجين والتباعد الفكري والبرود العاطفي. هذه مواضيع لم تُطرح قط وبهذه الحرّية في الدراما الخليجية. قد تكون هناك خواطر وتوارد أفكار مع مسلسل يُسرا، ولكن أنظر حولك، ففي العام الفائت 4 أعمال تقريباً روت قصص مذيعات وإعلاميات.

- لم تردّي على الاتهام... كان هناك تفصيل لفكرة مسلسلكِ فقط!
سأوجّه لكَ سؤالاً... من هو المرجع الذي انتقد؟ هل لديه الأهلية والرصيد والخبرة الكافية للانتقاد؟ ماذا عن معرفته الفنية والتقنية للانتقاد؟! مثّلتُ في فيلم فلسطيني، مثّلتُ في مصر، تحدّثتُ الفُصحى، وقريباً ستتابعونني في مسلسل سوري- لبناني مشترك... كفى تعصباً وتفرقةً ونعرات تحت راية الانتقاد! أنا ممثلة عربية حتى النخاع، والرسالة الأولى والأخيرة التي أترجمها في عملي هي أنّ الناجح في الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، والخليج عموماً، سيبرز مهما كانت جنسيّته... كُن متأكداً من أنّني لو قدّمت دور مذيعة مغربية لكنتُ انتُقدتُ أكثر، ولكنني لم أرد ذلك حتى لا ترتفع أصوات تقول إنّني أقدّم سيرة حياتي.

- استعنتِ بإعلاميين في هذا المسلسل لتطبيق مبدأ الـ Mise en Abyme (التجويف الدرامي)، تطويع قدرات الإعلاميين في التمثيل هل كان مهمة صعبة بالنسبة إليكِ؟
أبداً... في الحقيقة المبدأ الذي عملنا عليه في المسلسل هو ضخ دماء جديدة في الدراما الخليجية، وانتهزنا فرصة وجود أدوار لإعلاميين للاستعانة بأشخاص عهدناهم بمهنهم هذه على الشاشة. كان هذا أسهل من أن تُعدّ ممثلاً ناشئاً لتأدية دور إعلامي. فهناك مفردات خاصة بالإعلاميين، فضلاً عن أنّ أحداث العمل تدور في كواليس مؤسسة إعلامية (تلفزيونية وإذاعية)، وبالتالي من السهل أن يتنقل الإعلامي بين غرف المونتاج والتحرير، وحتى تقديم فقرات على الهواء ضمن الإطار الدرامي، وقد نجحتُ في هذا التحدي مع فريق العمل.

- هل خفّف ذلك من عبء تدريب الوجوه الجديدة؟
المسألة ليست في العبء، بل في دول الخليج حيث تنعدم فكرة الـCoach، أو مدرّب للممثلين، أو من يُدير الممثل على بلاتوه التصوير. هذا موجود في مصر وفي هوليوود، وهناك ما نُسمّيه بـ»بروفا الطاولة» وهو للأسف غير موجود في الدراما الخليجية.

- في مسلسلكِ ومسلسل «هذا المساء»، تطرحون المشكلة نفسها تقريباً، ألا وهي تأثير السوشيال ميديا في حياتنا... هل باتت مصدر وحي في غاية الأهمية؟
هي طبعاً مصدر وحي، حالها حال كلّ قضية آنية تكون مصدر وحي، وقد باتت اليوم تشكّل هوساً لدى شريحة كبيرة من الناس، ومعظم السرقات أصبحت تتم بسبب السوشيال ميديا والسناب شات ورصد الناس لتحرّكات بعضهم البعض، كما أنّ هناك العديد من الشركات التي تبيع مستحضرات وأدوية منتهيه الصلاحية وقد وقع الكثيرون ضحيتها، فأشعلت حروباً وهدّدت حياة مستخدميها.

- تناولتِ في المسلسل قضية التضليل الإعلامي و«عاصفة الحزم»، هل كان آمناً بالنسبة إليكِ اللعب في مناطق حساسة وساخنة إلى هذه الدرجة؟
كانت المهمة صعبةً ولكنها ليست مستحيلة. تناولنا الأمور وعالجناها من منظار إعلامي إنساني، وأؤمن بأنّ هذين الكيانين لا يتجزّآن. كم كان مؤثراً تحرير الجيشين السعودي والإماراتي للصحافيين الأجانب المعتقلين، وطبعاً اعتقالهم من جانب جماعات إرهابية معاكس للقانون الدولي... في المسلسل أوردنا جملةً مفادها «طالما أن إعلامنا بخير، نحن بخير»، فطالما أن الإعلام نزيه وواعٍ، سيستوعب الشعب القضايا المطروحة رغم حساسيتها وسيتعامل معها بإنسانية عالية. ولكن الأمر لا يخلو من بعض المحسوبين على الإعلام الذين يروّجون للأخبار الكاذبة، وتقع بعض وسائل الإعلام ضحيتهم، وهذا ما طرحناه في العمل، مسلّطين الضوء على الواجب الإعلامي في التحرّي والتدقيق في كل المعلومات التي ترد إلى الإعلامي.

- لم تدخلي في الشق السياسي...
لم ولن أدخل... وجّهتُ من خلال «قلبي معي» رسالة إكبار واحترام وشكر إلى الإعلام الخليجي.

- طالما أنّكِ تتحدّثين عن الإعلام الخليجي، فكيف تردّين على إعلامية خليجية وصفتكِ بالـ«ميكس الخليجي»؟
هذا فخر لي...

- هي انتقدتكِ وانتقدت لهجتكِ وحديثكِ!
أنا أتكلّم وفق ما يفرضه الدور عليّ، فلو كنتُ أؤدي دور فتاة إماراتية فستراني باللهجة الإماراتية مثل دوري في «أوراق الحب»، ولو كان دوري سعودية مثلما حصل في مسلسل «هوامير الصحراء» فسأتحدّث باللهجة السعودية. ولكن في «قلبي معي»، أؤدي دور إعلامية مصرية تعيش في الإمارات، ومحيطها المهني عبارة عن خليط من الجنسيات، فهي تتحدّث بـ«الإماراتي المكسّر» وليس الكامل، وهذا كان مقصوداً، ولا أعتبره انتقاداً.

- تتعاملين مع الانتقاد وكأنّه إطراء، وفي بعض الأحيان لا تردّين...
(تقاطعني)... بعد 16 سنة من العمل في التمثيل والعدد الهائل من التكريمات من رؤساء دول ووزراء إعلام ومهرجانات عربية، لا أعتقد أنّ هناك منطقة دخلتها ولم أنجح فيها. لا يهمّني رأي من ينتقد فقط لأنّه لا يحبّني ولا يرى في ما أقدّمه الجانب المضيء. لا أطلب من جميع الناس أن يُحبّوني، ولكن لو كان هناك انتقاد فيجب أن يكون بنّاءً، وما عدا ذلك يُصبح عداءً.

- كنتِ منتجة العمل، هل أنتِ شخصية مقتصدة أم ملأتِ فراغات وحللتِ مشاكل إنتاجية لزملائك كنتم قد عانيتم منها في أعمال أخرى مع منتجين آخرين؟
أتمنّى أن أكون مقتصدة ولكنّني في الحقيقة لا أستطيع ذلك، لأنّني أحب أن أسخى على عملي، وأرغب في أن يلقى زملائي مثلي أفضل معاملة ممكنة على بلاتوه التصوير. كما أنّني لا أحب أن أبخل على التقنيات والمعدّات، لِذا استقدمتُ وحدتَي تصوير ومديرَي تصوير إيطاليين، وعندما كنّا نصوّر في سويسرا، حاولتُ تأمين أفضل الشروط للممثلين.

- (أقاطعها)... تحبّين السفر في أعمالك التي تنتجينها ولا سيّما سويسرا، ما القصّة؟
سويسرا بلدٌ رائع في الحقيقة، بعيد عن الضجيج ويتمتّع بالهدوء، النظافة، النقاء وجمال الطبيعة الخلّابة... دلّلتُ زملائي في العمل هناك بدءاً من الفندق وصولاً إلى التنقلات، والحمد لله النتيجة كانت إيجابية ومميّزة.

- هل يسعنا القول إنّكِ شعرتِ بالحنين الى الدراما الخليجية فاعتذرتِ عن دراما المحروسة هذا العام، ولا سيّما مسلسل «الدولي» الذي ينتمي إلى تيمة الدراما الواقعية؟
«قلبي معي» لم يكن مسلسلاً خليجيّاً فحسب، بل كان مشروعاً، وأردتُ من خلاله أن أقوم بنقلة نوعية في الدراما الخليجية وتضمينها في ما سمّيته أنتَ «دراما واقعية»، فكان مرآةً للمجتمع الإماراتي. أما سبب اعتذاري عن «الدولي» فيعود إلى ضيق الوقت وتضارب مواعيد التصوير.

- الدراما الواقعية حضرت بقوّة هذا العام مع «كان في كلّ مكان» و«غرابيب سود»، هل تابعتِ أيّاً من العملين؟
أنا من عشّاق أم طلال (سعاد عبدالله)، فهي المدرسة التي نتعلّم منها الأخلاق والفن، وللأسف لم أستطع متابعتها في كلّ الحلقات، ولكنّ عملها سيتصدّر قائمة المتابعة بعد رمضان. أمّا عن هذه التيمة الدرامية فأؤيدها تماماً وأنا مع التجديد لأنّ حياتنا لا تتوقّف عند محطة واحدة، وكذلك الدراما التي تتبدّل حالها أسوةً بتطوّر المجتمع. أما «غرابيب سود» فهو موضوع جبّار ولكن لديّ تحفظات...

- ألن تفصحي عنها؟
لا... الفكرة فيها أمثولة نتفق جميعاً عليها وهي محاربة التطرف والإرهاب تحت أي مسمّى، ولكن لديّ تحفّظات.

- لو عُرض عليكِ العمل لإنتاجه بصيغته الحالية، فهل توافقين؟
أنفّذه بتفاصيل مختلفة...

- كمنتجة، ألا تحاولين اكتشاف أسواق جديدة للإنتاج الدرامي... السوق المغربي مثلاً؟
حاولت الدخول في السوق المغربي من خلال مسلسل «كريمة» وعملتُ جاهدةً للحصول على تعاون إنتاجي ومنحي تسهيلات، مع العلم أنّني كنت البطلة وليس المنتجة. في كلّ عمل هناك خلطة نجاح تضمن بروز العمل، واليوم بتنا في عصر تصدير الممثلين من كلّ الجنسيات إلى الدول العربية كافة، فلا يُمكنكَ أن تغلق بابكَ وتلعب في ملعبكَ. حاولت التواصل مع القائمين على العديد من الشركات المنتجة، ومع القناة الثانية المغربية 2M، ولكن المحاولات باءت بالفشل، ولن أقوم بمحاولات فردية بعد اليوم. أنا لم أنطلق من المغرب إلى الخليج، وإن كان هناك فضل أو جميل أردّه فهو للدراما الخليجية والسعودية. إذا كان هناك أي منتج يضع يده بيدي لننطلق معاً فأنا مستعدّة.

- في مصر، هناك أعمال Off Season ... هل تشجّعين هذه الظاهرة في الخليج؟
هذا ما نسعى إليه في الدراما الخليجية، ولكنّه يتطلّب وقتاً، ففي رمضان نشهد تخمة في الأعمال الفنية، والتي تتداخل مع بعضها البعض لتكون الفترات الأخرى من السنة شاغرة. مثلاً عند عرض مسلسل «قابل للكسر» خارج رمضان على شاشة MBC حقّق نجاحاً باهراً، والجمهور الذي تابعه كان أكبر من الجمهور الذي شاهده في رمضان. في الحقيقة، شهر رمضان هو موسمٌ للمعلنين وليس للدراما والجمهور.

- ستعودين قريباً إلى تقديم البرامج؟
ليس هناك أي أمر مستبعد. أنا بحاجة للحصول على الطاقة المناسبة، الفكرة المختلفة والـ Platform الذي يُقدّمني بالصورة الأصحّ.

- قد تهاجرين إلى اليوتيوب في برنامج مبتكر؟
قلتُ لكَ أنا مع السوشيال ميديا ومع التقدّم والتطوّر، وأحبّ دائماً تقديم أفكار جديدة ومبتكرة، ففي العام 2007 مثلاً قدّمت 87 حلقة من برنامج تلفزيوني بات الجميع يُقلّده اليوم في فكرة اصطحاب الضيف إلى منزلك وعقد جلسات الدردشة. في «ريتينغ رمضان» دخلت عالماً مزج بين الدراما والتقديم، وأحببت الفكرة كثيراً رغم بعض التفاصيل الإنتاجية التي لم تكن مُحكمة. لا تهمنّي التجربة إن كانت فقط أسئلة مكتوبة أمامي وأنا أقرأها.

- تحبّين السولو في التلفزيون... لا يروق لكِ التقديم على شكل الدويتو؟ أنانية بعض الشيء...
ليست أنانية ولا مبدأ سولو، ولكنّني مع الارتجال وضد قولبة المقدّم والضيف... كلّ مذيع مختلف عن الآخر، ولكلّ ضيف حكمه وطريقة حواره.

- ما هو الجديد الذي تبحث عنه ميساء مغربي؟
أبحث عن السلام الداخلي في عالمٍ الناس فيه خائفون وغير راضين، يعيشون في سوداوية كبيرة وحقد وكراهية. الناس المحبّون قلائل جدّاً...

- تسلكين طريق إليسا التي قالت إنّها بدأت تتخلّى عن الناس السلبيين في حياتها بعد قراءتها قانون الجاذبية...
هي محقّة فعلاً... نحن بحاجة إلى التخلّص من كل أمر سلبي يُحيط بنا. أنا لا أجامل وأمارس أنانيتي الإنسانية. لا أريد أحداً معقداً أو يُعاني مشاكل نفسية في حياتي... أعطيت فرصاً كثيرة، ولكن الأمر اختلف اليوم. أرفض الدخول في متاهات مع الناس، وأحاول أن أقدّم أشياء جديدة وردود أفعالي ستكون في إنتاجاتي وأعمالي... لستُ مثالية ولكن أسعى لأن يكون محيطي إيجابياً وداعماً...


محمود بو شهري جوكر... وارتباطنا وثيق

- هل كرّس «قلبي معي» ثنائياً خليجياً جديداً هو ميساء مغربي- محمود بو شهري، أو إذا صحّ التعبير ثبّت صورتكما معاً لدى الجمهور؟ وماذا عن شائعات الزواج؟
بيني وبين محمود كيمياء كبيرة جدّاً وتفاهم واحترام متبادل. وفي الحقيقة، ارتباطنا وثيق مع بعضنا البعض منذ العام 2005. نحن صديقان وأحبّه كثيراً وهو في منزلة أخي لا بل أكثر. نفهم بعضنا، لدينا توارد أفكار ونرتاح كثيراً في التعاون معاً. أمّا عن الشائعات، فالجمهور أحبّنا ووجد فينا ثنائياً دراميّاً ناجحاً، والأهم أنّ المسلسل هو الذي فرض شخصيتينا وليس كوننا «ديو» ناجحاً.

- ما رأيكِ به على الصعيد المهني؟
يملك محمود أدوات جبارة، وأنا أصفه بالـ«جوكر» الذي أينما حلّ، وفي أي عمل شارك، قدّم أفضل ما لديه وأعطى الشخصية حقّها حتى النفس الأخير. لديه تعابير مختلفة، وهو من الممثلين المتعاونين والذين يؤمنون بضرورة إدارة المخرج للممثل على البلاتوه.

- وهل سيكون بطل تجربتك السينمائية الجديدة؟
لسوء الحظ لا، لأنّ العمل مختلف. سأكون مخرجة العمل، المأخوذ عن رواية «وجوه محرمة» بنسخة منقحة للكاتب خالد الراجح الذي حصد ردود فعل كثيرة منذ إطلاق روايته في معرض الكتاب في جدّة، وقد استعنّا بممثلين سعوديين غالبيّتهم من الوجوه الجديدة والبعض منهم معروف، أمّا بطلتا العمل فستكونان طفلة في السابعة من عمرها ومراهقة في سن الثالثة عشرة. هناك تعديلات بسيطة على الرواية لتناسب تحويلها إلى فيلم، ولكن جوهرها سيبقى كما هو.

- ما الذي وجدتهِ في نصّ الرواية وهو مفقود في سيناريو المسلسل؟
الرواية تكون عادةً واقعية أكثر من أي نصّ يُكتب لمسلسل تلفزيوني، فشخصيات القصّة تعيش مراحل وصراعات وتقلّبات يكون سردها أكثر واقعيّة من تلك التي تجدها في نص تلفزيوني يرتكز على الحوار والمشهدية.

- في المناسبة، ثمة كثر لا يزالون يربطون بينك وبين ريم الهامي...
«أتمنّى لو أخلص من ريم الهامي»... هذه الشخصية في مسلسل «لعبة المرأة رجل» أرهقتني، وبعد تقديمها بقيتُ موسماً كاملاً بعيدةً عن الدراما التلفزيونية. تلقيت ردود فعل كثيرة عنها...

- أنا من الأشخاص الذين كرهوكِ بهذا الدور!
أنا كرهتُ نفسي، فكنتُ أتكلّم في حياتي اليومية مع الناس بعصبية زائدة وبتوتّر وحدّة كما شخصية ريم، وفي ذلك العام كنت مرتبطة ببرنامجي «بلا حدود» و«الميليونير» ولم أستطع تقديم مسلسل لأنّني لم أتخلّص من ترسّبات الشخصية.


Social Media

مع وضد... ومشاهيرها «بلا موهبة»!

- كيف تتعاملين مع فكرة عدم تظليل الممثلين الشباب في عباءة أبطال العمل؟
نعطيهم أدواراً مؤثرة رغم صغر مساحتها، لا بل يجب أن تترك أثراً لدى الجمهور، فبحسب قول المصريين «دور يبقى متلمّع» ويتضمن مشاهد تمثيلية مركّبة، وفي هذه الحالة لا تهم المساحة، بل ما يهمّ هو قرب الشخصية من جيل الممثل والفئة التي يُمثلها. ناهيك عن أنه بالإضافة الى كوني منتجة العمل وإحدى بطلاته، أعمل دائماً على تضمين أسمائهم في أخبار الصحف، فيتصدّرون المقابلات وحتى اللقاءات التي كانت تُجرى في كواليس العمل.

- شارككِ نجوم من شبكة اليوتيوب، ما رأيكِ بظاهرة النجومية هذه؟ وهل تهزّ عرش النجوم أمثالكم أم توازيها؟
لا بل تتعدّاها... الشمس لا تُغطّى بغربالٍ، ولكلّ عصرٍ أدواته المختلفة، فعلى مدى 16 سنة وأنا أبني مسيرتي كممثلة، ولكن اليوم بين ليلةٍ وضحاها من الممكن أن يولد نجم، سواء كان ممثلاً أو مغنياً على اليوتيوب، ويحظى بجماهيرية أكبر من جماهيريتي، ولا تنس أنّنا في عصر اليوتيوب والسوشيال ميديا.

- هل تتقبّلين هذه الفكرة؟
ولمَ لا... أنا أعترف بأهمية السوشيال ميديا في حياتنا وما تستطيع أن تمنحه، فالمستقبل مبني عليها، وأنا من مؤيديها، لكنّني من معارضي سوء استخدامها وتوظيفها. فكم من شخصية باتت مشهورة ومعروفة، وهي بلا موهبة وغير مؤهلة لتكون مؤثرة في الجيل الصاعد، ولكنّ الجمهور هو الحكم والغربال، ولا أنكر أنّه من الممكن أن تراني قريباً على اليوتيوب كمقدّمة، منتجة وكاتبة، ومن لا يعترف بهذه المنافسة الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي فهو يكذب على نفسه.

- هل بتنا نتحدّث عن سياسة إغراق الجمهور في خصوصية المشاهير؟
«يسلّم هالتم»... هذه العبارة أستخدمها دائماً، فقد غرق الشعب العربي في خصوصيات عدد كبير من الشخصيات، وهذا أمر ليس جيّداً. هناك بعض المشاهير ممن ركبوا الموجة للاستفادة المادية فجعلوا من حياتهم الشخصية سلعة وتجارة، وبينهم من هو معروف، ومن الطبيعي أن يستغلّوا أبواباً جديدة في حياتهم وشخصياتهم، لكن الكارثة الكبرى أنّ شريحة كبيرة ليست معروفة وتبني نجوميتها على الفراغ والكذب، وأنا أسأل دائماً عن الطريق الذي سلكوه ليصلوا إلى هنا... نعم السوشيال ميديا «عرّت» بعض الناس، وبات الجمهور يتابعهم ليسخر منهم. لا يمكنك أن تتخيّل الكم الهائل من حديثي النعمة الذين يستعرضون حياتهم والماركات والديكورات على الـ«إنستغرام»، فهل هذا منطقي وهناك ملايين اللاجئين والفقراء وميسوري الحال من متابعيكم لا يستطيعون الحصول على ما تعرضونه، لماذا يجرحون الناس؟! فهل سيُحبّونهم أكثر إذا كشفوا عمّا يمتلكون؟ّ!

CREDITS

تصوير : ذبيان سعد

شعر: إبراهيم سليمان

مكياج : سهام حمصي