وسام بريدي في مقابلة حصرية لـ "لها": هذا هو إسم طفلنا الأول

كارولين بزي 13 سبتمبر 2017

- ما الذي جذبك إلى ريم بعيداً من الشكل؟
ما يعكس جمال ريم الخارجي هو نفسيتها وشخصيتها التي تملكها، ريم من الأشخاص الذين يشبهونني في حالات عديدة، فهي شخصية صنعت نفسها بنفسها وتعبت كثيراً في حياتها. تخيلي أن فتاة في السابعة عشرة من العمر اتخذت قراراً شخصياً بأن تسافر إلى بلد أوروبي وتعيش بمفردها، ومرّت عليها ليالٍ نامت فيها من دون عشاء. هذه التجارب تبني شخصية إنسان يعرف قيمة الحياة وقيمة المستقبل، وبالتالي هذه هي النوعية من الأشخاص التي أنجذب إليها في حياتي. ريم إنسانة لم يأتِها كل شيء على طبق من فضة، بل بتعب وجهد، الإنسان الذي يتعب في حياته ويعرف كيف يحترم الناس وكيف يكون متواضعاً، وعندما نتعرف إلى حياة ريم من بعيد نتوقع أنها إنسانة مغرورة وسطحية ربما، إلا أنها ذات شخصية عميقة جداً لأنها إنسانة «عصرتها» الحياة وأخرجت منها أجمل شيء.

- وهل هذه المراحل تشبه مراحل حياتك؟
جميعنا مررنا بهذه المراحل، كل ما وصلت إليه في حياتي كان بمجهود وتعب، وإلى تاريخ اليوم يعتبرنا الناس نعيش حياة ورديّة، إلا أننا نمر بظروف صعبة في حياتنا مثل البقية، ونعمل بالطريقة نفسها التي يتعبون بها، ونقلق ونستدين بالطرق نفسها التي يمر بها الناس، الجميع ينظر إلينا كأننا Idol، إلا أننا نعيش تفاصيل حياتهم اليومية لكن بمسؤولية أكبر أحياناً لأننا تحت الأضواء، وعلينا أن نحافظ على الصورة التي نظهر بها.

- ما هو أول موقف جذبك إلى ريم؟
عندما اتصلت بها وسألتها إن كانت تريد أي شيء في لبنان أن تعتبر أن لديها عائلة فيه، وشعرت حينها كأنني أتواصل مع نفسي. عندما نكوّن انطباعاً عن شخصية أحد ما ونلتقي به، فإما أن يثبت انطباعاتنا هذه أو يغيّرها إلى الأفضل أو الأسوأ، وريم كانت حنونة جداً وطيبة، ومتواضعة جداً، فصدمتني من الاتصال الأول. 

- خلال مشاركة ر يم في Dancing with the stars، هل شعرت بالغيرة عليها؟
ريم ليست من الناس الذين يدفعوننا الى الغيرة، فهي بين الرجال أقوى من الرجال، لأن الذي مرّت به في حياتها ليس سهلاً، والإنسان هو الذي يدفعنا لأن نغار عليه، فإما أن يكون ناضجاً كفاية، وأينما وضعته يعرف ما الذي يريده، أو يكون شخصاً لعوباً، وهذه الشخصية لا تشبه ريم.

- كيف اكتسبتما ثقة بعضكما بعضاً؟
عندما تتعرفين إلى شخص في الحياة وتكتشفين ما هي القصص التي تجذبه والأشياء التي لا تعنيه، عندها تبدأين ببناء الثقة، إذ تُبنى بينك وبين الشخص نتيجة مواقف وخلفيّة، عندما تنظرين إلى الشخص الذي يجلس أمامك وتسألين نفسك إن كنت تثقين به، على كل فرد منا أن يسأل نفسه عنه، هل أستطيع أن أكمل حياتي كلها مع هذا الشخص؟ هل إذا غبت يوماً ما لفترة عن البيت هل سأعود وأجد كل شيء مكانه مع هذه الإنسانة التي اخترتها؟ هذه تفاصيل مهمة وأساسية في حياة كل إنسان.

- ما هي الصفات المشتركة بينكما؟
الشق الإنساني مهم جداً في حياتنا، والشق العائلي أيضاً. فبالنسبة إليّ، أحبّ كثيراً أن أبني عائلة، كما أنني مستعد لأن أضحي بنفسي من أجل عائلتي، وأعيش تحدياً مع نفسي مفاده أنني لا أريد أن أفشل بشيء، وريم لديها الإحساس نفسه، وهذا المبدأ مهم جداً في حياة كل ثنائي يريدان أن ينجحا. هذه الصفات نادرة وليس من السهل أن نجدها في إنسان يرغب في بناء عائلة على حساب حياته في مكان ما.

- هل كانت هناك صعوبة في اتخاذ قرار الزواج؟
لا أبداً، لأنه عندما نجد الإنسان المناسب لحياتنا ولمستقبلنا نذهب إلى القرار بلا تفكير، إذ يتحوّل القرار إلى نتيجة.

- كيف كان رد فعل عائلتك؟
منذ أن تعرفوا إلى ريم شعروا أنها جزء من البيت، لأنها تعرف كيف تحبّب الناس بأسلوبها وبصفاتها الجميلة. عائلتي كانت متحمسة كثيراً لارتباطنا، بعد أن جلبت لهم الحب والسلام الى حياتهم.

- لم تعلنا في البداية عن علاقتكما، بينما الآن باتت كل تحركاتكما على مواقع التواصل الاجتماعي، لماذا؟
كانت ريم لا تزال في البرنامج، ولم نرغب في أن يؤثر ذلك سلباً في مشاركتها في «الرقص مع النجوم»، أو بأنني سبب وجودها أو استمرارها، لذلك عندما خرجت من البرنامج أُعلنت العلاقة.

- ذكرت أن ريم وجدت الشخص المناسب فيك، ما هي المواصفات التي كانت تبحث عنها ريم؟

نتشابه كثيراً، ويقال «لو ما تشابهوا ما تلاقوا».

- هل تؤمن بالصدفة؟
لا يوجد شيء اسمه صدفة، بل هو قدرك في الحياة وأنت من تجلب هذا القدر لك، وإن لم أتخذ مبادرة تجاه ريم لكانت مرت هذه المرحلة وغادرت ريم البرنامج وعادت إلى حياتها. القدر يضعنا في مواقف مع بعض الأشخاص، لكن قرارنا هو الذي يحدد، الجرأة في الحياة حتى في العملية منها هو أن نسعى إلى ما نريده. 

- أهديت ريم وردة على المسرح، هل كانت هذه الوردة عربون حب؟
قدّمت هذه الوردة بكل حب، وثمة من شعر بذلك وبأنها ليست وردة عادية.

- الرجل الشرقي يخاف من المرأة الذكية، هل تخيفك؟
لا أبداً، لست من هؤلاء الرجال، المرأة والرجل يكملان بعضهما بعضاً، وعندما نؤمن بهذه النظرية نستطيع أن نبني علاقة ناجحة. أثق بأن الناس أطباع، وعندما ندرك أن كل إنسان مختلف عن الآخر نعيش حياة سعيدة، وأي رد فعل يقوم به الآخر علينا أن نحاول معرفة السبب الذي دفعه الى رد الفعل هذا، إذ أعتقد أنه علينا رؤية الأمور من منظار الآخرين. الحياة مطّاطة وعلينا أن نتأقلم معها، هي مبنية على عنصر
الـstress، ويجب على الإنسان أن يستدرك هذا الموضوع، ويحدد من أي ناحية عليه أن ينظر إلى الأمور.

- ما الذي يخيفك في المرأة؟
ما يخيفني هو أن تتوقف عن لعب دورها الأساس كامرأة، لأنها عندما تخرج من هذا الدور تفقد كل ما يميزها، الخالق خصص المرأة أكثر من الرجل، إذ حباها بكل العناصر التي يمكنها أن تبني فيها البيت والعائلة والحياة، نجاح العديد من الأشخاص في حياتهم كان بسبب زوجاتهم، ونجاح العديد من العائلات يعود إلى المرأة. عندما تفقد المرأة دورها الأساسي في أن تكون مُخططاً وتبني كما يُفترض وتفقد الإحساس، ستتحول إلى شخص مختلف تماماً.

- أنت داعم لمهنة ريم، هل يمكن أن يتبدل ذلك بعد الزواج والإنجاب وأن تطلب منها التفرغ للبيت؟
هي من يقرر، من خلال ظروف العائلة والحياة. إذا حصلت على عقد عمل بأن أسافر وأعيش بعيداً من عائلتي نحو 4 سنوات، لن أتخذ هذا القرار إلا إذا أخذت معي عائلتي، كل إنسان لديه حرية الاختيار لأن لا شيء يُفرض على الشخص بالقوة. نعرف أنا وريم ما الذي نريده من هذه الحياة، نريد أن نبني بيتاً وعائلة وندرك ما هي الأولويات، وستتطور حياتنا بالتأكيد. طالما ترغب ريم في العمل وتستطيع أن تنسق بين بيتها وعائلتها، فهي من يتخذ القرار الذي يناسبها لأن التعب الذي تتعبه لستُ من يشعر به.

- ريم ستنتقل إلى لبنان، لكن هل أنت مستعد أن تضحي من أجلها وتعيش في بلد آخر؟
حيث تريد ريم وحيث هناك فرصة للعمل ستكون أرضنا، ما يربطني بأرضي وأهلي هو حبي لهما وليس فقط الإقامة.

- كيف كان لقاؤك بعائلة ريم؟
اللقاء كان رائعاً، فالإنسان ابن بيئته وأهله، وما وصلت إليه ريم هو مجهود أم، وهذه الأم وضعت كل ما هو جميل في هذه الشخصية، وكانت ريم على قدر المسؤولية، كثيرات من الفتيات لو وُضعن في الظروف التي وُضعت فيها ريم لتغيرت حياتهن كلياً، إلا أنها استطاعت أن تحافظ على نفسها، وهذا يعني أن نشأتها عظيمة، من هذا المنطلق أفكر.

- هل يهمك أن تحضنك عائلة ريم، كما عائلتك تحتضنها؟
أثق بأن الإنسان عندما يرتبط لا يتزوج شخصاً بل عائلة، لأنهما يتحولان إلى شخص واحد، وهذا التكامل لا يكون إلا مع العائلتين.

- هل من الممكن أن يجمعكما عمل مستقبليّ؟
هناك العديد من المشاريع التي ستجمعنا، في الإعلام وخارجه.

- هل تعتقد أنه في إمكان ريم أن تكملك في مجال الإعلام؟
لماذا لا أكون من يكملها في مجال عرض الأزياء؟! (ويضحك).

- ماذا تعني لك السعادة؟
السعادة هي أن نكون مرتاحين مع أنفسنا، سر السعادة يأتي من الأهل، إذا نشأنا بطريقة صحيحة وتربينا على أن نتقبل كل شيء بالحياة سنكون سعداء، وإذا نشأنا بطريقة خاطئة وكل شيء في حياتنا كان جاهزاً لن نجد السعادة، فالسعادة لا ترتبط بأشياء مادية، السعادة مرتبطة بأشياء نحن نعيشها، بإحساسنا من الداخل، ومن خلالها نستطيع أن نتخلى عن كل شيء في ليلة واحدة ونذهب الى العيش بعيداً. لا شيء يربطني بهذه الدنيا والأرض أكثر من الذين أحبهم، والذين أستطيع أن أبني معهم من الصفر. ما الذي يهزّنا في هذه الحياة؟ كلما كبر الإنسان تعلّق بالأشياء المادية التي لا معنى لها، لا مشكلة لديّ أن أخسر كل شيء طالما لدي إنسانة أحبها وتحبني ونستطيع أن نبني معاً، بالتالي نستطيع أن نبدأ من أي مكان.

- هل غياب عصام هزّك أم جعلك أقوى؟
عصام غاب بالجسد، لكنه يعيش معي بكل تفاصيل حياتي، بكل مشروع وكل خطوة أخطوها هو إلى جانبي وأنا طلبت منه أن يكون معي، كل إنسان فقد شخصاً عزيزاً، يترتب عليه أن يطلب منه أن يكون إلى جانبه، أفتقد عصام بالجسد، بحبه وبحنيّته وبحديثي معه، لكن ولا لحظة أفقده بالروح أو بالإحساس، أشعر أنه بقربي وأطلب منه مساعدتي.

- تجمعكما علاقة محبة كبيرة!
أنا وعصام نشأنا متلازمين بكل شيء، درسنا معاً ولعبنا معاً وعملنا وافتتحنا عملاً مشتركاً، أنا كنت أراه كشقيقي الصغير وهو يراني كشقيقه الكبير، والعكس صحيح. كنا متجانسين جداً، وإذا شعر أحدنا بشيء يشعر به الآخر. الصدمة كانت كبيرة، لكن نحن نقرّر كيف نتعامل معها. خسرت قطعة مني، لكنني أتعامل مع هذا الأمر على أنني أعيش مع هذا الجزء مني، وهو يعيش معي، وأنا أعتقد أنه عنصر قوة كبير، هذه الهالة التي تعيش حولي هي روح عصام، الناس يعيشونها معي في كل تفاصيل حياتي. ووعدت عصام بأنه طالما أنا موجود سيبقى معي، والناس لن ينسوه يوماً. مرّت على وفاته ثلاث سنوات وكأنها بالأمس، وبالتالي لن يشعروا بغيابه إلا برحيلي.

- هل تعلمت شيئاً من وفاته؟
الوفاة لا تعلمنا بل الحياة. الوفاة هي مرحلة تمر وعلينا أن نكمل لا بالبكاء والندب. أخذت قراراً بأن روح عصام موجودة معي في كل تفاصيل حياتي، وفي اليوم الذي قررت أن أتواصل معه شعرت به بكل قوة.

- هل من الممكن أن تطلق على طفلك الأول اسم عصام؟
بالتأكيد.

- ريم كانت تفضل الأفراح البسيطة لا الضخمة، اليوم دعوت إلى حفل زفافك 1000 شخص!
الناس ضخّمت الزفاف لا نحن، يوجد في حياتي هذا الكم من الناس، هناك ارتباطات موجودة في حياتنا وواجبات بيننا وبين الناس ونحن نعيش في هذا المجتمع، الزفاف ليس لي ولريم بل للأهل، وأعتقد أنها الفرحة الأكبر في حياة عائلتي، ولم أرغب في أن أحرمهم منها، فعائلتي وعائلة ريم وكل من وقف إلى جانبنا من حقهم أن يفرحوا معنا، ثم أن لا فرحة تتفوّق على فرحة الزواج.

- هل تغيرت حياتك بعد الارتباط؟
باتت مشوّقة أكثر. تستفزّني الحياة بين الثنائي اللذين يعيشان السلبية، إذا عشنا السلبية سنجلب إلى حياتنا السلبية وبالعكس. وهذا يولّد لدينا تحدياً أنا وريم، لأننا لا نحب الفشل ولا أرغب  في أن أملّ من الزواج.

- أنتما اليوم تحت الأضواء، كيف ستحميان علاقتكما؟
هذه العلاقة محميّة لأننا ناضجان، وهناك قرار اتخذ من رجل وامرأة يعرفان ماذا يريدان من هذه الحياة.

- هل اختارت ريم بدلة الفرح؟
ريم تثق بذوقي.

- هل رأيت فستانها قبل الزفاف؟
لا، أردت أن يكون مفاجأة.

- ما هي وصية حماتك؟
هو وعد وعهد مني، وأعتبر أن ريم قطعة مني في هذه الحياة، وإذا تأذّت يوماً سأشعر أنني أؤذي نفسي.

- قدمت برنامج «أنت أونلاين» الذي ساهم في انتشارك عربياً مع Dancing with the stars، كيف كان لقاؤك بأبلة فاهيتا؟
اللقاء غريب، إذ شعرت كأنني أعيش انفصاماً في الشخصية، إلى درجة تبدو حقيقية وتصدّقينها، والشباب الذين يعملون معها أذكياء وشخصيتها تملك تأثيراً كبيراً.

- هل هناك موسم جديد؟
مبدئياً هناك حديث عن موسم جديد.

- ما أطرف موقف في تحضيرات الزفاف؟
ريم ضيفة على الزفاف، كانت مهمتها الفستان وتولّيت أنا كل شيء.


تصوير: كارلوس عون