بين الصح والخطأ في اليوم العالمي للرضاعة الطبيعية

10 أبريل 2013

تكثر الأفكار المحيطة بالرضاعة الطبيعية، منها ما هو صحيح ومنها ما هو خاطئ.
كلّنا يعرف فوائد الرضاعة، لكن المشكلة تكمن في تداول الأفكار الخاطئة المحيطة بهذا الموضوع لتتحول في أذهان الناس إلى حقيقة.
في اليوم العالمي للرضاعة الطبيعية، ولأن فوائدها تعود على الأم والطفل في الوقت نفسه، تحدثت الاختصاصية والمرشدة المجازة في الرضاعة الطبيعية الأميركية تمارا درينتال براند عن الصح والخطأ في هذا الموضوع لإبراز أهمية الرضاعة بعيداً عن الأخطاء المتداولة.
كما أوردت بعض الحقائق اللافتة عن الرضاعة والحليب الطبيعي.


تعجز
بعض النساء عن إرضاع أطفالهن بسبب قلة مخزون الحليب لديهن.

الواقع: من الناحية الفيزيولوجية، تستطيع نسبة 97 في المئة من النساء إنتاج كميات كافية من الحليب لإرضاع أطفالهن لسنة أو اكثر. ولا تتخطى نسبة النساء اللواتي يعجزن عن ذلك 3 في المئة.
تشكل قلة الثقة بالنفس حاجزاً بارزاً أمام الرضاعة الطبيعية. يجب أن تكون الأمهات على ثقة أنهن قادرات على إنجاز ذلك وتظهر الوقائع أنهن يصبحن قادرات عندها.

تعجز الأم التي لها ثديان صغيرا الحجم عن إرضاع طفلها.
الواقع: هذه الفكرة خاطئة. إذ لا علاقة لحجم الثدي بكمية الحليب التي تنتجها الأم. فالأم التي لها ثديان صغيران يمكن أن تنتج كميات من الحليب موازية لتلك التي تنتجها الأم التي لها ثديان كبيران، أو حتى اكثر بعد.
لكن يكمن الفرق في كون القدرة على تخزين الحليب قد تكون أقل لديها، إذ أن الثديين الصغيرين قد يخزنان كميات أقل من الحليب، مما يعني أن هذه الأم قد تضطر للإرضاع بشكل متكرر أكثر من الأمهات الباقيات.
فالأمر مشابه لمسألة شرب الماء، فإذا كان الكوب المعتمد أصغر حجماً لا بد من ملئه مرات أكثر.

تساعد الرضاعة على خفض الوزن بسرعة كبرى.
الواقع: هذا صحيح إذ أن الرضاعة تسمح بحرق 200 وحدة حرارية إلى 500 في اليوم. كما أن الأم المرضعة تكون أكثر قدرة على عدم استعادة الكيلوغرامات الزائدة. كما أن الرضاعة تساهم في انقباض الرحم مما يؤدي إلى عودته إلى حجمه الطبيعي بسرعة كبرى.

لا تعود للرضاعة الطبيعية فائدة كبرى بعد سن الستة أشهر.
الواقع: هذا خطأ لانه بقدر ما يكبر الطفل تزداد قدرته على امتصاص الحليب فيحصل على كمية كبرى من الحليب في وقت أقصر، مما يجعل الرضاعة أكثر فاعلية.

تسيء الرضاعة إلى ثديي الأم وتؤثر سلباً على شكلهما.
الواقع: هذا ليس صحيحاً، فقد تبين أن السمنة والحمل والتدخين، كلّها عوامل تؤثر سلباً على ثديي الام. أما الرضاعة فلا تؤثر أبداً.


تحمي الرضاعة الأم من الأمراض.

الواقع: هذا صحيح إذ أن للرضاعة فوائد عدة للأم المرضعة أبرزها:

  • الحد من النزف بعد الولادة.
  • الحد من خطر الإصابة بسرطانات الثدي والمبيض والرحم.
  • الحد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • الحد من خطر الإصابة بترقق العظام والعمل على تقوية العظام.
  • الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والتصلّب المتعدد.
  • الحد من خطر الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص مستوى الحديد.
  • الحد من مستويات التوتر والقلق نتيجة إفراز هرمون Oxytocin خلال عملية الإرضاع.
  • إطالة مدة عودة الدورة الشهرية مما يسمح بالحفاظ على مستوى الحديد في الدم ويؤمن في الوقت نفسه وسيلة طبيعية لمنع الحمل.

 

 يعتبر الطفل الذي لا يرضع رضاعة طبيعية أكثر عرضة للإصابة بالسمنة في المستقبل.
الواقع
: هذا صحيح، فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون الحليب المصنّع هم اكثر عرضة للإصابة بالسمنة.
إذ ان تركيبة الحليب المصنّع تنتج المزيد من الخلايا الدهنية وتساهم أنواع الدهون والبروتينات الموجودة فيه في زيادة الوزن بسرعة كبرى.
كما ان السبب الإضافي لزيادة احتمال زيادة الوزن لدى الطفل على أثر تناول الحليب المصنّع هو في أن الأهل يميلون إلى إعطاء قنينة الحليب للطفل في هذه الحالة بشكل متكرر ويفرطون في إطعامه مما يؤدي إلى زيادة وزنه، خصوصاً أن حجم المعدة يكبر عندها ويعتاد الطفل على الإحساس بالامتلاء وتبقى معه هذه العادة عندما يكبر.
إضافةً إلى ذلك يحتوي الحليب الطبيعي على نوعين من الهرمونات التي تساعد على التحكم في الشهية. لذلك، من الواضح ان الرضاعة الطبيعية هي من العوامل التي تساعد على تأمين الحماية من السمنة.

بقدر ما ترضع الام طفلها أكثر تنتج المزيد من الحليب.
الواقع
: هذا صحيح، إذ ان الأم تنتج الحليب بناء على مبدأ العرض والطلب. وبالتالي بقدر ما رضع طفلها أكثر وتفرغ الثديان يزيد إنتاج الحليب لديها. فعندما يمتلئ الثديان بالحليب، تخف عملية الإنتاج، والعكس صحيح.

تعتبر الأم التي لا ترضع أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
الواقع
: هذا صحيح. إذ أن الرضاعة تعتبر عنصر حماية من سرطان الثدي، وتعتبر الام التي ترضع طفلها أقل عرضة للإصابة بالمرض.
أظهرت الدراسات أن الإرضاع لمدة 6 أشهر على الأقل يؤمن حماية للأم المرضعة بنسبة ترواح بين 11 و25 في المئة، فيما تصل النسبة إلى 50 في المئة في حال الإرضاع لمدة سنتين.

للرياضة خلال مرحلة الإرضاع أثر سلبي على الرضاعة.
الواقع
: خطأ، إذ أن ممارسة الرياضة باعتدال تعود بالفائدة على الأم من الناحيتين الجسدية والنفسية وتعزز علاقتها بطفلها. لا تؤثر الرياضة المعتدلة على كمية الحليب لدى الأم أو على تركيبة الحليب أو على نمو الطفل. لكن الأساس هو في الاعتدال.


يجب
ألا تخضع الأم المرضعة لحمية.

الواقع: هذا خطأ شرط أن تلتزم الأم المرضعة بست قواعد أساسية:

1 يجب عدم اتباع حمية قبل أن يبلغ الطفل سن الشهرين. بهذه الطريقة تتاح للجسم فرصة زيادة مخزون الحليب بشكل كافٍ. وبما أن الجسم يحرق 200 إلى 500 وحدة حرارية في اليوم في مرحلة الإرضاع، يمكن خفض الوزن والتخلص من الكيلوغرامات الزائدة دون حاجة إلى الخضوع لحمية حتى.

2 يجب إرضاع الطفل عند الطلب وليس على أساس توقيت معين.

3 يجب أن تحصل الام المرضعة على 1500 إلى 1800 وحدة حرارية.

 4يجب خفض معدل الوحدات الحرارية ببطء حفاظاً على مخزون الحليب.

5 يجب خفض الوزن ببطء، فقد أظهرت الدراسات أن خسارة كيلوغرام واحد أو كيلوغرام ونصف الكيلوغرام بعد الشهر الثاني من الولادة يعتبر آمناً لك ولطفلك.

 6يجب أن تكون الأم المرضعة منطقية في الحمية التي تتبعها. لذلك، لا بد من تجنب الحمية القاسية التي ترتكز على السوائل أو تلك القليلة النشويات أو غيرها.

 

حقائق عن الرضاعة

  • يموت نحو 400 طفل يومياً في الدول التي في طور النمو بسبب عدم الإرضاع.
  • إذا أرضعت الأمهات أطفالهن في الساعة الأولى بعد الولادة، يمكن إنقاذ حياة 830 ألف طفل في السنة أي معدل 95 طفل في الساعة الواحدة.
  • يمكن أن تنقذ الرضاعة الطبيعية حياة مليون ونصف مليون طفل دون سن 5 سنوات في السنة.
  • يحتوي الحليب الطبيعي على أكثر من 200 مكون غذائي يصعب إيجاد نسبة كبرى منها في الحليب المصنّع.
  • يعتبر الحليب الطبيعي آمناً ونظيفاً ولا يحتاج إلى تعقيم.
  • يزيد الحليب الطبيعي فاعلية اللقاحات.
  • تتبدل مكونات الحليب الطبيعي الغذائية بحسب سن الطفل وحاجاته الغذائية.
  • تحتوي ملعقة واحدة من الحليب الطبيعي على أكثر من 3 ملايين خلية مضادة للبكتيريا.
  • على خلاف الحليب المصنّع يحتوي الحليب الطبيعي على مضادات حيوية توفر المناعة للجسم وتحميه من الأمراض.