'نساء الكرنتينا' لنائل الطوخي

مصر, كتب, نائل الطوخي, كتاب

27 يونيو 2013

الكتاب: «نساء الكرنتينا»

الكاتب: نائل الطوخي

الناشر: دار «ميريت» في القاهرة


في روايته «نساء الكرنتينا»، الصادرة حديثاً عن دار «ميريت» في القاهرة، يعيد الروائي المصري نائل الطوخي إنتاج أسطورة «ريا وسكينة»، عبر أجيال عدة لأسرتين تعيشان في الإسكندرية وتعيثان في الأرض قتلاً، بطريقة المافيا القائمة على أنه ما من حل أفضل من البتر، حتى عند مواجهة خصومات تافهة، سواء كانت بين أفراد تلك المافيا أنفسهم، أو بينهم وبين أشخاص وضعتهم الأقدار في محيطهم الملتهب.
وفي النهاية يتبادلون لعبة البتر نفسها مع السلطة الحاكمة ممثلة في الشرطة، قفزاً فوق اعتبارات التحضر والمدنية، وانتصاراً لقوانين الغابة وما قبل نشوء الدول.  

هذه زاوية نظر صالحة لقراءة تلك الرواية، التي تضم 364 صفحة، وتدور أحداثها في نحو نصف قرن بعد ثورة «25 يناير»، وساحتها هي مدينة الإسكندرية التي شهدت واحدة من أهم شرارات تلك الثورة، وهي مقتل الناشط خالد سعيد على يد عناصر من الشرطة بعد تعذيبه بوحشية، وبما يؤكد آلية البتر السلطوية التي يريد أن يقول نائل الطوخي إنها لم تتغير ولن تتغير عبر النهاية المفجعة للرواية، والمفتوحة في آن على احتمالات التكرر إلى ما لا نهاية.

يسرد نائل الطوخي روايته التي لا تصلح زاوية النظر تلك وحدها للتعامل معها، على طريقة الأفلام الكرتونية التي تزخر بكم هائل من اللامعقول أو المبالغ فيه، ولكن بقليل من التأمل، نجد أن هذا هو الواقع للأسف. واقع الأوضاع التي تزداد تردياً حتى بعد ثورة عارمة قدمت شهداء بالآلاف من دون أن يترتب عليها تحسن يذكر في أحوال «الغلابة»، الذين تناصبهم السلطة العداء ومعها حلفاؤها من رموز الرأسمالية الجشعة.

تبدأ الرواية وتنتهي عند حدثها المركزي، وهو تدمير «الكرنتينا» وشبيهتها «الكربنتينا»، في 28 آذار/مارس 2064، بعدما آلت الزعامة فيهما إلى حفنة من النساء كن يمارسن القتل وتجارة المخدرات والسلاح، بمساعدة رجال أفَّاكين، على غرار ما شهدته الإسكندرية من قبل في زمن غابر، وصنع أسطورة «ريا وسكينة»، وعلى غرار ما وقع أيضاً حديثاً في فضاء «عشوائي» على أطراف المدينة نفسها، كان يسمى كذلك «الكرنتينا».

وصدر لنائل الطوخي، المولود في 1978، من قبل مجموعة قصصية عنوانها «تغيرات فنية»، عن المجلس الأعلى المصري للثقافة عام 2004، وروايتان عن دار «ميريت»، الأولى «ليلى أنطون» عام 2006 والثانية «بابل مفتاح العالم» عام 2009.