إنها إجازة الربيع... اجعليها شاحن الطاقة الإيجابية لأبنائك

التلفزيون,النهار طويل,نسائم الربيع,الربيع,الفصل المدرسي الأول,البرنامج,الأطفال,المراهقين,الهواء الطلق,يوم ربيعي طويل,اليوم الربيعي,يوم ربيعي كامل

29 مارس 2015

يجلس على الكنبة متأفّفًا يشاهد التلفزيون، يلعب على الآيباد ثم يملّ، لا يعرف ماذا يفعل، النهار طويل وكذلك الليل. إنها إجازة فصل الربيع المدرسية.
فلمَ لا تحتفلين مع أطفالك بالربيع وتستغلين الإجازة المدرسية القصيرة وتخرجين إلى الطبيعة وتستمتعين بألوانها التي تداعبها نسائم الربيع المنعشة؟


من المعروف أنّ الفصل المدرسي الأول، يكون المرحلة الأصعب في العام الدراسي، ذلك أن التلميذ يتعرّض للكثير من الضغوط بسبب الفروض المدرسية والامتحانات، فالبرنامج يكون أكثر صعوبة من العام السابق، وبالتالي ينتاب التلميذ الكثير من القلق، خصوصًا أن النهار يكون قصيرًا، وما إن ينتهي التلميذ من واجباته، حتى يحلّ الظلام معلنًا بدء الاستعداد للنوم، فيشعر التلميذ بروتين يجعله أحيانًا كئيبًا.

إجازة الربيع فرصة لتخفيف القلق والتوتر، وخلع ثوب الكآبة، والاستمتاع بفصل التفاؤل والألوان. يؤكد التربويون واختصاصيو علم نفس الطفل والمراهق، أنّ الأطفال والمراهقين كما الراشدين يشعرون بالتفاؤل والحماسة مع قدوم الربيع وغالبًا ما تكون لديهم رغبة في الخروج والقيام بنشاطات في الهواء الطلق.

إذًا حان الوقت لأن يضع الأبناء الألعاب الإلكترونية في الخزانة وإن لفترة موقتة، وتفرج الأم عن الدراجة الهوائية، وحذاء التزحلق والكرة والحبل، وتدعو أبناءها للخروج والاستمتاع بالربيع ومشاركة الطبيعة في احتفالها به. فالصحة النفسية والجسدية لا تبنى بين الجدران وأمام الشاشة، بل في الطبيعة ومع الأقران.
والإجازة الربيعية، فرصة للاسترخاء، يشحن خلالها الأبناء طاقتهم فيعودون إلى المدرسة في الفصل الأخير كلهم حماسة لإنهاء عامهم الدراسي بنجاح.

يؤكد التربويون واختصاصيو علم نفس الطفل والمراهق، أهمية تشجيع الأطفال والمراهقين لتمضية الكثير من الوقت في عالم الطبيعة لأنه يساهم في شكل حيوي في نمو الطفل الجسدي والنفسي والفكري. فالطبيعة كما قال عنها جان جاك روسو في روايته «إميل»، تعزّز الجسد وتحرّر المواهب الإنسانية، وتطوّر الأشياء المحيطة بالطفل والمتوافرة لسلوكه وذاكرته وعقله.
ففي إمكانه التواصل مع الطبيعة من خلال تسلق الأشجار، الاستلقاء على المرج الأخضر، ابتكار الألعاب، والركض خلف الفراشات أو فقط الحفر في التراب أو الطين.
فعندما يكون الأطفال في الطبيعة، خصوصًا عندما تكسوها الأزهار، سوف يجدون طرقًا كثيرة للعب، كل هذه الألوان التي حولهم توحي لهم بالكثير من الابتكارات.

ومن خلال التفاعل مع الطبيعة ومع الأطفال الآخرين، يثار فضول الأطفال المعرفي وإبداعهم، ويعزز ثقتهم بأنفسهم عندما يتعلمون أمورًا جديدة.
فاللعب في الهواء الطلق أمر حيوي للأطفال بمختلف الأعمار، ليكشتفوا ويتعلموا الكثير عما يدور حولهم في عالم الطبيعة. كما أنهم سيكشفون الوجه المتفائل والسعيد لأهلهم، بعيدًا عن الواجبات المدرسية وقلق الامتحانات. لذا من الضروري عند الخروج في نزهة ربيعية أن يتحرر الوالدان من بعض القوانين، ويركضا ويلعبا مع أطفالهما، ولمَ لا يشكلان فريقي لعب يتنافسان على سباق القفز في الأكياس! فعندما يشعر الأبناء بتفاؤل والديهما، سوف يشعرون هم أيضًا بالتفاؤل والسعادة.


البدء بيوم ربيعي طويل
إذا كنتِ أمًا عاملة، يمكنك أخذ إجازة ربيعية تمضينها مع أبنائك، وبالتالي لا يشعرون بأن إجازة المدرسة الربيعية مملة، يمضونها أمام التلفزيون والألعاب الإلكترونية ولا شيء تغير. وإذا لم يكن في مقدورك الحصول على إجازة، لا تنسي أن نهار الربيع طويل، لذا يمكنك أن تحوّلي فترة ما بعد الدوام إلى فترة استرخاء لك ولأبنائك، فهم كما أنت أثقلهم الروتين والجلوس في المنزل.

 
ماذا تفعلين في النصف الثاني من اليوم الربيعي؟

  • تعودين إلى البيت وتجدينه في فوضى. لا تغضبي ولا تؤنّبي أبناءك، بل تذكّري مشهد الربيع خلال طريق عودتك إلى المنزل. اطلبي من أبنائك مساعدتك في إزالة الفوضى لأنكم ستخرجون. سوف تفاجئين بحماستهم.
  • لا للمركز التجاري، فهو في النهاية مبنى مؤلف من جدران، بل إلى الطبيعة «درّ». إلى أقرب متنزه من المنزل.
  • شجعي أبناءك على إحضار ألعابهم التي يمكنهم استعمالها في المتنزّه. مثل الدراجة الهوائية، حبل القفز، طابة، حذاء التزحلّق.
  • في المتنزّه شاركي أبناءك الألعاب التي يرغبون فيها مثلاً القفز، أو التسابق، أو ملاحقة الفراشات، ولمَ لا تكتشفون معًا أنواع الزهور التي تتفتح في الربيع. كل تفصيل في الطبيعة الربيعية يثير فضول الطفل.

 

يوم ربيعي كامل

  • لا تدعي أبناءك ينامون حتى ساعة متأخرة من الصباح، بل افتحي نوافذ غرفهم، وانشدي لهم أغنية ربيعة تغمرهم بالتفاؤل وخطّطوا معًا ليوم ربيعي فريد في أحضان الطبيعة.
  • اسأليهم عن المكان الذي يرغبون في تمضية يوم ربيعي فيه. قد تكثر الاقتراحات وكل واحد يريد مكانه المحدّد، فمنهم من يريد الذهاب إلى الشاطئ، ومنهم من يريد نزهة خارج المدينة، ومنهم من يريد أن يذهب إلى المتنزّه القريب.
    عندما تكثر الاقتراحات، عليك أن تبرمجيها، أي تحققيها على مدار الإجازة الربيعية، فتعيّنين يومًا لكل اقتراح من اقتراحاتهم. مثلاً نزهة خارج المدينة تكون يوم العطلة الأسبوعية برفقة الوالد، الذهاب إلى الشاطئ يوم الإثنين... .
  • حوّلي حديقة المنزل إلى فسحة لاستكشاف الطبيعة، وملتقى الأصدقاء. إذا كان لديك حديقة، يمكن أن تنظمي حفلة ربيعية، يدعو أبناؤك أصدقاءهم لتمضية يوم ربيعي في حديقتهم.
    حضّري لهم الوجبات الربيعية، واجعليهم يساعدونك في ذلك، كما يمكن السماح لهم بتنظيم مسابقات مرحة مثل القفز على الحبل، أو سباق القفز في الكيس الكبير.
  • اسمحي لهم ببعض الحرية عندما يكونون في الطبيعة. قد يتشاجر أبناؤك في ما بينهم، ولكن هناك من سيبادر إلى المصالحة، قد يتعاركون ويتنافسون، لكنهم سيقبلون الخسارة ويستمتعون بطعم الفوز.
    قد يسقط طفلك عن الدراجة، ولكنه سيتعلم كيف يتجنب السقوط في المرات الآتية، قد يتعرض لضربة كرة من طريق الخطأ، لكنه في المرّة المقبلة سيعرف كيف يردّها. إنه اللعب في الهواء الطلق الذي يعزز مهارات الطفل، وينمّي مناطق الذكاء التي يهجرها عندما يبقى طوال النهار بين جدران المنزل، ويكون التلفزيون أو الكمبيوتر أنيسه

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة