راغدة درغام: «بيروت إنستيتيوت» مؤسسة فكرية عربية ببعد دولي

راغدة درغام,بيروت إنستيتيوت,مؤسسة فكرية,عربية,بعد دولي

16 سبتمبر 2015

راغدة درغام، الإعلامية التي اخترقت ما كان يعتبره الإعلامي الرجل حكرًا عليه، فبرعت في مجال النقد والتحليل والرأي السياسي على مستوى دولي لتصبح مرجعًا موثوقًا. وظّفت خبرتها الإعلامية وصدقيتها، وحلمت بمؤسسة تشبه بيروت مسقط رأسها والمدينة التي تعشقها، وتحملها في وجدانها وقلبها. مؤسسة تعكس روح بيروت بتنوّعها الفكري والسياسي والديني والإبداعي، وبعديها العروبي والدولي، فسمّتها «بيروت إنستيتيوت». تعثّر عقد المؤتمر التأسيسي للمؤسسة، بسبب الحالة الأمنية التي دهمت بيروت قبل سنتين، ولكنها عادت لتعقد قمّتها الأولى في ضيافة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات. عن «بيروت إنستيتيوت» وقمّتها الأولى تحدّثت راغدة درغام إلى «لها».


- كيف تعرّفين «بيروت إنستيتيوت»؟
«بيروت إنستيتيوت» مجمّع فكري مستقل وعصري انبثق من المنطقة العربية. وتسعى هذه المؤسسة إلى تحقيق تأثير عملي تطلعي وإيجابي مستدام على صعيد السياسات المحلية والعالمية المرتبطة بقضايا المنطقة العربية بصفتها وجهة وعنوانًا محوريًا للمهتمين بما يحدث في المنطقة وفي العلاقات العربية مع الشرق والغرب.
مؤسستنا تهدف الى تمكين الأجيال الجديدة من صناعة الحاضر والمستقبل عبر منبر لهم. فهذا الجيل حذق، ومن حقه أن يحجز لنفسه مكانًا في صنع المصير.

- بعد مرور أكثر من أربع سنوات على تأسيسها، تخرج قمة «بيروت إنستيتيوت» إلى النور في ضيافة إمارة أبو ظبي، ما سبب عدم عقدها في العاصمة اللبنانية؟
بالفعل حاولنا أن نعقد أول مؤتمر تأسيسي في بيروت قبل سنتين، وتمكنّا من الحصول على رعاية رئيس الجمهورية آنذاك، إضافة إلى حضور ثلاثة رؤساء آخرين، ومشاركة مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية.
كنا متأهبين لهذا المؤتمر التأسيسي، ولكن للأسف منعتنا الظروف الأمنية من تحقيق ذلك، ولم نتمكن من المضي فيه، لأنه لو عقد في تلك الفترة لكان المؤتمر اقتصر على المشاركة اللبنانية.  ونحن لسنا مؤسسة لبنانية فقط، وإنما مؤسسة فكرية للمنطقة العربية ذات بعد دولي.

- لماذا وقع اختياركم على إمارة أبو ظبي لعقد أول قمة لـ «بيروت إنستيتيوت»؟
اجتمعنا، مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري في دبي، واتُخذ القرار لعقد قمة «بيروت إنستيتيوت» عام 2015 في مكان ما. بدأنا الاتصال وتوجهنا إلى أبوظبي، إلى الشيخ عبدالله بن زايد، لنطرح فكرة استضافة أبو ظبي لقمة «بيروت إنستيتيوت»، ووافق مشكورًا وبدأنا التحضير لهذا الحدث. ولاستضافة عاصمة عربية القمة الأولى لـ «بيروت إنستيتيوت» أهمية كبرى تأتي من جوانب عدة.
أولاً، إنها شهادة على أنها مؤسسة للمنطقة العربية، وليس لبلد واحد فقط. ثانيًا، القمة ستكون عالمية، وسيحضرها كبار الشخصيات من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والمنطقة العربية، بالتالي ستكون تجمّعًا عالميًا، وإثباتًا وتأكيدًا لهوية «بيروت إنستيتيوت» بأنها مؤسسة فكرية عربية ببعد دولي.
ونحن فخورون بأنّه قد تمّ تأكيد حضور أكثر من مئة شخصية عالمية للمشاركة في هذه القمة التي تعقد في 10 و11 تشرين الأول/ أوكتوبر في أبو ظبي. وستكون في الواقع مناسبة فريدة من نوعها، لأنها لن تكون قمة سياسية واقتصادية فحسب، وإنما ثقافية وإبداعية تبحث في الأمور التي تهم المنطقة العربية.

- ما الأهداف التي تسعى إليها قمّة «بيروت إنستيتيوت»؟
تسعى قمّة «بيروت إنستيتيوت» إلى تحقيق تأثير عملي تطلعي إيجابي ورؤيوي على صعيد السياسات المحلية والإقليمية والعالمية المرتبطة بالمنطقة العربية. ومن الناحية الفكرية، علينا أن نستبق الأمور. وكمؤسسة فكرية، علينا توقّع الحدث والتفكير في الاختيارات. فلا بد من التفكير وبعمق في أي وضع تمر به المنطقة العربية، سواء كان إيجابيًا أو زلزاليًا مخيفًا.

- ما هي المواضيع المطروحة وإلى أي مدى ستكون الأحداث التي تشهدها المنطقة حاضرة في القمة؟
عنوان القمة «تموضع المنطقة العربية في الرقعة العالمية بما يتعدى الاقتصاد السياسي والتهديدات الامنية». تحت هذا العنوان نبحث في كيفية إعادة تموضع المنطقة العربية في الفلك الدولي، وليس من منطلق الاقتصاد السياسي فقط، أو التحديات الأمنية التي تأتي من الداعشية وغيرها.
ستكون القمة ورشة فكر وتفكير في الخيارات المتاحة لهذه المنطقة العربية في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران والعلاقة الدولية الجديدة بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية. أين هي المنطقة العربية في الفلك الدولي والاتفاقات الدولية؟ وأين ستكون هذه المنطقة بعد عشر سنوات؟

- ما هي الفعاليات التي تتضمنّها قمّة «بيروت إنستيتيوت»؟
تشمل فعاليات القمة حلقات حوارية سياسية واقتصادية واجتماعية رفيعة ومداولات مع صنّاع القرار، بالإضافة إلى حفل العشاء التكريمي السنوي الذي سيتم فيه تقدير شخصيات متميزة على إنجازاتها، ومن بين المكرّمين الأمير الراحل سعود الفيصل والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.
تسبق الافتتاح الرسمي للقمة، جلسات الحلقة السياسية المستديرة، حيث تجتمع 120 شخصية صانعة قرار من القطاعات الخاصة والحكومية والإبداعية، وتشارك في كل دائرة 30 شخصية.
ستكون هذه الجلسات بمثابة جلسات عصف ذهني مغلقة وحصرية تستطلع آراء المشاركين العرب والدوليين وأفكارهم إزاء التحولات في المنطقة، وذلك للخروج بتوصيات وخيارات يتم تقديمها لاحقًا إلى كبار المسؤولين المعنيين في المنطقة العربية والعالم.
صُمِّمت القمّة لتكون منبرًا للنقاش والتفاعل بين قادة القطاع العام والخاص والمنظمات غير الربحية. وستتضمن الجلسة الختامية مناقشات تفاعلية مع المشاركين في القمة وستختتم بإعلان «بيروت إنستيتيوت» من أبوظبي.

- هناك الكثير من المؤسسات الفكرية العربية. ما الفارق بينها وبين «بيروت إنستيتيوت»؟
هذا صحيح ودليل عافية. بل إنّ المنطقة العربية بحاجة إلى المزيد من المؤسسات الفكرية. هناك مؤسسات أتت من الغرب، مثل كارنغي وبروكينغز وغيرهما تعمل ضمن المنطقة العربية، وتُحسن عملها بجدارة.
«بيروت إنستيتيوت» مؤسّسة انبثقت من المنطقة العربية ليكون لها مدّ عالمي. وأحب أن أؤكد أننا مؤسسة مستقلة هويتنا الحداثة والاعتدال، وهدفنا أن نجمع صفوف الفكر البنّاء والحوار، والاهتمام بمستقبل المنطقة العربية.
نحن لا نتبع دولة أو أيديولوجية أو حزبًا. لنا علاقة متميزة مع الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الذين نجمعهم في غداء عمل للإضاءة على مسائل مطروحة أمامهم.

- أنشأت «بيروت إنستيتيوت» في فترة يشهد فيها العالم العربي الكثير من الصراعات والأحداث التراجيدية. ألم تخشي الفشل في ظل تردّي الأوضاع على كل الصعد؟
وُلدت لدي فكرة «بيروت إنستيتيوت» عام 2010. فقد آلمني الشعور بالإحباط والاستقالة الفكرية عند الكثير من المبدعين العرب، وشعورهم باليأس من مستقبل المنطقة العربية الذي أنتج بدوره، في كثير من الأحيان، شعورًا باللامبالاة.
لذا عملت على استثمار كل خبرتي وسنوات عملي، وعلاقاتي في هذه المؤسسة، إضافة إلى سلاحي  الذي لا أتخلى عنه وهو التفكير الإيجابي البنّاء، للعمل معًا كي نؤثر في مستقبلنا. ورشات العمل التي تنظمها «بيروت إنستيتيوت»، تقدّم وجهات نظر يمكن الأخذ بها لدى صنّاع القرار في المنطقة العربية، كما تساهم في تطوير العمل الديموقراطي. أنا مؤمنة بأن المؤسسات الفكرية ضرورية لبناء الفكر الديموقراطي في المنطقة.
وأتمنى أن تحقق القمة نقلة نوعية في الاحتفاء بمبدعينا ومثقفينا، لنفكر معًا بمستقبل منطقتنا كي لا ننسى أن في هذه المنطقة كفاءات وتنوعًا وإيجابيات، يجب الاستفادة منها وبلورتها.

- ذكرت أن هناك ورش عمل لجيل الشباب. كيف وجدت العمل معه والاحتكاك المباشر به؟
من الظلم اليوم الحكم على الشباب العربي الذي نهض وانتفض، واعتبر أنه أنجز ما يسمّى «الربيع العربي» ثم صودرت إنجازاته، ووجد نفسه ضحية هذه المصادرة.
فالشباب العربي يمرّ بفترة عصيبة، جزء منه انجرف بموجة التطرف، وجزء آخر وجد نفسه ضحية التطرف، وجزء أخير يُقدم على العلم ويؤمن بقدراته، وهناك من لم تتح له فرص التعلم. ورغم ذلك لدى بعض الشباب إصرار وعزيمة على التغيير، ويجب العمل على تغيير النظرة السلبية إليه.
من خلال «بيروت إنستيتيوت» نريد بلورة أفكار المثقفين العرب الشباب الذين يرفضون هذه الصورة القاتمة». فالمجلس الاستشاري يضم عددًا كبيرًا من الشباب الناشطين في العلم والسياسة والفن.
ولكن لم نطلق بعد ورش عمل فكرية خاصة بالشباب، فإمكاناتنا المادية ضئيلة ونأمل أن تكون القمّة نقطة انطلاق إلى توسيع نشاطاتنا لتتركز على برامج للشباب.

- ما هي الصعوبات التي واجهتها، خصوصًا أنك امرأة مستقلة؟
لا أنكر أن الحلم كان كبيرًا في البداية، وتوقّعت بتشجيع من بعض أصدقائي القادرين ماديًا، أن تكون «بيروت إنستيتيوت» مشروعًا قابلاً للتنفيذ الفوري بدعم وسخاء. لكن ذلك لم يحدث، ولن أندم أبدًا، وإذا أثمرت الجهود وانطلقت «بيروت إنستيتيوت» كما تصوّرت فهذا رائع، أما إذا فشلت، فلن يكون فشلي وحدي، بل فشل الآخرين الذين أحبطوني. في النهاية هذه مؤسسة لا تصنعني كراغدة درغام. ولكن من الجميل إذا تمكنت من العطاء على هذا المستوى ومن بناء مؤسسة من هذا النوع لها مستقبل مؤثر في مستقبل الديموقراطية في المنطقة العربية، وفي صنع القرار العربي، وفي مستقبل الشباب العربي وثقته بنفسه وبقدراته على البناء.

- إذاً مررت بفترة إحباط؟
صحيح. مررت بمراحل كانت محبطة جدًا إلى درجة كنت أقول: «أستسلم. لن أكمل. ما الذي يجبرني؟». لكن ابنتي ثاليا ذات الـ 25 عامًا، كانت تقول لي: «امضي ماما، ثابري. لن يضيع عملك. لا تيأسي. فقد أنجزت الكثير».
كلما أسمع هذا الكلام، أعود وأشعر بالحماسة. كانت ثاليا المنشط بالنسبة إلي. فهي من شاركتني في تأسيس بيتنا الصغير في نيويورك، ورافقتني خطوة خطوة، وتدرك العمل الشاق الذي قمت به. كانت تراني بعد انتهاء عملي اليومي، بصفتي مديرة مكتب «الحياة» في نيويورك وكاتبة مقال أسبوعي، أمضي ساعات المساء في الاتصالات والتخطيط.
ولأنني مؤمنة بأن اليأس مضر فلن أستسلم له. فإذا كُتب لهذه المؤسسة النجاح والبلورة فسأكون سعيدة. وإذا لم يكتب لها النجاح، أكون راضية عن نفسي لأنني بذلت كل جهدي، وعملت كل ما في وسعي لإيماني بأهمية هذه المؤسسة لبيروت وللمنطقة العربية أجمع. 

- إذاً كان كل الثقل عليك؟
نعم، لناحة التأسيس وإقناع الآخرين بفكرتي. ولكن على الرغم من كل الإحباط الذي عشته، هناك أشخاص كثر آمنوا بفكرتي وساندوني. فأنا لست وحيدة، بل هناك مجلس إدارة وشخصيات لامعة نتعاون جميعًا لإنجاح هذه المؤسسة، وما تسعى إليه من احتفاء وتنوّع المنطقة العربية. ونحن في «بيروت إنستيتيوت» مثال التنوع. والكل يبذل جهودًا لإنجاح المؤسسة وتثبيت وجودها في المنطقة العربية. واليوم وصلنا إلى تنظيم قمة في أبو ظبي، وأتوجه بالشكر إلى حكومة أبو ظبي لتقديم الدعم لتغطية جزء من نفقات القمة، لأنها تريد تشجيعنا.

- من هم أعضاء مجلس إدارة «بيروت إنستيتيوت»؟
أنا راغدة درغام، المؤسس والرئيس التنفيذي. الأمير تركي بن فيصل آل سعود، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. السفير الأخضر الإبراهيمي، وزير سابق في الجزائر، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية. الدكتور عبدالكريم الإرياني، رئيس الوزراء السابق في اليمن. الدكتور عمرو موسى، وزير الخارجية السابق في مصر والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية.
السيد مروان خير الدين، عضو مجلس الإدارة، المدير العام لبنك الموارد. الدكتور برهم صالح، رئيس الوزراء السابق في كردستان العراق، نائب رئيس الوزراء السابق في العراق. السيد طلال الشاعر،  رئيس مجلس إدارة دار الهندسة للاستشارات. السيد طلال الزين، الرئيس التنفيذي والشريك في الاستثمارات البديلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في  Investments PineBridge. السيدة نهلة حيدر، عضو لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW). والأستاذ بديع مكرزل، الشريك الإداري، Huqooq للممارسة القانونية.

- إلى أي مدى تشعرين بوفاء الدول العربية لمدينة بيروت؟
هناك وفاء كبير وصادق لمدينة بيروت عند أصحاب القرار في الوطن العربي. فهي ما زالت تنبض في القلب العربي وفي صميم الوجدان العربي وفي السعادة العربية. الحق بالسعادة والتفكير الحر مرادف لمدينة بيروت.

- معظم المؤسسات أو الجمعيات التي تؤسسها نسوة تهتم بشؤون المرأة أو المرأة والطفل، فيما «بيروت إنستيتيوت» مؤسسة فكرية. ألم يكن من الأسهل لك تأسيس مؤسسة تعنى بشؤون المرأة؟
لربما. إنما أردت أن أقول من خلال هذه المبادرة لمَ لا تكون هناك امرأة عربية تؤسس مؤسسة فكرية للمنطقة العربية ببعد دولي؟ هذا يشجع نساءنا. وأعتبره إنجازًا مُرضيًا على المستوى الشخصي. فمساهمة المرأة في صنع القرار الاستراتيجي السياسي بديهية. وحين يدّعي الرجل أنه هو من يصنع القرار، فإنه يختبئ وراء إصبعه ويتظاهر بأن هذا هو الواقع. في حين أن للنساء دورًا فعّالاً في مواجهة العنف وصدّ الارهاب.
وأنا لا أقلل من شأن الجمعيات النسوية، فما يقمن به ويناضلن لأجله أمر يستحق التقدير والاحترام، ومن الضروري أن يكون هناك تكاتف في ما بيننا. أما «بيروت إنستيتيوت» فهي نتاج خبرتي، وما أعرفه وأتقنه في عملي الصحافي. فأنا ابنة الأمم المتحدة وأشارك في المؤتمرات الدولية وعضو في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك.
وبالتالي أستفيد من كل هذا وأوظفه في خدمة «بيروت إنستيتيوت» كمؤسسة فكرية للمنطقة العربية ذات بعد دولي.

- لماذا الاسم «بيروت إنستيتيوت» وليس مثلاً «راغدة درغام إنستيتيوت»، كما يفعل كثر ممن ينشئون نوعًا كهذا من المؤسسات؟ 
بمنتهى التواضع، أقول الحمدلله إنّ السمعة التي حققتها في عملي الصحافي جعلت الذين سمعوا بـ «بيروت إنستيتيوت» يقولون إنها راغدة درغام المؤسسة وأنا أفتخر بذلك. وفي المقابل، هناك من عاتبني وقال: «لماذا أسميتها بيروت، ألست تلبننينها؟ هناك من أراد أن يتبناها، ويطلق عليها اسماء مدن أخرى.
قلت لا، لأنني أؤمن بأن بيروت تستحق مني أن أكرّمها. فأنا أعشق بيروت، وهي مسقط رأسي وأعطتني الكثير وهي عاصمة مهمة ونموذج للانفتاح على الآخر والاعتدال وعشق الحرية. بيروت تشبهني، وأنا أشبهها.